معتصم اقرع: حب الجنجا أصعب أنواع الحب
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
إن مبالغة الهوس بالإخوان إلى حد رفض الاعتراف بوجود أي قوى أخرى فاعلة في الساحة وقمع النقاش خارج هجاء الأخوان لا يمكن اختزالهما بالكامل في خطأ تحليلي أو حتى انهيار عقلي أصاب المهوسين بالإخوان.
ما قد يبدو على أنه ضيق فهم أو حتى هوس عصابي يمكن أن يكون في الواقع غطاء كلامي لتحالفات مصلحية في الداخل والخارج لا يمكن الدفاع عنها.
بمعنى آخر، الذين قد يبدون أغبياء في بعض الأحيان، قد يكونون في الواقع أذكياء يخجلون من الإعلان عن مواقفهم وتحالفاتهم الداخلية والخارجية بشفافية ويرون علي حق إن تهمة الغباء أو سوء التحليل أخف وقعا من تهمة الفساد الأخلاقي والسياسي المتحالف مع مليشيا روعت الشعب السوداني وأبادته وأغتصبت بناته.
أصعب حب في القرن الواحد وعشرين هو حب الجنجويد الممولين من الخارج لانه حب لا يستطيع أن يعلن عن نفسه ويضطر أن يعيش في الظلام إلي أن يصاب حامله بكبت وعقد نفسية يتم تصعيدها في سلوك عدواني ووقاحة ولغة يتزايد عنفها ومفارقتها للحقيقة ولأدب الحوار.
لذلك لا تكن لئيمًا وظالمًا ، وتحكم عليهم بالغباء، إنهم أذكياء يعانون من كبت مسقم ورغم أنهم علي شتارة أحيانا لكنهم أذكياء فقط يتبنون مواقف لا يمكنهم الدفاع عنها في محاكم الرأي العام.
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لا یمکن
إقرأ أيضاً:
ماذا لو أحببنا الوطن.. .؟
قد يبدو هذا المقال خياليًا بعض الشىء وبعيداً كل البعد عن ثوابت علم السياسة التى لا تعرف كثيراً كلمات مثل الحب والكره، وإنما تتعامل وفق المصالح المشتركة، وتحقيق المكاسب بكل طريق ممكن، ولكن ماذا لو جنبنا مرادفات السياسة، وقدمنا هذا الطرح المبنى على فكرة بسيطة جداً قد تندرج تحت اهتمامات علوم الاجتماع والفلسفة المتعارضة دائمًا فكرياً ومنهجياً مع علم السياسة؟
حب الوطن لا يتأتى أبداً دون أن يحب أبناء الوطن بعضهم ليحسنوا معاً، وبتلاحمهم أداء المهمة التى خلقهم الله من أجلها، وهى إعمار الأرض والبقاء على ثبات وتماسك مؤسسات الدولة، فهل نفعل هذا حالياً؟ أم أننا قد اختزلنا حب الوطن فى قلوبنا فى مجرد الشكل وابتعدنا عن المعنى الحقيقى لهذا الحب فلم يعد للود والتراحم بين سكان هذه الأرض وجود، وتبارى الأشقاء فى العداء لبعضهم وأسرفوا فى الأنانية فأصبح شعار البعص (أنا ومن بعدى الطوفان)؟
فكيف ندعى حب الوطن وقد تفننا فى السنوات الأخيرة فى الإساءة إلى بعضنا البعض وسادت روح النقد والتخوين وتوجيه الاتهامات جزافاً دونما أى موضوعية أو أدلة بشكل غير مألوف، فمن ليس معى فهو ضدى، ومن لا يوافقنى فى الرأي يصبح عدواً لى، ومن لا مصلحة لى معه يصبح فاسدًا ويستحل شرفه وعرضه، فيهان ويشهر به على الصفحات والمواقع؟
ماذا لو عادت الأخلاق كما كانت عليه قبل سنوات أو عقود ليست بالبعيدة؟ ولماذا أصبح هدف الجميع اليوم هو تثبيط الهمم والتشكيك فى أى عمل إيجابى يقدم لصالح الوطن وأبنائه؟ ولماذا تميزنا مؤخرًا فى قدرتنا الهائلة على إطفاء جذوة أى بقعة ضوء تبدأ فى التوهج تحت سماء الوطن؟ لماذا نحارب النجاح وننسى أن التنافس والغيرة فى النجاح شىء مطلوب وطيب لبناء الأوطان؟.. لماذا نقف بالمرصاد لكل من يقدم فكر جديد أو جهد مضاعف يميزه عن الآخرون؟ هل هى سنوات الفقر الإبداعى التى فرضت علينا هذا الواقع الأليم؟ أم أن هذا الوطن بالفعل قد أصبح بحاجة ملحة لثورة أخلاقية وفكرية متكاملة الأركان تعيد ترسيخ القواعد والأخلاق الاجتماعية التى تربى عليها السابقون فتميزوا وأبدعوا وهانت عليهم أرواحهم، وما يملكون فى سبيل الوطن.
إننا الآن أحوج ما نكون إلى عودة هذه المسميات التى كادت أن تندثر من مجتمعنا مثل الحب والإخاء، وإيثار مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، ومساندة كل من يحاول أن يقدم جديدًا، وعدم محاربة نجاح الأشخاص لأنه فى النهاية هو نجاح للوطن بأكمله.. حفظ الله بلادنا الطيبة من تقلبات الأيام.. حفظ الله الوطن.