القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي: “أثيوبيا تحفظ الأمانة، ولا تنوي الإضرار بدول حوض النيل الشقيقة”. بهذه الكلمات حاول رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد أن يطمئن المصريين والسودانيين، في بيان صادر عنه أخيرا..فهل نجح؟ وكيف تلقى خبراء المياه المصريون ما كتبه؟ وهل أقنعهم أم زادهم قلقا إلى قلقهم؟ وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام وصف ما سطره آبي أحمد بأنه مكتوب بصيغة دبلوماسية انشائية جميلة، مشيرا إلى أن بيان آبي أحمد لم يغفل الإشارة عن الاشادة بسد النهضة ومخزونه المائي الضخم، زاعما أنه ضمان للجميع فى اوقات الجفاف! وأضاف علام أن آبي أحمد أغفل أن مصر لديها السد العالي، وأن سد النهضة يضر بمخزون مصر المائي أمام السد العالي، وعلى قدرة الدولة المصرية على مواجهة الجفاف، مشيرا إلى أن البيان لم يتطرق الى كهرباء سد النهضة والاستفادة المحتملة لبعض الدول المجاورة من هذه الكهرباء مثل السودان! وقال علام إن بيان آبي انتهى باعلانه التزام أثيوبيا بالتعاون في “المشاريع الحيوية التي تضمن المصالح، مشيرا إلى أنه ليس واضحا ماهى هذه المشاريع الحيوية المقصودة وهل هى مشاريع قائمة ام مشاريع مستقبلية وسدود أثيوبية جديدة ام شيء آخر، وماهى المصالح المقصودة!! وقال وزير الري المصري الأسبق إنه بالنسبة له كمهندس موارد مائية وسياسي سابق، يجد هذا البوست، كلاما دبلوماسيا ولكنه لم يحوِ جديدا، ولم يتطرق حتى الى ضمانات الوصول لاتفاق خلال فترة الاربعة شهور التي تم الاتفاق عليها، بل ولم يتطرق البيان الى المطالب الأثيوبية التى سبق الاعلان عنها وموقف أثيوبيا الحالي منها، مثل حصة أثيوبية من المياه، وضرورة توقيع مصر والسودان اتفاقية عنتيبي، وعدم الاعتراف بالاتفاقيات التاريخية وحصتى مصر والسودان من نهر النيل.

كان المستشار احمد فهمي متحدث الرئاسة المصرية صرح بأن الجانب الأثيوبي عبر عن رغبة مشتركة لتحقيق تقدم فى ملف سد النهضة من خلال التفاوض في اطار زمني محدد، وتعهد بضمان الاحتياجات المائية خلال فترة الملء. وعن تعليقه على تصريح متحدث الرئاسة المصرية قال علام إن هذا التصريح لمتحدث رئاسة الجمهورية، جاء فيه التأكيد على الحفاظ وعدم التفريط في الحقوق المائية المصرية، لافتا إلى أنه من الواضح انه هناك تحفظ في التصريحات المصرية في هذا الشأن نظرا لحساسية الموضوع، وصعوبة تفسير التفاؤل بامكانية نجاح التفاوض في غضون اربعة أشهر بعد فشل استمر اكثر من 10 سنوات. وأضاف أنه في بيان متحدث الرئاسة، تم النص على تعهد الجانب الأثيوبي بضمان الاحتياجات المائية (من تدفقات السد) أثناء فترة الملء، بالرغم مما يشاع حاليا بانه سيتم ملء السد الأثيوبي هذه المرة بحوالي ٢٥ مليار متر مكعب اى حوالى 50 ٪؜ من التصرف السنوي المتوسط للنيل الأزرق، بالاضافة الى أنه لم يتضح بعد حجم الفيضان المتوقع هذا العام. ولفت إلى أن هذه الاشارة في تصريح المتحدث الرئاسي توضح ان الجانب الأثيوبي في مبادرته الحالية لن يحاول (ومصر لن تسمح) بأن يكون الملء مؤثرا تأثيرا كبيرا على الايراد المائي السنوي لمصر من النيل الأزرق وبالتالي على مخزون المياه امام السد العالي. واختتم علام مؤكدا أن الأيام بيننا، والتشككات قائمة، ولكن كلنا نأمل في انفراجة لهذه القضية المحورية، وحل سياسي يرضي الجميع، مؤكدا أن الأزمة ليست أزمة مائية في حوض النيل، وإنما الأزمة الحقيقية هو عدم (المحاولة الجادة من دوله) باستغلال امكانات الحوض بالشكل الفعال لتحقيق مكاسب للجميع. الأقوال والأفعال من جهته قال الكاتب عمار علي حسن حديث أبي أحمد عن أن إثيوبيا لا تريد الإضرار بأحد من بناء “سد النهضة” لا ينطلي على طفل، فأديس أبابا حرضت، على مدار سنوات، دول حوض النيل ضد مصر، وسبق لها أن أخذت منطقة “بني شنقول” مقابل الحفاظ على تدفق النيل الأزرق، وها هي تبني سدا فيها. سياسة الدول تقاس بالأفعال وليست الأقوال لماذا تم الاحتفاء به في العاصمة في سياق آبي أحمد انتقد الكثيرون الاحتفاء الكبير برئيس الوزراء الأثيوبي في العاصمة الإدارية، مطالبين بالتعامل معه على أنه عدو مبين، لا صديق حميم. في سياق “سد النهضة” تساءل د.أحمد المفتي الخبير السوداني والمحامي والموثق، مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان، عن حقوق السودان المائية، في تلك القمة، مشيرا إلى أنه لن يستقيم الامر، الا بأخذها في الاعتبار، خاصة، وان القمة قد حددت اطارا زمنيا، للفراغ من مفاوضات سد النهضة، وقدره 4 شهور، والسودان يعيش حالة معقدة ومتطاولة، من عدم الاستقرار السياسي، وقد لا يناسبه ذلك الاطار الزمني، الذي تحدد بدون علمه. وأضاف المفتي أن أي مفاوضات، من دون اشتراط، وقف أنشطة اثيوبيا في السد، الي حين الانتهاء من المفاوضات، هي مفاوضات عبثية، لن تختلف عن المفاوضات التي جرت منذ 2011، ولا تفيد الا اثيوبيا، لانها تقنن أنشطة اثيوبيا الاحآدية. وقال إنه علي الرغم من ظروف السودان الراهنة، فإنه ينبغي علي السودان، اصدار بيان عاجل، يتضمن تعليقا علي قمة السيسي/ آبي أحمد، مشيرا إلى أن عدم اصدار بيان، يعني ان السودان يقبل، بمخرجات تلك القمة.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: سد النهضة آبی أحمد

إقرأ أيضاً:

احتجاجات في العاصمة السويدية على انتهاك “إسرائيل” لاتفاق وقف النار بغزة

الثورة نت /..

شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم السبت، احتجاجات على انتهاك الكيان الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومواصلته استهداف الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية بفلسطين المحتلة.

وتجمع مئات المتظاهرين في ميدان “أودنبلان” بستوكهولم، تلبية لدعوة العديد من منظمات المجتمع المدني.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات تطالب بـ “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين فورا” و”إنهاء الإبادة والحصار” و”تأمين وصول المساعدات الإنسانية” و”إعادة إعمار غزة”.

كما دعا المحتجون الحكومة السويدية إلى فرض حظر عسكري شامل على “إسرائيل”.

ونقلت وكالة الأناضول، عن الناشط السويدي، فريدريك إريكسون، إنهم خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على “إسرائيل” لانتهاكها اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال إريكسون، إن “السلام ليس موجودا لا في غزة ولا خارجها”.

وأوضح أن قطاع غزة والضفة الغربية، وحتى في الأماكن التي لا تتواجد فيها حركة “حماس”، تشهد تسجيل انتهاكات يومية لحقوق الإنسان.

واستشهد إريكسون، بما يقوم به المستوطنون وبمساعدة الجيش “الإسرائيلي”، بتهجير المدنيين الفلسطينيين قسرا وبشكل يومي في الضفة الغربية.

وأكد أنهم سيواصلون الاحتجاجات في الميادين “حتى تتحرر فلسطين”.

وأكمل إريكسون: “إذا لم تكن فلسطين حرة، فنحن أيضاً لسنا أحرارا. لذلك نرفض الصمت، لأنه إذا صمتنا، فنحن نشارك في الإبادة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل”.

ويواصل جيش العدو الإسرائيلي والمستوطنون الصهاينة اعتداءاتهم وتصعيدهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة ما أسفر عن مقتل أكثر من 1119 فلسطينيا، وإصابة قرابة 11 ألفًا، واعتقال ما يزيد على 21 ألفًا آخرين.

وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 70,100 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,983 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن جيش العدو الإسرائيلي يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

مقالات مشابهة

  • العاصمة صنعاء تشهد مسيرة مليونية تحت شعار “التحرير خيارنا.. والمحتل إلى زوال”
  • هل فشلت إثيوبيا في سد النهضة
  • دعاء لمن تراكمت عليه ديون.. 7 كلمات تقضي عنك ولو كانت مثل جبل
  • أبو العينين: النيل شريان حياة المصريين.. أحمد موسى: مصر أجهضت مخطط التهجير..43 دولة أورومتوسطية تمنح الرئيس السيسي جائزة شجرة الزيتون للسلام | أخبار التوك شو
  • البرهان يرسل رسائل مهمة عبر مقال في “وول ستريت جورنال” .. يكشف كيف اندلعت شرارة الحرب في السودان ولماذا يحارب الدعم السريع .. نشر مقال قائد الجيش السوداني
  • عشرات الآلاف يتظاهرون في العاصمة البريطانية دعماً لفلسطين وضد بيع السلاح لـ “إسرائيل”
  • احتجاجات في العاصمة السويدية على انتهاك “إسرائيل” لاتفاق وقف النار بغزة
  • “التعاون الإسلامي” تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا
  • رئيس الدولة يشهد جلسة حول “الذكاء الاصطناعي” عقدت في قصر البحر بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين
  • أمانة الرياض تعود بفعالية “بسطة الرياض” في 4 مواقع متفرقة لاستقبال الزوار والأهالي