موقف حذر للإليزيه من الحرب في غزة واتفاق فرنسي قطري لإيصال المساعدات
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
باريس- أدان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني" و"التهجير القسري"، خلال زيارته قصر الإليزيه أمس الثلاثاء، في حين أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين أولوية مطلقة بالنسبة لباريس".
وخلال زيارة أمير دولة القطر الممتدة ليومين، أعلن البلدان عن تنسيق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتزام مشترك بمبلغ 200 مليون يورو لصالح الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار ومنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، يرى مراقبون أن تعامل باريس مع ملف الحرب في قطاع غزة ثابت نسبيا، ويتغير بشكل بطيء وحذر.
تنسيق قطري فرنسيأعلن الإليزيه في بيان أن 3 طائرات شحن فرنسية قطرية محملة بـ75 طنا من البضائع ستتوجه إلى العريش، فضلا عن وصول 10 سيارات إسعاف ومواد غذائية و300 خيمة عائلية.
وقال أدريان غومي النائب الفرنسي عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" إن "زيارة أمير دولة قطر تعد حدثا مهما للقادة السياسيين الفرنسيين، لأنها تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وحقيقة أن قطر شريك رئيسي في جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، وقد رأينا ذلك بالفعل في دور الدوحة في إطلاق سراح الرهائن قبل أشهر قليلة".
وتطرق غومي في حديثه للجزيرة نت إلى دعوة رئيس الجمهورية قبل عدة أسابيع لفتح جميع نقاط العبور التي تسمح بشحن المساعدات الإنسانية والطبية الأساسية، مشيرا إلى حاملة طائرات المروحية الفرنسية "ديكسمود"، التي سمحت باستقبال السكان المدنيين من غزة وعلاج 120 شخصا مصابا بجروح خطيرة.
موقف ثابت وحذرومن خلال تصريحات ماكرون، أمس الثلاثاء، يبدو موقف فرنسا ثابتا فيما يتعلق بمكافحة حركة حماس، التي تعتبرها حركة إرهابية، وإطلاق سراح الرهائن، لكن خطة الاحتلال الإسرائيلي بالذهاب إلى أبعد من مجرد القضاء على الحركة بالتعدي لمهاجمة المدنيين وتدمير قطاع غزة، شكلت نقطة تحول في التعامل الفرنسي مع هذا الملف.
وقد لفت الخبير في السياسة الفرنسية والدولية بيير لويس ريموند إلى أن السلطة التنفيذية في باريس اقتنعت بضرورة التواصل مع الأطراف الفاعلة في هذا النزاع، بما فيها الدول العربية، بدل الانحياز الأعمى إلى الطرف الإسرائيلي.
ووصف الخبير ذاته في حديثه للجزيرة نت موقف فرنسا بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بـ"المتعثر والحذر"، مشددا على رغبة الإليزيه الشديدة اليوم في "إعادة توجيه مساره السياسي بشكل مخلص نحو ثوابت الجمهورية، بغض النظر عن ردة فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأن الأولوية الآن تتركز في التهدئة والمفاوضات ووقف إطلاق النار".
وهذا ما أكده النائب عن الحزب الحاكم غومي، بالقول إن "موقف رئيس الجمهورية كان دائما ثابتا، فقد أدان هجوم حماس، وأعلن عن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها كحق مشروع ومفهوم، والاختلاف الحالي يتمثل في اعتبار فرنسا أن رد إسرائيل على الهجوم يجب أن يتم بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي والقواعد التي تنطبق على الديمقراطية".
لكن النائب عن حزب "فرنسا الأبية" جيروم لوغافر يصف موقف فرنسا بـ"الضبابي وضعيف التأثير"، مقارنا بين تصريحات ماكرون المدوية بشأن الحرب في أوكرانيا حيث ذهب إلى حد القول إن إرسال القوات الفرنسية ليس أمرا مستبعدا، والحرب في غزة، ليجيب عن سؤال "هل يستطيع التحدث بالحدة نفسها ضد إسرائيل؟ بالطبع لا".
وأضاف لوغافر في حديثه للجزيرة نت "لم أسمع رئيس الجمهورية أو وزراءه يقولون إن إسرائيل مذنبة بارتكاب مذبحة جماعية، مما يعني أن السياسة العميقة للدولة الفرنسية لم تتغير ولا تزال متواطئة".
اعتراف بالدور القطريتجمع قطر وفرنسا علاقات صداقة قديمة، وتأتي هذه الزيارة لتعزيز ذلك على عدة أصعدة، فعلى المستوى السياسي يرى السيناتور السابق جيلبير روجيه أن اللقاء مع أمير قطر يمثل "اعترافا فرنسيا بالدور المركزي الذي تلعبه الدوحة في المنطقة".
وأضاف روجيه، الذي شغل منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، ورئيس مجموعة "فلسطين ـ فرنسا" البرلمانية، أنه "رغم عدم معرفتي بما يحدث داخل الغرف المغلقة في الإليزيه، فإنني لا أستبعد أن تكون مسألة حل الدولتين على جدول الأعمال".
بدوره، وصف الخبير ريموند التنسيق بين البلدين بـ"الجوهري، لأنه يدل على دور قطر الرائد في المنطقة كدبلوماسية عربية ذات مكانة عالمية"، معتبرا أن المفاوضات التي تقوم بها الدوحة هي بمثابة "ورقة أساسية لفرنسا، التي تسعى إلى قيادة الموقف الأوروبي بعد أن كان محتضرا أو في حالة غيبوبة"، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، لفت المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الفرنسية والدولية إلى أن باريس تعتمد في سياستها الخارجية على مفهوم "البراغماتية"، وأنها تعي جيدا خصوصية قطر وعلاقتها التي تنفرد بها مع القيادات الفلسطينية، لذلك تأتي هذه الزيارة كاعتراف واضح من الجانب الفرنسي للدور القطري الرامي إلى وضع حد للصراع المستمر.
ازدواجية المعاييريعتقد النائب لوغافر أن "الموقف الفرنسي يتسم بالنفاق والازدواجية الصارخة في المعايير، فبعد تقديم السلطة التنفيذية دعمها غير المشروط لإسرائيل، تغيرت تصريحات ماكرون وبعض وزرائه، بسبب الوضع الخطير في القطاع، لكن كل تصريحاتهم عبارة عن كلمات فارغة طالما فرنسا مستمرة في تسليم الأسلحة إلى إسرائيل".
واستذكر لوغافر استجواب ماتيلد بانو، رئيسة المجموعة البرلمانية بحزب "فرنسا الأبية" في الجمعية الوطنية، لوزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، حول ما إذا كانت فرنسا تستمر في تقديم المساعدات العسكرية، بالقول إن "جواب الوزير لم يحدد الكمية أو الذخيرة بدقة، لكنه أكد أن بلدنا تواصل إرسال الأسلحة لدولة ترتكب حتى الآن مذبحة جماعية ضد شعب بأكمله".
واعتبر النائب الفرنسي أن "الفرق شاسع بين الأفعال والأقوال، وبما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، لا أعتقد أن الأمر مختلف كثيرا بعد توقف فرنسا عن تقديم المساعدات للأونروا المخصصة للاجئين الفلسطينيين، لتنخفض بذلك إلى أكثر من النصف"، على حد قوله.
وبشأن التنسيق الذي حدث في الأيام الماضية بين فرنسا والأردن، يأمل لوغافر أن "تصل طرود المساعدات إلى أهالي القطاع، في الجنوب والشمال على حد سواء، بطريقة كريمة ومواتية، بدل الطريقة المهينة التي ألقت فيها الطائرات الفرنسية المساعدات من السماء إلى وسط البحر، في مشهد مخز ومحزن".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الشرع خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي: لا مبرر لبقاء العقوبات بعد إسقاط النظام.. ماكرون: فرنسا ستساعد في رفعها
باريس-سانا
أكد رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا جراء ممارسات النظام البائد، مشيرا إلى أنه لا مبرر لبقائها بعد إسقاطه، لأنها ستكون عقوبات على الشعب، وأمام سوريا مهام كبيرة واستقرارها مرتبط بالاستقرار الاقتصادي وبالحالة الأوروبية وبالعالم.
وقال الرئيس الشرع خلال مؤتمر صحفي اليوم مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس: أتوجه بالشكر الجزيل للسيد الرئيس وللشعب الفرنسي على استقبال السوريين اللاجئين خلال سنوات الحرب الماضية، وعلى حفاوة الاستقبال والكرم الذي حظوا به، كما أشكر الرئيس ماكرون على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال، هذه ليست مجرد زيارة دبلوماسية، بل لحظة اعتراف بقدرة الشعب السوري في حقه بتقرير مصيره وطاقته على إعادة إعمار ما تم تدميره.
وأضاف الرئيس الشرع: لقد ارتبط اسم سوريا خلال عقد من الزمن بظلال الحرب والنزوح والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والجوع والحصار والموت، وعندما نهض الشعب السوري عام 2011 ضد نظام الأسد لم نكن نتوقع أن تمر ثورتنا بمراحل عدة، ولا أن يتعرض شعبنا لأقصى درجات العنف، في عهد من الرعب مارسه النظام السابق، وسط غياب شبه تام للمساءلة من قبل كثيرين في المجتمع الدولي، ما دفع بالسوريين إلى أوضاع لا يتمنى أحد أن يمر بها، لكن سوريا ليست مجرد ماض موجع، إنها شعب رفض أن يمحى، ورفض الخضوع لحكم الاستبداد، وفعل كل ما يلزم للبقاء، رغم الإهمال والتقاعس والأحكام المسبقة من العالم، وفعل ذلك دون أن يتنازل.
وتابع الرئيس الشرع: فرنسا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي طردت بعثات النظام الدبلوماسية، إثر المجازر المروعة التي ارتكبها، وأول دولة أوروبية تعترف بالمعارضة السياسية، واستثمرت فرنسا في الجهود الإنسانية والسياسية وفي ملفات المساءلة، في وقت قل فيه من يفعل ذلك، لتضمن أن ألم السوريين لم يمح ولن ينسى، ونحن نثمن لها ذلك، ويكفي أن تمتلك دولة ذات رؤية مثل فرنسا تاريخا من تشكيل ملامح الدولة الحديثة لتدرك وتقدر هذا الحق في دولة أخرى.
وقال الرئيس الشرع: ناقشت اليوم مع الرئيس ماكرون سبل التقدم بين سوريا وفرنسا في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكما أشار الرئيس ماكرون في كلمته، نحن ندرس آفاق التعاون في مجالات الأمن وإعادة الإعمار والتنمية إضافة إلى العدالة والمساءلة، مؤكدا أن أمن سوريا واستقرارها هو استقرار للمنطقة بأكملها بل والعالم، حيث واجهت ولاتزال تهديدات أمنية خطيرة ونعمل بلا كلل على مواجهتها.
وأضاف الرئيس الشرع: إن سلامة المواطنين السوريين هي أولويتنا القصوى، ولقد أكدنا ذلك للرئيس ماكرون اليوم، وكما أنه لا أحد أحرص على فرنسا من الفرنسيين أنفسهم، فإن الأمر ذاته ينطبق على سوريا، ونحن ندرك أن هذه الفترة صعبة كما هي كل فترة ما بعد الثورة وما بعد الحرب، حيث تتلاطم في النفس السورية مشاعر الحزن والغضب والخوف والأمل، ونحن نحاول بشكل جماعي وفردي أن نستوعب انتهاء حكم استبدادي دام 54 عاما، واستخدمت فيه الطائفية والرعب كسلاح ضد المجتمع السوري.
وتابع الرئيس الشرع: لقد شهدنا في الأشهر الأخيرة أحداثا مأساوية افتعلتها عناصر مسلحة من فلول النظام الساقط، تسعى لخلق الفوضى وإشعال الفتن مستغلة هشاشة الوضع، حيث استغل بعض المسلحين هذا الواقع ليبثوا الفوضى، فيما ضاعفت شبكات التضليل الإعلامي من خطورة الموقف بصناعة الروايات المشوهة محملة بالعنف السياسي، فتحركنا بسرعة لمعالجة الوضع، واعتقلنا الخارجين عن القانون وشكلنا لجنتين الأولى للتحقيق في الأحداث، والثانية لاستعادة السلم الأهلي والتواصل مع المجتمعات المتضررة، وأقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع بجهودنا، وفتحنا الأبواب أمام لجنة التحقيق الدولية التي أثنت على تعاوننا الكامل معها.
وقال الرئيس الشرع: ناقشنا التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية، مع تقييم مساهمة فرنسا في هذا الشأن، والنظر في أطر جديدة للدعم الدولي، أما فيما يتعلق بتجارة الكبتاغون غير المشروعة التي فتك فيها النظام السوري بالمنطقة، فقد أظهرنا أننا شريك جاد في مكافحة المخدرات، كما تعاونا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي زارت سوريا مرات عدة، وقدرت شفافية تعاملنا وتيسيرنا لمهامها، في تأكيد على التزامنا الكامل بمعالجة كل أثر لاستخدام السلاح الذي كنا ضحاياه.
وأضاف الرئيس الشرع: ناقشنا كذلك الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، مدركين أن فرنسا تتعاون معهم منذ فترة في ملف مكافحة داعش، كما تناولنا قضية المقاتلين الأجانب الفرنسيين في سوريا، والخطوات التالية في هذا الصدد، وتطرقنا إلى أمن حدودنا والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، حيث قصفت إسرائيل سوريا أكثر من عشرين مرة خلال الأسبوع الماضي فقط، ما أدى إلى ارتقاء أربعة مدنيين وجرح ستة آخرين تحت ذريعة حماية الأقليات، كما ناقشنا الوضع الحدودي مع لبنان.
وتابع الرئيس الشرع: لقد ورثنا بنية تحتية مدمرة ومنهارة في سوريا، وكثير منكم رأى مقاطع فيديو لسوريين عادوا إلى منازلهم لأول مرة منذ أكثر من عقد ليجدوها أطلالا، هناك بلدات سرقت أسطح بيوتها، ومدن بلا كهرباء، ومخيمات تؤوي مليوني سوري، وسدود وجسور بحاجة إلى إصلاح، لهذا فإن إعادة الإعمار من أولوياتنا القصوى، ونقوم حاليا بتقييم احتياجات كل شبر من البلاد، لضمان حصول كل مواطن على حياة كريمة وخدمات أساسية ومكان آمن ليعود إليه بعد 14 عاما من التهجير، وبحثنا مع الرئيس ماكرون مساهمة فرنسا في جهود إعادة الإعمار.
وقال الرئيس الشرع: ندرك أن التحديات جسيمة وإعادة البناء ليست مجرد مسألة ميزانيات وإسمنت فحسب، إنها إعادة بناء الثقة ومواجهة للآثار النفسية العميقة، وضمان بألا يحكم السوريون مجددا بالخوف أو الصمت، فلا مكان مستقبلا للفتن الطائفية ولا للسماح بانتهاك سيادتنا من أطراف خارجية، ومستقبل سوريا لن يصاغ في الغرف المغلقة أو يفرض من عواصم بعيدة، بل سيبنى في العلن بأيدي المعلمين العائدين إلى صفوفهم، والمزارعين الذين يفلحون الأرض من جديد، والصحفيين والقضاة والشباب الذين يناقشون ويعبرون عن آرائهم بحرية وشفافية.
وأضاف الرئيس الشرع: العقوبات بالنسبة لسوريا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاتحاد الأوروبي، وسوريا ليست على هامش الخريطة اليوم، والاستقرار الأمني مرتبط بالنمو الاقتصادي، وهذه التحديات تعوقها العقوبات، وتحدثت مطولا مع الرئيس ماكرون، وشرحنا تداعيات استمرار العقوبات على سوريا، والتي فرضت على النظام السابق، وبعد زواله يجب أن تزول معه، وليس هناك أي مبرر لبقائها، لأنها ستكون عقوبات على الشعب وليس على النظام الذي قام بالمجازر، وكان الرئيس ماكرون متفهما جيداً لذلك، وأعتقد أن هناك بشائر جيدة بعد هذا الاجتماع، حيث سيبذل الرئيس ماكرون كل جهوده لرفع العقوبات عن الشعب السوري.
ورداً على سؤال بشأن المقاتلين الأجانب، قال الرئيس الشرع: هناك من جاء إلى سوريا لمساعدة السوريين في محاربة النظام المجرم أثناء الثورة المباركة، وظلوا إلى جانبنا حتى وصلنا إلى التحرير، وأكدنا لجميع الدول التزام هؤلاء المقاتلين بالقانون السوري، وبأنهم لن يشكلوا تهديدا لأي دولة، أما فيما يتعلق بحصولهم على الجنسية السورية، فإن من يحدد ذلك هو الدستور بعد صياغته.
وبخصوص أحداث الساحل، أكد الرئيس الشرع أن من قام بها مجموعة من فلول النظام البائد، تسببوا بالمقتلة التي حصلت، وقال: شكلنا لجنتين إحداهما للحفاظ على السلم الأهلي ولإجراء جلسات للمصالحة بين الناس، والثانية لتقصي الحقائق تضم نخبة من الخبراء القانونيين والمحققين، وحددنا لها مدة شهر لإنجاز عملها، لكنها طلبت التمديد لستة أشهر، ووافقنا على ثلاثة أشهر غير قابلة للتمديد، ويجب أن تقدم تقريرها إلى الدولة في الموعد المحدد.
وأضاف الرئيس الشرع: الدولة ملتزمة بمحاسبة ومعاقبة كل من قام بقتل مدني أو الاعتداء على أملاك الناس أو على دمائهم أو على أرواحهم وفق القانون، كائنا من يكون، سواء كان من الجهات المنتسبة للدولة أو من غير المنتسبين للدولة، أو حتى من فلول النظام الساقط، فالدولة تتحمل مسؤوليتها أمام كل ما يجري في سوريا الآن، لكن بعد إجراء التحقيقات المناسبة، وتحديد من المتسبب ومن المسؤول عن هذه الأعمال.
وعن دور سوريا في مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الشرع تضامن سوريا مع كل ضحية سقطت من خلال العبث الإرهابي، وخاصة أنها أكثر من تعرض للإرهاب من خلال ممارسات النظام المجرم، عبر القصف بالبراميل والسلاح الكيميائي ما اضطر الكثير من السوريين إلى ركوب البحر حيث غرقت أعداد كبيرة، في طريقهم إلى أوروبا هربا من هذا الإرهاب.
وقال الرئيس الشرع: ليس لنا أي علاقة ولا نؤيد أي عمل إجرامي في أوروبا أو في غيرها، وهدفنا كان النظام المجرم ومارسنا أعمالنا القتالية لتحرير سوريا بكل شرف وأمانة، وغلبنا حالة العفو والمسامحة، وأصبح الشعب السوري كله آمنا، وأنقذنا المنطقة من إرهاب كان يجثم على صدور السوريين والمنطقة، ووصل إلى أوروبا ومن ضمنها فرنسا.
وفيما يتعلق بما تداوله الإعلام حول مفاوضات مع إسرائيل، قال الرئيس الشرع: هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاصها، حتى لا تصل الأمور إلى حد يفقد فيه الطرفان السيطرة، فالتدخلات الإسرائيلية عشوائية وتخرق اتفاق عام 1974، والإدارة السورية الجديدة أكدت لكل الجهات المعنية الالتزام بهذا الاتفاق، وأنه على قوات الاندوف العودة إلى الخط الفاصل، حيث زارت قيادة هذه القوات دمشق مرات عدة، ونحن نحاول أن نتواصل مع كل الدول التي لديها اتصال مع الجانب الإسرائيلي للضغط عليه، للتوقف عن التدخل في الشأن السوري، واختراق أجواء سوريا وقصف أراضيها.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي: إن 14 عاما من وحشية نظام الأسد دمرت سوريا، وسقوطه لاقى ارتياحا لدى الجميع، وتطرقنا خلال المباحثات إلى الانتقال السلمي، والتأكيد على وحدة الأرض السورية، والمساواة في الحقوق بين جميع مكونات الشعب السوري، مشيرا إلى أن سوريا تمر الآن بمرحلة جديدة، وتشهد أحداثا خاصة في مناطق الأقليات، ما يستوجب على السوريين أن يتحدوا لتحقيق السلام والاستقرار والوصول إلى كل طموحاتهم.
وأوضح ماكرون أن سوريا تواجه صعوبات كبيرة وعلى المجتمع الدولي التعاون معها للتغلب على هذه الصعوبات، وفرنسا مستمرة بدعم الشعب السوري وحماية مصالحها الأمنية والاقتصادية، لافتا إلى أن بلاده ستساعد سوريا من أجل عدم تجديد العقوبات الأوروبية ورفعها تدريجيا، لأن استقرار سوريا ووحدتها مهمان جدا لأمن فرنسا وأوروبا، داعيا الإدارة الأمريكية إلى رفع عقوباتها عن سوريا، لأن ذلك سيسهم بإعادة الإعمار وتسهيل عودة اللاجئين.
وقال ماكرون: نحيي الخطوات التي قام بها الرئيس الشرع للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية وضمان السلم الأهلي، وأبدينا استعداد فرنسا للتعاون في جميع المجالات ومنها محاربة داعش لما فيه مصلحة البلدين، وأكد الرئيس الشرع إصراره وحرصه على محاربة كل المجموعات الإرهابية التي تهدد سوريا ودول الجوار وهذا مهم جدا، كما تطرقنا إلى جهود سوريا في التخلص من الأسلحة الكيميائية التي خلفها نظام الأسد، ومن تجارة وصناعة الكبتاغون التي مول بها اقتصاده.
وأكد الرئيس الفرنسي أن اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية ممارسة سيئة وانتهاك لسيادة ووحدة سوريا، وقال: أتمنى أن يكون هناك حوار مع إسرائيل فيما يخص الأمن، لأن المنهجية التي تتبعها في هذا الشأن مرفوضة، ويجب اتباع منهجية جديدة قائمة على التعاون المتزايد، ونتحدث هنا عن عملية انفتاح فيما يخص المفاوضات، فسوريا دولة مهمة جدا لاستقرار المنطقة.
وأشار ماكرون إلى أنه بعد حرب دموية في سوريا حان الوقت لإصلاح الأوضاع فيها، وقال: أرى قائدا موجودا في مكانه، قضى على نظام متوحش كافحناه مع السوريين، وهو مستعد للعمل من أجل بناء دولة تكون سيدة قرارها، لا تتبع إيران ولا غيرها ولا تدعم حزب الله اللبناني، والخطوات الأولى أدت إلى نتائج واضحة من خلال العمل على محاربة الحزب على الحدود مع سوريا، ومنع إعادة تسليحه، معربا عن أمله بأن تكون الأعوام القادمة أفضل بكثير من الأعوام السابقة من أجل مستقبل سوريا وفرنسا.
الرئيس الشرع الرئيس ماكرون 2025-05-07bdrossmanسابق بحث سبل تعزيز التعاون في مجال النقل البري بين سوريا والأردن والعراقالتالي غرفة تجارة دمشق تبحث فرص التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) لتعزيز الاستثمار ودور القطاع الخاص في سوريا انظر ايضاً وصول الرئيس الشرع مطار شارل دي غول في باريس في أول زيارة رسمية له إلى أوروباباريس-سانا أعلنت رئاسة الجمهورية وصول رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع إلى مطار شارل …
آخر الأخبار 2025-05-08وزير الأوقاف يبحث مع القائم بأعمال سفارة أذربيجان تعزيز التعاون في الشؤون الإسلامية 2025-05-08وزير المالية: نشكر قطر على المنحة الكريمة المقدمة لتسديد جزء من فاتورة الأجور والرواتب الحالية والبالغة 29 مليون دولار أمريكي شهرياً 2025-05-07غرفة تجارة دمشق تبحث فرص التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) لتعزيز الاستثمار ودور القطاع الخاص في سوريا 2025-05-07الرئيس الشرع خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي: لا مبرر لبقاء العقوبات بعد إسقاط النظام.. ماكرون: فرنسا ستساعد في رفعها 2025-05-07بحث سبل تعزيز التعاون في مجال النقل البري بين سوريا والأردن والعراق 2025-05-07وزير الإعلام يبحث مع وزير التنمية الإدارية وصحفيين وفنانين تطوير المؤسسات الإعلامية ودور الفن في المجتمع 2025-05-07وزارة التنمية الإدارية تنظم ورشة تدريبية لتعزيز التنظيم المؤسسي 2025-05-07وزيرا الصحة والتنمية الإدارية يناقشان آليات تطوير الهيكل الإداري للقطاع الصحيّ 2025-05-07الرئيس الشرع يلتقي مع باسكال جولنيش رئيس منظمة عمل الشرق في باريس 2025-05-07الرئيس الشرع يلتقي وزير الدولة الفرنسي في باريس
صور من سورية منوعات تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27 صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |