دمشق-سانا

استقبل مجمع اللغة العربية بدمشق صباح اليوم الدكتور محمد قاسم عضواً جديداً إلى قائمة أعضائه العاملين، وتم تقليده الشارة المجمعية في قاعة المحاضرات بالمجمع.

وقال رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور محمود السيد في كلمة له خلال حفل الاستقبال: “إن كان من أهداف المجمع العناية بإحياء تراث العرب في العلوم والفنون والآداب تحقيقاً ونشراً، فإن الإنتاج الفكري للدكتور محمد قاسم يصب في هذا المجال وفي تحقيق الأهداف المرسومة، حيث سيساهم في تحقيق بعض المخطوطات القيمة نظراً لكفايته وخبرته الغنية فيه إلى جانب كفاياته الأخرى”.

وأضاف السيد: لقد كان التميز ملازماً له في دراسته الجامعية الأولى والدراسات العليا في علوم اللغة العربية وآدابها، وهذا يدل دلالة واضحة على قدرته في اختصاصه الذي حازه، وظل الألق مستمراً في حياته العملية تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً وبحثا، مشيراً إلى أن نتاجه العلمي متعدد الأبعاد في علوم اللغة العربية فكان للنحو نصيب وافر من هذا الإنتاج الذي له مكانته المرموقة في علوم اللغة.

من جانبه استعرض الدكتور عبد الناصر عساف عضو المجمع السيرة الذاتية والعلمية للعضو الجديد، مبينا أنه من مواليد درعا عام 1975 حاصل على شهادة دكتوراه في النحو والصرف بمرتبة الشرف من جامعة دمشق عام 2005، ودرس في كلية الآداب بجامعة دمشق وكلية الآداب الثالثة بجامعة السويداء، وكان ذا حضور متميز، ويشد الطلاب بأسلوبه ولغته وعلمه، وله مشاركات في الإشراف على بعض رسائل الماجستير والدكتوراه لطلاب قسم اللغة العربية إضافة إلى مشاركته في تأليف كتابين في القسم وهما “النحو وتاريخه” و”النحو ومسائله”، لافتاً إلى أنه كان له يد في كتابة الأبحاث والمقالات والدراسات التي نشر بعضها في الموسوعة العربية التي عمل محرراً بها لمدة سنتين، وبعضها في المجلات المحكمة وغير المحكمة، إضافة إلى مشاركته في التأليف لليافعين.

واستعرض الدكتور عساف بعض المناشط العلمية والثقافية التي قام بها الدكتور قاسم منها تدقيقه لغوياً لبعض الكتب والتقديم لبعضها وإدارته لمديرية إحياء التراث، إضافة إلى أن عمله كان في الهيئة العامة السورية للكتاب، حيث أصبح عضواً في هيئة تحرير مجلة التراث الشعبي، وعضواً في اللجنة الوطنية العليا لحماية التراث غير المادي، حيث نال العديد من الجوائز وآخرها جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات التراثية عام 2018.

وتحدث قاسم عن سلفه الراحل الدكتور عبد الإله نبهان، مبيناً أنه من أعلام اللغة المعاصرين فهو نجم في سماء العربية لغة وأدباً، ولد في حمص عام 1945، ودرس في مدارسها، وتابع دراسته الجامعية في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق وبعدها الماجستير والدكتوراه بمرتبة الشرف من جامعة دمشق، حيث شغل عدة وظائف في الثانويات وأستاذاً بجامعة البعث ووكيلاً لكلية الآداب للشؤون العلمية بها وأستاذاً زائراً في جامعة قطر وعضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 2009 وعضو الجمعية التاريخية السورية وعضو اتحاد الكتاب العرب وله عشرات المؤلفات.

شذى حمود

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: مجمع اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتنامي الحاجة إلى التفاهم الثقافي والحضاري بين الشعوب، تبرز اللغة العربية كأحد أهم جسور التواصل الإنساني والمعرفي، لا سيّما لما تحمله من ثراء لغوي وتاريخي وحضاري عميق. ومع تزايد الاهتمام العالمي بتعلم اللغة العربية لأغراض دينية، أكاديمية، اقتصادية، وسياسية، تتعاظم مسؤولية الدول العربية – وفي مقدمتها مصر – في تطوير هذا المجال الحيوي واستثماره كأداة فاعلة لتعزيز مكانتها الثقافية والدبلوماسية على الساحة الدولية.

ومن هذا المنطلق، يتناول موقع الفجر  هذا الحوار مع الدكتور هانئ محمد المهدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق والخبير في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أبعاد هذا الملف المحوري الذي لا يقتصر تأثيره على التعليم فقط، بل يمتد إلى مجالات الاقتصاد، والسياحة، والدبلوماسية الثقافية. يسلّط الحوار الضوء على واقع تعليم العربية للوافدين في مصر، ومستوى الإقبال العالمي عليها، والتحديات التي تواجه إعداد المعلم الكفء، إضافة إلى دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تجويد العملية التعليمية. كما يطرح الدكتور المهدي رؤى مستقبلية جديرة بالتأمل لدعم هذا القطاع الواعد، من أجل أن تبقى مصر منارةً للغة الضاد وقِبلةً للراغبين في تعلمها من مختلف أنحاء العالم.

نرحب بالدكتور هانئ محمد المهدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، وخبير ومستشار في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. بدايةً، دكتور هانئ، نود أن نتعرف من حضرتكم على أهمية هذا المجال، وموقع مصر فيه.

أشكركم على الاستضافة. تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداد معلميها، يمثل مجالًا بالغ الأهمية، ليس فقط من الناحية التربوية، بل أيضًا كرافد من روافد الاقتصاد الوطني، وأداة فعالة لدعم القوة الناعمة المصرية في الخارج. لقد كانت مصر، ولا تزال، منارةً للعلم، ومركزًا رئيسًا لإعداد الكفاءات في هذا المجال الحيوي، الذي بات يلقى اهتمامًا عالميًا متزايدًا.

 هل ترون أن هناك إقبالًا ملحوظًا على تعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها داخل مصر؟

 نعم، الإقبال في تزايد مستمر من مختلف الجنسيات. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 15 مليون شخص حول العالم يرغبون في تعلم اللغة العربية، من بينهم أكثر من خمسة ملايين لديهم رغبة ملحة لذلك. وعند البحث عبر الإنترنت باستخدام مصطلحات مثل "Learning Arabic"، تظهر مصر في مقدمة الخيارات، وتحديدًا مدينة نصر التي تحتضن أكبر سوق دولي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو ما يعكس حجم الاهتمام العالمي ودور مصر المحوري.

 من وجهة نظركم، ما مدى الدعم المؤسسي لهذا القطاع في مصر؟

هناك جهود مؤسسية مشكورة، أبرزها ما تقوم به الجامعات المصرية التي أنشأت أقسامًا متخصصة، مثل قسم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة. 

هذا القسم يقدم برامج أكاديمية متكاملة، تبدأ بدبلومات تمهيدية وتمتد إلى درجات الماجستير والدكتوراه. واليوم أصبح بالإمكان الحصول على ترقيات أكاديمية متخصصة في هذا المجال، بعد أن كان ذلك حلمًا بعيد المنال في الماضي.

وماذا نحتاج لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال؟

 نحتاج إلى دعم أكبر، سواء من المؤسسات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، لدفع هذا المجال نحو آفاق أوسع. الدعم لا يعني بالضرورة التمويل فقط، بل يشمل أيضًا الاعتراف القانوني والمؤسسي بجهود العاملين فيه، وتهيئة بيئة حاضنة تضمن لهم التأهيل العلمي والتربوي والمهني المستمر. هذا المجال يعكس صورة مصر الحضارية، ويستحق أن يحظى بالعناية والاهتمام.

 شاركتم مؤخرًا في ندوة ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في تعليم العربية. كيف ترون هذا التكامل؟

 الندوة جاءت تحت عنوان "تمكين المعلم من استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية"، وهو موضوع بالغ الأهمية. الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانيات واسعة في إعداد المحتوى، وتصميم الدروس، وقياس الأداء اللغوي. وقد استعرض مركز "لسان العرب" تجربته الرائدة في هذا المجال، من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم دروس تفاعلية، وتطوير وسائل التقييم، وتعزيز المهارات اللغوية الأربع: الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة، عبر أدوات متعددة مثل الفيديوهات التفاعلية وتقنيات التعلم التكيفي.

وماذا عن أبرز التحديات التي تواجه إعداد معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها؟

 هناك عدة تحديات، أهمها:

التمكن العلمي: كثير من الخريجين يفتقرون للأساس المتين في علوم اللغة العربية، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم في التعليم.

النموذج اللغوي: المعلم يجب أن يكون ناطقًا بالعربية الفصحى بطلاقة، لأنه يُعد قدوة لغوية للمتعلمين.

شخصية المعلم: لا يكفي أن يمتلك المعرفة، بل يجب أن يتحلى بثقة الحضور، والقدرة على التواصل، وفهم احتياجات الطلاب من خلفيات ثقافية متنوعة.

المهارات المهنية: لا بد من تنمية المهارات التربوية والتقنية، خصوصًا في ظل التحول نحو التعليم الرقمي والتفاعلي.

بإجمال، التحديات تتوزع بين المعرفة، والكفاءة، والشخصية، والمهارات، وكلها ضرورية لصناعة معلم مؤهل لتعليم لغة القرآن الكريم بفاعلية واقتدار.

 وفي نهاية هذا الحوار، ما النصائح التي تود تقديمها لمعلمي اللغة العربية، لا سيما في هذا التخصص؟

 أوصي المعلمين بأمرين أساسيين:

أولًا، أن يلتزموا باستخدام اللغة العربية الفصحى في كل جوانب تواصلهم المهني، فالمعلم قدوة لغوية.

ثانيًا، أن يحرصوا على القراءة الجهرية المستمرة لمصادر الأدب العربي الرفيع، مثل مؤلفات طه حسين، والعقاد، والمنفلوطي، والرافعي، لما فيها من أساليب فصيحة وبناء لغوي سليم. كما أنصحهم بقراءة القرآن الكريم يوميًا، فهو المصدر الأول للفصاحة والبيان.

 شكرًا جزيلًا لكم، دكتور هانئ، على هذا اللقاء الشيق والمفيد.

 الشكر موصول لكم على اهتمامكم بهذا الموضوع الحيوي، وعلى إتاحة الفرصة لتسليط الضوء عليه.

مقالات مشابهة

  • على سرير المرض… استشهاد الصحفي حسن أصليح بقصف مجمع ناصر الطبي
  • يقدِّم تجربة متكاملة في مجموعة من المحطات التفاعلية.. مجمع الملك سلمان يفتتح معرضًا لإبراز جماليات «العربية»
  • مؤتمر الهوية والمواطنة يخصص ثاني أيامه للحديث عن دور اللغة والعمارة والآثار
  • كلمة وزير الخارجية خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيريه التركي والأردني
  • في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية
  • الشرع لن يحضر القمة العربية في بغداد
  • رويترز: الشرع يريد صفقة تشمل بناء برج ترامب بدمشق
  • تكريم الفائزين بمبادرة الحبتور لدعم اللغة العربية
  • أهالي من دمشق يؤكدون أن الحوار الوطني السوري وحده ما يبني سوريا الجديدة
  • مراسلة سانا: وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو ومحافظ ‏ريف دمشق الأستاذ عامر الشيخ يفتتحان عدداً من المدارس في منطقة ‏الزبداني بريف دمشق بعد إعادة تأهيلها بالتعاون مع منظمة رحمة بلا حدود