أشرف سويلم.. ذلك الصحفى المثال
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
مات أخى وحبيبى, مات الصحفى المثال.. يا مية خسارة ع الرجال.. هذا أمر الله يا صديقى ولا راد لقضائه وإنا لله وإنا إليه راجعون. حان وقت الراحة يا رفيق الرحلة والحياة.. الآن لا خوف عليك يا أشرف ولا أنت بإذن الله من الذين يحزنون, نحسبك على خير يا رجل ولا نزكيك على الله.. الآن أنت بين يدى رءوف رحيم. ستكون هناك آمنًا مطمئنًا تلقى وجه كريم راض عنك.
عرفت أشرف سويلم تقريبًا فى أول يوم خطوت فيه أول خطواتى فى بلاط صاحبة الجلالة, كان ذلك تحديدًا فى منتصف الثمانينيات حيث تخرجت مايو 1985 والتقيت أشرف فى نفس الشهر. كان فى ذلك الوقت نجما من نجوم جريدة الجمهورية, بينما كنت أتلمس طريقى فى عالم الصحافة, كان أشرف قد تخرج فى معهد الفنون المسرحية وقبل تخرجه كان قد التحق للعمل صحفيا تحت التمرين فى الجمهورية. كان لقاؤنا ينطبق عليه الحديث الشريف: «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف». بيد أن روح أشرف سويلم كانت متآلفة مع العالم كله، حيث كان يكفى لقاء واحد معه لتشعر أنك فى حضرة صديق تعرفه منذ نعومة أظافرك. لذا كان مكتبه فى الدور الأول من دار التحرير 24 شارع زكريا أحمد ملتقى جمع من الناس من مختلف الفئات والأعمار والتخصصات فى الجريدة, ليس ذلك فقط على مستوى الصحفيين باختلاف خبراتهم ودرجاتهم المنهية من أصغر محرر إلى رؤوساء التحرير, ولكن أيضًا على مستوى الزملاء فى الادارة والعمال وحتى باعة الصحف والموزعين فى الشوارع. كنا نعرف أنه فى مكتبه لو لمحنا ذلك الزحام الذى يتبع وصوله للجريدة, فقد كان أشرف شخصية شعبية جاذبة, عاشقا للناس محبا حقيقيا لهم لا ينتظر منهم شيئًا، بل كانت يده دائمًا ممدودة بالعطاء للجميع.
منذ اليوم الأول صرت وأشرف لا نفترق إلا لحظات قليلة. جمعتنا الصحافة بحلوها ومرها كما ساهمت العزوبية فى تلك الأيام فى أن نقضى كل الوقت معًا, ننتهى من العمل مساء لنبدأ رحلتنا فى عالم الليل, نذهب إلى شقته فى شارع قدرى بالسيدة زينب، بعد ان نمر على أقرب محل تأجير شرائط الفيديو, نختار كل ليلة فيلمين ثلاثة ونسهر نتسامر ونضحك ونناقش كل مشاكل الكون وليست الصحافة فقط, نغفو ونستيقظ ونظل على هذا الحال حتى شروق الشمس. وكانت صفحة الموسيقى والغناء التى أسسها أشرف سويلم فى الجمهورية هى مفتاح النجاح والشهرة لأى مطرب أو ملحن أو شاعر أغانٍ. شاهدت بعينى كيف كان النجوم الجدد فى ذلك الوقت أمثال محمد منير وعمرو دياب وإيهاب توفيق وحميد الشاعرى ومحمد فؤاد يتسابقون لكى ينشر أشرف اخبارهم ويكتب عنهم فى عموده الشهير غنائيات. كانت صفحة مليئة بالحيوية ومفعمة بالنشاط والشباب. كنا كمجموعة سكرتارية التحرير نتنافس على إخراجها أسبوعيا. كان أشرف يصرف راتبه وربما يقترض من والده ليتمكن من ظهور صفحته فى أبهى صورها. يشترى كل المجلات الفنية المحلية والعالمية مهما كانت أسعارها، حيث خصص فى صفحته ركنًا للموسيقى الأجنبية يتابع من خلاله أخبار نجوم الغناء العالميين، كما ابتكر فكرة نشر كلمات أغنية أجنبية بنفس لغتها مع ترجمتها للعربية مع صور الفرق الغنائى أو المطرب والمطربة, كما كان أشرف سويلم أول من ربط قراءه بصفحته باشراكهم فى تحريرها من خلال ترشيحهم للأغانى التى يريدون ترجمتها أو من خلال الاستفتاء السنوى الذى كان يجريه بينهم باختيار مطرب ومطربة العام وكان نجوم الطرب ينتظرون نتيجة الاستفتاء بفروغ صبر، ليعرف كل منهم ما حقق من نجاح أو تراجع فى تلك السنة. وكان رحمه الله شديد الإخلاص لأى عمل يقوم به. اعتاد أن يكون الأول دائمًا ليس فقط كصحفى بل فى كل ما تعرض له من ظروف الحياة, فهو محامٍ بارع إذا لزم الأمر يكتب مذكرات كان يندهش من براعتها كبار المستشارين, وفى أيامه الأخيرة تفرغ لكتابة بعض خواطره عن بعض آيات القرآن وكان يرسل لى وأنا فى أمريكا كل يوم ما كتبه وأرسل لى يبشرنى أنه بصدد الانتهاء من موسوعة دينية متكاملة.
سأفتقدك كثيرا يا أشرف ايها الانسان المثقف الراقى النبيل, رحمك الله وألحقنا بك فى الغرفات، حيث السلام الدائم بلا منغصات، وحيث الراحة والنعيم المقيم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هشام مبارك أشرف سويلم طلة صاحب قضية السموات والأرض أشرف سویلم کان أشرف
إقرأ أيضاً:
سمّاعات ذكية تترجم لعدة متحدثين في وقت واحد
#سواليف
طوّر باحثون من جامعة واشنطن الأميركية #نظام_سماعات_رأس #ذكية يمكنها #ترجمة_حديث عدة أشخاص في الوقت نفسه، مع الحفاظ على نبرة صوت كل متحدث واتجاه صوته بدقة ثلاثية الأبعاد، حتى أثناء حركته.
وأوضح الباحثون أن النظام، الذي أُطلق عليه «الترجمة الصوتية المكانية» قد يُحدث نقلة نوعية في مجال الترجمة الفورية. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «جمعية الحوسبة الأميركية (ACM)».
وعلى الرغم من ظهور تقنيات واعدة في مجال الترجمة الفورية مؤخراً، فإن أياً منها لم يوفر حلاً فعّالاً في الأماكن العامة. فعلى سبيل المثال، تعمل نظارات شركة ميتا الجديدة فقط عند وجود متحدث واحد، وتعرض الترجمة الصوتية الآلية بعد انتهاء المتحدث من الكلام. لكن الفريق المصمم للنظام الجديد ابتكر حلاً يُترجم كلام عدة متحدثين في الوقت نسه مع الحفاظ على الاتجاه وخصائص كل صوت.
مقالات ذات صلةويعتمد النظام على سماعات مانعة للضوضاء مُزوّدة بميكروفونات، وتعمل خوارزميات النظام المستندة إلى الذكاء الاصطناعي على فصل أصوات المتحدثين وتتبعهم داخل المكان، ثم ترجمة كلامهم وإعادة تشغيله بصوت يشبه صوتهم الأصلي مع تأخير بسيط يتراوح بين 2 و4 ثوانٍ.
ويتميز النظام بثلاثة ابتكارات رئيسية، أولها قدرته على اكتشاف عدد المتحدثين تلقائياً داخل أي مساحة مغلقة أو مفتوحة، من خلال مسح محيطي بزاوية 360 درجة، وترجمة الكلام مع الحفاظ على تعبيرات الصوت ومستوى ارتفاعه، باستخدام معالجات داخلية مثل شريحة (Apple M2)، دون الاعتماد على الحوسبة السحابية لحماية الخصوصية، بالإضافة إلى متابعة تحركات رؤوس المتحدثين، مع تعديل اتجاه الصوت تبعاً لحركتهم.
وبمشاركة 29 متطوعاً، اختُبر النظام في 10 بيئات مختلفة داخلية وخارجية، مثل الشوارع، والمقاهي، والمتاحف، وأماكن عامة، وأثبت فاعليته في هذه البيئات الواقعية، حتى مع وجود ضوضاء خلفية. وركزت التجربة على 3 لغات هي الإسبانية، والألمانية، والفرنسية، وأظهر النظام أداء جيداً في الترجمة من هذه اللغات إلى الإنجليزية، والعكس.
وأظهرت النتائج أن معظم المستخدمين فضّلوا نظام الترجمة الجديد على الأنظمة التقليدية؛ لما وفره من دقة عالية في الترجمة وتجربة سمعية طبيعية تُحاكي الواقع. كذلك أثبت النظام كفاءته العالية في تتبُّع المتحدثين وتحديد عددهم بدقة، حتى مع تحركهم، مع الحفاظ على اتجاه كل صوت وخصائصه التعبيرية بشكل منفصل.
وقال الباحثون إن النظام يمكّن المستخدمين من فهم ما يقوله عدة أشخاص في الوقت نفسه بلغات مختلفة، في بيئة مزدحمة، مع الحفاظ على أصواتهم الأصلية وتحديد مَن قال ماذا، بما يفتح آفاقاً جديدة للسياحة، والتعليم، والتفاعل الثقافي. ويأمل الفريق بأن يسهم هذا الابتكار، الذي يمكن توسيعه ليشمل نحو 100 لغة، في كسر الحواجز اللغوية بين الثقافات، ليتمكن المستخدم من فهم ما يدور حوله بلغته.