دعت صحيفة هآرتس العبرية، إسرائيل، بقيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى غزو لبنان ، وشن عملية عسكرية برية داخل الأراضي اللبنانية، على غرار العملية البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة حاليا.

هل تتحول لحرب إقليمية؟

قالت الصحيفة العبرية إن “حزب الله اللبناني ملتزم تماما بتدمير إسرائيل، وارتكاب الفظائع، على غرار ما حدث في 7 أكتوبر، مثل حماس، ولكنه أكثر فتكا".

وأضافت هآرتس أن هجماتها الصاروخية والطائرات بدون طيار المتزايدة، وسلبية لبنان، تبرر انتقامًا واسع النطاق من قبل إسرائيل دفاعًا عن النفس.

وأردفت صحيفة هآرتس: “لا أحد يقول ذلك بصوت عالٍ، لكن إسرائيل ولبنان كانتا في حالة حرب منذ الثامن من أكتوبر الماضي، حيث قام حزب الله مرة أخرى بجر بيروت غير الراغبة في ذلك إلى معركة إيران الطويلة ضد الدولة اليهودية".

في هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور إياد سكرية، إن هناك دول محيطة بفلسطين تدفع اثمان او التداعيات التي  تشملها الحرب منها لبنان مشيراً إلى ان الساحة اللبنانية تعاني في الأساس من الحرب الاهلية ، وعندما احتلت إسرائيل جنوب لبنان و مناطق بلبنان نشأت مقاومة رداً على الاعتداءات الإسرائيلية وهذه المقاومة لم تنشئ سراً بل هي مقاومة مدعومة من ايران ، مشيراً إلى أن ايران دعمت حزب الله بشكل كبير للغاية حتى اصبح حزب الله  طرف في الصراع الإقليمي و البعض يعتبر ان حزب الله ينفذ اجندة إيرانية ، ومن خلال حزب الله استطاعت جنوب لبنان ان تتحرر عام 2000 .

وأضاف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية خلال تصريحات لــ"ًصدى البلد" حزب الله لم يعلن الحرب بشكل رسمي بل هو يتبع استراتيجية المشاغلة، وبالنسبة لإسرائيل فهي تعتبر أن حزب الله أخطر عليهم من حركة حماس ، وحتى الان ترفض الولايات المتحدة الحرب على لبنان وتمنع نتنياهو بشن حرب على لبنان ولكن نتنياهو يرغب في الحرب على لبنان لتغطية الخسائر في غزة ولكي يعود لإسرائيل هيبة الردع ويعتبر هذا الوقت المناسب لضرب حزب الله.

واستكمل : إذا بادر العدو الإسرائيلي بحرب كبرى على لبنان، فبكل تأكيد  لبنان ستتكبد خسائر كبيرة ولكن في نفس التوقيت سيتكبد  العدو الإسرائيلي خسائر أكبر لان حزب يملك منظومة عسكرية قوية للغاية قد تفوق  حماس، وربما إذا اتسعت رقعة الصراع أن تتدخل إيران وتتحول إلى حرب إقليمية.

إياد سكريةأكثر كلفة من حرب غزة

من جهته، قال محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، إن المعادلة التي تشهدها الساحة اللبنانية الآن هي تبادل المعرفة بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة التي يقودها حزب الله . فإسرائيل تعرف ان الحزب يملك ترسانة أسلحة متطورة لم يستخدم منها حتى الآن سوى 5 بالمئة، إضافة إلى صواريخ أرض جو، والفئات المتطورة من صواريخ كورنيت، التي تصل إلى الدرجة الخامسة، ولم يستخدم منها سوى الدرجة الأولى، إضافة إلى فصائل متنوعة من الأسلحة المتطورة الأخرى، والآلاف من المقاتلين الذين يملكون شحنا عقائديا يحبب الشهادة إليهم، كما أن تقارير المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى أن الحرب مع لبنان، ستكون أكثر كلفة من الحرب على غزة.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" الساحة اللبنانية مفتوحة وليست محاصرة ومجالها ممتد شمالا وشرقا إضافة إلى أن اشتعالها بشكل شامل سوف ينقل الحرب الى الساحة الإقليمية،  وهذه المسألة هي محل دراسة دقيقة في الولايات المتحدة التي تملك مشاريع وبرامج تسعى لطرحها في المنطقة خلال مرحلة ما بعد الحرب ولا يفيد معها توسيع المعارك اكثر من الواقع الحالي ، ومن جهته فإن حزب الله ومعه ما يسمى محور المقاومة يدرك جيدا واقع الساحة اللبنانية والحسابات الإقليمية.

تصعيد غير مسبوق .. يونيفيل : قلقون من الأحداث في جنوب لبنان الاحتلال الإسرائيلي يطلق قذائف مدفعية ويشن غارات جوية جنوب لبنان

وأكمل: المعارضة اللبنانية ومعها الحكومة ترفض إدخال لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل،  كما يعلم الحزب أن الجبهة الداخلية اللبنانية مخلخلة سياسيا وعلى الأخص اقتصاديا وماليا واجتماعيا وبالتالي فإن تكلفة هذه الحرب ستكون كارثية ولا قدرة للبنانيين على تحملها ، صحيح أن ترسانة الأسلحة موجودة وقوية ومن شأنها أن تكبد العدو خسائر فادحة لكن فاعليتها تتقلص عندما تكون الجبهة الداخلية رخوة يعيث فيها الفساد والتجويع والافتقار إلى أدنى مقومات الحياة ، كما أن الحزب يعلم أن إيران،  وهي سنده القوي ومرجعيته ليست بوارد الدخول في حروب كبرى ، وهي تحرص على التبرؤ من اي اتهام بالمشاركة في الحروب القائمة لا تخطيطا ولا تنفيذا ، حتى ولو تعلق الأمر باستهداف باخرة تجارية ، كما أن سوريا وهي العمق الطبيعي لمحور المقاومة غير قادرة على خوض الحروب بسبب وضعها الصعب ومواجهتها للحركات الانفصالية في مناطقها الشمالية .

وتابع: وفق هذه المقاربة فإن التوقعات تجمع على أن المواجهة في جنوب لبنان ستبقى محصورة ضمن حدودها فقد تتسع حينا أو تتقلص لكنها لن تتدحرج إلى حرب شاملة خاصة وأن حزب الله يعتبر نفسه جبهة مساندة لأهالي غزة ومقاومتهم،  وبدأت تلوح في الأيام الأخيرة توجهات نحو التفاوض ووضع حد للحرب في ضوء الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة والخسائر الكبرى التي مني بها جيش الاحتلال والسقوط المعنوي لصورته ولمهمته في جريمة التطهير العرقي ولعجزه عن تحقيق اي هدف سياسي حتى الآن، و من هنا يرى كثير من المسؤولين اللبنانيين أن التهديدات الإسرائيلية لن تعدو كونها حربا نفسية وضغوطا سياسية حتى الآن  فالتطورات في النهاية تولد مما يجري على أرض الميدان ويتم رسمها في الدوائر المغلقة .

محمد سعيد الرز

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان غزة حماس اسرائيل ولبنان حزب الله الساحة اللبنانیة جنوب لبنان على لبنان حزب الله حرب على

إقرأ أيضاً:

الانتخابات البلدية اللبنانية واختبار القوى السياسية

بيروت- بعد سنوات من التأجيل، تنطلق غدا الأحد الانتخابات البلدية والاختيارية (انتخاب المختار) في لبنان، بدءا من محافظة جبل لبنان، على أن تتم على مراحل متتالية. وتأتي هذه الانتخابات بعد تعذّر إجرائها منذ آخر عملية انتخابية عام 2016، إذ تم تمديد فترة عمل المجالس المحلية حتى اليوم.

ووفق الجدول الزمني المعلن، تجري الانتخابات كما يلي:

يوم 11 مايو/أيار الجاري، سيتم التصويت في محافظتي الشمال وعكار. ويوم 18 مايو/أيار، تجري الانتخابات في بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل. وأخيرا يوم 24 مايو/أيار، من المقرر تنظيمها في الجنوب والنبطية.

في هذا التقرير، تستعرض الجزيرة نت جوانب متعددة تتعلق بالبلديات في لبنان، وتطرح تساؤلات حول العلاقة بين الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية، بالإضافة إلى تأثير العوامل السياسية على نتائج هذه الانتخابات.

لبنان يعيش ظروفا سياسية واقتصادية مغايرة لتلك التي نظم فيها الاستحقاق البلدي عام 2016 (رويترز) كم عدد البلديات في لبنان؟

وفقا لإحصاءات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يضم لبنان 1059 بلدية تحتوي على 12 ألفا و741 عضوا. وبعد الانتخابات البلدية الأخيرة في عام 2016، تم حل 108 بلديات بسبب فقدان نصف أعضائها جراء الوفاة أو الاستقالة، إذ تُدار من قبل القائمقام أو المحافظ، وتمثل هذه البلديات نحو 10% من إجمالي البلديات في البلاد.

إعلان ما مراحل الانتخابات البلدية؟

تجرى الانتخابات البلدية في لبنان كل 6 سنوات، وتتضمن عدة مراحل رئيسية:

التسجيل: يقوم المواطنون بالتسجيل في اللوائح الانتخابية لضمان حقهم في التصويت. الترشيح: يمكن الترشح بشكل فردي أو من خلال قوائم حزبية. الاقتراع: يشارك الناخبون في التصويت داخل مراكز الاقتراع المخصصة. فرز الأصوات: يتم فرز الأصوات يدويا. إعلان النتائج: تعلن النتائج الرسمية ويتم انتخاب أعضاء المجالس البلدية ورؤسائها.

ورغم أن بعض الانتخابات في بعض المناطق قد تكون غير حزبية، فإن العوامل الطائفية تلعب دورا مؤثرا في تشكيل القوائم الانتخابية.

كيف يتم تحديد عدد أعضاء المجلس البلدي؟

يتم تحديد عدد أعضاء المجلس البلدي وفقا للمادة (9) من القانون البلدي والاختياري، حيث يتراوح عدد الأعضاء بين 9 و24 عضوا لكل مجلس، ويعتمد ذلك على عدد السكان في كل بلدة.

ماذا بخصوص الفوز بالتزكية؟

أصبح مفهوم الفوز بالتزكية شائعا في لبنان، خصوصا في مناطق الجنوب. وتحدث التزكية عندما يتساوى عدد المرشحين مع عدد المقاعد المتاحة في المجلس البلدي بعد انتهاء فترة الترشح، ليتم إعلان فوز المرشحين تلقائيا من دون الحاجة إلى إجراء انتخابات.

غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية (مواقع التواصل) إلى أي مدى ترسم الانتخابات البلدية ملامح المشهد السياسي للانتخابات النيابية؟

يرى المحلل السياسي توفيق شومان أن الانتخابات البلدية والاختيارية اللبنانية، المقررة غدا، تخرج عن إطارها التنموي، وكذلك عن كونها مجرد سلطات محلية كما هي حالها في الأساس، بل تأخذ هذه الانتخابات مسارا سياسيا وتنافسا حزبيا يسعى لإظهار حجم وتمثيل القوى السياسية من خلال صناديق الاقتراع.

ويربط شومان، في حديث للجزيرة نت، هذا المسار السياسي بمجموعة من المتغيرات التي طرأت على المشهد اللبناني في السنوات الأخيرة، أبرزها:

خروج الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري مع انتهاء ولايته الرئاسية، وتأثيرات ذلك على شعبية التيار الوطني الحر، سواء السلبية أو الإيجابية. كما يشير إلى عزوف تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات، مما يفتح الباب أمام الشخصيات والأطراف السياسية لاستقطاب كتلة شعبية من جمهور "المستقبل"، وهو ما ستكشفه العملية الانتخابية. إعلان

ويتابع شومان أن هذا الوضع ينطبق أيضا على ما تُعرف بقوى التغيير، إذ يشكل الاستحقاق الانتخابي اختبارا لها في الحفاظ على كتلها الناخبة أو التراجع عنها. وحسب تقديراته الاستباقية، من المرجح أن تتعرض هذه القوى لخسارة كبيرة مقارنة بالقوى السياسية الأخرى، نظرا لعدم ارتياح الناخبين تجاه أدائها في بعض المجالات.

وفي السياق ذاته، يشير شومان إلى أن الثنائي المؤلف من حركة أمل وحزب الله هو الطرف الأكثر اطمئنانا إلى حجم تمثيله الشعبي. ومن المرجح أن تشهد مناطق تركزّه إقبالا انتخابيا غير مسبوق، مما يؤدي إلى زيادة نسبة التصويت لصالح الثنائي مقارنة بالانتخابات السابقة، وهذا يأتي كنوع من الرد الانتخابي الذي يهدف إلى تعزيز الحماية الشعبية لهذا الثنائي بشكل عام، ولحزب الله بشكل خاص بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال قيادة الحزب ومستويات متعددة منه.

كيف تعكس هذ الانتخابات نفسها على الاستحقاق النيابي؟

من جانبه، يرى الأستاذ الجامعي والناشط السياسي علي مراد أنه لا انعكاس مباشرا بين الانتخابات البلدية والنيابية في لبنان، غير أنها تعكس بلا شك مؤشرات عن المزاج الشعبي العام داخل عدد من الطوائف والمجتمعات السياسية، وهي مؤشرات قابلة للتبدل.

ويضيف مراد -للجزيرة نت- أن المشهد السياسي في لبنان لم يعد على حاله، خصوصا في ظل المتغيرات المتسارعة وغير المستقرة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمساراته المستقبلية.

ومع ذلك يقول إن ثمة معطيات تستحق المتابعة، من بينها وضع حزب "القوات اللبنانية" لجهة التقدم أو التراجع، وحال "التيار الوطني الحر"، إلى جانب مراقبة نسب المشاركة في الجنوب، حيث يسعى حزب الله وحركة "أمل" إلى تأمين التوافق والتزكية، نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الجنوب اللبناني.

ويشير إلى أن عددا من القوى السياسية المعارضة لهذين الطرفين لا تبدي حماسة للمشاركة في الانتخابات، في ظل الدمار والنكبة التي يشهدها الجنوب اللبناني عقب الحرب.

إعلان

ويؤكد مراد أن العلاقة بين الانتخابات البلدية والنيابية في لبنان ليست ثابتة، ففي معظم الأحيان تسبق البلدية النيابية، لكن ذلك ليس قاعدة مطلقة، خصوصا مع تكرار تأجيل الدورات الانتخابية والتمديد للمجلس النيابي.

ويشرح أن ولاية المجالس البلدية تمتد لـ6 سنوات مقابل 4 سنوات للمجلس النيابي، لكنه يلفت إلى أن "الإدارة العميقة" في لبنان، منذ تأسيس الدولة، تتسم بعقلية شديدة المركزية تتجنب تقاسم النفوذ مع القوى اللامركزية، سواء على مستوى البلديات أو المؤسسات العامة، مما يفسر ثبات الإدارة المركزية في بيروت.

ويذكّر مراد بأن آخر انتخابات بلدية قبل الحرب الأهلية (1975-1990) جرت عام 1964، ثم تعطّلت لمدة 9 سنوات، بسبب طبيعة التركيبة الاجتماعية والسياسية التي كانت تقوم على القيادات المحلية والتي لم تكن ترى في نشوء قوى بلدية قوية مصلحة لها. أما بعد الحرب، فبدأت الأحزاب الكبرى تشعر بارتباك متزايد تجاه هذه الانتخابات.

ويختم بالإشارة إلى أن القوى السياسية، مهما بلغت من قوة، تظل تنظر إلى الانتخابات البلدية بوصفها عبئا، فهي حتى حينما تدعم التوريث السياسي أو التمثيل المناطقي تصطدم بهوامش محلية تتيح حتى للحلفاء الشعبيين التعبير عن أنفسهم، مما يجعل الانقسام في هذه الانتخابات يتجاوز البُعد العائلي أو السياسي التقليدي.

مقالات مشابهة

  • نائب البرهان: الحرب في نهايتها… وانتشار السلاح أكبر خطر ينتظر الدولة
  • بعد قصف إسرائيل لسوريا... هذا ما أعلنه حزب الله
  • أمين عام حزب الله: سلاحنا من أجل مقاومة إسرائيل ولا علاقة له بالداخل اللبناني
  • الانتخابات البلدية اللبنانية واختبار القوى السياسية
  • الملفوظات.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبليغ
  • إسرائيل تواصل العرقلة .. ما مصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • الحرب والأزمات المعيشية تعيد النقاش حول مصير الحكومة اليمنية
  • الحرب على تنظيم الدولة بالصومال.. هل ينجو من مصير الموصل؟
  • سكاف: عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف النار يعمل لمصلحة حزب الله
  • ما تداعيات حزمة المراسيم التي اتخذها الرئاسي الليبي.. وما مصير البرلمان والأعلى؟