فى رأيى أن مسألة تعويم الجنيه للمرة السابعة لم تعد ذات أهمية فى ظل أصلا عدم وجود دولار بالبنوك طبقا للسعر الرسمى الذى يراوح 30 جنيه.. التعويم فى مصر موجود ومستمر والجميع يعلم أن الأسعار كلها ارتفعت طبقا لسعر الدولار بالسوق السوداء وهو اقترب من حاجز الـ55 جنيها.
الاستسلام التام هو شعار الحكومة فى مواجهة السوق السوداء.
الاخبار القادمة من صندوق النقد الدولى تقول إن مصر سوف تحصل على الشريحتين المنتظرتين من قرض الـ3 مليار دولار، بجانب 7 مليار تمويل إضافى بسبب الظروف الدولية التى أثرت على مصر خاصة هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر والتأثير الواضح على دخل قناة السويس.
صندوق النقد نفسه لم يعد يتحدث عن تعويم بالمعنى المفهوم، خاصة أن الصندوق يدرك بأن كل الاسعار فى مصر وتسعير المستوردين بوصلتهم هى دولار السوق السوداء.
لم تعد القصة تعنى أحد إذا أعلن البنك المركزى غدا أن سعر الدولار 40 جنيها.
لم يعد بعد إضاعة كل الوقت السابق أمام الحكومة سوى ترضية صندوق النقد برفع الأسعار كما حدث فى بداية السنة الجديدة طبقا لسعر الدولار الواقعى بعيدا عن تثبيت لا يثمن ولا يغنى من جوع داخل البنوك.
السوق السوداء انتصرت وانتهى الأمر، والبنك المركزى عاجز بسياسات نقدى لا تكفى وحدها دون سياسات مالية تتحرك فى منظومة إصلاحية شاملة تدفع بالاقتصاد المنهار إلى الأمام.
ولكن السؤال الأهم الأن هل سنكتفى فى كل مرة بالاقتراض من صندوق النقد الدولى وبعد ذلك تعود ريمة لعادتها القديمة ونخرج من أزمة الى أزمة جديدة.
الحل من داخل السوق المالى المصري من خلال رؤية شاملة قادرة على خلق آفاق جديدة للتصدير وتمكين القطاع الخاص، ووقف اى انفاق حكومى على مشروعات عديمة الجدوى، وجذب استثمارات أجنبية حقيقية.
البريكس من الممكن أن يكون فرصة خاصة لو تم التعامل بيننا وبين الدول الأعضاء بالعملات المحلية.
فنحن نستورد القمح وهو جزء كبير من فاتورة الاستيراد من روسيا، ونستورد معظم الصناعات التكنولوجية من الصين هما العضوين البارزين فى بريكس.
طريق الحرير الصينى وربطه بقناة السويس من الممكن أن ينهى المخاوف من استبدال بعض الدول للرافد الدولارى الأهم بطريق اخر أو قناة أخرى.
المهم أن تبدأ الحكومة فى رسم خطة ورؤية مصر مابعد قرض صندوق النقد الدولى.
الاقتراض يبقى مجرد مسكن وديون ولايمكن الاعتماد عليه فى إقامة اقتصاد دولة.
بجانب أن سوء استخدام القرض ووضعه فى غير مكانه الصحيح فإنه أشبه بكارثة لا يمكن الفكاك منها بعد ذلك.
عوموه ولكن لا تقتلوا الجنيه باستخدام نفس السياسات القديمة التى أفقرت المصريين، وجعلتهم يفقدون الأمل فى أى إصلاح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تعويم عدم وجود دولار السوق السوداء صندوق النقد الدولى السوق السوداء صندوق النقد
إقرأ أيضاً:
لماذا رفعت الحكومة القيود عن استيراد الألبان الأمريكية؟ (فيديو)
أكد الدكتور عبد الرشيد غانم، المنسق العام لمركز تجميع الألبان بوزارة الزراعة، أن قرار الحكومة بإزالة القيود على استيراد منتجات الألبان من الولايات المتحدة يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى معالجة ارتفاع الأسعار في السوق المحلية وتعزيز وفرة المنتجات الغذائية الأساسية، بما يعود بالنفع المباشر على المستهلك المصري.
وأوضح «غانم» خلال تصريحات تلفزيونية ببرنامج اقتصاد مصر، المذاع على قناة «أزهري»، أن هذا التوجه يعكس سياسة الدولة في الانفتاح الاقتصادي وتحقيق التوازن بين حماية الصناعة المحلية وتوفير بدائل عالية الجودة للمستهلك، مشيرًا إلى أن الألبان الأميركية تتميز بجودة عالمية وتوافرها بكميات كبيرة، ما يسمح بتوفيرها بأسعار تنافسية في السوق المصرية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة تستهدف ضبط الأسواق وتحقيق الأمن الغذائي من خلال تنويع مصادر الاستيراد، لافتًا إلى أن زيادة المعروض من الألبان سيُسهم في خفض الأسعار، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج المحلي خلال الأشهر الماضية بفعل عوامل متعددة، من بينها أسعار الأعلاف والطاقة.
وأكد غانم، أن هذا القرار لن يُهدد المنتج المحلي كما يُروّج البعض، بل سيدفع الصناعات المحلية إلى تحسين الكفاءة والجودة لمواكبة المنافسة، كما أنه يدعم قدرة الدولة على توفير الغذاء بأسعار مناسبة في ظل تحديات التضخم العالمية.
اقرأ أيضاًمحافظ البنك المركزي: توفير 100 مليون دولار لاستيراد زيت الطعام ومنتجات الألبان
بعد مبادرة الحكومة لتخفيض أسعار السلع.. 18% تراجعًا في أسعار الألبان والعصائر
تغير في أسعار الجبن والألبان بـ مصر اليوم الأحد