سواليف:
2024-06-13@12:31:10 GMT

تراجعات، أم إخفاءات؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

تراجعات، أم إخفاءات؟

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

         في المغالطات المنطقية، مغالطة الكل والجزء، حيث يحكَم على الكلّ عن طريق  الجزء السلبي، أو الإيجابي، ويحكَم على الجزء عن طريق الكُلّ الإيجابي والسلبي. ويضخَّم الجزء ليصبح كُلّا، ويتفَّه الكُلّ ليصبح جزءًا. ومن الأمثلة على ذلك؛ فلسطين صارت كُلًا، ثم غزّة صارت كُلّا، ثم رفح صارت كُلّا، فما الكُلّ التالي؟ لاحظوا أن كل جزء صار كُلّا، وصرنا لا نتحدث عن  ذكر فلسطين !!

 وهكذا في #التعليم، صرنا نتحدث عن دمج الوزارتين، وعن #الفجوة_التعليمية المعرفية، وعن #تراجع_التعليم، ثم أخيرًا عن ضعف الطلبة في مادة معيّنة، وهكذا، يضيع الكُلّ في  ركام الأجزاء!!

مقالات ذات صلة في ذكرى أحداث “اليرموك” 2024/05/14

طبعًا، لا مانع من معالجة أجزاء؛ شريطة أن ننظر في علاقتها بالكل، وليست بديلًا عنه!

(01)

  ضعف الطلبة باللغة الإنجليزية

         عنوان” أُريد” له أن يكون كُلّا، فصار الجميع يتحدث عن أسباب الضعف في اللغة الإنجليزية وعوامله، متجاهلين أمرين اثنين:

الأول؛ أن هذا الضعف ليس وحيدًا، وليس منعزلًا عن نظام التعليم، فنحن لا نعاني من ضعف اللغة الإنجليزية، بل من ضعف  في التعلم والتعليم، وفقر فيهما أيضًا.

والآخر؛ أنّ إصلاح تعليم اللغة الإنجليزية، لا يمكن أن يتم بمعزِل عن إصلاح المعلم، والمدرسة، والتدريس، والبيئة المدرسية… إلخ.  ولذلك؛ فإن التحدث في الإصلاح لا يكون ضيّقًا.

        (02)

يحدث مع مسؤولينا فقط

         هناك محاولات لضبط التسيب في  العمل والعاملين عن طريق زيارات مفاجئة لمسؤولين! وهذه عادة توارثناها عن سيّدنا عمر بن الخطاب، الذي كان يتجول بين البيوت؛ بحثًا عما يمكنه علاجه، في حين لم تكن في ذلك الزمن أجهزة رقابية للأسواق، ولا منظمات تنمية اجتماعية، ولا “دولة”، فكان الخليقة يتجول بنفسه!!

         لا أحد ضد التواصل المباشر مع الحدث، لكن  تركيز الجهد على جزئية العمل الفردية يضيّع الرؤية الكلية للموقف! فهل يحتاج أي مسؤول لمثل هذه الإجراءات ليضبط بنفسه ما يستطيع ضبطه: (مدير، أو موظف علاقات، أو حتى جهاز حديث يراقب ويسجل)!!

يُفترض في أي مسؤول، قبل استلامه مصائر الناس، أن يكون على معرفة مسبقة بالواقع، وأن تكون له رؤية وخطط لمواجهة هذا الواقع، لا أن يبدأ عمله بزيارات لمعرفة هذا الواقع!

وهذا لا يحصل إلّا في بلاد كبلادنا، ومع مسؤولين كجماعتنا! قد نعذرهم، فالزيارات المفاجئة تعطي هيبة وسلطة، ناهيك عن إحاطتها بإعلام دعائي!! قال أحد المعلمين لمسؤول كبير سنة 1974: أنت أول وزير نراه بالعين المجرّدة! أي إغراء هذا؟

(03)

في الكُلّ والجزء

         في عصر التعلم الرّقْمي، وفي غمرة الحديث عن تكنولوجيا التعليم، وأهمية التعليم عن بُعد، ودعوة اليونيسكو في وثيقتها عن الفاقد التعليمي في الدول العربية 2023،  ووثيقة اليونيسكو اليونسيف،  والبنك الدولي عن إعادة بناء التعلم الجيد، ودور التعلم  الإلكتروني 2022، وفي ضوء توجّه جامعاتنا لتقديم الكثير من المساقات عبر شبكة الإنترنت… فقد قمنا احترامًا لغير ذلك، بتشديد قوانين الدوام والانتظام في المدارس، لدرجة حرمان 1600 طالب توجيهي دفعة أولى من تقديم الامتحان المدرسي، والامتحان العام، ونحن نعرف الحقائق الآتية:

لو وجدوا ما يحتاجون في مدارسهم، لما بحثوا عنه في المراكز الخارجية! لم يهربوا من مدارسهم إلى أماكن ترفيه بل إلى أماكن تساعدهم في تحسين تحصيلهم!

  ذهب هؤلاء إلى حيث يجدون الفائدة، فعمِلنا لهم كمينًا محكَمًا، لنربي كل من تسوِّل له نفسه أن يبحث عن معدّل عالٍ خارجَ مدرستهم!

لاحظوا:

الدوام أولاً، والعقوبة أولًا!

لم نفكر، ولن نفكر في معالجة أسباب لجوء الطلبة خارج مدارسهم، بل في سوْقِهم عُنوةً إلى حيث لا يشعرون بفائدة!

  في عصر تعلم الإنترنت، أو التعلم الرّقْمي نتفاخر بضبط الدوام! فلا أحد يشجع الخروج عن قدسية القانون، بل في ضرورة إدراك المسؤولين بوجود فسحة في التعلم في المنزل والمركز!

أفكر في إصلاح القانون، لا في تضييقه كما فعلوا!!

فهمت عليّ جنابك؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ذوقان عبيدات التعليم تراجع التعليم

إقرأ أيضاً:

“الشارقة لصعوبات التعلم” يعلن إطلاق مؤتمر “صعوبات التعلم” في 12 أكتوبر 2024

 

 

أعلن مركز الشارقة لصعوبات التعلم عن تنظيم النسخة الرابعة من مؤتمر صعوبات التعلم الذي سينعقد يومي 12 و13 أكتوبر 2024، تحت شعار “تحديات مشتركة، حلول مبتكرة”، وبشراكة علمية مع كل من أكاديمية الشارقة للتعليم وكلية الأميرة ثروت الجامعية المتوسطة من المملكة الأردنية الهاشمية.
يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين، ويتزامن مع أسبوع التوعية بعسر القراءة، ويهدف إلى متابعة المستجدات والاستراتيجيات المتعلقة بالتشخيص والتقييم وتحسين جودة برامج تأهيل المتخصصين بالتعامل مع هذا النوع من الصعوبات في الميدان التربوي، وزيادة الجهود الرامية إلى تفعيل الخدمات والبرامج الداعمة في جميع المراحل الدراسية.
زيادة الوعي وتثقيف المختصين
وأكدت سعادة الدكتورة هنادي السويدي مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار التزام المركز بزيادة الوعي بكيفية علاج أكثر صعوبات التعلم شيوعًا وأهمية تثقيف المعلمين والمختصين وأولياء الأمور حول أعراضها وأثرها على الطلبة وفائدة التشخيص المبكر، والتعرف على أحدث ما توصل إليه الباحثون في هذا المجال، ومناقشة الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع جميع فئات صعوبات التعلم وتطوير السياسات والممارسات التعليمية طبقًا لأفضل الممارسات التي تضمن توفير الموارد وتمكين ذوي صعوبات التعلم ومساعدتهم على تبادل تجاربهم في تخطي مختلف الصعوبات خلال الدراسة.
دعوة للمشاركة
ودعت الدكتورة هنادي السويدي الباحثين المتخصصين للتقدم بمساهماتهم وأوراقهم العلمية للمشاركة بها في المؤتمر الذي يعد منصة مثالية لتبادل المعرفة وإثراء النقاشات الهادفة إلى تسليط الضوء على الخطوات والاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها في تحسين المهارات لدى الذين لديهم عسر القراءة، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات الأخصائيين النفسيين وتجاربهم في المساعدة على دمج الطلاب وتسليط الضوء على قصص النجاح وتعزيز الاستراتيجيات والحلول المبتكرة والمستدامة التي يمكن أن تحدث تغييرًا إيجابيًا في حياة الأفراد المتأثرين بهذه الصعوبات.
إتاحة التسجيل للتقدم بالأبحاث
وفي إطار الجهود التحضيرية لضمان إنجاح الحدث وتبادل الخبرات المحلية والعربية والعالمية للاستفادة منها في تطوير الخدمات المقدمة للأفراد الذين لديهم صعوبات التعلم، أعلن المركز عن فتح الباب أمام الباحثين الراغبين في تقديم أوراقهم العلمية للمشاركة في المؤتمر، من خلال التسجيل عبر الرابط المخصص في الموقع الإلكتروني للمركز ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز@shjcld
ويشترط في الأبحاث المقدمة أن تتناول إحدى المحاور الخاصة بالمؤتمر، وأن تدعم تحقيقه لأهدافه، والأفضلية للدراسات الأحدث التي لم تقدم لجهات أو مؤتمرات أخرى، مع ملخص يشمل عنوان البحث وهدفه وعينته ومنهجه العلمي وأهم النتائج، بجانب الشروط الأخرى الموضحة في استمارة التقدم.


مقالات مشابهة

  • إفريقيا.. مطلب إصلاح مجلس الأمن
  • طلعت الطيب وإطلاق الاحكام النهائية والجازمة حول إصلاح الحزب الشيوعي
  • هل التغير المناخي يؤثر على صحة الطلاب؟.. 5 ملايين شخص في خطر عالميا
  • نيجيرفان بارزاني وفول يتفقان على دعم إصلاح وإعادة توحيد البيشمركة
  • “الشارقة لصعوبات التعلم” يعلن إطلاق مؤتمر “صعوبات التعلم” في 12 أكتوبر 2024
  • مدرسة أحمد ضيف الله الدولية للتكنولوجيا التطبيقية للعام الدراسي 2024-2025: شروط القبول ونظام التعليم
  • رئيس جامعة بني سويف يرأس اجتماع مركز التعلم المدمج
  • رئيس جامعة بني سويف يترأس اجتماع مركز التعلم المدمج
  • مواصلة احتفالات مولد العذراء بالمنيا بعد إصلاح انسداد في خط صرف
  • مدبولي: نتطلع لأن تسهم خطط بنك التنمية الجديد في إصلاح الهيكل المالي العالمي