مواجهة بين الرئيس الأمريكي وحاكم تكساس المدعوم من 25 ولاية هل تتحول إلى حرب أهلية؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
تعيش الولايات المتحدة هذه الأيام، على إيقاع مخاوف من اندلاع حرب أهلية بسبب الخلاف بين ولاية تكساس المدعومة من طرف 25 ولاية جمهورية والرئيس الأمريكي جو بايدن، حول موضوع تأمين الحدود لوقف تدفق الهجرة.
عدة ولايات يقودها الجمهوريون بدأت في إرسال أفراد من الحرس الوطني لمكافحة تزايد موجات المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقد تحدى غريغ أبوت حاكم تكساس إدارة بايدن، حين عبر عن استيائه من قرار المحكمة العليا الصادر يوم الاثنين الماضي بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، والذي ألغى أمرا قضائيا من محكمة الاستئناف، وسمح لحرس الحدود الفدراليين بإزالة الأسلاك الشائكة التي ركبها مسؤولو تكساس على الحدود لوقف الهجرة.
وتعهد حكام جمهوريون من 25 ولاية أي نصف الولايات الخمسين، بتقديم دعمهم لحاكم تكساس لوضع أسوار الأسلاك الشائكة لتأمين الحدود، واتهموا إدارة بايدن برفض تطبيق قوانين الهجرة، والسماح بالإفراج المشروط الجماعي في جميع أنحاء أمريكا عن المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
الرئيس السابق دونالد ترامب انخرط في دعم تكساس من خلال دعوته الولايات التي يقودها الجمهوريون إلى التعاون لمكافحة مشكلة الهجرة، وشجع ترامب جميع الولايات الراغبة في نشر حراسها في تكساس لمنع دخول المهاجرين غير النظاميين وإعادتهم عبر الحدود. وقال كيفن ستيت حاكم أوكلاهوما، وهو أحد الـ25 الذين دعموا تكساس، “الآن لديك الفدراليون الذين يقطعون الأسلاك ثم لديك الحرس الوطني في تكساس، الذي لديه أوامر بوضع الأسلاك هذا برميل بارود، ونحن نقف بالتأكيد مع تكساس في حقها في الدفاع عن نفسها.
وتواجه المدن الأمريكية على الحدود مع المكسيك والتي يبلغ طولها 3100 كيلومتر، تدفقا للمهاجرين بمعدل نحو 10 آلاف يوميا، ويستخدم الجمهوريون قضية الهجرة باستمرار لمهاجمة الحزب الديمقراطي خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية.
كلمات دلالية امريكا بايدن ولاية تكساسالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: امريكا بايدن ولاية تكساس
إقرأ أيضاً:
عاصفة عالمية ضد الرئيس الأمريكي.. صحفيون ومفكرون من ٣ قارات يصدرون بيان ضده
في مشهد يجسد التناقض الصارخ لأكبر ديمقراطية في العالم، تتساقط الأقنعة التي تفصل بين السلوك الشخصي والممارسة السياسية في البيت الأبيض. الهجوم اللفظي الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصحفية كاثرين لوسي من "بلومبرغ نيوز"، ووصفها بـ "الخنزيرة"، لم يعد مجرد خبر عابر في دورة إخبارية سريعة. بل أشعل فتيل الغضب بجموع الصحفيين، وفي بيان دولي تاريخي وقّعه عشرات الصحفيين والمفكرين والناشطين من ثلاث قارات، يتهم ترامب علانيةً بـ "تعزيز الدكتاتورية" وتبني خطة ممنهجة لقتل حرية التعبير.
هذه الإدانة لم تأتِ من فراغ، بل هي ذروة جبل الجليد لمسيرة طويلة من العداء المتصاعد بين ترامب ومؤسسة الإعلام. ولكن الأكثر إثارةً للقلق هو التحليل الموازي الذي يقدمه أحد الموقعين البارزين، المفكر الأمريكي أورين شواب، والذي يربط هذه التصرفات بـ "اضطراب في الشخصية" و"دوافع إجرامية"، مما يطرح سؤالاً وجودياً حول تأثير الصفات الشخصية للرئيس الأقوى في العالم على مصير النظام الدولي وسياسات بلاده.
يمثل البيان المشترك نقلة نوعية في الخطاب العالمي الموجه لترامب، من انتقاد سياساته إلى اتهام شخصي مباشر له بـ "الدكتاتورية". وصف الموقعون، الذين ينتمون إلى خلفيات جغرافية ومهنية متنوعة، إهانات ترامب للصحفيين بأنها "إهانة لحرية الرأي والتعبير".
وأكد الصحفيون أن هذه الإهانات ليست عرضية أو عفوية، بل هي خطة ممنهجة لإسكات حرية التعبير وإخماد صوت المعارضين. وأوضح البيان أن ترامب يثبت يوماً بعد يوم أنه ديكتاتور يعارض حرية التعبير، ويتحدث بلغة غوغائية لا تليق بمنصب رئيس دولة. وطالب الصحفيين المستقلين حول العالم بالتضامن وإدانة هذا السلوك، مما حول الحادث من قضية شخصية إلى معركة مبدئية تدور حولها حرية الإعلام العالمية.
تضم القائمة مزيجاً لافتاً يدل على تحالف عالمي غير تقليدي. من بين الأسماء البارزة، الخبير الأمريكي أورين شواب، الذي يضفي على البيان مصداقية تحليلية من داخل المنظومة الفكرية الأمريكية.
كما تضم القائمة شخصيات إعلامية وفكرية عربية مرموقة مثل الصحفي اليمني أنيس منصور والكاتب الجزائري يحيى أبو زكريا، إلى جانب مجموعة من المحامين والباحثين والناشطين الحقوقيين من الأردن وفلسطين والمغرب ولبنان والعراق والجزائر.
هذا التنوع الجغرافي والمهني يشير إلى أن القضية تجاوزت الإطار المهني الضيق للصحافة، لتصبح قضية مجتمع مدني عالمي تشغل كل المدافعين عن الحريات العامة، ويعكس إجماعاً نادراً يتخطى الخلافات الإقليمية ليجتمع حول حماية حرية الرأي والتعبير من استبداد السلطة.
تحليل العقلية الترامبية
يقدم أحد الموقعين البارزين على البيان، المفكر الأمريكي أورين شواب تحليلاً ثنائي الأبعاد ، مشيرا إلى البعد المرضي في شخصية ترامب، مؤكداً على وجود أدلة دامغة على تصرفات إجرامية في سياسته، مرتبطة باضطراب شخصيته ورغبته في الإثراء الشخصي، هذا التشخيص يفتح الباب أمام قراءات نفسية تتعلق بالنرجسية العظمى وأولوية المصالح العائلية التجارية على المصلحة الوطنية.
من ناحية أخرى، يحذر شواب من الاستهانة بترامب أو اعتباره "غير عقلاني"، مؤكداً أنه "زعيم استبدادي قوي عقلاني" يدرك حساباته بدقة. ويفسّر هذا التناقض الظاهري بأن ترامب يجمع بين حافز النفسية المضطربة ودهاء السياسي الواقعي، مما يجعله "استبدادياً عقلانياً" خطيراً بشكل خاص.
وقال شوان : ان إهانات ترامب التي يوجها للصحفيين قد تكون تكتيكاً مقصوداً لإلهاء الرأي العام أو تعبئة قاعدته الشعبية، بينما يحقق في الوقت نفسه أهدافاً سياسية خارجية ملموسة، كالضغط على أوروبا أو التوسط في صراعات دولية، مما يثبت أنه لاعب استراتيجي لا ينبغي التقليل من شأنه.
يرسم البيان الدولي الذي وقعه الصحفيين وتحليل شواب، صورة مركبة لزعيم تخلط سياسته بين النزوات الشخصية المرضية والحسابات الجيوسياسية الباردة. الإهانة، ليست مجرد زلة لسان، بل هي سلاح في ترسانة استبداد حديث يستخدم اللغة لإذلال الخصوم وإضعاف المؤسسات الرقابية.
يسقط هذا البيان الحصانة الأخلاقية عن منصب الرئاسة الأمريكية، ليظهر ما بدأ بإهانة على متن طائرة الرئاسة، تحول إلى محك حقيقي لقيم الديمقراطية الليبرالية.
أوضح البيان أن العالم لم يعد يشاهد فقط سياسات ترامب، بل يشاهد تشريحاً علنياً لشخصيته وتأثيرها المصيري؛ وأوضحت الوثيقة الموقعة من صحفيين وإعلاميين أنه عندما تتحول أقوى دولة في العالم إلى مسرح للاضطرابات الشخصية، فإن المخاطر لا تقع على الصحفيين وحدهم، بل على استقرار المبادئ التي تحكم النظام العالمي بأسره.