تمضي دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة خلال عام 2024 بثبات نحو تعزيز جسور الشراكة والتعاون والحوار وترسيخ قيمها في توطيد السلم والاستقرار وبناء الازدهار في منطقتنا والعالم، واضعة في أولوياتها أهمية تعزيز التعاون في جميع المسارات السياسية والاقتصادية في الإطار الخليجي والعربي، بما يعود بالفائدة والازدهار على الدول والشعوب.

فبعد عام حافل من العمل مع المجتمع الدولي ومنظماته على تعزيز السلام والأمن ومعالجة التحديات والقضايا التي قد تؤثر سلباً في تحقيق ذلك ستواصل دولة الإمارات جهودها الداعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، مؤكدة أنّ دبلوماسيتها تدخل العام الجديد وهي أكثر تصميماً بأن يكون عام استقرار وأمن وازدهار لدول وشعوب المنطقة بأسرها، ملتزمة بإيمانها بضرورة تعزيز التعاون الدولي والعمل المتعدد الأطراف قدماً وعلى كل الصعد لتخطي التحديات، وعلى رأسها تغير المناخ، والطاقة المتجددة، والمياه، والأمن الغذائي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة التطرف، وتمكين المرأة، وتحقيق التنمية الاقتصادية، وتأمين خطوط الإمداد والملاحة والتجارة الدولية.

تؤكد وزارة الخارجية في هذا المجال أنّ دولة الإمارات حريصة على تنمية العلاقات الخارجية وتوطيد جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة مع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل، والالتزام الراسخ بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية، ودعم مكانتها العالمية، وجهودها في دعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التسامح والتعايش الإنساني، إلى جانب الاهتمام بتقريب وجهات النظر بين الشعوب عبر تفعيل الدبلوماسية الثقافية بكل جوانبها. موضحة أن دولة الإمارات حريصة على تبادل التجارب الناجحة، وتطوير التعاون والعلاقات الدبلوماسية في مختلف المجالات، خصوصاً الصناعة والاقتصاد والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا، والقيم الإنسانية المشتركة وغيرها، وبما يخدم الإنسانية بصورة عامة، ويسهم في توفير مستقبل للجميع.

وتوضح الوزارة أنّ دولة الإمارات تنظر بإيجابية واعتزاز إلى المنجزات التي حقّقتها بصفتها عضواً منتخباً في مجلس الأمن خلال العامين الماضيين (من مطلع 2022 إلى نهاية 2023)، وما اضطلعت به من مهمات وجهود في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي طرحت على جدول أعمال المجلس وما استطاعت أن تقدمه من قرارات، تم اعتمادها من قبل المجلس.

الحلول الدبلوماسية

وتابعت الوزارة في بيان لها، أنّ دولة الإمارات تعتز بما حققته من نجاحات عبر جهود الوساطة وإيلاء الأولوية للحلول الدبلوماسية للنزاعات ومنع نشوب صراعات جديدة، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأهمية تعزيز الاستقرار والاحتكام إلى الحلول السياسية الشاملة في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم، ونشر ثقافة التسامح وتعزيز السلام.

ومن هذا المنطلق، تؤكد موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ في قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران الذي ينبثق من دعم الجهود السلمية والمبادرات الرامية إلى حل القضية استناداً إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك عبر المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، مطالبة إيران بإنهاء احتلالها للجزر والوقف الفوري لكل الممارسات التي تستهدف تغيير وضع الجزر، بما فيها عمليات الاستيطان غير الشرعية.

صوت الاعتدال

وأبرزت وزارة الخارجية المساهمات التي تقدمها دولة الإمارات في تعزيز صوت الاعتدال، فتؤكد ضرورة تعزيز ثقافة التسامح والانفتاح.

وفي هذا الإطار، وخلال رئاستها مجلس الأمن في يونيو الماضي قامت دولة الإمارات بجهود حثيثة تجاه تعزيز السلم والأمن ومكافحة التطرف والإرهاب وأسبابهما، حيث تمكنت من اعتماد القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التسامح والسلام والأمن الدوليين، وتضمّن لأول مرة إقراراً دولياً بوجود ارتباط بين خطاب الكراهية وأعمال التطرف والسلام والأمن الدوليين. كما يظهر حقيقة أنّ العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والتمييز بين الجنسين يمكن أن تؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها.

وفي ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية والأزمة في قطاع غزة، كثّفت دولة الإمارات تحركاتها الدبلوماسية منذ اليوم الأول سعياً لوقف التصعيد، والعمل على تحقيق وقف لإطلاق النار وإعادة التهدئة حقناً للدماء، وأعطت الأولوية لحماية المدنيين والمنشآت المدنية وتأمين ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية.

ولفتت وزارة الخارجية في هذا السياق، إلى الجهود المكثفة والاتصالات الناجحة التي أثمرت اعتماد مجلس الأمن للقرار 2712 وكذلك القرار 2720 الذي يطالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشدة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض في قطاع غزة.

ضمان حل الدولتين

وشددت الوزارة على أنّ دولة الإمارات دعمت على الدوام كل الجهود المبذولة من المجتمع الدولي الهادفة إلى خلق أفق سياسي وضمان حل الدولتين، وتؤكد أنّ إقامة الدولة الفلسطينية هو الطريق الوحيد الكفيل بوقف دوامة العنف والمواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

كما أشارت إلى أنّ الدبلوماسية الإماراتية كانت ولا تزال داعمة للجهود المبذولة للتهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد، لإنهاء الصراع في السودان والأزمة الروسية الأوكرانية عبر الحوار والالتزام بالقانون الدولي، وإعطاء الأولوية لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية.

واستضافت دولة الإمارات مع نهاية 2023 دورة ناجحة لمؤتمر «COP28» لتفعيل الجهود الدولية لحماية كوكب الأرض والبشرية.

وتكلّلت الجهود الفاعلة لدولة الإمارات ومبادراتها الخلّاقة بتحقيق إجماع عالمي بين الأطراف المشاركة في المؤتمر، وذلك بإعلان «اتفاق الإمارات» التاريخي، ومعالجة نقص التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بجمع أكثر من 85 مليار دولار من التمويل، وإطلاق 11 تعهداً وإعلاناً لوضع العمل المناخي العالمي على المسار الصحيح.

وتؤكد دولة الإمارات باستمرار أهمية التعددية في دعم السلام والأمن والتنمية عالمياً.

وتوضح الوزارة أنّ دولة الإمارات وهي إذ تؤسس للمستقبل فإنها تركز سياستها الخارجية على المساهمة الفاعلة في المنتديات الدولية المهمة مثل مجموعة العشرين كونها منصات فاعلة لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار العالمي.

استراتيجيات اقتصادية

وبيّنت أنّ دولة الإمارات تتبنى استراتيجيات اقتصادية محفزة على التنويع الاقتصادي، وتعمل على بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنوع يعززه التقدم العلمي والتكنولوجي، حيث تتميز ببيئة أعمال اقتصادية نشطة ومزدهرة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تتبوأ المكانة الأولى عربياً، وتحوز مكانة متقدمة على مستوى العالم، إذ تعد مركزاً مالياً وتجارياً واقتصادياً حديثاً، فيما تتمثل رؤية الخمسين عاماً القادمة في جعل الدولة عاصمة عالمية للاستثمار والإبداع الاقتصادي، وحاضنة متكاملة لريادة الأعمال ومختبراً متقدماً للفرص الاقتصادية الجديدة والمشاريع الناشئة.

ويبرز هنا إنجاز اقتصادي تاريخي، إذ سجلت التجارة الخارجية غير النفطية رقماً قياسياً جديداً بوصولها لتريليون و239 مليار درهم خلال ستة أشهر فقط العام الحالي ومن المتوقع تجاوزها ال 2.5 تريليون درهم.

كما شدّدت الوزارة على أنّ دولة الإمارات التي عملت خلال العقودِ الخمسة الماضية على تعزيز الشراكات الدولية تسير بخطى حثيثة لتعزيزِ القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة. وأطلقت حزمة مشاريع ومبادرات استراتيجية ضمن «مشاريع الخمسين» تهدف إلى التأسيس لمرحلة متقدمة من النمو على النطاقين الداخلي والخارجي، حيث تسعى إلى أن تصبح عاصمة عالميةً للاستثمار والإبداع الاقتصادي، بتوقيعها اتفاقيات شراكة مع دول ذات اقتصادات نشطة. إذ سيعمل تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية على جذب 150 مليار دولار (550 مليار درهم إماراتي) من الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات التسع المقبلة.

شركاء استراتيجيون

وقالت الوزارة إنّ دولة الإمارات أبرمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPAs) مع شركاء استراتيجيين إلى جانب الاستعداد لتوقيع اتفاقيات شراكة مع عدد آخر من الدول الصديقة. وأشارت إلى أنّ هذه الاتفاقيات تمهد الطريق لمزيد من الفرص لشعوب المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية الحيوية للشرق الأوسط، كما تفتح الآفاق لمزيد من الفرص الاقتصادية المبنية على التجارة الرقمية والتقليدية، وتسهيل وصول أسرع للسلع التي يتم تداولها عن طريق البحر والبر والجو، فضلا عن إطلاق الإمكانات غير المستغلة للتجارة الرقمية وتدفقات البيانات عبر الحدود و«البلوكشين».

وبيّنت أنّ دولة الإمارات ودبلوماسيتها ومؤسساتها الإنسانية ستواصل سياستها في دعم تنمية الإنسان عبر تعزيز جهود القضاء على الفقر، ومواصلة المشاريع التنموية في الدول النامية التي تسهم في دعم الاستقرار والازدهار والتنمية، ودعم الشعوب المتضررة من الأزمات والكوارث. وأكدت أنّ الإمارات من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية قياساً إلى دخلها القومي، حيث بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها خلال العقود الخمسة الماضية إلى 190 دولة نحو 95.06 مليار دولار، منها 1.83 مليار دولار خلال العام الماضي. (وام)

تحقيق الإنجازات

شدّدت الوزارة على أنّ دولة الإمارات ماضية في تحقيق الإنجازات في مختلف الميادين، ومن بينها المحافظة على ريادة الجواز الإماراتي الأقوى دولياً، تنفيذاً لتوجيهات ودعم صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، في خدمة دولة الإمارات وأبنائها.

وقدمت وزارة الخارجية الشكر لموظفيها وكوادرها في الداخل والخارج الذين تفانوا في عملهم بما يصبّ في تعزيز صورة دولة الإمارات ودورها الريادي القيادي، وإلى الوزارات ومؤسسات الدولة في القطاعين العام أو الخاص على ما قدمته من دعم في سبيل تحقيق هذا الإنجاز واستمراره طوال الأعوام الماضية، كما تتقدم بالشكر إلى الشركاء الإقليميين والدوليين.

واختتمت الوزارة بيانها بالقول: تتمنى دولة الإمارات، التي تؤمن بتعزيز جسور الشراكة والتعاون والحوار وبأهمية توطيد السلم والاستقرار، أن يعم السلام والأمن والاستقرار جميع دول وشعوب العالم، وأن يكون عام 2024 عام خير وتنمية وازدهار.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات وزارة الخارجیة دولة الإمارات السلام والأمن ملیار دولار فی دعم

إقرأ أيضاً:

بروتوكول تعاون بين غرفتي القاهرة والعربية البرازيلية لتعزيز الشراكة الاقتصادية

وقّعت الغرفة التجارية للقاهرة والغرفة التجارية العربية البرازيلية بروتوكول تعاون جديدًا بهدف دعم وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، في إطار ما يجمعهما من علاقات صداقة وشراكة متنامية.

الغرف التجارية: قفزة في الصادرات المصرية يقودها البناء والكيماويات والصناعات الهندسية أمين الفتوى: حديث "لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" موضوعٌ ولا يصح عن النبي الغرف التجارية: ضرورة تمثيل التجار في لجان المحاسبة لضمان الشفافية والانضباط

 

وقّع الاتفاقية عن الجانب المصري أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة، وعن الجانب البرازيلي وليم ديب، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، وذلك عقب فعاليات المنتدى المصري البرازيلي الذي استضافته غرفة القاهرة.

وشهد المنتدى حضور ماريا إدواردو نائب السفارة البرازيلية، وزهراء أحمد الوزير المفوض ومدير إدارة شؤون أمريكا الجنوبية، إلى جانب عدد من قيادات غرفة القاهرة، من بينهم اللواء صلاح العبد أمين الصندوق، والدكتورة نجلاء النجار، واللواء إسماعيل جابر، فضلًا عن رؤساء وأعضاء الشعب التجارية وممثلي الشركات. واختتمت الفعاليات بتنظيم لقاءات ثنائية (B2B) بين الشركات من الجانبين.

وفي كلمته، رحّب أيمن العشري بالوفد البرازيلي، مؤكدًا أن توقيع البروتوكول يُعد خطوة مهمة نحو دفع التعاون الاقتصادي بين مصر والبرازيل، معربًا عن تطلعه لأن يُسهم هذا التعاون في فتح آفاق جديدة للشركات وزيادة حجم التبادل التجاري.

وأوضح العشري أن مصر تشهد طفرة كبيرة في البنية التحتية والمناخ الاستثماري خلال السنوات الأخيرة، بفضل دعم وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤية الدولة للتنمية المستدامة، وما يصاحب ذلك من جهود لتسهيل إجراءات التصنيع والاستثمار والتصدير ضمن استراتيجية مصر 2030.

وأشار رئيس غرفة القاهرة إلى أهمية الاستفادة من الاتفاقيات الدولية التي ترتبط بها مصر، والتي تجعلها بوابة رئيسية لنفاذ المنتجات إلى الأسواق العربية والإفريقية، مستفيدة من قوة السوق المصري واتساعه.

وأضاف أن العلاقات المصرية البرازيلية تمتد لعقود منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية في عام 1964، وشهدت في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وتُعدّ البرازيل الشريك التجاري الأول لمصر في أمريكا اللاتينية، كما تأتي مصر في مقدمة الشركاء التجاريين للبرازيل داخل القارة الإفريقية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4.9 مليار دولار في عام 2024.

واختتم العشري مؤكّدًا تطلع الجانبين للعمل المشترك لزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والبرازيل خلال المرحلة المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • حملة لا للعنف ضد المرأة والابتزاز الإلكتروني لتعزيز حماية النساء والأمن الرقمي
  • وزيرا الخارجية المصرى والأمريكى يبحثان فى اتصال هاتفى سبل دعم الشراكة الإستراتيجية
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأمريكي سُبل دعم الشراكة الاستراتيجية وتطورات الأوضاع فى الاقليم
  • التربية والأمن العام تستعرضان استعداداتهما للدورة التكميلية للتوجيهي
  • بيان سعودي قطري يؤكد تعزيز الشراكة الدفاعية والاستقرار الإقليمي
  • عاجل| بيان سعودي قطري مشترك: التأكيد على تعزيز الشراكة الدفاعية ودعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا
  • إيرادات قناة السويس 40 مليار دولار من 2019 حتى 2024
  • مباحثات أردنية أوروبية حول تعزيز الشراكة وتنفيذ بنود اتفاق غزة
  • بروتوكول تعاون بين غرفتي القاهرة والعربية البرازيلية لتعزيز الشراكة الاقتصادية
  • وزير الخارجية ونظيره التنزاني يؤكدان مواصلة تطوير الشراكة الثنائية