سودانايل:
2025-05-09@05:58:58 GMT

هل جيشنا جيش وطنى !!!

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

يصف البعض جيشنا بانه جيش وطنى !! اى جيش وطنى هذا الذى يبيد شعبه ويحصدهم وتخصص فى ذلك
جيش وطنى لم يحارب طوال حياته جيش اجنبى واحد !! ولم يخوض معركه واحده للدفاع عن حدود بلده ولا مره واحده !! وظل فى حرب مع ابناء شعبه طوال عمره !! وتخصص فى حكم بلاده وليس الدفاع عنها .
قولوا لى حرب خارجيه واحده قاتل فيها هذا الجيش دفاعاً عن وطنه ؟؟ قولوا ولا تترددوا
تم احتلال حلايب ولم يطلق جيشنا الوطنى طلقه واحده نعم واحده من اجلها واحتلت الفشقه ولا طلقه واحده وتم احتلال شلاتين ولا طلقه ولكنه يطلق الرصاص على طلابنا الأبرياء عندما يتظاهرون بل ويحصدهم حصد ويحمل بعضهم احياء وهم مقيدين ويلقيهم فى النيل لانهم قالوا كلمة حق فى وجه سلطان جائر !! ويقتل ابناء شعبه بلا ضمير فهؤلاء هم اعداؤه وليس اى جيش غازى اجنبى احتل حلايب او شلاتين او الفشقه فكل ذلك لا يهم جيشنا ولكن مايهم جيشنا ان يبقى النميرى او البرهان وكباشى والعطا مسيطرين على السلطه وهم لا يفهمون شيئا فى السياسه او ادارة الدوله فهم عسكريين وظيفتهم حماية الوطن وليس حكم الوطن

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.

com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رجل الدولة: كسر المرايا ومحو الخطايا

دكتور الوليد آدم مادبو

“الهوية التي تُفرض بالقوة هي هوية مهزومة تبحث عن مرآة ترى فيها ذاتها المنتصرة.”

— إدوارد سعيد

لم تكن مأساة السودان وليدة السياسة فقط، بل ثمرة اختلاطٍ مرير بين الهشاشة النفسية وتضخم الطموح في غير محله. إذ لم يصعد الكيزان إلى الحكم كمشروع، بل كمركّب نقصٍ متراكم، تجمّع فيه الفقر والعنصرية والكبت والخوف والذنب، ثم تُوّج بالدين لا كوسيلة خلاص، بل كقناعٍ مُتقن لستر العار. لم تكن جريمتهم الكبرى أنهم حكموا، بل أنهم فرضوا على وطنٍ بأكمله أن يعيش عقدتهم، أن يُعيد إنتاج هشاشتهم بوصفها قانونًا، وأن يقتدي بعجزهم كأنه فضيلة.

ولد بعضهم على تخوم الريف، بملامح تُفصح عن جذورهم أكثر مما يريدون. لم يرفضهم العالم، بل رفضوا هم أنفسهم. فابتدعوا سردية تتخفّى خلف الدين واللغة و”التاريخ الحضاري”، واختزلوا السودان في هيئة واحدة: نُطقٌ فصيح (مقارنة باللسان الأغلف)، ودمٌ نقي (مقارنة بالعِرق المُر)، وخطاب يُنكر التنوع ويُعاقب على الاختلاف. العنصرية عندهم لم تكن مجرد سلوك، بل أداة تطهير ذاتي، يُمارسونها على الغير ليمحوا ما يكرهون في دواخلهم. سعوا لا إلى بناء وطن، بل إلى محو المرايا.

لم يكن الحقد نتاج فقر، بل نتاج خجلٍ من ذلك الفقر. دخلوا الجامعات ببطون خاوية وملابس رثة وأحذية بالية، فلمّا ارتقوا، أقسموا أن يسحبوا السلالم من تحت أقدام من بعدهم. ألغوا مجانية التعليم لا لعجز الميزانية، بل لأنهم لم يغفروا للفقر أنه أذلّهم، ولا للمعرفة أنها أنقذتهم. أرادوا احتكار الخلاص، فحوّلوا الدولة إلى نادٍ مغلق، لا يعبره إلا من يشبههم في الندوب لا في الأمل.

لكن الطامة الكبرى تجلّت في الجسد ذاته. فيهم من تلبّسته الرغبة المُحرّمة، لا بالاعتراف، بل بالإنكار القاسي. لبسوا الدين سِترًا لعوراتهم النفسية، وأقاموا الحدود لا طاعة لله، بل نكوصًا عن مواجهة الذات. شدّدوا على الفتيات لأنهن أيقظن شهوات لا يقدرون على احتمالها، وشرعنوا العنف كوسيلة للسيطرة على ما يفيض من داخلهم. كانوا يُنكرون الجسد علنًا، ويعبدونه سرًّا. صارت الدولة جسدًا مذكرًا متعالياً يحترف مهنة مازوخية، يمارس القمع باسم الفضيلة، ويمنح اللذة فقط من باب الهيمنة.

لقد جعلوا من الوطن عيادتهم النفسية. كل قانون سنّوه كان دواءً لعقدة. كل حرب خاضوها كانت هروبًا من المرآة. لم يحكمونا بتنظيمٍ تتقدمه رؤية، بل بأزمةٍ تبحث عن الخلاص. ولمّا ثار الشعب، لم يفهموا الثورة، لأنهم لم يروا في الوطن شعبًا، بل مرآة أخرى قد انكسرت. هكذا، لم تكن الكارثة سياسية فحسب، بل وجودية. من لا يصالح ذاته، لن يُصلح جماعة. ومن حوّل أوجاعه الخاصة إلى سلطة، لا يصنع إلا جحيمًا عامًا.

كان يمكن لتلك الأزمات أن تبقى في حدود أصحابها، في جدران النفس المغلقة، في عيادات التحليل النفسي لا في قصور الحكم. لكنهم، بدلاً من أن يواجهوا آلامهم، قرّروا أن يورّثوها، أن يجعلوا من الوطن دفترًا لاعترافاتهم غير المكتملة.

أرادوا أن يعاقبوا هذا البلد لأنه ذكّرهم بأنهم لا يشبهونه، بأنه أرحب من ذواتهم، وأجمل من خيالاتهم المشروخة. فحوّلوه إلى مرآة كبرى تعكس وجوههم، أصواتهم، صرخاتهم المكبوتة. بمعنى آخر، لقد جعلوا من أزماتهم النفسية أزمة جماعية. هنا تجلت محنة الوطن. كانت أخلاقهم معطوبة، لكنهم فرضوها معيارًا. وهكذا، صار الوطن نفسًا مريضة، تائهة بين أصلٍ منسيّ، وفقرٍ متوارَث، وجسدٍ منهَك لا يعرف إن كان ساحة حكم أم حانة، منبرًا أم غرفة نوم مضاءة بالأحمر، تفوح منها رائحة المُبخر ويكسر صمتها نغمٍ معسول.

الخلاص لا يأتي إلا حين ندرك أن الدولة ليست جسدًا لرغبة الحاكم، بل عقدٌ اجتماعي لعقل الجماعة. حين نكفّ عن جعل السياسة فضيلة، والدين دستورًا سلطويًا، والجسد ساحة انتقام. حين نعود إلى الإنسان، لا بوصفه مخلوقًا طاهرًا، بل بوصفه كائنًا يخطئ، يفكّر، ويحقّ له أن يحكم لا أن يُحكم عليه باسم الطهر المزيّف.

وتلك هي ميزة العلمانية التي تجعل من السياسة ممارسة بشرية وترفعها من مقام الخطابة الأخلاقية إلى مقام الحجة العلمية والبرامج التنموية. لقد جربنا “السياسة الربانية”، فصارت الدولة مسجدًا مزيفًا، يؤمّه لصّ، ويؤمّن خلفه قتلة. آن لنا أن ننعتق من الخرافة وأن نيمّم وجوهنا صوب التقدم والازدهار والحداثة.

ختامًا، لا يُولد الطغيان من الفراغ، بل من جسد لم يُحبّ، من نفس لم تُشفَ، ومن خطاب لا يُعبر، بل يقمع. وإذا أردنا وطنًا حرًا، فعلينا أولًا أن نحرّر أجسادنا من عقدة الخطيئة، ونحرّر ديننا من شهوة السلطة، ونحرّر لغتنا من رُهاب الجنسانية. آن لنا أن نكتب التاريخ لا من شرفات السلطة، بل من داخل الجرح، من رحم الجسد المغيّب، من الاعتراف الشجاع بأن الطهر لا يُفرض، بل يُكتسب بالصدق.

May 5, 2025

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وسطي وليس محافظا.. التفاصيل الكاملة لاختيار بابا الفاتيكان الجديد
  • العيسوي خلال لقائه شيوخ ووجهاء وشباب ونساء: الأردن مسيرة ثابتة تصان بحكمة الملك ووعي شعبه
  • بوتين: تحالف موسكو وبكين من أجل شعبينا وليس ضد أحد
  • الرئيس الشرع: سوريا ليست على هامش الخريطة اليوم واقتصادها مرتبط بالاقتصاد العالمي ويجب رفع العقوبات المفروضة عليها جراء ممارسات النظام البائد وليس هناك أي مبرر لبقائها لأنها ستكون عقوبات على الشعب
  • مسؤول أميركي: ما توصّلنا إليه مع الحوثيين تفاهم شفهي وليس اتفاقا
  • العيسوي: الأردن بقيادة الملك ووعي شعبه محصّن بالوحدة والعزيمة في مواجهة التحديات
  • مجلس الوزراء الباكستاني: اعتداء الهند على أراضينا عمل حربي.. وسيرد جيشنا في الوقت المناسب
  • مجلس التوازن: جيشنا نموذج للتكامل بين العنصر البشري والتقنيات الحديثة
  • ما أقدسَ .. أم ما أرخص .. التُراب
  • رجل الدولة: كسر المرايا ومحو الخطايا