تداول عدد من الأمريكيين رسالة كتبها أسامة بن لادن قبل ما يقرب من 16 عامًا، حيث وجهها إلى الشعب الأمريكي، ليؤكد لهم عن أسباب استهداف جماعته لهم، وليبرز عدم جدوى الحرب الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

في هذه الرسالة التي أُعيد تداولها، قام بن لادن بتقديم توضيحات حول دوافع جماعته لاستهداف الولايات المتحدة.

أكد فيها على معتقداته الدينية والسياسية، مُبرزًا مظاهر عدم الرضا عن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. يشير بن لادن إلى أن استخدام القوة العسكرية لا يُعد حلًا فعّالًا للقضايا الإقليمية، ويؤكد على عدم جدوى الحروب التي تشنها الولايات المتحدة في هذا السياق.

يشدد بن لادن في رسالته على ضرورة فهم الأمريكيين لجوانب التاريخ والثقافة في المنطقة، وكيف يمكن أن تؤدي سياساتهم إلى تصاعد التوترات. كما يُظهر في الرسالة رغبته في التواصل مع الشعب الأمريكي مباشرة، وذلك لنقل رؤيته وتفسيره للتحديات التي تواجه الشرق الأوسط.

يُعتبر إعادة تداول هذه الرسالة أمرًا مثيرًا للاهتمام، حيث تُلقي الضوء على تفكير بن لادن وقضاياه وتحدياته التي واجهها في ذلك الوقت، وتعكس رؤيته الشخصية حول العلاقات بين الشرق والغرب.

رسالة أسامة بن لادن تثير الجدل في الشارع الأمريكي، خاصة في ظل التطورات الراهنة في حرب غزة، أكد الأمريكيون أن هذه الرسالة قد أحدثت حالة من الارتباك بينهم، خصوصًا مع تشابه الأسباب التي أشار إليها بن لادن كسبب لاستهدافهم، والتي يُزعم أن الأمريكان يمارسونها في غزة.

اقرأ ايضًا..في ذكرى 11 سبتمبر.. خبير يكشف كيف تخلصت أمريكا من بن لادن بـ "حبل الغسيل"


في سياق حرب غزة اليوم، أكد الأمريكيون أن تصريحات بن لادن تلامس الواقع الحالي، حيث يشير إلى أن الجرائم ضد الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، بغية تحقيق الأمان الوطني أو بمبرر حرب سريعة لتحقيق النصر في مدة محددة، تُطبق أيضًا من قِبَل القوات الأمريكية في غزة.

أسامة بن لادن

ما يثير القلق بشكل خاص هو التهديد الذي وجهه بن لادن للإدارة الأمريكية، حيث توعد بشن حرب طويلة، تكون فيها الخاسر الأمريكيون. هذا التحذير يُفزع الناس، مما يجعلهم يتساءلون عن طبيعة التحديات التي قد تواجههم في المستقبل القريب.

 

يظهر من خلال هذا السيناريو التشابه بين الأحداث الراهنة وتحذيرات بن لادن، ما يعزز من حالة القلق والاضطراب في أوساط الشعب الأمريكي، ويجعلهم يستفسرون عن تداول السياسات والتصريحات التي قد تزيد من حدة التوترات الدولية.

رسالة بن لادن:

تم تداول رسالة أسامة بن لادن من جديد بين الأمريكيين، وتم ربط الأحداث بحرب غزة والجرائم التي يُزعم أن الأمريكيين يرتكبونها ضد الأطفال والنساء والمدنيين في صفوف الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على دعم الإدارة الأمريكية لهذه الحملة.

رأى الأمريكيون في رسالة بن لادن تحذيرًا لهم بشأن المخاطر التي قد يتعرضون لها بسبب دعمهم لحرب إسرائيل في غزة. اعتبروا الرسالة مظهرًا آخر من مظاهر الاستفزاز والتهديد الذي يشكل تحذيرًا جادًا حول الآثار المحتملة لتورط الولايات المتحدة في الصراعات الإقليمية.

اقرأ ايضًا.."اللي يحضر العفريت".. خبير: أمريكا من صنعت تنظيم القاعدة ومولت "بن لادن" بـ 5 مليار دولار
خطاب بن لادن يقلب الموازين:

لاحظ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن خطاب بن لادن لأمريكا قد تصدر قائمة التريند في الولايات المتحدة. يُعزى هذا الانتشار إلى التشابه بين المحتوى الذي ورد في الرسالة والوضع الراهن في حرب غزة، ما أثار انتباه الناس ودفعهم للتفكير في السياسات والتداولات الدولية التي قد تكون لها تأثير على سمعة الولايات المتحدة في المجتمع الدولي.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بن لادن رسالة بن لادن الولایات المتحدة أسامة بن لادن التی قد حرب غزة

إقرأ أيضاً:

العقوبات النفطية قد تقوِّض نفوذ الولايات المتحدة

قبل 600 سنة تقريبا عندما فتح العثمانيون القسطنطينية تعلَّموا خطرَ الإفراط في التمدد الإمبراطوري.

ففي محاولة لمعاقبة التجار الأوروبيين الذين كانوا يكرهونهم فرض العثمانيون رسوما وعقوبات على سلوكهم طريق الحرير المشهور. رد البرتغاليون بتطوير طرق بحرية إلى آسيا. وقاد الصراع الذي نتج عن ذلك إلى تدهور طويل الأمد لطريق الحرير. لقد أتى الإفراط في ممارسة النفوذ بنتيجة عكسية.

هل يحدث هذا الآن مرة أخرى؟ يجدر بنا أن ننظر في ذلك.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يفرض تعريفات جمركية شديدة التقلب فقط ولكنه يطبق عقوبات أيضا. بالمناسبة كلمة تاريف (تعريف) الإنجليزية والتي تعني الرسم الجمركي مُقترضة من اللغة العربية.

في الأسبوع الماضي فقط وأثناء جولته الشرق أوسطية أعلن ترامب عن عقوبات على الشركات الآسيوية التي تنقل النفط الإيراني إلى الصين. كما يدرس أيضا فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في أعقاب تحرُّك من أوروبا.

يقينا، ترامب ليس أول رئيس أمريكي يفعل هذا. فأسلافه من الرؤساء الأمريكيين تبنوا باطراد فكرة العقوبات منذ عام2001. لكن البيت الأبيض يبدو متلهفا وبشدة لاستخدام هذه الأسلحة الآن ليس فقط في مجال النفط ولكن أيضا في التقنية الحساسة كالرقائق الإلكترونية وفي المال (بإقصاء البلدان عن نظام سويفت للمدفوعات). أو كما كتب إدوارد فيشمان في كتابه الجديد الذي صدر تحت عنوان نقاط الاختناق: النفوذ الأمريكي في عصر الحرب التجارية «القوى العظمى قديما نهضت وعاشت بالسيطرة على نقاط الاختناق الجغرافية كمضيق البسفور. النفوذ الأمريكي في الاقتصاد المعولم يعتمد على نقاط اختناق من نوع مختلف».

على أية حال هنالك مفارقة معيَّنة هنا. فكما رد البرتغاليون على قيود العثمانيين بتطوير طرق تجارية بديلة قوضت نفوذهم، تهدد أهداف ترامب اليوم بفعل نفس الشيء (إيجاد بدائل تقوِّض نفوذ أمريكا- المترجم) وبأسرع من ذلك.

لننظر في أمر النفط. في عام 2022 بعد غزو أوكرانيا فرضت أمريكا وأوروبا عقوبات على صادرات النفط الروسية بأمل ضرب اقتصادها. تماما كما فعلت العقوبات قبل ذلك مع إيران. لكن الحلفاء الغربيين خشوا أيضا من أن يرفع فرضُ حظرٍ كامل أسعارَ النفط. لذلك حاولوا أنصاف الحلول. فقد سمحوا لروسيا بالبيع للبلدان غير الغربية لكن عند أسعار أدنى من السوق أو أقل من 60 دولارا مع فرض العقوبات على المخالفين.

ألْحَقَ ذلك الإجراءُ بعضَ الضرر بروسيا. ويشير بحث اقتصادي صدر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية دالاس أن روسيا عندما حولت وجهة صادراتها النفطية إلى الهند لزمها «قبول خصم حوالي 32 دولارا في مارس 2023 من سعر نفط «أورالز» في يناير 2022 بسبب ارتفاع تكاليف الشحن البحري وقوة المساومة الجديدة التي حصلت عليها الهند.

لكن هذا الضرر خفَّ مع شروع روسيا في استخدام «أساطيل الظل» لنقل النفط. وهي الناقلات التي تتجنب الرصد بإغلاق أجهزة الإرسال والاستقبال.

وفي حين كانت مثل هذه الأساطيل صغيرة في السابق إلا أنها تكاثرت الآن وأوجدت «نظاما دائما وموازيا لتجارة النفط لا يخضع للسياسات والضوابط المعترف بها دوليا»، حسب تقرير للمعهد الملكي للخدمات (الدفاعية) المتحدة.

في الواقع، يشير تحليل اقتصادي حديث استخدم نماذج تعلُّم الآلة إلى أن السفن المظلمة (سفن التهريب التي تتخفَّى عن التتبُّع) نقلت ما يُقدَّر بحوالي 9.3 مليون طن متري من النفط شهريا في الفترة بين 2017 و2023 أو ما يقارب نصف صادرات النفط العالمية عن طريق البحر. وتشكل واردات الصين 15% من هذه التجارة.

يحاول المسؤولون الأمريكيون الحيلولة دون ذلك. ولهذا الغرض صدرت العقوبات الأخيرة ضد الشركات التي تتخذ مقرها في هونج كونج. لكن وكما ذكرت أغات ديماري الباحثة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في كتابها «رد الفعل العكسي» توحي التجارب السابقة بأن العقوبات تنجح حقا عندما تُطبَّق بسرعة وتكون أهدافها واضحة ومدعومة بواسطة الحلفاء (وهذا الشرط الأخير حاسم في أهميته).

ليس واضحا ما إذا كان في مقدور ترامب تحقيق ذلك. فسياسة الرسوم الجمركية التي يتّبعها قضت على ثقة الحلفاء. ومساعي الإدارات الأمريكية السابقة للحد من صادرات التقنية إلى الصين ترتبت عنها جزئيا نتائج عكسية. فبكين تطوّر تقنياتها الخاصة بها وتستخدم أطرافا ثالثة لتهريب الرقائق الإلكترونية.

نفس الشيء حدث مع التمويل. فعندما أقصت أمريكا روسيا من نظام «سويفت» للمدفوعات «قللت بقدر مهم من حجم التجارة الروسية مع الشركات في الغرب». لكنها كانت غير فعالة في خفض التجارة الروسية مع البلدان غير الغربية، حسب ورقة غير منشورة أعدها اقتصاديون ببنك التسويات الدولية. السبب في ذلك «ازدياد استخدام عملات الشركاء في تجارة روسيا مع البلدان النامية». فقد ساعد على التخفيف من آثار عقوبات نظام «سويفت».

كالعادة، لجأ ترامب إلى التشدد. فقد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البلدان التي تطور أنظمة مدفوعات غير دولارية. ربما سينجح في ذلك على ضوء الهيمنة الحالية للدولار. لكن وكما أشارت أغات ديماري في حين توضح التجارب السابقة إلى أن العقوبات قد تكون فعالة أحيانا إلا أن ذلك يستلزم استخدامها على نحو حاسم ومع الحلفاء. حتى مع ذلك يمكن أن تترتب عنها عواقب غير مقصودة.

لذلك كل الأبصار مصوَّبة نحو النفط الإيراني. ربما يسحب ترامب تهديداته. فأسعار النفط هبطت يوم الأربعاء الماضي عندما قال إنه يحرز تقدما في محادثاته مع طهران. لكن إذا لم يحدث ذلك سيشكل نشاط سفن التهريب اختبارا حاسما للتحقق مما إذا كانت لدى فريق ترامب حقا القدرة على تقييد صادرات النفط الإيرانية كما يعتقد. لقد حان الوقت لأخذ العبرة مما حدث لطريق الحرير.

جيليان تيت كاتبة رأي ورئيسة هيئة التحرير بصحيفة الفاينانشال تايمز

عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • العقوبات النفطية قد تقوِّض نفوذ الولايات المتحدة
  • وزارة الدفاع توقع خطاب نوايا مع الولايات المتحدة
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها “مسيرات” المليشيا
  • أول تعليق من الصين على خفض التصنيف الائتماني لأمريكا
  • عائلة عبدالحليم حافظ تشارك رسالة لـ سعاد حسني وتتعرض للهجوم.. مشاعر وانفصال
  • بحضور وزير التموين.. مناقشة رسالة دكتوراه مهنية في إدارة الأعمال حول.. "العلاقة بين نمط القيادة الحرة والولاء التنظيمي" - بجامعة حلوان
  • رسالة ترامب الغامضة تصل بغداد عبر أمير قطر… ما السر؟
  • متى ستنحسر الموجة الحارة التي تؤثر على الأردن؟
  • نجوم من هوليوود ينضمون إلى رسالة تدين الصمت حيال الإبادة الجماعية في غزة
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب