شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، فعاليات النسخة الثالثة من معرض التجارة البينية الإفريقية «IATF 2023»، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.

وتستهدف فعاليات النسخة الثالثة من معرض التجارة البينية الإفريقية «IATF 2023» برعاية البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير ومفوضية الاتحاد الإفريقي وسكرتارية منظمة منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية؛ تعزيز فرص التجارة والاستثمار، والتى تستمر فعالياتها حتى بعد غد الأربعاء.

معرض التجارة البينية الإفريقية


كما يستهدف المعرض زيادة معدلات التجارة البينية بين الدول الإفريقية وعرض الفرص والمقومات الاستثمارية الكبيرة المتاحة بالقارة السمراء، حيث تحرص وزارة التجارة على تقديم كافة أوجه الدعم للجهات المنظمة والدول والشركات المشاركة للخروج بالمعرض بالشكل اللائق بمكانة مصر الإقليمية والعالمية.

في هذا الصدد، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن أفريقيا تتمتع بقدرات اقتصادية وموارد طبيعية هائلة يجب استغلالها لدعم التجارة بين دول القارة الأفريقية.

وأضاف السيسي، خلال معرض التجارة البينية الأفريقي الثالث بالقاهرة اليوم الاثنين أن هذا الأمر لا يتطلب سوى التنسيق والتعاون الإيجابي بين الدول وبعضها البعض بمساعدة ودعم الشركات التي يمكنها القيام بهذا الدور.

وأشار إلى أن مصر مهتمة بدعم ولعب دور إيجابي فيما يعود بالنفع على الشعب.

وتابع: أفريقيا لديها المهارات والقدرات، ولكن قد تكون هناك بعض العقبات والمشكلات التي تعيق هذا الأمر، ومصر مهتمة بالقيام بالبناء والتنمية والتعمير والتعاون في هذه المجالات، وإطفاء الحرائق إذا لزم الأمر.

من جانبه توجه مفاوض التنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والسياحة والتعدين بالإتحاد الإفريقي، بالشكر لحكومة وشعب مصر لحفاوة الاستقبال منذ وصولهم، مثمنا مجهودات مصر التي استضافت معرض التجارة البينية.

وأضاف خلال افتتاح المعرض الإفريقي للتجارة البينية بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: “إن منطقة التجارة الحرة القارية لديها أجنحة خاصة بها، وهذا المعرض يعقد في وقت يشوبه عدم الاستقرار والتغيرات المناخية وأحداث أخرى وتجزئة التجارة العالمية، وكل ذلك كان يدفعنا أن نعمل بمرونة”.

وتابع مفاوض التنمية الاقتصادية، أن هذا المعرض يحتوي العديد من المعلومات حول التجارة لدفع التجارة البينية الإفريقية وفقا للدول والحكومات، وهذا جزء من عملية التكامل حتي تمضي إفريقيا قدما نحو التنمية.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المعروضات المقدمة فى المعرض ومكان للعارضين، ومنها الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والناشئة.

التجارة البينية الإفريقية

تقام الدورة الثالثة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات تحت عنوان ربط الأسواق الإفريقية وينظمها بنك التصدير والاستيراد الإفريقي (أفريكسيم بنك) بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وصندوق النقد الدولي.

ويعقد المعرض في مصر للمرة الثانية إذ أقيمت دورته الأولى عام 2018 وشهدت نجاحا كبيرا سواء من حيث عدد المشاركين أو حجم الأعمال والفعاليات المنظمة، وهو ما ساهم في تشجيع الأطراف المنظمة للمعرض لإقامة الدورة الحالية على أرض مصر، مشيراً إلى أن هذه الدورة من المعرض تأتى وسط تحديات دولية عالمية وإقليمية وظرف اقتصادي عالمي عصيب منذ جائحة كورونا التي أثرت بالسلب على عدد كبير من الدول الأفريقية وما زالت دول العالم والدول الأفريقية من بينها تعاني للتخفيف من حدة هذه الأزمات المتلاحقة.

وتهدف اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية إلى زيادة سرعة التجارة البينية الأفريقية بين الدول الأفريقية وتوفير فرص ومكونات الاستثمار من خلال أكبر اتفاقية متاحة في القارة الأفريقية.

وأعلن أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، خلال فعاليات الافتتاح الرسمي لمعرض التجارة البينية الإفريقية، عن توقيع العديد من البروتوكولات والاتفاقيات وصلت إلى ما يقرب إلى 3 مليارات دولار، وما تلاها من فرص تبادل تجاري تقدر بحوالي 10 مليارات دولار؛ الأمر الذي يعكس عمق التعاون التجاري بين دول القارة.

من جانبه قال محمد عطية الفيومي، أمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية، إن مصر تلعب دورا هاما في تنشيط التجارة، وتعكس استضافة مصر لمعرض التجارة البينية للمرة الثانية دورها في خلق فرص مع الدول الإفريقية بما يحقق التكامل الاقتصادي بين مصر والدول الإفريقية.

وأضاف الفيومي في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن معرض التجارة البينية الإفريقية 2023 بالقاهرة، يهدف إلى زيادة الصادرات المصرية من خلال تحقيق شراكة حقيقية بين الدول الإفريقية والشركات والمصانع، وكذلك زيادة حركة التجارة البينية في قارة إفريقيا حيث يشارك في المعرض 57 دولة، من مختلف القطاعات الإنتاجية والاقتصادية في كل الدول الأفريقية.

وأوضح أمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية، أن معرض التجارة البينية الإفريقية يعد خطوة جيدة للمضي قدما نحو مزيد من التكامل وزيادة الاستثمارات البينية والمشروعات المشاركة ويساعد على تعميق الصناعة وإحلال الواردات بمنتجات مصرية، بما يساهم في خدمة شعوب القارة ومساعدتهم على تحسين المستويات المعيشية.

جدير بالذكر، أن التجارة البينية بين الدول الإفريقية أقل بالنسبة لإجمالي حجم تجارة هذه الدول مع الشركاء التجاريين من خارج القارة، ومن هنا تأتي أهمية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية "AfCFTA" والتي تهدف إلى إنشاء سوق إفريقية واحدة للسلع والخدمات وتسهيل حرية حركة الأشخاص ورؤوس الأموال والاستثمار لتعميق التكامل الاقتصادي وتعزيز وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والشاملة، والمساواة بين الجنسين والتصنيع، والتنمية الزراعية، والأمن الغذائي.

وتأتي استضافة مصر لهذا المعرض في إطار اهتمام القيادة السياسية بالعلاقات الإفريقية؛ حيث يشمل المعرض عددًا من الندوات الحوارية في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى مدار الثلاثة أيام الأولى للمعرض يتم توقيع العديد من البروتوكولات والاتفاقيات التي تصل إلى 10 مليارات دولار الأمر الذي يعكس عمق التعاون التجاري بين دول القارة.

وتعد هذه المنطقة أكبر منطقة تجارة حرة في العالم إذ تضم 55 دولة من أعضاء الاتحاد الإفريقي و8 مجموعات اقتصادية إقليمية، وتسعى إلى إنشاء سوق قارية واحدة يبلغ عدد سكانها حوالي 1.3 مليار نسمة بإجمالي ناتج محلي يبلغ 3.4 تريليون دولار، كما ستسهم المنطقة في تعزيز سلاسل القيمة الإقليمية في قارتنا، وزيادة الاستثمارات وتوفير فرص العمل، وتعزيز التصنيع المشترك وبالتالي رفع القدرة التنافسية لإفريقيا على المدى المتوسط إلى الطويل، ومن المتوقع أن تسهم المنطقة في زيادة حجم التجارة البينية الإفريقية بنسب متزايدة في كل من السلع والخدمات والمشروعات الاستثمارية للوصول إلى "صنع في إفريقيا" لتغزو الأسواق العالمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض التجارة البينية معرض التجارة البينية الأفريقية التجارة البينية السيسي معرض التجارة البنك الافريقى معرض التجارة البینیة الإفریقیة الدول الإفریقیة الدول الأفریقیة التجارة الحرة ملیارات دولار دول القارة العدید من بین الدول

إقرأ أيضاً:

فساد الكهرباء في عدن.. مليارات مهدورة وثورة شعبية تلوح في الأفق

يمانيون | تقرير
في ظل صيفٍ لاهبٍ وحرارة لا تُطاق، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس، ومع كل ساعة انطفاء، يتراكم الغضب الشعبي ويقترب المشهد من لحظة الانفجار.. أزمة الكهرباء في عدن لم تعد أزمة خدمية عابرة، بل أصبحت تجلّياً صارخاً لحالة الانهيار والفساد الذي ترعاه دول العدوان السعودي الإماراتي، وتغطي عليه حكومة الفنادق، وسط معاناةٍ تنذر بانتفاضة قادمة ضد أدوات الاحتلال ومشاريعه التدميرية.

فساد ممنهج وغياب للرقابة
تفاصيل الفساد في قطاع الكهرباء بعدن تكشف عن شبكة معقدة من الصفقات المشبوهة، والنهب المنظّم الذي يتم تحت أعين، بل بمباركة، من التحالف السعودي الإماراتي.. تقارير صادرة عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الموالي لحكومة الفنادق أظهرت بوضوح كيف تم التعاقد مع شركة أجنبية تدعى “برايزم إنتر برايس” لتوفير طاقة على متن سفينة عائمة بقدرة 100 ميجاوات مقابل 128 مليون دولار، بعقد مدته ثلاث سنوات.

ما يثير الدهشة في هذا العقد أنه تم تمريره دون مناقصة عامة، وبشروط مجحفة تهدر المال العام، أبرزها دفع 12.8 مليون دولار مقدماً دون ضمانات بنكية، ما يفتح الباب واسعاً أمام التلاعب والتنصل من الالتزامات، في وقت لا يجد فيه المواطنون في عدن قوت يومهم ولا كهرباء تقيهم حر الصيف.

سباق على النهب
ليست هذه الصفقة سوى رأس جبل الجليد. فقد كشفت مصادر إعلامية في وقت سابق أن حكومة ما يسمى بـ”الشرعية” المقيمة في الرياض تورطت في مناقصتين مشبوهتين لتوريد الوقود لمحطات الكهرباء، بتكلفة تجاوزت 15 مليون دولار، ضاعت في دهاليز الفساد، وتحديداً عبر شخصيات مقربة من رئيس الحكومة السابق معين عبدالملك، أبرزهم المدعو أنيس باحارثة، مدير مكتب رئيس الوزراء الحالي، الذي أصبح اسمه مرادفًا للسمسرة والابتزاز.

كما تكررت حالات التعاقد غير القانوني لتوريد مشتقات نفطية بمبالغ وصلت إلى 285 مليون دولار خلال العام 2022، وسط تجاهل تام لقوانين المناقصات، الأمر الذي يعكس مستوى الفوضى والعبث المسيطر على القطاعات الحيوية في المناطق المحتلة.

عقود وهمية ومشاريع دون جدوى
الفساد لم يقف عند عقود الطاقة، بل امتد إلى مشاريع تحديث مصافي نفطية بقيمة 180.5 مليون دولار مع شركة صينية، رغم عدم الحاجة الفعلية لها، إلى جانب تشغيل سفن مثل “أميرة عدن” و”لؤلؤة كريتر” دون أي إنتاج حقيقي، مع دفع أجور باهظة مقابل خدمات معدومة، ما يكشف عن هدر مالي ممنهج.

كل هذه الوقائع، إلى جانب عقد شراء الطاقة من “برايزم إنتر برايس” بشروط تضمن الربح الكامل للشركة على حساب الشعب، رسمت صورة متكاملة للفساد العميق الذي ينخر قطاع الكهرباء في عدن، ويكشف في الوقت ذاته الدور التخريبي لدول العدوان السعودي والإماراتي، التي تصر على إبقاء الجنوب في دوامة الفوضى والحرمان.

عدن تختنق.. والغضب يتصاعد
أمام هذا المشهد الكارثي، لم يجد أبناء عدن سوى الشارع للتعبير عن سخطهم. التظاهرات التي اجتاحت المدينة في الأسابيع الأخيرة جاءت كرد فعل طبيعي على تراكم الأزمات، وعلى رأسها الانقطاع المتواصل للكهرباء في ذروة الصيف، وسط تجاهل تام لمعاناة الناس وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية.

محاولات قمع المتظاهرين لم تفلح في إسكاتهم، بل زادت من حجم الغليان، ورفعت من سقف المطالب التي تجاوزت حدود تحسين الخدمات لتصل إلى رفض الاحتلال وأدواته، والدعوة إلى إسقاط منظومة الفساد التي استباحت الجنوب وموارده.

ثورة تلوح في الأفق
بات من الواضح أن ما يجري في عدن ليس مجرد أزمة خدمية، بل مقدمات لثورة شعبية عارمة، خاصة وأن الشارع بات يدرك أن معاناته ليست قدراً، بل نتاج مباشر لسياسات الاحتلال ونهب التحالف السعودي الإماراتي للثروات، وتغطيته لحكومة لا تمتلك قراراً وطنياً، ولا ترى في المواطن سوى أداة للتربح والنهب.

عدن اليوم تقف على حافة التحول، ومن رحم المعاناة يولد الوعي، ومن بين ركام الانطفاءات تولد شرارة الرفض، وما لم يتم التوقف الفوري عن هذا النهب المنظم، فإن ثورة الجياع والمقهورين قادمة لا محالة، ولن تميز بين فاسد وآخر، بل ستجتث كل منظومة الاحتلال والفساد التي أوصلت الجنوب إلى هذا المصير المظلم.

مقالات مشابهة

  • 4.2 تريليون دولار أمريكي مجموع القيمة السوقية لأسواق المال الخليجية
  • أبل تكشف أرقامًا ضخمة: متجر App Store حقق 406 مليارات دولار في 2024... و90% منها دون عمولة
  • فساد الكهرباء في عدن.. مليارات مهدورة وثورة شعبية تلوح في الأفق
  • رئيس الوزراء القطري يبحث مع رئيس المفوضية الأفريقية حل أزمة رواندا والكونغو
  • 12 ميدالية ذهبية و16 جائزة لطلاب أكاديمية طويق في مسابقة “itex” بماليزيا
  • بعد جمع 5 مليارات دولار من بيع سندات.. أرامكو قد تلجأ لأسواق الدين مجدداً
  • وزير الطيران: مصر تمثل صوت القارة الإفريقية داخل منظمة الطيران المدني
  • كامل الوزير: شركة «الجسر العربي» نموذج ناجح للشراكة العربية ‏ودعم التجارة البينية
  • تعاون مصري جزائري لإقامة مشروعات تنموية في الدول الإفريقية
  • اجتماع تنسيقي هام تحضيراً لمعرض التجارة البينية الإفريقية المقرر بالجزائر