تعمل مصر على تطوير مقترح فلسطيني عربي إقليمي مضاد لمواجهة طروحات إسرائيلية غير مقبولة بشأن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب الراهنة، بحسب أوفير وينتر ومور لينك وآدم شارون في تحليل بـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) ترجمه "الخليج الجديد".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الأحد 17 ألفا و997 شهيدا، و49 ألفا و229 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

والمقترح المصري لغزة بعد الحرب، وفقا للخبراء، "يهدف إلى منع المحاولات المزعومة لفصل مشكلة غزة عن القضية الفلسطينية الأوسع، وحل جوانبها الأمنية والإنسانية فقط".

وأضافوا أن "الخطوط العامة لخطة مصر تتضمن: الإنشاء الفوري لقيادة فلسطينية موحدة ومتفق عليها في قطاع غزة والضفة الغربية، وهذه القيادة يجب أن تكون تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ولا تستبعد حماس بالكامل، وتتمتع بدعم الدول العربية".

كما تتضمن "توفير مساعدات مالية خارجية للسلطة الفلسطينية لإعادة إعمار غزة وصياغة إجماع فلسطيني حول السلطة الفلسطينية؛ مما يسمح لها بحكم غزة بشكل فعال، واستئناف عملية السلام لتوفير خارطة طريق ملموسة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفقا لقرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين".

وتشتمل الخطة أيضا على: "العمل على إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع ضمانات من قوى خارجية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الأمم المتحدة أو الجيوش العربية أو الولايات المتحدة، وتشكيل تحالف إقليمي يضم إسرائيل ويهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار والتنمية والتعاون عبر الحدود"، كما تابع الخبراء.

اقرأ أيضاً

نتنياهو يشكل طاقما سريا لدراسة سيناريوهات ما بعد حرب غزة

فجوات كبيرة

وبحسب الخبراء، فإنه "مما يزيد من تفاقم حالة عدم اليقين بشأن مستقبل غزة في اليوم التالي للحرب، هو وجود فجوات كبيرة بين إسرائيل ومصر".

وأوضحوا أن "مصر ترفض العديد من سيناريوهات لما بعد الحرب التي تدرسها إسرائيل فيما يتعلق بالحكم الإداري والعسكري المستقبلي في القطاع، خاصة تلك التي لا ترتبط بحل شامل للمشكلة الفلسطينية".

وتابعوا أن "السيناريوهات التي تمت مناقشتها في إسرائيل تشمل: نظاما تدعمه قوات دولية من حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، ونظاما تدعمه قوات عربية، وحكومة تكنوقراط، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة".

وأردفوا أن "مصر، في ظل الظروف الحالية، مترددة في تولي مسؤولية الأمن في غزة بعد الحرب، أو الإشراف على أي حكومة بعد الحرب، ولا تميل إلى المشاركة في أي قوة دولية في المنطقة".

وعلى الرغم من الرفض الشعبي للتطبيع، إلا أن مصر ترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، فيما يربطها بغزة معبر رفح البري، وهو نظريا المعبر الوحيد للقطاع الذي لا تسيطر عليه دولة الاحتلال.

وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل الحرب الراهنة أوضاعا كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

اقرأ أيضاً

مصر تحذر إسرائيل وأمريكا من "قطيعة" حال تهجير الفلسطينيين لسيناء

شكوك مصرية

و"يبدو أن مصر تعارض فكرة ضرورة تحقيق إسرائيل كافة أهدافها في الحرب: هزيمة حماس والتهرب من المسؤولية عن حكم غزة وتسليم العبء إلى اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى أجل غير مسمى"، كما زاد الخبراء.

وتابعوا أن "مصر ترفض أي وجود عسكري إسرائيلي مستمر في غزة بعد الصراع، سواء في شكل إعادة احتلال كامل أو منطقة أمنية أو حواجز على طول الحدود".

ويُصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب غزة، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل للقطاع منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال المستمر لفلسطين منذ عقود.

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

واعتبر الخبراء أن "إحجام مصر عن قبول الأفكار الإسرائيلية ترجع جذوره إلى الشكوك حول رغبة إسرائيل وقدرتها على إلحاق هزيمة حاسمة بحماس وإقامة واقع مستقر وآمن في القطاع وعلى طول الحدود بين غزة ومصر".

وأضافوا: "وهناك أيضا مخاوف من أن يصبح نشر القوات الإسرائيلية أو الأجنبية في غزة ترتيبا طويل الأمد، إن لم يكن دائما".

كما أن "احتمال حل مشكلة غزة وحدها، بمعزل عن القضية الفلسطينية الأوسع، سيعتبر غير عادل ولن يحظى بالدعم الكافي بين الشعب الفلسطيني. وأخيرا، تخشى مصر أن تبذل حماس قصارى جهدها لنزع الشرعية عن أي حكم فلسطيني بديل يستبعدها تماما"، وفقا للخبراء.

اقرأ أيضاً

اقتراح السيسي بقبول دولة فلسطينية منزوعة السلاح يثير الغضب والسخرية

المصدر | أوفير وينتر ومور لينك وآدم شارون/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس تفاصيل خطة مصر إسرائيل غزة حرب بعد الحرب غزة بعد فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل جديدة بشأن الإفراج عن أسير أميركي ونتنياهو يتحدث عن أيام حاسمة

ذكرت مصادر مختلفة تفاصيل جديدة من صفقة الإفراج عن الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "أيام حاسمة" بشأن الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد أنه سيطلق سراح ألكسندر، إثر اتصالات أجرتها الحركة مع الإدارة الأميركية في الأيام الماضية.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه من أجل تأمين إطلاق سراح عيدان ألكسندر سيتم إنشاء ممر آمن لإخراجه من القطاع كما أن إسرائيل ستطبق وقفا مؤقتا لإطلاق النار في مناطق معينة من غزة.

بدورها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر قوله إن إسرائيل تستعد لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي اليوم الاثنين، وتوقع أن يكون ذلك بين الساعة 8 صباحا و8 مساء.

ووفقا للمصدر الذي تحدث إلى "أكسيوس"، فإن حماس لن تحصل على أي مقابل لإطلاق سراح عيدان.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان اليوم الاثنين إن إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى مع حركة حماس، وإنما فقط توفير ممر آمن يتيح تحرير عيدان ألكسندر.

وأكد المكتب أن المفاوضات لإطلاق سراح أسرى آخرين ستستمر في حين تجري الاستعدادات لتكثيف القتال في غزة.

إعلان سياسة مكثفة

ونقل المكتب عن نتنياهو قوله إن "إطلاق سراح عيدان المتوقع دون مقابل هو بفضل سياسة مكثفة اتبعناها بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والضغط العسكري"، مضيفا "نمر بأيام حاسمة وأمام حماس صفقة من شأنها أن تمكّن من الإفراج عن أسرانا".

وقال مصدر لهآرتس إن إسرائيل تشترط للدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب إطلاق سراح نصف الأسرى أحياء وأمواتا.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن حركة حماس تلقت تأكيدات من أحد الوسطاء بأن إطلاق سراح ألكسندر سيقطع شوطا طويلا مع الرئيس الأميركي، وأشارت إلى أن الحركة تأمل أن يكون إطلاق سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي كافيا لإقناع ترامب بالضغط على نتنياهو لقبول صفقة.

ويأتي إطلاق سراح ألكسندر -الذي يُعتقد أنه آخر أسير أميركي على قيد الحياة في غزة- قبيل زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط بدءا من غد الثلاثاء.

وقال ترامب، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه ممتن لجميع الأطراف المشاركة في اتفاق إطلاق سراح ألكسندر، واصفا الإفراج عن الأسير بأنه "بادرة حسن نية" ومضيفا "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي".

وفي بيان مشترك، قالت مصر وقطر إن موافقة حماس على إطلاق سراح ألكسندر خطوة "مشجعة" لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومن دون عوائق لمعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع.

وأكدت مصر وقطر مجددا "استمرار جهودهما المتسقة في ملف الوساطة بقطاع غزة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لتخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة وصولا إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها".

وألكسندر (21 عاما) جندي في الجيش الإسرائيلي ولد ونشأ في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وسينضم إلى 38 أسيرا أطلق سراحهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، وانهار بعد استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي في مارس/آذار هجومه البري والجوي على غزة.

إعلان

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحرب على غزة ستستمر حتى تحرير باقي الأسرى وعددهم 59، ونزع السلاح من قطاع غزة، بينما تصرّ حماس على أنها لن تفرج عن الأسرى إلا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب التي أودت بأكثر من 52 ألف شهيد.

مقالات مشابهة

  • حماس تعلق على مجزرة الأوروبي: إسرائيل تختلق الأكاذيب لتبرير قتل المدنيين
  • أمن السلطة الفلسطينية يقتل الشاب رامي زهران.. وحركة حماس تنعاه
  • نتنياهو: إسرائيل ستظل تسيطر على غزة إلى الأبد ونستعد لتصعيد شامل إذا فشلت المفاوضات
  • ‏وكالة الأنباء الفلسطينية: إسرائيل اغتالت الصحفي حسن إصليح داخل غرفة علاجه في مجمع ناصر الطبي بخان يونس
  • تفاصيل جديدة بشأن الإفراج عن أسير أميركي ونتنياهو يتحدث عن أيام حاسمة
  • إسرائيل تقصف مدرسة بنات بغزة بعد ساعات من وصف ترامب الحرب بـالوحشية
  • حسن نية تجاه الأمريكيين.. تفاصيل جديدة بشأن إطلاق سراح عيدان ألكسندر
  • حماس تعلن عزمها الإفراج عن جندي الاحتلال عيدان ألكسندر
  • إسرائيل تؤيد خطة ترامب للمساعدات في غزة وتحذر من "حرب للأبد"
  • إيهود أولمرت يدعو إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة والانسحاب الكامل