قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بنحو 40 مليار دولار، وأكدت أن التعافي من الدمار الهائل وغير المسبوق الذي لحق بالقطاع بسبب العدوان الإسرائيلي الممتد قد يستغرق 80 عاما.

وقال عبد الله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمؤتمر صحفي في عمّان أمس الخميس، إن إعادة الإعمار في قطاع غزة "قضية مكلفة للغاية ستستغرق وقتا طويلا"، مشيرا إلى أن كلفتها "تبلغ حوالى 18 مليار دولار بحسب ما التقطته الأقمار الصناعية من دمار، لكن هذه ليست القيمة النهائية على الأرض".

وأضاف الدردري "تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولية لإعادة بناء كلّ ما دمّر في غزة تتجاوز 30 مليار دولار وتصل حتى إلى 40 مليار دولار"، واعتبر أن تلك "مهمة لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية".

وأشار إلى أنه "جرى بحث تمويل إعادة الإعمار مع دول عربية وهناك إشارات إيجابية للغاية حتى الآن"، دون أن يعطي تفاصيل أخرى.

وأوضح أن الاعتماد على "الأطر التقليدية" لإعادة البناء يعني أن "الأمر قد يستغرق عقودا من الزمن والشعب الفلسطيني لا يملك رفاهية عقود من الزمن. لذلك من المهم أن نقوم بسرعة بإيواء الناس في سكن كريم وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية (…) خلال السنوات الثلاث الأولى بعد وقف إطلاق النار".

وخلّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 34 ألف شهيد وأكثر من 77 ألف مصاب، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وجاء في تقييم البناء الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه إذا تحققت أفضل الاحتمالات مع افتراض تسليم مواد البناء بأسرع 5 أمثال ما كان عليه الحال في أزمة غزة السابقة في عام 2021، يمكن إعادة بناء المنازل المدمرة بحلول عام 2040.

لكن تقييم البناء يشير إلى أن غزة بحاجة إلى "قرابة 80 عاما لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل" في حال كانت وتيرة إعادة الإعمار بالإيقاع نفسه الذي حدث في المرات السابقة.

ركام ورعاية نفسية

وأكد الدردري أن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل إلى 37 مليون طن، معتبرا أن هذا الرقم "هائل ويتصاعد يوميا وآخر البيانات تشير إلى أنه يكاد يبلغ الـ40 مليون طن".

وأشار إلى أن "72% من الأبنية السكنية دُمّرت كلّيا أو جزئيا"، بينما "التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاما. أربعون عاما من الجهود والاستثمارات ذهبت أدراج الرياح".

واعتبر أن "المرحلة الأخطر هي أن يتوقف إطلاق النار ولسنا جاهزين. لذلك، لا بدّ أن نكون جاهزين ومستعدين لتوفير السكن المؤقت الكريم وإزالة الركام والتعامل مع آلاف الجثامين تحت هذا الركام".

وبالإضافة إلى عملية إعادة الإعمار، تحدّث المسؤول الأممي عن الآثار النفسية للحرب على السكان المدنيين، قائلا إن "تقديراتنا لعدد الأشخاص الذين يحتاجون للرعاية النفسية هو 400 ألف شخص، وهذا التقدير في حده الأدنى".

وقال منير تابت نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) في المؤتمر إن "الدمار هائل ومخيف"، مضيفا أن "القطاعين التعليمي والصحي دُمّرا بشكل شبه كامل".

وأشار إلى أن الاقتصاد في قطاع غزة خسر في الربع الأخير من عام 2023 "81% من حجمه"، وتابع "الوضع صعب جدا وحجم الدمار البشري وللبني التحتية غير مسبوق ويتطلّب منا جهودا غير مسبوقة".

ويقدم تقييم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سلسلة من التوقعات بشأن الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحرب استنادا إلى مدة الصراع الحالي، مع توقع عقود من المعاناة المستمرة.

وقال مدير البرنامج أخيم شتاينر، في بيان، إن "المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة".

وأشار التقرير إلى أنه إذا استمرت الحرب 9 أشهر، سيزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8% نهاية عام 2023 إلى 60.7% ليلقي بقطاع كبير من أبناء الطبقة الوسطى تحت خط الفقر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات برنامج الأمم المتحدة الإنمائی إعادة الإعمار ملیار دولار قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مايا مرسي تشارك في اطلاق برنامج "تمكين" المرأة المصرية

شاركت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة اليوم في فعالية اطلاق برنامج "تمكين" المرأة المصرية، الذى يطلقه المجلس ووزارة التعاون الدولى بالتعاون مع الاتحاد الاوروبى وحكومتى ايطاليا واسبانيا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

 

 وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، والسفير عمر أبو عيش مساعد وزير الخارجية، والسفير ميشيل كواروني سفير إيطاليا بمصر، والسفير الفارو ايرانزو سفير أسبانيا في مصر، والسفير كريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، و كريستين عرب الممثلة القطرية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، و جيرمين هوبكنز الممثل القطري لليونيسيف، والسيدة جيرمين حداد المسؤولة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، والدكتور مارتينو ملي رئيس التعاون الايطالي في مصر، و ايفا سواريز ليوناردو رئيس التعاون الأسباني في مصر، وبعض موظفي المجلس القومي للمرأة.

 

وجاءت كلمة الدكتورة مايا مرسي كالآتي:

"   بدايًة اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي اليوم ونحن نشهد إطلاق وبدء تنفيذ برنامج " تمكين" للمرأة المصرية والذي يُقام بالشراكة بين جمهورية مصر العربية و الاتحاد الأوروبي وحكومتي إيطاليا وإسبانيا ..وهيئات الأمم المتحدة ( هيئة الأمم المتحدة للمرأة UN Women .. وصندق الأمم المتحدة للسكان UNFPA .. وهيئة الأمم المتحدة للطفل UNICEF).

    وأتقدم بالشكر إلي الصديقة العزيزة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي لاتاحتها الفرصة لهذه الشراكة الهامة ، وعلي جهودها الحثيثة خلال السنوات الثلاث الماضية التي كانت تعمل بهم على هذا البرنامج.. حتي توصلنا اليوم الي إطلاقه بهذه الطريقة المثالية.

     واسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير الى الاتحاد الأوروبي وفريق الأمم المتحدة وجميع الجهات الشريكة في هذا البرنامج الهام .. على التعاون والشراكة لتعزيز حقوق النساء والفتيات وفرصهن في مختلف المجالات في مصر.. حتى وصلنا لهذه المرحلة. 

     

     وأؤكد على أن هذه الشراكات وتكاتف الجهود تساهم في تبادل الخبرات والنجاحات دائمًا مما يسفر عن نتائج مثمرة  .. وهو ما شهدناه يتحقق بالفعل في العديد من البرامج والمشروعات السابقة.

الحضور الكريم ..

     على مدى عقد كامل شهدنا إِرادة سياسيةً للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أرست أسسا قويةً في مجال تمكين المرأة ..حتى صار تمكين المرأة جزءًا لا يتجزأ من عقيدة الدولة وصولاً لبناء الجمهورية الجديدة.   

    حيث شهد هذا العقد على خمسين تكليفًا رئاسيًّا لتمكين المرأة ..وستة وعشرين قانونًا وتعديلاً تشريعيًّا ..وإدماج المرأة فى كافة السياسات والبرامج ..واثـْنى عشر قرارًا دوليًّا لتمكين المرأة تقوده مصر..

    وعلي الرغم من  التحديات الاقتصادية، وصلت مصر الي٢٤٤٪ معدل نمو الشمول المالي للمرأة،وأقرت الدولة العديد من السياسات لتمكين المرأة اقتصاديًا من بينها "محفز سد الفجوة بين الجنسين" الذى أطلقه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي، وهو مبني علي نموذج المنتدي الاقتصادي العالمي، وتعد مصر هي الدولة الأولى التي تطبق هذا النموذج للتعاون بين القطاعين العام والخاص في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.

   وتعد مصر الدولةُ الثانيةُ عالميًا التي تحصد جائزةَ ختم المساواةِ بين الجنسينِ للمؤسسات للقطاع الحكومي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وكان جهازُ تنميةِ المشروعاتِ أيضاً الصغيرةِ والمتوسطةِ، وهو أولَ جهةٍ تحصل عليها في مصرَ ..

    و تم اطلاق نموذج المساواة بين الجنسين للبنك الدولي وتوطينه في السياق المصري ، من خلال شهادة ختم المساواة بين الجنسين المصرية للقطاع الخاص وصار هذا الختم في أيدي الشركات المصرية، ووصل عدد الشركات  المصرية التي انضمت بالفعل والشركات التي ما زالت في عملية إجراءات الانضمام إلى الختم المصري للمساواة بين الجنسين إلى 30 شركة. 

وتلتزم هيئة الرقابة المالية بمبادئ تمكين المرأة للأمم المتحدة وتشجع الشركات المالية غير المصرفية على الشروع في نفس الخطوات والالتزام بهذه المبادئ .. ووصلنا الى 101 شركة.

 

الحضور الكريم..

   كما تم أيضًا الانتهاء من تسجيل أول علامة تجارية جماعية للسيدات "التلى شندويل" بمحافظة سوهاج..وندرس حماية الملكية الفكرية لحرف تراثية فى سيناء وسيوة ، فإن تعليم الفتيات الحرفة وخروجهن إلي سوق العمل يقوي الاقتصاد.

 

السيدات والسادة ..

    يأتى اهتمام المجلس القومي للمرأة ببرنامج اليوم باعتباره يعد امتداد لجهود الدولة  المصرية الحثيثة لتمكين المرأة على مدار عشر سنوات ويبنى على بنية تحتية قوية لادماج احتياجات المرأة وتمكينها ..

   حيث يهدف إلى تعزيز حقوق النساء والفتيات وفرصهن في مختلف المجالات.. من خلال زيادة مشاركتهن في المناصب القيادية باذن الله ونحلم بالوصول الي ٥٠٪ في كل المراكز.. وزيادة حصولهن على حقوقهن الاجتماعية والاقتصادية.. وتقليل تعرضهن لمخاطر التعرض للعنف وخاصة العنف السيبراني ، بما في ذلك الممارسات الضارة.

    وسوف يتم تحقيق تلك الأهداف من خلال تعزيز قدراتهن المعرفية والمهارات والقيادة للمشاركة في مختلف المجالات والقرارات على جميع المستويات.. وتعزيز القدرات الاستراتيجية والفنية وإشراك أصحاب المصلحة (الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص) لدعم قيادة ومشاركة النساء والفتيات في مختلف المجالات.

  علاوة على تطوير قدراتهن المالية والرقمية والتجارية .. وقدرات ريادة الأعمال للنساء للوصول إلى دخل مستدام وفرص اقتصادية صديقة للمناخ.. وتعزيز الوعي .. وتعزيز قدرات أصحاب المصلحة الرئيسيين لدعم الصحة الجسدية والإنجابية للنساء والفتيات.. الى جانب تعزيز قدرات أصحاب المصلحة الرئيسيين في الإحالة والحماية للنساء والفتيات المعرضات للخطر أو المعرضات للعنف.. ورفع الوعي حول العنف ضد النساء والفتيات بمختلف أشكاله. 

 

الحضور الكريم..

   وقبل أن أختم كلمتي اليوم.. أؤكد على الدور الهام للفن باعتباره أحد أهم أدوات القوى الناعمة في اى مجتمع .. لدوره في تعزيز تمكين المرأة ..

    وفى هذا السياق وبكل فخر يسعدني اليوم أيضاً  مع الوزيرة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي أن نقوم بتكريم فريق عمل الفيلم الوثائقي "رفعت عيني للسما"، الذي حقق إنجازًا تاريخيًا بحصوله على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي، ليصبح بذلك أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة المرموقة في تاريخ المهرجان..

    الفيلم تناول قصة مجموعة من الفتيات يعملن علي إحياء الفلكور الشعبى الصعيدي فى قريتهم بمحافظة المنيا من خلال مسرح الشارع .. ودورهم في تسليط الضوء على العديد من القضايا الهامة مثل الزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات وغيرها.

   بنات محافظة المنيا (احدى محافظات صعيد مصر) برافو عليكم "شرفتونا ورفعتوا اسم مصر عالياً"

  وختامًا..

 أؤكد على أن ما تحقَّقَ من إنجازاتٍ في ملف تمكين المرأة المصرية خلال العقد الماضى.. تحققهُ أممٌ وشعوبٌ في عقودٍ طويلةٍ. 

مقالات مشابهة

  • رئيس لجنة الـ15 المالية يتوقع تراجع التمويلات الإنمائية لدول الجنوب 50 مليار دولار
  • الأردن يستضيف مؤتمراً دولياً للاستجابة الإنسانية في غزة
  • غرف دبي: 2.1 مليار دولار استثمارات دبي بالمغرب في 12 عاما
  • الأونروا تقدر مدة إعادة إعمار غزة
  • الأونروا تؤكد تدمير أكثر من نصف مباني غزة.. الإعمار يحتاج 20 عاما
  • بتكلفة مليار دولار.. خالد قاسم: برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر قصة نجاح بين الحكومة والبنك الدولي
  • انتخاب العراق ممثل العرب في مفاوضات المناخ العالمية
  • من هم أصغر 5 مليارديرات سناً حول العالم في 2024؟
  • مايا مرسي تشارك في اطلاق برنامج "تمكين" المرأة المصرية
  • مقررة الأمم المتحدة: إسرائيل رفضت إعادة الرهائن عبر اتفاق سياسي حتى تستمر في تدمير الفلسطينيين