سودانايل:
2025-10-16@01:36:54 GMT

قراءة مهنية للواقع المأزوم

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني
*إذا كانت الفلسفة هي أم العلوم كما درسونا في الكتب فإن السياسة هي أم المصائب كما علمتنا تجارب الواقع السياسي العملية في بلادنا الأفرقية والعربية‘ وفي السودان خاصة.
*عندما نقول السياسة فإننا نعني أهل السياسة ‘ خاصة الذين تولوا زمام أمرنا في هذه البلاد وعلى الأخص الذين تولوا أمرنا بقوة السلاح وليس عبر الإرادة الشعبية الحرة.


* اليوم التاسع عشر من مايو رفع لي ناس الفيس بوك بارك الله فيهم ضمن ذكرياتي طرفهم" كلام الناس" الذي نشر في مثل هذا اليوم من عام 2013 م في " السوداني" إبان وجودي في السودان‘ حتى لايعيد ذلك المعقب الذي لم أتشرف بمعرفته سؤاله الأغرب عن تغيير "جديد" في أسلوب كتابتي !!.
*لن أضيف اليوم جديداً لما ظللت أقوله - منذ أن شرع عراب تطبيق سياسة السوق الحر تحت مظلة أسلمة الإقتصاد عبد الرحيم حمدي التي ثبت عملياً أنها أبعد ماتكون عن مقاصد الإسلام السمحة - وأنا أعيد معكم قراءة تقرير هالة حمزة رئيسة القسم الإقتصادي بالسوداني بعنوان"الدولار ينتصر".
*تقرير هالة حمزة الذي نشر بالسوداني في ذلك الوقت لاعلاقة له بالسياسة ولا بالحركات المسلحة .
*التقرير الصحفي لم يكن سوى قراءة مهنية خالية من الغرض لموازنة 2016م التي سبقتها وعود بعدم وجود أية زيادات في الرسوم والاسعار إلا أن تنفيذها أفرز واقعاً مغايراً لايتوافق مع تلك اوعود.
*لم أتحدث هنا عن تصاعد الدولار الجنوني مقابل طيب الذكر الجنيه السوداني رغم كل الحقن المليارية الخارجية والتصريحات التطمينية‘ إنما سأركز الكلام فقط عن الزيادات المركبة في أسعار غاز الطهي بنسبة 200٪ وفي أسعار المياه بنسبة 100٪‘ وإلغاءالدعم عن سلعة القمح وتعديل سعر الدولار "القمحي" من ٤ إلى ٦ جنيهات‘ وزيادة جديدة على الرسوم الإضافية للأجهزة الكهربائية والمواد البلاستيكية وتعديل فئات ترخيص العربات .. وهدية رمضان المبارك زيادة كبيرة في سعر السكر.
*هذا ما أورده التقرير الصحفي على سبيل المثال لا الحصر‘ فالواقع الإقتصادي أصبح فوق احتمال غالب المواطنين إن لم نقل كلهم‘ دون بصيص أمل في إصلاح إقتصادي حقيقي خاصة مع إستمرار السياسات القائمة‘ والدفاع عنها لمجرد أنها تحقق مصالح أهل الحكم ومن شايعهم‘ مهما كان الثمن الذي يدفعه المواطنون بشرياً وماديا.
كتبت ذلك بالطبع قبل التداعيات المأوساوية التي حلت بالسودان بعد انقلاب الخامس والعشرين من أمتوبر2021م وإشعال الحرب العبثية التي خربت السودان و قتلت من قتلت من المواطنين وشردت من شردت مابين نازحين في الداخل وطالبي لجوء بالخارج.
*أما الاثار الإقتصادية فحدث ولاحرج مع غياب الرؤية السياسية والإقتصادية وتاكل الجنيه السوداني الذي عزاه وزير خارجية السلطة الانقلابية في تصريحات لمنصة المحقق الإعلامية المصرية لنوم السودان بسبب الحرب!!!!.
لذلك ظللنا نكرر القول بأن السبيل الوحيد لاسترداد عافية السودان يبدأ بوقف الحرب والانتقال للحكم المدني الديمقراطي والإسراع بدفع استحقاقات الإصلاح الجذري في كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وفي مقدمة ذلك الإصلاح الامني والعسكري الذي يتطلب جمع السلاح من كل القوات غير النظامية والشروع فوراً في تنفيذ عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر

غزة- اغتال رصاص الغدر -مساء أمس الأحد- صوتا من أصوات الحقيقة في غزة، فقد استشهد الصحفي والناشط البارز صالح الجعفراوي خلال تغطيته آثار الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، فبينما كان يوثق بكاميرته مشاهد الخراب في شارع 8، باغته عملاء متعاونون مع الاحتلال وأطلقوا عليه النار مباشرة، فأردوه شهيدا على الفور.

كان صالح (27 عاما) قد نذر نفسه لنقل معاناة شعبه منذ بدء العدوان على القطاع، ورفض مغادرته رغم التهديدات المتكررة بحقه، والتحريض الإسرائيلي المستمر ضده، خاصة من الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.

ولم تثنه المخاطر عن أداء رسالته الإعلامية، بل زادته إصرارا على أن يكون في الصفوف الأمامية، يوثق وينشر ويكشف.

تفاصيل استشهاد الصحفي #صالح_الجعفراوي#المسائية #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/GQl0tCftBp

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 12, 2025

صوت الناس

تقول ابنة عمه الصحفية صبا الجعفراوي للجزيرة نت إن "صالح لم يكن مجرد صحفي، كان صوت الناس، ومرآة وجعهم، بالأمس فقط كان يصوّر آثار القصف قرب منزله، وكأنه يشعر أن مهمته لم تكتمل بعد"، وتضيف "كان يذهب إلى أخطر الأماكن فور القصف يلقي بنفسه داخل النار، فقط ليُظهر للعالم ما يحدث في غزة".

وتكمل "عرف عنه منذ صغره الشجاعة والإقدام، لم يكن يخاف الموت ولم يرضَ يوما بالحياد، كان يقول دائما إن الصورة قد تكون أقوى من الرصاص، وإن العالم يحتاج لمن يصور الحقيقة كما هي بلا تزييف".

درس صالح -وفقا لها- الصحافة والإعلام في الجامعة الاسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس، وهو أيضا حافظ للقرآن كاملا مما ساعده في أن تكون لغته العربية قوية.

وتضيف الجعفراوي "قبل أن يصبح معروفا، تنبأت له بأنه سيصبح صحفيا مشهورا لأنه كان يحمل صفات الإعلامي المميز، كان ينشر جرائم الاحتلال ومعاناة الناس على منصاته على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن للأسف كانت شركة ميتا تغلقهم بشكل دائم حتى تمنعه من إيصال الحقيقة للناس".

إعلان

وذكرت أن الاحتلال كان دائم التحريض ضده، وخاصة الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.

#شاهد| آخر ما نشره الصحفي صالح الجعفراوي، قبيل إعدامه غدرًا برصاص عصابة خارجة عن القانون، جنوب بمدينة غزة. pic.twitter.com/ikCmve35ab

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 12, 2025

وجه إنساني

إلى جانب عمله الصحفي، برز الشهيد صالح الجعفراوي كوجه إنساني نشط في العمل الخيري، وشارك في عشرات المبادرات لمساعدة النازحين والمكلومين.

وكان من أهم من ساهموا في توزيع المساعدات خلال الحرب، كما شارك في حملة ضخمة لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة، تمكنت من جمع 10 ملايين دولار في وقت قياسي، وكان له دور بارز في عيد الأضحى الأخير، حين ساهم في تقديم أكبر عدد من الأضاحي على مستوى القطاع رغم ظروف الحرب والحصار.

يقول صديقه الصحفي أيمن الهسي مراسل قناة الجزيرة مباشر "صالح لم يكن مجرد إعلامي، بل كان مؤسسة إعلامية تمشي على الأرض، غطى مجازر الاحتلال كما حدث في مدرسة الجرجاوي، وحين رأى الأطفال يحترقون أحياء، أجهش بالبكاء، وترك الكاميرا ليشارك في انتشال الشهداء، لم يكن محايدا في وجه القتل، بل كان إنسانا أولا، وإعلاميا يرفض التواطؤ".

ويضيف الهسي "رفض صالح مغادرة غزة وبقي فيها رغم خطر الموت الذي يتهدده، وسبق أن حصل على الكثير من العروض حتى يخرج لكنه رفض وكان صوته هو صوت الشعب".

شجاع وموهوب

لم يكن الشهيد الجعفراوي إعلاميا فحسب، بل كان أيضا حافظا للقرآن ومنشدا موهوبا ورث صوته الجميل عن والده، وخلال الحرب، اعتاد أن يرفع المعنويات بأناشيده وآخرها كانت أغنيته الشعبية "قوية يا غزة"، التي بث فيها رسالة صمود وعزة وسط الركام.

عرفه الناس أول مرة في مسيرات العودة عام 2018، حين برز كإعلامي شاب ميداني يمتلك حسا صحفيا عاليا وقدرة على الوصول إلى قلب الحدث، وغطى الأحداث من الخطوط الأمامية، وأُصيب أكثر من مرة، لكنه واصل المسير.

وحول هذا يقول الصحفي وائل أبو محسن "منذ 2018 علمنا أن صالح سيكون له شأن، شجاعته كانت تفوق سنه، كان مميزا في تغطية مسيرات العودة، وكذلك في تغطية هذه الحرب، وجمع أكثر من 10 ملايين متابع على إنستغرام، وصل إلى العالمية، وأوصل صورة غزة كما لم يفعل أحد".

وعقب وقف إطلاق النار، لم يتوقف الشهيد صالح عن أداء رسالته، فخرج لتوثيق ما خلفه الاحتلال في القطاع وكأن الرسالة لم تنتهِ بعد، وبينما كان يصور في تل الهوى، باغته رصاص الغدر في صدره، ليرتقي شهيدا، تاركا خلفه كاميرته وصوته ودموع شعب كامل فقد أحد أبنائه الأوفياء.

مقالات مشابهة

  • الانضباط الواعي والنقد الثوري: قراءة في تجربة الحزب الشيوعي السوداني
  • الذهب السوداني.. لوبيات تتحكم وسلطة خانعة
  • السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني
  • انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
  • قراءة «غزة» للمنطقة والعالم! 
  • برج السرطان.. حظك اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 : بادر بمهام مهنية
  • النيل الأبيض تبحث الترتيبات الخاصة باستئناف تبديل العملة في المحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال
  • يراقب المرء بأسى التدهور العقلي الذي اصاب كاتب رصين مثل النور حمد
  • مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: إطلاق سراح المحتجزين بغزة يعد نجاحا كبيرا للدبلوماسية
  • صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر