صحف عالمية: إصرار نتنياهو على هزيمة حماس وهم وتدمير أنفاق غزة محال
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
سلطت الصحافة العالمية الضوء على تهديد إسرائيل المتزايد بقرب تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والمخاطر التي قد تتسبب بها بسبب وجود أعداد كبيرة من النازحين فيها، إضافة إلى قضايا ذات علاقة بحرب غزة.
وفي هذا السياق، حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من مخاطر عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، حيث استندت في تقريرها إلى صور للأقمار الصناعية تظهر كيف غيرت الأعداد الكبيرة من النازحين شكل المدينة التي تعتزم إسرائيل مهاجمتها.
وأشار التقرير إلى أن مواقع في رفح تعرضت للقصف بالفعل والخيارات قليلة أمام المحاصرين فيها.
ورأى مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على محاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى تحقيق نصر كامل مجرد وهم.
واستنتج المقال من تصريحات نتنياهو الأخيرة أنه وقع في العديد من التناقضات، منها حديثه عن تدمير الأنفاق رغم حقيقة أنه هدف صعب المنال، وعملية عسكرية في رفح مع أنها غاية في التعقيد، بالإضافة إلى إجاباته الغامضة عن التساؤلات بشأن مستقبل غزة وتهديد حزب الله اللبناني.
بدورها، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن شبكة أنفاق حماس لا تزال سليمة رغم القصف الإسرائيلي المكثف منذ بداية الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري فرنسي قوله إن تدمير أنفاق بالشكل الذي تبدو عليه في غزة يكاد يكون محالا، لافتا إلى فشل أنواع مختلفة من القنابل في الوصول إليها وفشل خطط إغراقها بالمياه.
أما صحيفة "إندبندنت" البريطانية فتطرقت إلى رسالة وجهتها منظمة أطباء بلا حدود إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تقول فيها إن هناك أدلة متزايدة على أن الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين عمدا.
وذكرت المنظمة أنها قدمت شكويين إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم ضد الصحفيين في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشددت على ضرورة الضغط على إسرائيل للسماح بتوثيق عملياتها العسكرية.
من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن قتل قائد بارز في كتائب حزب الله بغارة أميركية في العراق يزيد المطالبات بطرد قوات التحالف الدولي.
وأضافت الضربة -وفق الصحيفة- المزيد من التوتر بين بغداد وواشنطن، وكثفت الضغوط الشعبية والسياسية على الحكومة العراقية بشأن انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من الأراضي العراقية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو
دعت مجلة "إيكونوميست"، في افتتاحية لها، إلى وقف الحرب في قطاع غزة، مشددة على أن الأمريكيين الضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القبول بوقف إطلاق النار ثم الضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لنزع سلاحها.
وقالت المجلة في الافتتاحية التي نشرتها الخميس وترجمتها "عربي21"، إن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن المرة هذه ستكون مختلفة، في إشارة لقرار حكومة الاحتلال في 5 أيار/مايو توسيع العدوان على قطاع غزة.
وتهدف إلى تعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. وسوف يستعيد جيش الاحتلال جزءا من القطاع، ويقوم بهدم بعض المباني أثناء تقدمه وسيتم تهجير الفلسطينيين إلى قطعة صغيرة من الأرض في جنوب غزة. وفي موازاة ذلك، ستسمح إسرائيل بإدخال بعض المساعدات إلى القطاع الذي تفرض عليه حصارا منذ 2 من آذار/مارس حيث سيتم تخزينها في مراكز يحرسها مرتزقة أمريكيون. ومن ثم تأتي العائلات مرة كل أسبوعين لجمع الطعام وبعض الضروريات.
وتقول المجلة إن أنصار الخطة يجادلون بأنها ستكون حاسمة حيث سيتم تدمير ما تبقى من حماس وحرمانها من المساحة لإعادة تجميع صفوفها أو قمع سكان غزة ومنع الغذاء عنها بحيث لا تكون قادرة على إطعام مقاتليها.
وتعلق المجلة أن نتنياهو أمضى 18 شهرا وهو يعد بتحقيق "النصر الكامل"، ويقول مؤيدو الخطة إنهم بحاجة إلى بضعة أشهر أخرى فقط لتحقيقها.
ولفتت المجلة إلى أنه لا يوجد أي سبب يدعو لتصديق كلامهم. فبداية لن تؤدي العملية لتحرير الأسرى المتبقين في غزة. إلى جانب معاناة جيش الاحتلال الإسرائيلي من أزمة معنويات، ففي بعض الوحدات العسكرية لم تستجب سوى نسبة 50% من جنود الإحتياط للدعوة إلى الخدمة مرة أخرى. وتكشف الاستطلاعات أن نسبة 60% من الإسرائيليين يعارضون هجوما جديدا يؤدي لاحتلال غزة.
وزعمت المجلة أن دولة الاحتلال "حطمت قيادة حماس ودمرت ترسانتها العسكرية بشكل تستطيع شن هجمات معقدة، وما تبقى هي قوة عصابات والتي ستجد إسرائيل صعوبة في القضاء عليها لأن الأعداد الجديدة من المجندين كثيرة".
ويعاني المدنيون من الجوع بسبب الحصار. كما أن خطة إسرائيل لتقديم المساعدات لن تقدم سوى القليل من الإغاثة. ولا تتضمن على أي أجراءات خاصة تتعلق بالأشخاص المرضى أو غير القادرين على الذهاب إلى مركز التوزيع.
وتقول المجلة إن المستفيد الوحيد من استمرار الحرب هو نتنياهو وتحالفه المتطرف الذي يحلم بإفراغ غزة من سكانها وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. ولو تمكنوا من تحقيق هدفهم، فإن 2 مليون إنسان سوف يضطرون إلى العيش في 25% من مساحة غزة على أساس حصص غذائية.
ويتفاخر بعض الوزراء الإسرائيليين بالفعل بأن مثل هذه الظروف من شأنها أن تدفع سكان غزة إلى المنفى، وهو ما يعتبر بمثابة تطهير عرقي.
وتضيف المجلة أنه يجب عدم استخدام الطعام كسلاح في الحرب. ويجب على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزة والسماح للمنظمات الخيرية بتوزيعها.
وتزعم المجلة أنه حتى لو أخذت حماس بعضا من المساعدات، وهذا أمر سيء، ولكن البديل سيكون المجاعة. وإلى جانب ذلك، فقد حان الوقت للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. ويجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يطالب نتنياهو بالموافقة على صفقة تبادل، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى. وهو ما لا يستطيع أي زعيم آخر أن يفرضه.
ويتطلع الرئيس الأمريكي إلى تحقيق انتصار في السياسة الخارجية، وعندما يزور الخليج الأسبوع المقبل، ينبغي للقادة العرب أن يحثوه على مواصلة هذه الجهود.
وبعد وقف إطلاق النار، تقول المجلة إن على ترامب الضغط على حماس، مستخدما الوسيلة القوية والاخيرة، وهي إعادة الإعمار. وتقدر الأمم المتحدة أن هذه التكلفة ستصل إلى 53 مليار دولار على مدى العقد المقبل.
وشددت المجلة على أن الحرب التي لا تنتهي سوف تعمق الخلافات في إسرائيل وتضر أكثر بمكانتها في العالم، موضحة أنه في حال انتهى الأمر بإخلاء غزة من سكانها وإعادة احتلالها، فسوف ترتكب إسرائيل خطأ استراتيجيا وفضيحة أخلاقية.