لماذا يتبجح الجمهوريون بحماية حرية التعبير إلا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقال رأي للكاتب شادي حميد قال فيه إن الجمهوريين يهتمون بحرية التعبير إلا عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل".
وأضاف أن "ثقافة الإلغاء عادت، وما يختلف هذه المرة أن اليسار هو المستهدف، ويعمل المسؤولون الجمهوريون والمعلقون اليمينيون المتطرف وقتا إضافيا لتجريم ومعاقبة الخطاب المؤيد لفلسطين الذي يختلفون معه ويتهمون بطريقة عشوائية أي شخص لا يدعم بشكل كاف الحرب الإسرائيلية على غزة بمعاداة السامية.
وبهذا المعنى الواسع للكلمة، فأي شيء بسيط وأخلاقي مثل دعم الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، هو محل اتهام".
وعندما بدأ النزاع الحالي، يقول حميد: "كان هناك، غضب مفهوم بشأن عدم استعداد المناصرين لفلسطين شجب عمليات حماس ، حيث أصدرت عدة جميعات طلابية بيانات "تثير الاشمئزاز" وتبرر لحماس وتحمل إسرائيل مسؤولية القتل، على حد وصفه.
وقد تم استخدام هذه الحوادث ولا تزال تستخدم، لنزع الشرعية عن المشاعر المؤيدة لفلسطين" كما تقدم الجمهوريون بفيض من القرارات والتصريحات العامة والتي خلطت دعم القضية الفلسطينية بدعم حماس، بحسب الكاتب
وفي تشرين الأول/أكتوبر دعم السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو وشركاه، قرارا جمع ما بين كراهية حماس الصريحة لليهود مع ما أسموه "معاداة السامية الخفية التي تتعامل مع إسرائيل بمعايير مختلفة وتفوق أي دولة أخرى".
وتتزايد هذه الجهود، فالسناتور الجمهوري عن اركنساس، توم كوتون دعا قبل فترة لتعليق عمل مسؤولة في سي آي إيه لأنها نشرت صورة للعلم الفلسطيني وقارنه بعلم النازية في الحرب العالمية الثانية.
وفي جلسة استماع مشحونة في الكونغرس الأسبوع الماضي، حققت النائبة الجمهورية عن نيويورك، إليس ستيافينك مع رئيسة جامعة هارفارد كلودين غي بشأن "معاداة السامية" في حرم الجامعة.
وفي جدال انتشر بشكل واسع، هاجمت ستيفانيك استخدام الطلاب كلمة "انتفاضة" وقالت إنها هي دعوة لإبادة اليهود، ولسوء الحظ لم تتحدى غي أساس وفرضية ستيفانيك، فكلمة انتفاضة التي تعني التمرد بالعربية، دخلت الخطاب العام في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، خلال الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي شملت على احتجاجات واسعة وإضرابات ومقاطعة اقتصادية ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وهناك بعض الإنتفاضات تتميز بالعنف، لكن هذه لم تحتو على وسائل تقتضي العنف. وهذا يقتضي من الناشطين الدعوة للثورة أو المصادقة على الإرهاب لأن كلا من الثورة الفرنسية والروسية اشتملت على الإرهاب.
وما اختفى وراء التبجح الجمهوري هو الجهد بعيد المدى لمعاقبة الخطاب المؤيد لفلسطين، وقانون يبدو غير ضار في الكونغرس من أجل إنشاء لجنة للتحقيق في معاداة السامية بالولايات المتحدة.
ويستخدم التشريع تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست وهو أن معاداة السامية "هي مفهوم معين عن اليهود والذي ربما تم التعبير فيه عن الكراهية تجاه اليهود". ولم يحدد القانون ما يشتمل عليه "مفهوم معين عن اليهود" ويتجاهل ذكر تعريف التحالف الذي يشتمل على أن "استهداف دولة إسرائيل التي ينظر إليها كمجموع اليهود" وتطبيق "معايير مزدوجة" على إسرائيل باعتبارها أمثلة محتملة عن معاداة السامية.
وبناء على هذا المنطق، فسيكون لدى اللجنة سلطات واسعة للتحقيق في أي نقد لإسرائيل ينظر إليه على أنه غير منصف أو صارم للغاية، بما في ذلك دعوات لوقف إطلاق النار أو الإستشهاد بعدم احترام إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في عمليات القصف.
وكما قالت مديرة مؤسسة الشرق الأوسط للسلام، لارا فريدمان والتي ترصد نشاطات التشريع المتعلقة بالنزاع الفلسطيني- "الإسرائيلي": "يريد الحزب الجمهوري أن يفتح وبشكل رسمي مكارثية حديثة حيث يصبح نقد اسرائيل ومظاهر القلق المزيفة عن معاداة السامية كخطافات تستهدف التقدميون الأمريكيون".
ويقول حميد ألا حاجة للتكهن بشأن النوايا، فقد عبر قادة الجمهوريين وبوضوح أن شيئا لا يثير الإعتراض مثل رفع العلم الفلسطيني، أمر غير مقبول. وقال الكاتب إنه تعرض لهجمات كهذه، ووجد السناتور عن تكساس تيد كروز وقتا لكتابة تغريدة من "أنني "أدعم" حماس لقولي إن الجيش الإسرائيلي لا يتحرى الدقة في حملته بغزة".
و "أسلم أن بعض الأصوات المؤيدة لإسرائيل ستجد أن المطالبة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية او استخدام الكلمات العربية، قد تكون مؤذية، ولكن الأذى يختلف عن كونك معاد للسامية. وأن تخلط الإثنين هو تحويل معاداة السامية لسلاح لأهداف حزبية وأيديولوجية. لأن"معاداة السامية" هي مشكلة نامية، وبحوادث متزايدة في الغرب، والتقليل من معناها هو امر خطير، وهي سبة لحرية التعبير".
وعلى الجميع عدم تجاهل المفارقة، فلطالما صوّر الجمهوريون أنفسهم بأنهم المنافحون عن حرية التعبير وعندما يتعلق الأمر بقضايا الجندر والهوية والعرق. وكان لديهم سبب مشروع لعدم رفع راية ثقافة الإلغاء.
ووجد كل من غريغ لوكيانوف و ريكي شولوت "إلغاء العقل الامريكي" في 2022 أن نسبة 72%من اساتذة الجامعة المحافظين خافوا من أن التعبير عن مواقف غير شعبية وبالتالي خسارة وظائفهم، فيما عبرت نسبة 45% من الليبراليين عن استعدادهم للتمييز ضد المحافظين في الأقسام الجامعية.
كل هذا يثير الحزن من قيام المحافظين اليوم بإلغاء الأشخاص الذين لا يتفقون معهم في داخل وخارج حرم الجامعات. ولكن الحقيقة لا يتم القتال عليها إلا من خلال الأخذ والرد في النقاشات، وربما كانت هذه غير مريحة في بعض الأحيان ومؤذية، نعم، وهذه هي الحياة.
فـ "الأمريكيون مثلي، المشاعر الكارهة للإسلام والتي أمقتها إلا أنها محمية بحرية التعبير، ولا أشجع الطلاب المسلمين للشكوى إلى إداريي الجامعات عندما يسمعوا أمورا مضرة لهويتهم وانتمائهم.
وعليهم تشديد معرفتهم للحوار في نقاشات حرة وخلافية. وهذا ليس علم صواريخ، فهو يحتاج إلى تطبيق مبادئ حرية التعبير والوضوح الأخلاقي والإنسجام. وإذا لم تنج مبادئنا في الموضوعات الصعبة، وبالتأكيد النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني واحد منها، فعندها ما النفع منها؟".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفلسطيني حرية التعبير فلسطين الاحتلال الإسرائيلي حرية التعبير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة
إقرأ أيضاً:
المجد أوروبا.. تحقيق يكشف عن شبكة مشبوهة تهجر الفلسطينيين تحت غطاء منظمة مرتبطة بإسرائيل
وصفت السفارة الفلسطينية في جنوب إفريقيا المنظمة بأنها "هيئة غير مسجلة ومضللة استغلت الظروف الإنسانية المأساوية لشعبنا في غزة"، واتهمت "المجد" بجمع الأموال تحت ذرائع كاذبة.
كشفت تحقيقات صحيفة "هآرتس" العبرية أن رحلات الإجلاء منخفضة التكلفة من غزة، التي تنقل عشرات الفلسطينيين أسبوعيًا من مطار رامون قرب إيلات جنوب إسرائيل إلى دول أخرى، تتم بتنسيق من منظمة غير مرخّصة تدعى "المجد أوروبا".
ووفقًا للتقرير، يُطلب من الفلسطينيين الراغبين في المغادرة دفع مبالغ تتراوح بين 1500 و2700 دولار، ويتم التواصل معهم حصريًا عبر تطبيق واتساب من رقم هاتف يبدو إسرائيلياً.
وتثير "هآرتس" تساؤلات حول هيكل المنظمة وشرعيتها وعلاقاتها المحتملة بقسم أُنشئ داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية لتشجيع ما تصفه الحكومة بـ"الهجرة الطوعية" من غزة.
وجهة نهائية غير معروفةوقد ضمت الرحلة الأخيرة التي نظمتها "المجد" 153 راكباً، أقلعت أولاً إلى نيروبي على متن طائرة مستأجرة تابعة لشركة Fly Yo، قبل أن ينتقل الركاب إلى رحلة خاصة ثانية إلى جوهانسبرغ تشغّلها شركة Lift الجنوب إفريقية.
ولم يُعلم العديد من الركاب بالوجهة النهائية قبل المغادرة، حتى أن مسؤولين في جنوب إفريقيا أفادوا لهآرتس بأنه تم منع مجموعة من الفلسطينيين من النزول من الطائرة بسبب نقص المستندات، وعدم وجود ختم خروج من إسرائيل، وعدم وجود تذاكر عودة.
وبحسب التقرير، يتم توجيه الفلسطينيين إلى دول مثل كينيا وإندونيسيا وماليزيا وجنوب أفريقيا.
Related شكوى أمام القضاء التشيكي ضد جندي ومغني راب إسرائيلي بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في غزةتفاقم معاناة غزة جرّاء الأحوال الجوية.. ونتنياهو يشدد على نزع السلاح ورفض الدولة الفلسطينيةوضع إنساني صعب في غزة.. مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع القرار الأميركي اتهامات بالاحتيالبدورها، وصفت السفارة الفلسطينية في جنوب إفريقيا المنظمة بأنها "هيئة غير مسجلة ومضللة استغلت الظروف الإنسانية المأساوية لشعبنا في غزة"، واتهمت "المجد" بجمع الأموال تحت ذرائع كاذبة.
كما أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية تحذيراً تدعو فيه سكان غزة إلى تجنب "شبكات الاتجار بالبشر، وتجار الدماء، ووكلاء التهجير".
من جانبه، قال الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا إن السلطات كانت "مندهشة" من وصول الطائرة وغير مدركة لمن نسق عملية النقل، مضيفاً: "لا يمكننا إرجاعهم.. لقد أتوا من بلد مزقته النزاعات والحروب".
منظمة غامضةويشير التقرير إلى أن مؤسسة "المجد" تقدم نفسها كمجموعة إنسانية للإنقاذ تعمل منذ عام 2010، لكن هآرتس لم تعثر على أي سجل للمنظمة في ألمانيا أو القدس الشرقية حيث تدعي أنها مسجلة.
كما أن موقعها الإلكتروني أُنشئ في فبراير/شباط الماضي فقط، ويحتوي على صور مخزنة، وروابط غير نشطة لوسائل التواصل الاجتماعي، وادعاءات غير قابلة للتحقق بشأن مشاركتها في عمليات إنسانية في سوريا وتركيا.
ويكشف التقرير أيضاً أن موقع "المجد" يستخدم صوراً أرشيفية قديمة تحمل شعار شركة Talent Globus المسجلة في إستونيا، والتي تقدم نفسها كشركة استشارات توظيف وهجرة، لكنها تستخدم رقم هاتف غير فعال وعناوين دولية لا يمكن التحقق منها.
الارتباط الإسرائيليكما كشفت هآرتس أن مكتب الهجرة الطوعية الإسرائيلي، الذي أُنشئ ضمن وزارة الدفاع في مارس/آذار من العام الماضي، أحال منظمة "المجد" إلى منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT) لتنسيق رحلات المغادرة من غزة.
وقد أنشئ المكتب بعد قرار حكومي يهدف إلى تسهيل موافقات خروج الفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة بشكل دائم، ويرأسه مسؤول وزارة الدفاع يعقوب (كوبي) بليتشتاين.
ورغم أن منظمات أخرى حاولت ترتيب عمليات مماثلة من خلال المكتب، فقد وجدت هآرتس أن "المجد" كانت الوحيدة التي نجحت في الحصول على الموافقة.
مخطط التهجيراللافت أن موقع الشركة أُنشئ في شهر شباط، وهو نفس الشهر الذي أعلن فيه ترامب عن مخطط بشأن تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط بعد تهجير السكان منها، وهو ما دفع مسؤولين إسرائيليين إلى البحث عن دول لإعادة توطينهم.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد ذكرت في آب الماضي أن إسرائيل تجري محادثات مع خمس دول أو أقاليم – هي إندونيسيا، أرض الصومال (صوماليلاند)، أوغندا، جنوب السودان، وليبيا – بشأن إمكانية استقبال فلسطينيين.
ونقلت القناة في ذلك الوقت عن مصدر دبلوماسي قوله: "بعض هذه الدول تبدي انفتاحًا أكبر مما كان عليه الحال في السابق لقبول الهجرة الطوعية من قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن إندونيسيا وأرض الصومال تبدوان أكثر تجاوبًا مع الفكرة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة