سودانايل:
2025-06-27@23:29:28 GMT

هو النصرُ

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

د. قاسم نسيم
هو النَّصرُ ما تنفك تَحْدُو سبائبُه
جليًا على الآفاقِ عَيْني تُراقبُه
وقد كنتُ أدَّخِرُ الحديثَ تَرَبُّصًا
لِميقاته، حتى اسْتَهَلَّتْ مَواكبُه
صَبَرْنا لهُ ما بين لهفٍ وتَرْحَةٍ
تُقَاسِمُنا فاستمطرَتْنا صَبَائِبُه
فيومٍ كأمواجِ المنايا ركبتُهُ
ويومٍ كبَسْمِ البُشْرَياتِ كَوَاكِبُه
سقى النِّيلُ أجسادًا نحافًا وطهَّرتْ
قلوبَهم والمَشْرَفِيَّ مواهبُه
كأنَّهمُ والموتَ طفلٌ لوالدٍ
يلاطفُه حينًا وحينًا يداعبُه
من السَّلفِ اللائي تسامتْ نساؤهُمْ
وكان كترهاقا العظيمِ يناسبُه
جليدًا على التاريخ ما فتَّ عزمَه
غزاةٌ وأوباشٌ ودنيا تحاربُه
دهاةً يصيبون العدوَ لغايةٍ
فللقبر أكبادُه، وللأسر كاعبُه
إذا احمرَّ بأسٌ أو تراءت منيةٌ
جبالُ الفلا ثَبْتَاً تَوَدُّ تُقاربُه
كأنهمُ نبتٌ على الأرض راسخٌ
أو اقْتُطِعَتْ من ذا الكمي عراقبُه
رأيتُ على الخرطوم هَوْلًا مُرَوِّعًا
تغمَّدَه جندٌ وولتْ نواخِبُه
غُدرنا بجيشٍ دون عهدٍ وذمةٍ
وآصِرةٍ، لم تصطنعْه مناقبُه
فأوقعَ فينا الموتَ غدرًا وخسةً
يُنازعُ مُلكا بالسِّلاح يغالبُه
فنازلَه جيشٌ من الأُسد قلبُه
من الْمجدِ يمناهُ من النَّار قاضبُه
وجندٌ يرومُ الموتَ حتى كأنَّه
له نسبًا والموتَ.

يُكرَمُ ناسبُه
يصلُّ به الرشاشُ يهمي بِحَصْوِه
فَتَخْرِمُ أجسادَ العدوِّ لواهبُه
ترى الموتَ يمضي حيث شارَ سلاحُهُمْ
وما خَطَأتْ كَبْدَ العَدُّوِ مَضَارِبُه
فلمَّا أراد اللهُ هَلْكًاً لجيْشِهِمْ
وَخَتْمَاً لِهَرْجٍ حار في الحلِّ طاببُه
تراءتْ على أمدرمانَ جمعُ فُلولِهم
وعسكرُنا في الأرضِ تَغْلِي لواهبُه
يرومون نصرًا بالحديدِ وما دَرَوَا
أنِ النصرُ من عند الإله مطالبُه
يودُّون هزْمًا للشُّجاعِ فأيقنوا
أنِ النصر معقودٌ إليه مكاتبُه
وَبَرْبَرَ رشاشُ العدو بجندِنا
فعاجلَهُ مُرُّ السِّلاحِ يُجاوبُه
ودارتْ رَحاها واسبكرَّ عجاجُها
وأظلمَ من نقعِ العراكِ غياهبُه
على الأذنِ تأويهاً على السمعِ أنَّةٌ
مزارُ نواحٍ ألهبتُه نواحبُه
ودوَّى على الأرجاءِ هدرُ مدافعٍ
يشيبُ لها رأسُ الصبي وآدبُه
فلاذ كمينًا يبتغي سترَ نفسِه
وفينا كشيفا والعيونُ تراقبُه
تَسَاقَطَ أشلاءُ العدوِ تناثرًا
تلاعنُ في أرآبها وتساببه
وطلقٍ كدفقِ السيلِ حمَّ على العدا
فيجرحُ من أوفى ويمضي يثاقبُه
بشوشٌ فدائينا إذا حرَّ عركَها
فما غضَّ من طَرْفٍ وما مُطَّ حاجبُه
يُرَسُّون أرضَ القتلِ ركزا فلا تُرى
تفرُّ من الهولِ العظيمِ عجائبُه
ويمضون نَشوى للقتالِ بأرجلٍ
تُراقِصُ خَبْطاً للتراب تضاربُه
فمالوا عليهم مَيْلَ حزمٍ وخبرةٍ
فهم بين مَيْتٍ أو أسيرٍ نزاربُه
ألوفٌ من الهلكى على كلِّ جانبٍ
ولُقِّنَ درسًا في القِتالِ هواربُه
وما عاب من نَجَّى الفرارُ فِرارَه
فمنْ يشهدِ الهلكى تهونُ معايبُه
أمَا بعثوا الموتَ الكريهَ بَداءَةً
فأعْقَبَهُمْ، فليحملِ الموتَ حاطبُه
وكيف ينالُ النصرَ من ملَّ بأسَه
فمن هابَ تضريسَ الحروبِ تصاعبُه
دروسٌ تُلَقِّيْها الحياةُ رخيصةٌ
على مَهَلٍ فليفهمِ الأمرَ عاربُه
وقد يُنْكرُ الإنسانُ نَعماءَ نفسِه
وتُسرعُ بالموتِ الزُّؤامِ رغائبُه
فبالأمسِ كانوا يملؤون عجاجَها
وذا اليوم قد هلتَّ عليهم مغاربُه
12مارس 2024

gasim1969@gmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شعب الإيمان يزلزل الساحات وهذا ما صدر عنهم اليوم في كل المحافظات (تفاصيل)

يمانيون/ خاص

شهدت عدد من المحافظات اليمنية اليوم مسيرات جماهيرية حاشدة تحت شعار “مباركة بانتصار إيران.. وثباتًا مع غزة حتى النصر”، عبّر المشاركون فيها عن تضامنهم الثابت مع قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، واحتفالهم بالانتصار التاريخي لجمهورية إيران الإسلامية ضد كيان العدو الصهيوني.

وفي بيان صدر عن المسيرات، هنّأ اليمنيون في كل الساحات الأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، مؤكدين تجديد العهد لله سبحانه وتعالى ورسوله صلوات الله عليه وآله، والسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على مواصلة درب الجهاد والتضحية في سبيل الله، والتمسك بنهج الولاء والحق في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.

وأعرب البيان عن تهانيه للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادةً وشعبًا ومجاهدين، بمناسبة “الانتصار العظيم على العدوان الصهيوأمريكي”، مشيدًا بما حققته إيران من بناء قوة رادعة في وجه الأعداء وتبنيها لخيار المقاومة.

واعتبر البيان أن ما تمثّله إيران من نموذج في الصمود والمواجهة هو قدوة لبقية دول العالم العربي والإسلامي.

كما ثمّن البيان العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، مؤكدًا على استمرار الدعم الكامل لها حتى تحقيق النصر الكامل وزوال الاحتلال.

وأكد المشاركون في المسيرات المليونية في كل الساحات، أن القضية الفلسطينية ستبقى في صدارة القضايا المبدئية، وأن دعم الشعب اليمني للمقاومة هو موقف لن يتغير حتى النصر وزوال العدو الصهيوني المجرم .

مقالات مشابهة

  • مسيرات في الجوف تبارك انتصار الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني
  • مسيرات حاشدة في الجوف تبارك انتصار الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني
  • 85 مسيرة حاشدة في عمران تبارك انتصار إيران وتؤكد الثبات مع غزة
  • مسيرتان ووقفة في القبيطة تحت شعار “مباركة بانتصار إيران.. وثباتا مع غزة حتى النصر”
  • جريمة جديدة في “مصائد الموت”: العثور على أقراص مخدّرة داخل مساعدات الطحين في غزة
  • محافظة تعز تبارك انتصار ايران وتؤكد الثبات في نصرة غزة
  • 46 مسيرة حاشدة بذمار مباركة بانتصار إيران وثباتاً مع غزة حتى النصر
  • شعب الإيمان يزلزل الساحات وهذا ما صدر عنهم اليوم في كل المحافظات (تفاصيل)
  • الإعلام الحكومي بغزة يكشف عن حصيلة مرعبة لضحايا مصائد الموت “الإسرائيلية_ الأمريكية”
  • قائدُ الأنصارِ.. ناصرُ الطوفان