صوموا تصحوا.. أخصائي بالقومي للبحوث يرد على جميع الاستفسارات الخاصة بفوائد رمضان
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
يهل علينا شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات، ونبدأ معه الصيام والقيام ونكثر من الأعمال الصالحة، ويعود الصيام على صحتنا بفوائد عديدة عند اتباعنا للنصائح الغذائية السليمة في هذا الشهر الفضيل، ومن أهم هذه الفوائد هو تخليص الجسم من السموم.
ورد الدكتور محمد رمضان الجوهري أخصائى سموم وملوثات الغذاء بالمركز القومي للبحوث، وعضو الجمعية البحثية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمى، وعضو الجمعية المصرية لسلامة الغذاء، على جميع الأسئلة التي يحتاج الجميع للإجابة عليها بشأن فوائد الصيام في هذا الشهر المبارك.
وجاء الحوار مع الدكتور محمد رمضان الجوهري حول النصائح الغذائية الواجب اتباعها في رمضان وفوائد الصيام احسن الانسان كالتالي:
ـ ما هى مصادر السموم وكيف يتخلص الجسم منها؟تتواجد السموم حولنا في كل مكان، وتتنوع مصادر هذه السموم سواء في الماء أو الهواء وأيضا في الطعام، خاصة فى المدن الصناعية والمدن الكبيرة الملوثة بعوادم السيارات والمصانع، وفى الطعام بسبب المبيدات والمواد الكيميائية والمواد الحافظة والنكهات والألوان الصناعية بجانب تلوث المياه بصرف المصانع واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى.
كما أنه من مصادر التلوث بالسموم أيضا انتشار الفيروسات والجراثيم والميكروبات، وأيضا الأدوية التى تؤخذ بدون وصفة طبية أو استشارة طبيب.
ويتخلص الجسم من السموم بشكل أساسي من خلال الكبد، حيث يتم تحويل هذه السموم لمركبات غير سمية تذوب فى الماء ومن ثم يتم اخراجها عن طريق الكلى إلى خارج الجسم. وبعض السموم يتعذر على الجسم اخراجها كليا فتتراكم بالجسم وتشكل خطراً وضرراً كبيراً وتهديداً للصحة.
ـ هل يساعد الصيام في التخلص من السموم الموجودة بالجسم؟لم تثبت الأبحاث والدراسات القليلة قدرة الصيام على تخليص الجسم من السموم، لكن بالرغم من ذلك، فإن الصيام يساعد الجسم بشكل عام في عمليات متعددة، وبدورها تعود بالنفع على الجسم ومساعدته في التخلص من السموم بشكل أكبر.
فالصيام عن الطعام والشراب وحتى الدواء، يقلل من خطر دخول هذه السموم إلى الجسم، التى تعد مصدراً أساسياً لها، كما أن عدم تناول الطعام والماء في ساعات الصيام، يعطي فرصة لأعضاء الجسم المختلفة للتخلص من السموم الموجودة فيه، بدلاً من الانشغال في هضم الطعام والتخلص من بقاياه. بالإضافة إلى كون هذه الساعات فرصة لتجديد خلايا الجسم والأعضاء المختلفة، مما يزيد من كفاءة عملها.
ويتم ذلك عادة بعد دخول الجسم في مرحلة تدعى المرحلة الكيتونية وذلك بسبب نفاذ مخزون الجسم من الكربوهيدرات، مما يضطره لحرق الدهون لتزويدنا بالطاقة. ومن خلال عملية حرق الدهون يتخلص الجسم من معظم السموم الموجودة فيه باعتبارها المخزن الرئيسي لهذه السموم.
ـ كيف يمكننا مساعدة جسمنا للتخلص من السموم في رمضان؟يتم التخلص من السموم في الجسم عن طريق الغذاء ويعتمد ذلك على ثلاثة محاور أساسية، وهى:
- تقوية الجهاز المناعي لزيادة كفاءته وقدرته على محاربة السموم.
- التأكد من اتباع نمط غذائي كامل ومتوازن لكى يساعد الجسم صحياً بشكل عام.
- التاكد من سلامة الأغذية والأطعمة المتناولة لكى يتم تقليل مصادر هذه السموم.
هناك مجموعة من النصائح التى تمكن الجسم من التخلص من السموم وذلك من خلال نظام غذائي يكون فيه العامل الأساسى هو التركيز على تناول الخضراوات والفواكه.
- تناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على البروتينات.
- تجنب الأغذية الغنية بالدهون والسكريات البسيطة والأملاح.
- الإمتناع عن تناول الأغذية المصنعة والمعالجة.
- التأكد من شرب كميات كافية من الماء.
- تجنب التدخين ومنتجات التبغ والكافيين.
- حفظ الطعام بطريقة جيدة.
- إعداد الطعام مع اتباع قواعد السلامة بشكل دقيق.
- التأكد من تاريخ صلاحية الأغذية.
يجب أن يضم الفطور في رمضان عصائر طبيعية تنعش الصائم وترويه وتساعده على تعويض ما فقده من الفيتامينات والمعادن والسوائل التي يحتاجها الجسم في شهر الصوم. فالعصائر الصناعية تفتقر الى العناصر المفيدة وبعضها لا تراعي المواصفات الصحية في تركيبها، بل وقد تضم مركبات ضارة للصحة تؤثر في الفئات الضعيفة في المجتمع، خصوصاً الصغار وكبار السن والمرضى.
وفي ما يلي أهم العصائر الطبيعية التي ينصح بها خلال الشهر الكريم:
- عصير قمر الدين، فهو يمد الجسم بكمية جيدة من الماء إضافة الى باقة واسعة من الفيتامينات والمعادن، خصوصاً فيتامين أ، الحديد، البوتاسيوم، والألياف. ويشتهر عصير قمر الدين بأنه ينشّط عملية الهضم، وينظّم عمل الأمعاء، ويخفف حدة الإسهال، ويعادل حموضة الدم، ويكافح فقر الدم، ويطرد السموم، ويحمي من السرطان، ويؤخر زحف الشيخوخة، ويحسّن من جمال البشرة، ويساهم في خفض أرقام ضغط الدم المرتفع.
- عصير البطيخ الأحمر، يمتلىء بالعناصر المفيدة التي تضم الماء والفيتامينات والمعادن، الى جانب مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الشوارد الحرة. ويمتاز باحتوائه على حامض الأرجنين الذي يطرد مخلفات الأمونيا من الجسم.
- عصير الأناناس، وهو يروي الظمأ ويخفف من حدة العطش، ويساعد الجسم على التخلّص من الدهون، ويساعد على إدرار البول، ويحمي من خطر تراكم الدهون على جدران الشرايين، وبالتالي فهو يقي من الإصابة بتصلب الشرايين الذي يعد البوابة الأساسية لنشوء الجلطات والأزمات القلبية والدماغية.
- عصير البرتقال الطازج، وهو من العصائر المهمة للجسم، فهو يروي الجسم، ويكافح خطر ارتفاع ضغط الدم، ويقوي مناعة الجسم لغناه بفيتامين سي، ويساعد في بناء الأنسجة، ويملك تأثيرات مضادة للالتهاب لغناه بالمركبات الفلافونيدية، ويحمي من السرطان، ويساعد في علاج فقر الدم، ويعزز صحة الجهاز الدورى.
- عصير الخوخ، وهو غني بالماء والفيتامينات والمعادن والعناصر الأخرى التي تساعد في علاج مشاكل الجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم والتهاب المعدة والإمساك وانتفاخ البطن. كما يـــساعد عــصير الخوخ في تقوية العضلات وفي تحسين وظائف الكبد والكلى، ويمنح النضارة والحـــيوية للبشرة، وينشّط إفرازات المرارة، وينظّم مستوى السكر في الدم، ويخفّض من نسبة الكوليسترول الضار في الدم.
وهكذا فإن للصيام فى شهر رمضان المبارك العديد من الفوائد الصحية التى تتطلب منا الاهتمام بمساعدة الجسم لكى يقاوم ويتغلب على السموم التى قد تتواجد فى بعض الأغذية والمشروبات، ولذلك فعلينا الاهتمام بصحة أجسادنا واتباع انظمة صحية سليمة لكى يمر علينا رمضان ويترك روحنا خالية من الذنوب وجسدنا خالى من السموم، دمتم سالمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التخلص من السموم یساعد الجسم هذه السموم فی رمضان الجسم من
إقرأ أيضاً:
الصيام العلاجي.. وهم الفوائد وحقيقة الأضرار وتحذيرات خطيرة
رغم الهالة الصحية التي أحاطت بمفهوم “الصيام المتقطع” أو “الصيام العلاجي”، خلال السنوات الأخيرة، تتزايد التحذيرات العلمية من مخاطره الكامنة، والتي قد تتجاوز بكثير الفوائد المرجوّة منه، فبينما يروّج له كوسيلة سحرية لفقدان الوزن وتحسين التمثيل الغذائي، تكشف تحليلات طبية أن هذا النمط الغذائي قد يكون سيفًا ذا حدين، يحمل في طياته آثارًا سلبية عميقة على العضلات والأيض والمناعة، خاصة عند ممارسته بشكل عشوائي أو من قبل الفئات الحساسة.
ووفقًا للدكتورة “أوكسانا ميخايلوفا”، أخصائية الغدد الصماء وخبيرة التغذية، فإن الصيام قد يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية التي تشكل 66% من الوزن المفقود، وهو أمر ضار صحياً، خاصة في مرحلة ما بعد الثلاثين.
وتوضح ميخايلوفا أن الصيام ينقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول قصير الأمد ويستمر أقل من 72 ساعة، والثاني طويل الأمد ويتجاوز أربعة أيام. وتلفت إلى أن بعض الدراسات رصدت نتائج إيجابية مؤقتة، مثل انخفاض الوزن وتحسن في مستويات الغلوكوز وزيادة حساسية الجسم للأنسولين، إلا أن هذه التحسينات تزول خلال أيام أو أسابيع من انتهاء الصيام، ما يجعل فوائدها محدودة وغير مستدامة.
وتشير إلى أن فقدان الوزن الناجم عن الصيام غالبًا ما يكون غير صحي من الناحية الفسيولوجية، حيث يتكون معظمه من الكتلة العضلية وليس من الدهون، وهذا ما قد يؤدي إلى ضعف في البنية الجسدية وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، والسمنة الحشوية، ومقاومة الأنسولين، إلى جانب مضاعفات صحية أخرى، وتحذر من أن خسارة الكتلة العضلية بعد سن الثلاثين تعد ضارة، إذ تصبح استعادتها شبه مستحيلة بعد سن الخمسين، مما يضاعف من آثارها السلبية على المدى البعيد.
وتضيف أن الصيام قد يتسبب بتعرض الجهاز الهضمي لتأثيرات سلبية مثل كالآلام البطنية، واضطرابات معوية متعددة، ولا تقتصر الآثار على الجانب الجسدي فقط، بل تشمل أيضًا مشكلات عصبية ونفسية كالشعور بالصداع الشديد، وتراجع الوظائف الإدراكية، والتقلبات المزاجية، وحتى الاكتئاب.
وتنبه ميخايلوفا إلى أن الصيام قد يزيد من خطر العدوى ويؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض المزمنة، خاصة تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، لذا، تحذر من ممارسته لدى فئات معينة، من بينها المصابون بأمراض مزمنة، الأطفال، وكبار السن، مؤكدة أن عواقبه الصحية عليهم قد تكون بالغة الخطورة.
وتستشهد الطبيبة بأمثلة من الأدبيات العلمية لحالات شديدة ظهرت بين الصائمين، من بينها تطور الانسداد الوريدي العميق بحلول الأسبوع الثاني من الصيام، نتيجة الجفاف ونقص البروتين، رغم تناول كميات كافية من السوائل، مما يؤدي إلى اختلال التوازن المائي في الجسم وزيادة خطر المضاعفات.
وتلفت إلى أن الرغبة في “تطهير الجسم من السموم” عبر الصيام ليست فقط غير فعالة، بل مضرة، فالجسم في هذه الحالة يتوقف عن تلقي العناصر المغذية، وتُستنزف احتياطاته بسرعة، مما يزيد من الإجهاد التأكسدي ويؤدي إلى تراجع أنظمة التخلص من السموم نتيجة تركيز الطاقة على البقاء.
وتختم بتحذير من استخدام بعض الصائمين للحقن الشرجية كوسيلة تطهير بديلة، موضحة أن هذه الممارسة تُزيل كميات كبيرة من البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وإذا أصبحت متكررة، فإنها تعرض الأمعاء لمشكلات صحية خطيرة على المدى الطويل.
يذكر أن الصيام المتقطع هو نمط غذائي يعتمد على التناوب بين فترات الأكل والصيام، دون التركيز على نوعية الطعام بقدر ما يركز على توقيت تناوله. تتنوع أنواعه، من أشهرها نظام 16:8، حيث يصوم الشخص 16 ساعة ويتناول الطعام خلال 8 ساعات فقط. يُروّج لهذا النمط كوسيلة لفقدان الوزن وتحسين مستويات السكر والدهون في الدم، إلا أن فعاليته وآثاره طويلة الأمد لا تزال موضع نقاش علمي واسع.