الحرب مستمرّة... وهكذا سيكون تأثيرها على لبنان
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
بعد إسقاط القرار الجزائريّ في مجلس الأمن، المُتعلّق بوقف إطلاق النار في غزة، يبدو أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة ليست بوارد القبول بانتهاء المعارك بين حركة "حماس" وحليفتها في الشرق الأوسط إسرائيل، فقد استخدمت مرّة جديدة "الفيتو"، بينما امتنعت المملكة المتّحدة عن التصويت، في دلالة واضحة إلى أنّ هناك أطرافاً دوليّة، لا تزال تُشجّع الحكومة الإسرائيليّة على المضي قدماً بعمليتها العسكريّة وباجتياح رفح.
وحتّى الآن، لم تنجح إسرائيل لا بالقوّة العسكريّة ولا من خلال القنوات الدبلوماسيّة من تحرير جميع رهائنها، ولم تعثر على أبرز القيادات في "حماس" في قطاع غزة، الذي أصبح مُدمّراً بشكل كامل، بينما باتت تصبّ إهتمامها على مدينة رفح الحدوديّة مع مصر، لاعتقادها بأنّ المحتجزين الإسرائيليين قد يكونون هناك، وكيّ تُوقف تهريب الأسلحة من مصر إلى فلسطين، عبر الأنفاق التيّ بُنِيَت تحت الأرض.
ويُؤكّد "الفيتو" الأميركيّ أنّ الولايات المتّحدة تُريد أنّ تُحقّق إسرائيل نصراً عسكريّاً، وقد أعطتها المزيد من الوقت لهذا الهدف، بحجة إيجاد طريقة فعالة لحماية النازحين في رفح، عبر نقلهم إلى مكان آخر، لإكمال المعارك مع "حماس". ويقول مراقبون عسكريّون في هذا السياق، إنّه إذا فشلت إسرائيل من الفوز عبر الطرق العسكريّة، فإنّ هذا الأمر سيُؤثّر ليس فقط على سمعة تل أبيب في المنطقة، وإنّما على واشنطن، ما سيُعزّز الدور الإيرانيّ في الشرق الأوسط أكثر، عبر تعاظم الفصائل المسلّحة المواليّة لطهران في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
ولعلّه بحسب المراقبين العسكريين، فإنّ أميركا تدعم الحملة العسكريّة الإسرائيليّة على "حماس" حتّى النهاية، لأنّ هناك تجربة فاشلة لكلٍّ من إسرائيل والولايات المتّحدة في لبنان، عبر عدم قدرتهما على تدمير "حزب الله" عام 2006، ما أدّى حاليّاً إلى تعاظم حضوره عسكريّاً وسياسيّاً وشعبيّاً أكثر، وأمسى يُشكّل تهديداً متزايداً على تل أبيب ومستوطناتها في شمال فلسطين المحتلة.
كذلك، فإنّ أميركا أعطت إسرائيل بعض الوقت، كيّ لا تقبل بالشروط التي وضعتها "حماس" في المفاوضات التي تتعلّق بتبادل الأسرى والرهائن، ووقف إطلاق النار مؤقتّاً وإدخال المساعدات إلى غزة. فوفق خبراء عسكريين، هذه النقاط التي اشترطتها المقاومة الفلسطينيّة مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، تُمثّل خيبة أمل للحكومة الإسرائيليّة، ولداعميها وفي مُقدّمتهم واشنطن وبريطانيا. فإذا قبلت تل أبيب بها، فإنّها ستُفرج حينها عن أسماء قياديّة من "حماس" من سجونها، ربما قد يكون لهم دورٌ مهمٌّ في المستقبل، في زيادة قوّة حركة المقاومة الإسلاميّة.
أمّا في ما يتعلّق بجنوب لبنان، فيلفت المراقبون العسكريّون إلى أنّ المبعوث الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين لا يزال يعمل بين بيروت وتل أبيب على تهدئة الأوضاع، وعدم تمدّد الحرب إلى لبنان. وعلى الرغم من أنّ واشنطن تُدرك أنّ "حزب الله" لن يُوقف المعارك على الجبهة الجنوبيّة، إنّ لم تضع إسرائيل حدّاً لجرائمها ضدّ الشعب الفلسطينيّ، يرى المراقبون أنّ هوكشتاين يُشدّد على الحكومة الإسرائيليّة بعدم خرق "قواعد الإشتباك"، كيّ تستمرّ في حربها على "حماس" من جهّة، ولا تُوسّع رقعة المعارك إلى لبنان، وكيّ تُحقّق بعض الأهداف عبر توجيه ضربات محدودة لكنّ مهمّة ضدّ "حزب الله".
وقبل أيّام قليلة، ادّعت إسرائيل على لسان وزير حربها يوآف غالانت، أنّها نجحت في تجاوز "قواعد الإشتباك"، عبر قصف الغازية والنبطيّة والصوانة، وتنفيذها لعمليّة إغتيال في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت في كانون الثاني الماضي. ويعتبر المراقبون أنّ أميركا بإطالة الحرب، تُساعد تل أبيب على تحقيق مكاسب على أرض الميدان، كيّ لا تنكسر هيبة الجيش الإسرائيليّ، في ظلّ وجود جيوش عربيّة وأجنبيّة في المنطقة، أقوى منه.
ويتوقّع المراقبون العسكريّون أنّ تبقى الحرب محدودة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ، حتّى لو أقدم الأخير على اغتيال شخصيّات من المقاومة اللبنانيّة أو الفلسطينيّة في مناطق غير مرتبطة بالجنوب، وحتّى لو استهدف أهدافاً بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، لأنّ "الحزب" سيردّ بالطريقة عينها، وسيُوجّه ضربات مدروسة جدّاً، لا تُدخله في حربٍ مباشرة مع العدوّ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ة الإسرائیلی ة العسکری ة حزب الله المت حدة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
الكرملين: بوتين على تواصل مستمر مع وفد التفاوض في إسطنبول
أكد متحدث الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، أن الرئيس فلاديمير بوتين على تواصل مستمر مع وفد التفاوض الروسي المتواجد في مدينة إسطنبول التركية، التي تستضيف مفاوضات سلام تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح بيسكوف خلال تصريح صحفي في العاصمة موسكو، أن "وفد بلاده في إسطنبول يطلع بوتين على جميع المستجدات عبر الإنترنت، ويقدم له تقارير باستمرار".
وشدد على أن الوفد الروسي في إسطنبول على تواصل دائم مع موسكو، قائلا: "بوتين يتلقى كافة المعلومات عبر الإنترنت، ويتم تقديم التقارير له باستمرار".
وأشار إلى أهمية مفاوضات السلام قائلاً: "بطبيعة الحال، تتجه الأنظار الآن نحو تطورات المحادثات في إسطنبول. نأمل أن تبدأ المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا قريبًا. ليس لدينا ما نقوله الآن، فلننتظر بدء المفاوضات".
وفي وقت سابق الجمعة، انتهى في إسطنبول اجتماع عقد برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على مستوى الوفود بين تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، في إطار المفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
كما انطلق اجتماع ثلاثي آخر بين تركيا وروسيا وأوكرانيا في إطار المفاوضات.
وفي 11 مايو/ أيار الجاري، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة في 15 من الشهر ذاته بإسطنبول، طالباً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.
بدوره، أكد الرئيس أردوغان استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم، بينما رحبت الحكومة الأوكرانية بالخطوة، فيما تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو الاجتماعات التي تستضيفها إسطنبول.
يشار إلى أنه في آذار/ مارس 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في تموز/ يوليو 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو 2023.
ومنذ 24 شباط/ فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.