شبكة اخبار العراق:
2025-06-27@21:06:38 GMT

هل احتفل عليٌّ.. بالغدير؟!

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

هل احتفل عليٌّ.. بالغدير؟!

آخر تحديث: 18 ماي 2024 - 9:34 صبقلم: رشيد الخيّون بين حين وآخر، تُطلق في سماء بغداد مذنبات حارقة، وكأن «مدينة السّلام»، يعوزها سَعير الحرب. خرج مَن دعا إلى اعتبار «الغدير» عيداً، وزاد بوصفه وطنياً، بعد أنْ كان يلوم مَن دعا إليها مِن قَبل، لأنه، حسب تصريحاته، عدَّ نفسه صمام أمان العِراق، بينما اعتبار مناسبة تخص طائفة، عيداً في الدّولة تعسفاً للآخرين، بل لفريق مِن الشّيعة، مِن أهل الوئام والسّلام، الذين لا ينتصرون لمثل هذه الدَّعوة.

لكن العِراقَ «ومِن عجبِ أنَّ الذين تكفلوا/ بإنقاذ أهليه هم العثراتُ»(الجواهري، الرَّجعيون 1929). يُثار السؤال: هل احتفل عليّ بن أبي طالب بالغدير عيداً، وكان حاكماً(35-40هجرية)، وأنتم تعتبرونه «تتويجاً إلهيّاً»، وهو بحاجة لتكريسه، أكثر مِن حاجتكم، بسبب النّزاع بالبصرة(36هجرية)، وصفين(37هجرية)، ناهيك عما كان بينه و«الخوارج»، وقد أعلنوا خلعه، وكانوا رجاله؟ كما لم يذكره لا اسماً، ولا مناسبةً، في أدبه المجموع في «نهج البلاغة»، الذي تعتبرونه «أخو القرآن» (الطَّهراني، الذريعة)، ولا في القرآن نفسه. حتّى «فدك» التي تحولت إلى فضائيات للكراهية لم تكن تعنيه، «وما أصنع بفدك وغير فدك والنفسُ مظانها في غدٍ»(النهج). كيف يكون التّتويج سياسياً إلهيَّاً، وحفيده زيد بن عليّ بن الحُسين(قُتل: 122 هجرية)، اعتبر ما أصطلح عليه بالوصية، إمامة فقه، حتَّى أتته الخلافة (ابن المرتضى، المُنية والأمل).هذا وعليٌّ نفسه، لا يقر بسلطة إلهية، ذلك في ردَّه على شعار «لا حكم إلا لله»: «كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ! نَعَمْ إِنَّهُ لا حُكْمَ إِلاَّ للهِ، هؤُلاَءِ يَقُولُونَ: لاَ إِمْرَةَ، فَإِنَّهُ لاَبُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِير بَرّ أَوْ فَاجِر»(نفسه)، فحكم الله ليس الإمرة السِّياسية، إنما القضاء والقدر(ابن أبي الحديد، شرح النهج). أخيراً إذا كان تتويجاً إلهيّاً فيكون مِن تدبير الله، لا يمنعه أحدٌ مِن البشر! أليس هذا هو المنطق المعقول؟! ذُكرت خطبة الوداع (10 هجرية)، عند غدير خُم، بين مكة والمدينة، ومنها: «فمَنْ كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ مَنْ والاه وعاد مَنْ عاداه»(اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي). أما الطَّبري(ت: 310هجرية) فسماها «حِجَّة الوداع» و«حِجَّة البلاغ»، وأورد فيها وضع الدِّماء التي كانت على الجاهلية، ووصية بالنِّساء، والالتزام بالأشهر الحُرم، دون ذكر الموالاة. لكنها موجودة، في كتب السُّنة والشِّيعة، والقصد منها العلم، حسب التفسير الزّيدي والصوفيّ، وتأنيب مَن تهجم على عليٍّ عندما كان باليمن، حسب المصادر الأُخر(الآلوسيّ، روح المعاني). ليس المراد من تكريس الوئام الاجتماعي، حجب الاحتفال بهذه المناسبة أو تلك، فكثرة الأفراح تعمر الأوطان. لكن، ألا تكون سبباً لعاصفةٍ «طوى لها النَّسرُ كشحيه فلم يطرِ»! بمسألة الإمامة التي قال فيها إخوان الصفا(الرَّابع الهجري): «كثر فيها القيل والقال، وبدت بين الخائضين العداوات والبغضاء…»(الرِّسالة الأولى من الآراء والديانات). أقول: ماذا لو استعادت الطَّائفة الأخرى، ما حدث السَّنة (389هجرية)، وأعلنت يوم «الغار» عيداً مثلما جعله أتراك الزَّمن الماضي (السلاجقة)! مواجهةً «للغدير»(ابن الأثير، الكامل في التّاريخ)، مثلما سنه عيداً صفويو الزَّمن الماضي أيضاً(البويهيون)! والطَّرفان يعرفان جيداً أنه لا شأن للغدير ولا الغار بسياسة الأمس واليوم، فإذا كان السّاسة يتبارون بالمناسبات الطّائفيّة، لم يبق غير القول: «كنا رأينا النُّور في أحلامنا/لو أطبقت جفوننا على المُقل/أظلمت الآفاق في وجوهنا/حتَى ولا بارقة مِن الأمل»(الخاقانيّ، شعراء الغري). ها وقد عدمتم، خلال العقدين والنصف الماضيين بارقة الأمل، ونشأ جيلٌ مشوهٌ باستدراج الماضي، فأخذ الشَّباب يعيشون أحداثه بحذافيرها، عبر المنابر، مفخخات العقول.ختاماً، لو خرج عليٌّ، وشاهد ما شاهد باسمه، لخصف نعله، وكررها على ساسة اليوم، وهم يسنون «الغدير» عيداً: «والله لهي أحب إلى مِن إمرتكم، إلا أنْ أقيم حقاً، أو أدفع باطلاً»(النهج)، فأي حقٍّ أقمتم، وباطلٍ دفعتم؟!

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

طنجة: تاجر يضرم النار في نفسه بسبب ضائقة مالية

وسط الشارع العام بالقرب من فندق “أهلا” بطريق الرباط  بمدينة طنجة، وفي مشهد مرعب، أقدم  زوال يومه الثلاثاء شخص في عقده الرابع على إحراق نفسه، ما تسبب له في حروق خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس.

وعلم “اليوم24” أن المعني البالغ من العمر حوالي 46 سنة، أقدم على حرق نفسه أمام المارة  مباشرة بعد توصله بإشعار يقضي بإفراغ المحل الذي يزاول فيه نشاطه التجاري، ما تسبب له في أزمة نفسية حادة دفعته لمحاولة إنهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية.

 

وأضاف المصدر ذاته بأن المعني بالأمر يملك محلا لبيع العقاقير، وكان يعيش في الفترة الأخيرة وضعا ماديا صعبا بسبب خلافات مالية مع شركاء سابقين، مما زاد من تفاقم معاناته النفسية، الأمر الذي جعله يدخل في حالة هيجان شديدة، حيث أقدم على صب مواد حارقة على جسمه، وأشعل النار في نفسه.

وذكرت المصادر نفسها، أن عددا من المواطنين تدخلوا وقاموا بإخماد النار وإنقاذ الشاب من موت محقق، إذ تم نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي « محمد الخامس » بطنجة.

وأضافت المصادر أن الضحية لازال يرقد بقسم العناية المركزة بنفس المستشفى، إذ من المنتظر أن تفتح الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة  بتعليمات من النيابة العامة المختصة، تحقيقا في أسباب إقدامه على الانتحار بهذه الطريقة المأساوية.

كلمات دلالية اضرام النار اضرام النار بطنجة الشرطة القضائية النيابة العامة المختصة بطريق الرباط طنجة ضائقة مالية مشهد مرعب موت محقق

مقالات مشابهة

  • هروب..
  • كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
  • موقع موندويس: زهران ممداني يثبت أن إسرائيل نمر من ورق
  • وزير الدفاع الأمريكي: ترامب غيّر قواعد اللعبة ليس مع إيران فقط بل داخل الناتو نفسه
  • جريمة بشعة في أبو النمرس.. يطعـ.ن زوجته وزوجة شقيقه ثم يصيب نفسه
  • اكتشف كيف ينظّف دماغك نفسه أثناء النوم
  • شون ديدي يحاول كسب ود المحكمة دون الإدلاء بشهادته
  • التحقيق مع ضابط أمن الحدود بمطار مراكش بسبب حيازة جوازات سفر 
  • جهنم الهلع.. قراءة قصص وقت قصير للهلع ليحيى سلام
  • طنجة: تاجر يضرم النار في نفسه بسبب ضائقة مالية