كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط":   عاد التوتر ليطبع علاقة "حزب الله" بالقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، ما أدى لتعرض دوريات تابعة للقوات لأكثر من اعتداء، خلال الأيام القليلة الماضية. وتقول مصادر مطّلعة على جو الحزب إن "ممارسات عدة لهذه القوات أثارت الريبة مؤخراً، فبعد أن كانت مراكزها تلتزم، منذ بدء المواجهات، عادت لتقوم بحركة لافتة توحي بأنه يتم استخدامها أداة جديدة للضغط للعودة لتطبيق القرار 1701".

وتضيف المصادر، لـ"الشرق الأوسط": "مواصلة هذه السياسة ستحمل تداعيات كثيرة وتؤدي لوضع خطير". وفي الوقت الذي أصدرت فيه "اليونيفيل" بيانين شرحت فيهما تفاصيل الاعتداءات التي تعرضت لها، لم يصدر عن "حزب الله" أي بيان رسمي. إلا أن المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، المقرَّب من الحزب، طالب، في بيان، "اليونيفيل في جنوب نهر الليطاني بأن تكون قوة عدالة وحسابات وطنية فقط"، لافتاً إلى أن "قوة اليونيفيل بمقدار دورها الدولي الذي يخدم سيادة لبنان الوطنية مرحَّب بها، وضمن هذا الحد، وأي انتهاك لدورها بحساباتنا الوطنية ممنوع ومردوع، وهو بمثابة انتحار، وأي مغامرة تحت أي جنسية أو ذريعة ستواجَه بقبضات شعبنا الذي يُعلّم العالم معنى الحرية والسيادة والاستقلال".   وشهدت العلاقة بين القوات الدولية وأهالي منطقة عملها توتراً في السنوات القليلة الماضية، ما أدى للاعتداء المتكرر عليها من عدد من المدنيين، وهو ما دفع قيادتها لمطالبة القوات المسلحة اللبنانية بضمان سلامتها وأمنها أكثر من مرة.

ورفعت العمليات العسكرية، التي شهدها جنوب لبنان بين إسرائيل و"حزب الله"، منسوب التوتّر القائم بين الأخير وقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، حيث اتهم الحزب القوات الدولية بـ"تجاهل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي أودت بحياة مدنيين وإعلاميين".

إلى ذلك، قالت "الشرق الأوسط" في مقالٍ آخر إنّ إسرائيل تُكثف في الفترة الأخيرة استهداف المنازل بطريقة غير مسبوقة، ففي بعض الأحيان تقوم بقصف المنزل نفسه مرات عدّة، مما أدى إلى رد "حزب الله" عبر إعلانه قبل أيام أيضاً عن استهدافه منازل في إسرائيل. ويضع العميد المتقاعد ناجي ملاعب المستجدات الأخيرة في جنوب لبنان ضمن خانة الرسالة العسكرية من قبل إسرائيل لـ"حزب الله"، مشيراً إلى أن المنازل التي تستهدف تعود في معظمها لأشخاص أو عناصر تابعين لـ"حزب الله"، وهو ما يلفت إليه مصدر محلي في جنوب لبنان، مؤكداً أن معظم المنازل التي تستهدف هي تابعة لأشخاص مرتبطين بالحزب. ويقول ملاعب لـ"الشرق الأوسط" إنه ليس لـ"حزب الله" مراكز ثابتة في الجنوب، لكن إسرائيل ورغم تدمير الحزب لمعظم المراصد وأجهزة الرقابة التابعة لها فإنها لا تزال تمتلك وسائل استطلاع بواسطة الطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية التي ترصد كل حركة على الأرض لمقاتلين وعناصر في "حزب الله".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القوات الدولیة جنوب لبنان حزب الله فی جنوب

إقرأ أيضاً:

مقتل شخص في غارات إسرائيلية واسعة على جنوب لبنان

بيروت (لبنان) "أ ف ب": قتل شخص على الأقلّ في سلسلة غارات اسرائيلية واسعة في جنوب لبنان اليوم بحسب وزارة الصحة، في حين أعلنت إسرائيل استهداف موقع لحزب الله، مع مواصلتها الضربات منذ أشهر رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

وبعد نحو عام من تبادل للقصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية تحوّل حربا مفتوحة في سبتمبر 2024، توصلت إسرائيل وحزب الله الى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.

ورغم سريان الهدنة، لا تزال إسرائيل تشنّ غارات على مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها لن تسمح للحزب بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية والقيادية.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن إسرائيل نفّذت الخميس "عدوانا جويا واسعا على منطقة النبطية" في جنوب لبنان، عبر "سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين" استهدفت "الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان".

وشاهد مصوّر فرانس برس تصاعد الدخان الكثيف من مناطق جبلية وحرجية وأودية بعيدة عن المناطق السكنية.

وأوردت وزارة الصحة اللبنانية أن "غارات العدو الإسرائيلي على النبطية اليوم أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة ثمانية أشخاص بجروح".

وأثارت الغارات حالة من الهلع بين السكّان. وقال الطبيب جمال صباغ (29 عاما) الذي كان يقوم بجولة صحية في مدرسة بقرية شوكين قرب النبطية، لفرانس برس "سمعنا دويا قويا، حوالى عشر ضربات متتالية. بعض الأولاد خافوا وحالة ذعر سادت والأساتذة خافوا أيضا".

أضاف "كان هناك حالة إرباك وتوتر"، مشيرا الى أن الضربات استهدفت "الجبال في محيط النبطية".

وأفادت الوكالة الوطنية بأن الغارات أسفرت عن "انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب"، بينما سارع سكان لإخراج أولادهم من المدارس وسط زحمة سير خانقة.

وأتت غارات الخميس غداة مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية خالد أحمد الأحمد بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا بجنوب لبنان.

وتؤكد السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة على قرارها "حصر السلاح بيد الدولة"، وسط ضغوط أمريكية متصاعدة لسحب سلاح حزب الله بعدما تكبّد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل.

وأكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون الأسبوع الماضي أن الجيش اللبناني يسيطر على أكثر من 85 في المئة من الجنوب الذي قام بـ"تنظيفه"، في إطار تنفيذ التزاماته باتفاق وقف النار.

ونصّ اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أمريكية وفرنسية، على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها خلال الحرب.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب لبنان أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • طرد موالين لحزب الله وتشديد الرقابة الأمنية.. لبنان يعيد السيطرة على مطار بيروت
  • كرم : القوات لم تعقد أي تحالف في أميون
  • لماذا رمت إسرائيل الدولارات الصفراء في جنوب لبنان؟
  • حوار حزب الله - بعبدا ... بين وقف العدوان وبناء الدولة
  • إسرائيل تمطر جنوب لبنان بـ "الدولار الأصفر" وتحذر "أموال حزب الله حرام".. فما القصة؟
  • مقتل شخص في غارات إسرائيلية واسعة على جنوب لبنان
  • صور.. إسرائيل تلقي "الدولار الأصفر" على جنوب لبنان
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • صور.. إسرائيل تلقي "الدولار الأصفر" على جنوب لبنان
  • إسرائيل تشن سلسلة غارات على النبطية جنوب لبنان