هآرتس لنتنياهو: ارحل يا رجل الخراب!
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات عبئا على إسرائيل، وعليه الاستقالة بعدما عرضها لأخطار استراتيجية، وهدد تحالفها العميق مع الولايات المتحدة، التي اختارت لأول مرة منذ بدء الحرب عدم معارضة مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي مقال افتتاحي بعنوان "رجل الخراب بات عبئا على إسرائيل"، كتبت هآرتس ساخرة أن نتنياهو يستطيع أن يضيف إلى سجل فشله الناصع أزمة أخرى مع أوثق حليف فعل كل شيء لمساندة إسرائيل منذ بداية الحرب، قبل أن ينقلب موقفه الداعم في مجلس الأمن.
لكن نتنياهو -كما تقول هآرتس- بدل الاستقالة بسبب سياسته المتهورة، والإقرار بفشله وتغيير سلوكه مع الحليف الأميركي والاعتذار للإسرائيليين عن "التسونامي السياسي" الذي ألحق بإسرائيل كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)، اختار المضي قدما في تحدي وإهانة الولايات المتحدة.
وقالت هآرتس إن نتنياهو لم يكتفِ فقط بإلغاء زيارة وفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن، بل اتهم الأخيرة بالتراجع عن موقفها الثابت في دعم إسرائيل، وبالإضرار بالجهد الحربي، وجهود إنقاذ الأسرى الإسرائيليين، بل كاد يرميها بتهمة دعم الإرهاب.
على نفسه جنى نتنياهو
وسلّط مقال هآرتس الافتتاحي الضوء على الخلافات التي تتعمق داخل حكومة نتنياهو بسبب الموقف من العلاقة مع واشنطن، وذكّر بتأييد بيني غانتس سفر الوفد الإسرائيلي، حتى إنه نصح نتنياهو بأن يطير هو أيضا شخصيا إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن وأركان إدارته.
وحسب هآرتس، فإن نتنياهو جنى على نفسه، إذ أوضحت واشنطن مرارا أن صبرها ينفد، خاصة مع تصاعد التوتر بسبب الاستعداد لعملية كبيرة في رفح، وهو ما حذر منه مسؤولون كبار بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
لكن وزراء نتنياهو واصلوا تحقير دعم واشنطن، حتى إن نتنياهو لم يتورع عن التصريح بأن إسرائيل ستدخل رفح دون موافقة أميركية إن اقتضى الأمر، وكأن إسرائيل لا تعتمد على دعم الولايات المتحدة ومعونتها العسكرية، وعلى القبة الدبلوماسية الحديدية التي توفرها.
وأبدت هآرتس في الأخير أملها في أن تسرّع استقالة جدعون ساعر من حكومة الطوارئ بسقوط حكومة نتنياهو، الذي أوصته بالتنحي سريعا، عسى أن يمنح رحيله إسرائيل فرصة لإصلاح الأذى الكبير الذي أحدثه، قائلة إنه بات عبئا على إسرائيل بعدما عرضها لأخطار استراتيجية قد تكون كلفتها باهظة للغاية، وألحق الأذى بالإسرائيليين لينقذ نفسه سياسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
انتحار صامت.. “هآرتس” تحذر من تحول جذري في موقف ترامب من إسرائيل
#سواليف
في تطور لافت يعكس تحولات غير مسبوقة في #العلاقات بين #الولايات_المتحدة و #إسرائيل، حذرت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، من أن الرئيس الأميركي دونالد #ترامب يتجه نحو #تغيير_جذري في سياساته التقليدية تجاه تل أبيب، وهو ما وصفته الصحيفة بـ” #الانفكاك_التدريجي والمقلق” عن #التحالف_التاريخي بين البلدين.
في تحليل سياسي مثير كتبته الصحفية البارزة رافيت هيخت، سلطت الضوء على صفقة إطلاق سراح المواطن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، التي تمت بشكل منفرد وخاص، خارج أي إطار جماعي أو تحالف أمني، واعتبرت أن هذه الصفقة تعد أولى الإشارات العملية على تغيّر في نهج ترامب تجاه إسرائيل.
وأشارت الكاتبة إلى أن ترامب لم يصدر حتى الآن نداءً علنيًا لوقف الحرب على غزة، ولم يلوح بفرض عقوبات عسكرية أو تجميد المساعدات، ولم يستخدم الفيتو الأميركي لحماية إسرائيل في مجلس الأمن، كما كان يفعل في السابق، ومع ذلك، فإن سلوكه المتريث والصامت يشير إلى تخلي هادئ ومدروس عن إسرائيل، وفق تعبيرها.
مقالات ذات صلة تحذير من حرب أهلية بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك 2025/05/23واعتبرت هيخت أن ملامح الاستراتيجية الجديدة لترامب باتت واضحة، إذ يتجه بخطى متسارعة نحو تعزيز الشراكة مع المملكة العربية السعودية، التي باتت من وجهة نظره شريكًا إقليميًا أكثر أهمية سواء في ملف الطاقة أو الاستقرار الإقليمي.
وأضافت أن ترامب تخلى سريعًا عن ملف الحوثيين وترك إسرائيل وحدها تواجه وابل الصواريخ وتعطل حركة الملاحة الجوية الدولية، معتبرة أن واشنطن لم تعد ترى في تل أبيب الحليف الأساسي في الشرق الأوسط كما في السابق، بل ذهب التحليل إلى الإشارة إلى اقتراب ترامب من عقد اتفاق محتمل مع إيران، لا ينوقع أن يراعي المصالح الإسرائيلية أو يأخذها في الحسبان، وهو ما يمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا.
ومن المؤشرات الأخرى التي ذكرتها الصحيفة، تراجع اهتمام ترامب بملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، وهو الملف الذي كان يحتل أولوية قصوى في إدارته خلال ولايته الرئاسية، وأكدت هيخت أن ترامب لا يعتزم ممارسة أي ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لاستعادة الأسرى، ويترك القضية بيد نتنياهو من دون تدخل يذكر.
واختتمت رافيت هيخت تحليلها بتشخيص خطير لما وصفته بـ”التحول الوجودي” في الموقف الأميركي من إسرائيل، معتبرة أن شخصية ترامب التي اشتهرت بـ”وضع الكلام حيث يضع الأموال”، لم تعد ترى نفسها مسؤولة عن مصير إسرائيل أو ملزمة بتأديب نتنياهو أو حكومته.
وبرأيها، فإن إسرائيل لا تحتاج اليوم إلى عقوبات علنية أو حظر عسكري لكي تنهار، بل يكفي أن تترك وحدها وسط حرب طويلة الأمد، حتى تستنزف قدراتها وتفقد مكانتها الدولية تدريجيًا.
واختتمت بتحذيرها الصريح: “إن إسرائيل تسير في طريق الانتحار الصامت، لا بسبب عداء خارجي مباشر، بل نتيجة عزلة دولية متنامية وصمت حلفائها التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة بقيادة ترامب”.