التراث الشفهي.. وضرورة الحفاظ عليه
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
ما يزال التراث الشفهي، وخاصة الشعر الشعبي بحاجة إلى كثير من العمل لاكتشاف كنوزه، وتبيان مرجعياته، ولعل البحث في أصوله، وفروعه، ودهاليزه، وشخوصه أمر بالغ الأهمية، تاريخيا، وتراثيا، واجتماعيا، فهو الشعر الذي يحفظ حركات الناس، ويومياتهم، ومعاشهم، وتوجهاتهم الزمانية، والمكانية، ويوثق مفردات الحياة لدى المجتمعات، وهو أمر لا تقوم به ـ في كثير من الأحيان ـ أشعار الخاصة «الفصحى»، ولذلك قد تبدو مفردةً شعبية استخدمها شاعر قبل خمسين، أو سبعين سنة غريبة لدى الجيل الجديد، بل تكاد تكون مفردة مندثرة، وهو ما يستوجب البحث، والتقصّي، والعمل على تتبّع الأشعار العامية التي كان لها أثر في هذا التوثيق الحيواتي اليومي، وتضمينها في دراسات جادة، تضمن سيرورة اللهجات، وتحولاتها، ومآلاتها، فذلك جزء من التعليم الاجتماعي، لكل مجتمع يريد السير إلى الأمام دون أن يتخلّى عن الماضي.
لقد حفظت الأشعار الشعبية على مدى سنواتها الكثير من أبجديات الحياة في ذلك الزمن الغابر، واستخدمت مفردات البيئة دون أن تهمل تحديث نفسها كلما كان ذلك متاحًا، ولذلك بقيت تلك المفردات حية ـ رغم طول الزمن ـ، وشاهدة على حقبة من الحياة البدوية أو البحرية أو الجبلية، رغم قلة المصادر، وندرة حبال التواصل، ولكن ظلّت الأشعار التي تردد، حاضرة في أذهان الناس، يتناقلونها من بلدة إلى بلدة، ويتغنّون بها، دون أن يعرفوا مصدرها أحيانا، أو يلتفتوا إلى قائلها، ولذلك يبقى الشعر أكثر حياة من الشاعر، وتبقى السمات الأصيلة واحدة من العناصر التي تغذي الذهن الفردي، والجمعي.
لقد آن الأوان أن تتصدى إحدى المؤسسات الحكومية المهتمة بالتراث، والآداب، مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، أو وزارة الإعلام، أو حتى مؤسسات المجتمع المدني مثل الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لهذه المهمة، وأن تقوم بدورها الحيوي في غربلة التراث، وجمعه، وتوثيقه، من خلال عمل جماعي، أكاديمي، يشارك فيه المختصون والمهتمون في هذا المجال كي نستطيع البناء عليه، وإيصاله إلى الأجيال الشابة التي فقدت الكثير من تراثها بسبب الثورة التكنولوجية، وفوضى الحياة التي يعيشها العالم، والتي دهست في طريقها تلك العادات، والتقاليد، واللهجات، والمفردات القديمة، ولا شك أن الدور قادم على بقية المواد ـ التي أشرت إليها ـ، عاجلا أو آجلا إن لم يتم إنقاذها، وحفظها، وتدريسها للشباب الذين لن يتوانوا عن حملها لمن يأتي بعدهم، تلك مهمة ضخمة، ومسؤولية عظيمة يجب العمل على انتشالها في أقرب زمن ممكن.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
طبيب يحذر: المشروبات الغازية قد تسرّع تساقط الشعر
تعاني الكثير من السيدات والفتيات وأيضا الرجال، من مشكلة تساقط الشعر ويرجع ذلك للعديد من الأسباب ولكن يظل هناك سبب خفي لا يكتشفه البعض، ففي ظل انتشار العادات الغذائية غير الصحية، يحذّر الأطباء من أثر المشروبات الغازية على صحة الشعر، مؤكدين أن الإفراط في تناولها لا يضر فقط الأسنان والمعدة، بل يمتد أثره السلبي إلى بصيلات الشعر نفسها.
المشروبات الغازية قد تسرّع تساقط الشعرفي هذا السياق، أوضح الدكتور عماد زهران، استشاري الجلدية والعلاج بالليزر،فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن المشروبات الغازية تحتوي على نسبة عالية من السكر والكافيين والمواد الحافظة، وكلها عوامل قد تضعف الدورة الدموية في فروة الرأس، وتُسرّع من تساقط الشعر، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون أصلًا من مشكلات في الشعر أو فروة الرأس.
كيف تؤثر المشروبات الغازية على الشعر؟زيادة نسبة السكر في الدم
السكر الزائد يؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم، وهو ما ينعكس سلبًا على بصيلات الشعر ويؤدي إلى ضعفها وسقوطها.
الإضرار بهرمونات الجسم
الكافيين المرتفع والمركبات الكيميائية قد تؤثر على توازن الهرمونات، خاصة هرمونات التوتر، مما يسرع من تساقط الشعر الوراثي أو الهرموني.
نقص امتصاص العناصر الغذائية
الإكثار من المشروبات الغازية قد يُضعف امتصاص الحديد والزنك وفيتامين D، وهي عناصر أساسية لنمو شعر قوي وصحي.
الجفاف وفقدان لمعان الشعر
نظرًا لاحتوائها على كافيين، تؤدي المشروبات الغازية إلى زيادة التبول وسحب السوائل من الجسم، مما يسبب جفاف الشعر وتقصفه وفقدان لمعانه.
نصائح لحماية شعرك
نصيحة
إذا كنت تحرص على العناية بشعرك من الخارج باستخدام الزيوت وحمامات الكريم أو الزيت، فلا تهمل ما يدخل جسمك من الداخل، الغذاء الصحي هو أساس الشعر الصحي، والمشروبات الغازية ليست جزءًا من هذه المعادلة لذلك تجنب تناولها.