أكبر خدمة يمكن ان نقدمها للتمرد في هذه الحرب ان نوقف دوران الحياة العامة الطبيعي . أسوأ ما في هذا ان تتعطل مؤسسات مهمة و أساسية في الخدمة العامة دون مسببات .
اليوم نحن علي بعد أيام من العام الجديد . النظام المتبع في السودان أن العام المالي و موازنة الدولة يتم العمل بها من يناير و إلي نهاية ديسمبر و إلي اليوم لم نسمع ان موازنة قد أجيزت فكيف ستعمل الدولة ؟ و نحن في حرب تستوجب ترتيب الميزانية بما يتماشي مع الحالة القائمة في البلاد .
إذا لم تجاز الموازنة فهذا تتحمله وزارة المالية و إذا أجيزت و لم تعلن و تعمم فهذا يحسب علي وزارة الإعلام . بما ان الميزانية شان عام فإن الدولة كلها مسؤلة عن ذلك .
وزير المالية هو قائد واحدة من فصائل دارفور و أمامه معارك بمتطلباتها التي لا تحتمل التأجيل و هذا ما ينطبق علي حاكم إقليم دارفور .
لماذا لا يعين وزير مالية و حاكم لدارفور من الفصيلين من غير قادتهما حتي لا تتعطل اعمال مهمة في الدولة ؟
ذات الأمر ينطبق علي النائب العام إذ تغيب النيابة عن اهم عمل لها و تكليف كونت له لجنة عليا و هو توجيه الإتهامات للمتمردين .غابت النيابة غير إعلانات في حق بعض المتهمين و هي تهم وجهت لشخصيات هامشية و تجاوزت عن من ولغ في الحرب و من ينخرط في دعمها سياسيا و دوليا من قادة قحت و اطياف من الخونة و العملاء .
الأدلة شاخصة في كل مكان و الجرائم البشعة ترتكب في الخرطوم و دار فور و في غيرها من بقاع السودان . هل يراد للأدلة ان تندثر و للصمت ان يطويها و قد اهدرت الدماء و الانفس و أغتصبت الحرائر و نهبت الدور و الممتلكات ؟
الخونة معلومون و منهم من قبض عليه و منهم من لا تزال خيانته .
هل يوجد في أوساطنا من يدعم التمرد و يتستر عليه و علي جرائمه ؟ و هل هنالك من يريد ان يعطل سير الحياة العامة قصدا او تكاسلا او إنشغالا عنها ؟ هل يراد من المواطنين و الضحايا ان يأخذوا حقوقهم بأيديهم ؟
أين القضائية و القضاة ؟
اين ؟ و اين ؟ و أين ؟
راشد عبد الرحيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الادّعاء العام بالجنائية الدولية: إقليم دارفور يشهد على الأرجح جرائم ضد الإنسانية
الخرطوم- أعلن الادّعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية الخميس 10 يوليو2025، أنّ هناك "أسبابا وجيهة للاعتقاد بأنّ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" لا تزال تُرتكب في دارفور، الإقليم الواقع في غرب السودان والغارق في حرب أهلية.
وقالت نزهت شميم خان، نائبة المدّعي العام للمحكمة، أمام مجلس الأمن الدولي إنّه "بناء على تحقيقاتنا المستقلّة، فإنّ موقف مكتبنا واضح: لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأنّ جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية ارتُكبت ولا تزال تُرتكب في دارفور".
ولم تسمّ نائبة المدّعي العام الجهة أو الجهات المتّهمة بارتكاب هذه الجرائم.
وأضافت أنّ "هذا الاستنتاج يستند إلى أنشطة مكثفة قام بها المكتب على مدار الأشهر الستة الماضية وفي فترات سابقة".
وأوضحت أنّ المحقّقين التابعين لمكتب المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ركّزوا في الأشهر الأخيرة على الجرائم التي ارتُكبت في غرب إقليم دارفور، بما في ذلك من خلال مقابلات أجروها مع ضحايا فرّوا إلى تشاد المجاورة.
وقالت القاضية الفيجية مخاطبة أعضاء مجلس الأمن الدولي إنّ "اجتماعنا يأتي في وقت يبدو فيه صعبا إيجاد الكلمات المناسبة لوصف حجم المعاناة في دارفور".
ولفتت إلى أنّ "الوضع الإنساني بلغ مستوى لا يُطاق: المستشفيات والقوافل الإنسانية وغيرها من الأهداف المدنية تبدو كلّها مُستهدفة. المجاعة تتفاقم، والمساعدات الإنسانية لا تصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. الناس محرومون من الماء والغذاء. الاغتصاب والعنف الجنسي يُستخدمان كسلاح. عمليات الاختطاف لطلب فدية مالية أو لدعم صفوف جماعات مسلحة أصبحت أمرا شائعا".
وحذّرت شميم خان من أنّ الوضع قد يتفاقم و"الأمور قد تسوء أكثر".
وبموجب قرار أصدره مجلس الأمن الدولي في 2005، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية في إقليم دارفور في مطلع القرن الجاري وخلّفت ما يقرب من 300 ألف قتيل.
وفي 2023 فتحت المحكمة تحقيقا جديدا في جرائم حرب يشتبه بأنّها ارتكبت في نفس هذه المنطقة منذ اندلعت حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومن المتوقع أن يُصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية قربا أول حُكم بشأن الجرائم التي ارتُكبت في دارفور قبل عشرين عاما، وذلك في قضية علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف باسمه الحركي علي كوشيب الذي انتهت محاكمته في أواخر 2024.
وبهذا الشأن قالت شميم خان "أودّ أن أوضح لأولئك الموجودين على الأرض في دارفور حاليا، ولمن يرتكبون فظائع لا يمكن تخيّلها بحقّ السكّان، إنّهم قد يشعرون بالإفلات من العقاب - كما كانت الحال مع علي كوشيب في الماضي - لكنّنا نعمل بجدّ لضمان أن لا تكون محاكمة علي كوشيب سوى الأولى فحسب".
لكنّ القاضية رفضت تقديم مزيد من التفاصيل حول التحقيقات الجارية، مؤكدة إحراز تقدّم "ملموس وإيجابي ومهمّ".