كيف يمكن للشاي أن يبطئ الشيخوخة؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي يوميا يمكن أن يساعدنا على إبطاء الشيخوخة البيولوجية.
وقال باحثون صينيون إن المواد الكيميائية الصحية الموجودة في الشاي الأسود والأخضر يمكن أن تساعد على "التأثير بشكل إيجابي على الشيخوخة" عن طريق الحد من تلف الخلايا للحفاظ على عمل الأعضاء لفترة أطول.
وقال الدكتور يي شيانغ، من جامعة سيتشوان: "لقد وجدنا أن تناول ما يقارب ثلاثة أكواب من الشاي يوميا قد يوفر فوائد مضادة للشيخوخة.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن شرب الشاي يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
ويحتوي الشاي على مادة البوليفينول، وهي مضادات أكسدة قوية يمكن أن تساعد أيضا في الحماية من السرطان والأمراض العصبية مثل الخرف.
ونظرت الدراسة الأخيرة، التي نشرت في مجلة Elsevier Journal The Lancet Regional Health - Western Pacific، في كيفية تأثير المشروب على الشيخوخة البيولوجية، وهو مقياس لمدى سرعة تدهور الخلايا.
ونظر الباحثون في بيانات 5998 شخصا بالغا في بريطانيا تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما، و7931 تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاما في الصين.
وسألوا عن كمية الشاي التي يشربونها، بما في ذلك الشاي الأخضر والشاي الصيني الأسود، وكذلك الشاي الأسود الذي يتم خلطه عادة مع الحليب لإعداد مشروب البناء التقليدي في بريطانيا.
وتم قياس شيخوختهم البيولوجية باستخدام اختبارات الدم الخاصة التي تبحث في التغيرات في الحمض النووي للأشخاص.
إن شرب أي كمية من الشاي يقلل من سرعة تقدم الأشخاص في العمر خلال متوسط المتابعة لمدة عامين، مع وصول التحسن إلى ذروته عند تناول ثلاثة أكواب في اليوم.
وقال الدكتور شيانغ: "يحتوي الشاي على العديد من المركبات النشطة بيولوجيا، مثل البوليفينول والثيانين والكافيين، والتي قد تكون مرتبطة بآثاره المحتملة المضادة للشيخوخة. وتم الإبلاغ عن أن مادة البوليفينول تعدل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، والتي قد يكون لها تأثير مهم على تنظيم التغيرات المرتبطة بالعمر في المناعة، والتمثيل الغذائي، والوظيفة الإدراكية".
عن روسيا اليومالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الحرب البيضاء على الذهب الأسود
حين يعلن ترامب حربه على فنزويلا بحجّة مكافحة المخدرات، يبدو الأمر على السطح وكأنه مأخوذ من سيناريو فيلم هوليوودي: أميركا، البطلة، تحمي العالم من السم الأبيض المزعج. لكن وراء هذا الغلاف الإعلامي البريء، تكمن الحقيقة الأكثر إثارة، وهي أن الحرب ليست حرب مخدرات ولا دفاعًا عن الأمن القومي، بل حرب على النفط والنفوذ والهيمنة السياسية.
فنزويلا ليست دولة عادية. إنها تمتلك أكبر احتياطي نفط مثبت في العالم، يقدّر بأكثر من ٣٠٠ مليار برميل، متفوقة على السعودية وكندا. وأكثر من مجرد خام أسود، بل ذهب أسود يُغري كل من يسعى للسيطرة على أسواق الطاقة العالمية. تمتلك فنزويلا أيضًا احتياطيات كبيرة من الذهب، تقدّر بعشرات الأطنان، خاصة في إقليم بوليفار. كما تحتوي على النيكل والفضة والألمونيوم والمعادن النادرة، ما يجعلها مهمة للصناعات التكنولوجية والعسكرية.
ترامب، المعروف بحبه للإعلانات الضخمة والاستعراضات، وجد في فنزويلا هدفًا مثاليًا لإعادة كتابة صورة أميركا على الخريطة النفطية. الحرب هنا ليست دفاعًا عن الوطن، بل محاولة لإعادة الولايات المتحدة إلى صدارة سوق النفط، ومنافسة الصين وروسيا، وكأن العالم كله لعبة شطرنج يختصرها ترامب في قرارات تغريدية متعجلة.
لكن الأبعاد الاقتصادية ليست سوى جزء من الصورة. هناك بُعد سياسي داخلي واضح: فالرئيس ترامب وجد في فنزويلا ورقة دعائية ذهبية. إذ أن إعلان الحرب على دولة بعيدة يُستخدم لرفع شعبيته داخليًا، وتصويره كبطل عالمي يحمي "الأمن القومي"، بينما الشعب الفنزويلي هو من يدفع الثمن الحقيقي. حيث تُعد هذه الحرب أداة انتخابية أكثر منها عملية أمنية، وأكثر منها مواجهة حقيقية لقضية المخدرات، التي لو كانت محور الاهتمام لما اقتصر التركيز على فنزويلا وحدها.
ثم هناك بُعد جيوسياسي إقليمي. فنزويلا تبني علاقات مع الصين وروسيا وكوبا، وهو ما لا يروق لأميركا التي تعتبر القارة اللاتينية "فناءها الخلفي". ترامب، بطبيعته التنافسية والعدائية تجاه أي نفوذ خارجي، قرر أن يجعل من فنزويلا ملعبًا لإعادة فرض الهيمنة الأمريكية. كل خطوة هنا مرتبطة بالسيطرة على المنطقة، وليس بمواجهة تهريب المخدرات أو حماية المدنيين والأبرياء.
باختصار، حرب ترامب على فنزويلا ليست إلا حرب مصالح متنكّرة في زي حملة مكافحة المخدرات. النفط والسلطة والنفوذ هي الهدف، والمواطن الفنزويلي مجرد ضحية. المخدرات مجرد ذريعة لتجميل صورة من لا يملك أي شرعية أخلاقية أو قانونية. في النهاية، ما يحدث ليس سوى عرض سياسي مبالغ فيه، يقوم فيه ترامب بدور البطل في مسرحية عالمية، بينما الواقع هو أن هذه الحرب ليست سوى إعلان نفوذ واستعراض قوة، والشعارات الفضفاضة عن الأمن القومي ومكافحة المخدرات، هي مجرد دعاية انتخابية من نوع جديد.