موقع النيلين:
2025-06-25@11:22:27 GMT

عمسيب: الدم يتكلم.. سقوط الوجدان المصنوع

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

من المثير للاستغراب ذلك الضيق الشديد الذي تُقابل به نتائج الفحص الجيني وسلاسل النسب العربي حين تُطرح في المجال العام. كيف يمكن أن يستفز نشر نتيجة علمية محضة أشخاصاً ليست لهم أدنى دراية بهذا الحقل؟ بل الأعجب أن يستنفر الأمر عشرات “النشطاء” من النخبة المزيفة، فيُهاجموا ما نكتب بحدة، في الوقت ذاته الذي يصرّون فيه على أن ما نطرحه غير مؤثر، غير مهم، وغير قائم على أساس معرفي متين!

هذه الازدواجية في الموقف تكشف عن شيء أعمق: خوف دفين وحقيقي .

هؤلاء لا يُزعجهم ما يُقال بقدر ما يُرعبهم ما قد يُعاد إحياؤه. إنهم يدركون، ولو على مستوى اللاوعي، أن ما نحمله من سردية هو تهديد مباشر للهوية المصطنعة التي كافحوا لتثبيتها، وللهوية الزائفة التي حاولوا فرضها على هذا البلد بالقوة الناعمة حيناً وبالعنف الرمزي حيناً آخر.

ما نفعله اليوم هو استعادةٌ للثقافة القديمة التي عملوا على دفنها تحت ركام “الوطنية الشكلية” و”الوجدان الجمعي الملفق”. نحن نُعيد كتابة الرواية من جديد، نفضح الأكاذيب التي صاغوها حول الوطن الواحد، والحدود الوطنية المصطنعة، والدولة الوطنية التي لا تمتُّ لمجتمعاتنا بصلة.

وهنا تأتي الحرب الحالية كحدث مفصلي. إنها ليست مجرد نزاع مسلح، بل زلزال وجودي قلب كل شيء رأساً على عقب. هذه الحرب، بكل مآسيها، جاءت لتكسر القوالب الذهنية القديمة، لتُجبر الجميع على إعادة النظر في الخرائط والهويات والمسلمات.

هذه الحرب لم تولد لتُطفأ سريعاً، بل لتبقى. إنها نارٌ كاشفة، تُحرق السودان القديم وتُمهّد الأرض لسودان جديد، أكثر وعياً بجذوره، أكثر تحرراً من الخداع، وأكثر استعداداً لقول الحقيقة مهما كانت قاسية.

وكلما طال أمد الحرب، كلما تعمّق أثرها، وازدادت استحالة العودة إلى الوراء.
عبدالرحمن عمسيب
9 مايو 2025
#عبدالرحمن_عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لايستطيع أحد أن ينكر أو يشكك الدور الكبير الذي قامت به الحركات المسلحة في حرب الكرامة

◾️لايستطيع أحد أن ينكر أو يشكك الدور الكبير الذي قامت به الحركات المسلحة في حرب الكرامة مقدمة شهداءها جنباً إلى جنب شهداء القوات المسلحة والقوات الأخرى ومناوي نفسه قدم شقيقة شهيداً في هذه الحرب..

◾️قبل أبريل 2023 لم تترك الحرية والتغيير للشعب السوداني خياراً وهي تلوح بطرحها (إما الأطاري أو الحرب) وكانت الحرب..

◾️الذي أخشاه أن ترتكب الحركات المسلحة ذات الجريمة فإما أتفاق جوبا أو الإنسحاب من الصف الوطني وعندها سترتكب الحركات الخطأ التاريخي والرهان على البندقيه رهان خاسر ولكم في بندقية حمدتي العظة والعبرة..

◾️الخيار الخاسر هو خيار الإملاءات والشروط بفاتورة المواقف وهي فاتورة دفعها الجميع وعلى رأسهم قيادات الجيش نفسها والفريق ياسر العطا رفض الإبتزاز وشقيقه مأسور لدى المليشيا مؤدياً واجبه كما ينبغي أن يكون رافضاً الترغيب والترهيب..

◾️لذلك على الحركات المسلحة أن ترتقي لمستوى التحدي الذي يواجه هذه الأمة ، لم يعد مقبولا ولامنطقياً أن يطالب أياً كان بقسمة كراسى متكئاً على بندقية أو متحججاً بالتهميش والبندقية حملها جميع أبناء السودان والتهميش طال الكل بلا إستثناء والوقت ليس للمزايدات فكلنا في الهم شرق..

????على السيد رئيس الوزراء كامل ادريس أن يشكل حكومته بعيداً عن أي إملاءات أو ضغوط فالفرصة لا تأتي إلا مره واحدة والغبي من يكرر ذات الخطأ مرتين..
#ام_وضاح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من يحارب من؟.. ومن المنتصر؟.. وهل انتهت الحرب؟
  • في زمن الحرب والنووي.. ويتكوف يتحدث عن السلام كأن الدم لم يُهرق
  • سقوط "مستريحة القروض" بالمحلة بعد استيلائها على أكثر من 3 ملايين جنيه
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • لايستطيع أحد أن ينكر أو يشكك الدور الكبير الذي قامت به الحركات المسلحة في حرب الكرامة
  • مسؤول إيراني كبير لـCNN: الحرب قد تستمر لعامين أو أكثر
  • الأردن: سقوط طائرة مسيرة في منطقة أم أذينة بعمان
  • ضبط أكثر من 10 آلاف مسيّرة في طهران.. وإسقاط 130 منذ بدء الحرب مع إسرائيل
  • لماذا سوريا من أكثر البلدان تضررًا من حرب إسرائيل وإيران؟
  • الضربات الصاروخية الإيرانية تدمر أكثر من 240 مبناً في “إسرائيل”