لبنان ٢٤:
2025-10-30@12:31:19 GMT

خيط رفيع بين الحرب واللاحرب

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

خيط رفيع بين الحرب واللاحرب

كتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن": بعيداً عن الكلام الدائر حول جدوى ساحة الإشغال انطلاقاً من الجنوب، فإنّ هناك واقعاً جديداً تولّد بنتيجة ما تشهده ساحتا غزة والجنوب مرتبطاً بإسرائيل التي اهتزت صورتها عسكرياً وسياسياً وهو ما تمظهر بقوة في الإعلام الإسرائيلي الذي لم يتوانَ عن شن هجومه على الحكومة متقصداً تحييد الجيش.

من وجهة نظر الصحافة الإسرائيلية فإنّ اسرائيل لا تريد شن حرب واسعة على لبنان، كما أنّ «حزب الله» لا يسعى إليها. ‎ثمة حقيقتان يأخذهما كل طرف معني بتوسيع الحرب في الإعتبار، تعترف إسرائيل حسب صحافتها أنّ الحرب على لبنان لن تكون نزهة وستفتح باب جهنم في المواجهة مع «حزب الله»، وأنّه من الأفضل الشروع في حل ديبلوماسي للحدود الشمالية، ومن خلال الضغط السياسي على الحكومة اللبنانية و»حزب الله». أما بالنسبة إلى «حزب الله» فهو أيضاً، وإن كان لا يرغب في الحرب، يعتبر أنّ ظروف حرب تموز ليست ذاتها في ما يتعلق بموقع لبنان والحاضنة العربية والإقليمية والدولية، ولإيران ما يكفيها من جبهات وهي الدولة التي تواجه عقوبات فلن يكون في وسعها مساندة لبنان بالشكل اللازم، وهو أي «حزب الله» لن يكون السبّاق إلى شنّ هذه الحرب، ولذا فإنّه يصوب على أهداف معينة في الداخل الإسرائيلي ويردّ على مستوى استهدافات إسرائيل. ولكن متى وقعت الحرب وصارت أمراً مفروضاً فلن يتورع عن خوضها بقوة. ما لا يدركه الكثيرون أنّ واقع «حزب الله» ليس بالشكل الذي يتخيّله البعض، وكما قال أمينه العام السيد حسن نصر الله هناك طلبات انتساب تتقدم بأعداد كبيرة من مجموعات شبابية تطلب أن تكون شريكة على جبهة المواجهة. أمّا من الناحية العسكرية فوقوع الحرب سيشكل عنصر مفاجأة بالنظر إلى الإمكانات العسكرية التي يملكها «الحزب» والتي لا يزال يتجنب استخدامها إلا في حال الحرب الكبرى، كما أنّ حرباً كهذه ستفتح ساحة المواجهات في أكثر من جبهة دفعة واحدة. ‎رغم كثافة العمليات والردّ الاسرائيلي الذي توسع إلى ما بعد القرى المحاذية للحدود، إلّا أنّ «حزب الله» لا يزال يعتبر أنّ اسرائيل ستحاذر قبل المغامرة في الحرب الكبرى، والأوضاع لا تزال تحت السيطرة من دون أدنى فكرة عن موعد ولو تقريبي لنهاية هذا الواقع الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. ‎وما دام «حزب الله» ربط حرب الجنوب بنهاية حرب غزة يعني دخول لبنان في حال من الانتظار التي يصعب على الموفدين الدوليين خرقها بوساطات أو بإغراءات، كما يحاول أن يفعل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وغيره. العروض كثيرة، ولكن مسار المفاوضات بطيء للغاية ونتائجه لن تبصر النور بين ليلة وضحاها على ما يؤكد أصحاب الشأن. بين الحرب واللاحرب خيط رفيع. وفي الحالين جمود وترقب لآتٍ سيكون الأسوأ.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بالكربون!!

* سهام.. عيون الرجال المفترسة تطاردها، وهي تعبر شارع جامعة الدول العربية بوسط القاهرة، كما أن دخولها بسرعة فائقة للمقهى المطل على الشارع الصاخب لم يجعل نظر البعض يشيح عنها، فالهمسات تلاحقها، بينما ينفث معظم الجالسين دخان (الشيشة) ويلكون بتعليقاتهم الذكورية سيرة الصبية السورية الحسناء، وكأنها (تفاح نعناع)، أو جزء من خلطة أوراق التبغ المشتعلة على الفحم والماء، فـ(المعسل) وحده لا يكفي البعض لضبط إيقاع الدماغ، وخلق حالة من الحيوية في الجلسة ونوع من الحراك، وصفاء الأمزجة و(إكمال الكيف) قد لا يكتمل بـ(التوت الأزرق) وغيره من أنواع (الجراك).
* لهجتها الشامية التي طلبت بها من (النادل) فنجان قهوة (سكر مزبوط) و(شيشة) دفعتني لابتدار الحديث معها، فنصف متر فقط هي المسافة بين الطاولتين اللتين نجلس عليهما، وكانت ردودها الطاعمة لا تشبه المأساة التي تعيشها، فهي على يقين بأن ما يحدث للفتيات السوريات من (معاكسات) أمر متوقع في ظل مشاكل اللجوء والواقع المرير الذي تعيشه بلادهن، كما أن التكيف مع الأوضاع المستفزة بمختلف مسمياتها ضرورة قصوى، فإفرازات الحرب تجعلك في أحايين كثيرة لا ترى من هم حولك، ولا تشعر بملاحقة العيون و(القاسي يهون) ..!
* قصّت لي الشابة السورية (أمل) التي توفي والدها وشقيقها حكاوي يصعب تصديقها عما حدث لأسرتها بسبب الحرب، وقالت: إن الذهب الذي تمتلكه ووالدتها هو وحده كان صمام أمان لهما عند مغادرتهن لدمشق، ولولاه لوقفن يسألن الناس في الطرقات بحثًا عما يسد رمقهن، ولا تعلم كيف كان سيكون حالهن.
* ما كان يحدث للاجئيين السوريين في بعض الأماكن أمر لا يمكن وصفه. رأيتهم قبل سنوات مضت في معسكراتهم في إحدى الدول، طُفت على الغرف التي يحشرون فيها كعلب السردين، والفضاء المسموح لهم بالحركة فيه لا يتجاوز مساحة المعسكر، الذي تجد عند بواباته حراسة مشددة. أسر لا حصر لها بتلك المعسكرات تشكو سوء الحال، وكل ما تفعله أنها تأخذ المعونات وترقد على جمر الانتظار..!
* ما خرجت به من زياراتي الميدانية آنذاك عن طريق أحاديثي المباشرة مع (أهل الوجعة) داخل تلك المعسكرات، أن اللاجئين يريدون فرصاً للعمل لا منح يجمعها لهم الناس ويتعطفون بها عليهم، فما هكذا يعيش الكرماء، إنهم يريدون (حياة) لا (معتقلاً)، و(مجتمعاً) لا (معسكراً)، وما ينقصهم عمل به أسرهم تقتات، فالموت جوعاً أكرم من ركض صبيتهم للوقوف صفوفاً في انتظار المعونات .!
* لعنة الله على الحرب التي تفقد الشعوب الكريمة المأوى والملاذ، وتجعلهم مسلوبي الإرادة يتجولون بين الدول (لاجئيين بإمتياز).
* .. هذا الخاطرة الدامية كتبتها قبل حوالي ثماني سنوات، وتحديداً في الخامس عشر من أغسطس 2017م، وما كنا نخشاه على الأشقاء السوريين في مدن اللجوء بات يعيشه الآن أهلنا السودانيون بالكربون، ولعنة الله على الحرب، ومن أوقدها، ومن سعى لاستعار نيرانها في كل مكان، وكان الله في عون أهل مدينة الفاشر وشعب السودان.
نفس أخير
* ولنردد خلف جمال عبد الرحيم:
المناظر هي ذاتها.. الصور نفس المشاهد.. الشوارع والبيوت.. الأماكن والمقاعد!

haythamcapo77@gmail.com

مقالات مشابهة

  • “وجه الرعب” في الفاشر..من هو السفاح “أبو لولو” الذي تفاخر بقتل مئات السودانيين؟ / فيديو و صور
  • عن إمكانية الحرب في لبنان.. أمرٌ كشفه تقرير إسرائيليّ
  • الأموال التي حوّلت من لبنان.. أين أصبحت؟
  • تفاصيل جديدة عن جريمة صوفر التي أودت بزوجين.. هذه خلفياتها
  • بالكربون!!
  • رجال الله أيقونة البذل التي ما غابت عن سماء العِزة
  • اشتعال الحرب من جديد.. إسرائيل تطلب إذن أمريكا للعدوان على لبنان
  • هل تعلم أسماء أبواب النار التي أعدت للكافرين؟
  • جعجع: أدعو جميع النواب إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها بري
  • مفتي الجمهورية: بناء المستقبل لا يكون إلا بسواعد الشباب الواعي الذي يتمسك بدينه