الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

في شهر مارس من عام 1948م، كنت جالساً في المخزن (مقر الإقامة) مع والدي، قبل ظهر ذلك اليوم، عندما دخلت والدتي علينا، وقد بان عليها الحزن، وهي تقول: «محمد... أمي حمدة عندي، تريد تسلم عليك».

والدي: «خلّيها تدخل».

دخلت علينا جدتي حمدة بنت علي الرميثي، ومعها حفيدها غانم بن ناصر المري وتناديه الشيبة، على اسم جدّه وجدّي غانم بن سالم الشامسي.

جدتي: «السلام عليك يا محمد».

والدي: «وعليك السلام، أهلاً بحمدة، من هذا الولد؟!»

جدتي: «هذا غانم ولد بنتي عوشة، وأنا جئتك عن موضوع هذا الولد.

السالفة وما فيها أن عوشة مثل ما تعرف تزوجها ناصر المري من ديرة، وجابت هذا الولد، ما قدرت تعيش في ديرة. تطلّقت منه وتزوجها سيف بن ثالث، وأخذها لبيته، وبقي الولد عندي، وأنا التي ربيته، قبل ثلاثة أيام جاء عندي أبوه يريد يأخذ الولد.

أنا رفضت، والبارحة جاءنا مع رجل مسلّح في يده تفك، وقال: هذا من طرف الشيوخ. (تفك: كلمة فارسية وتعني بندقية، والبندقية: كلمة فارسية معربة عن كلمة فارسية: بندوق). جايب شخص بسلاح!!! يرضيك يا الشيخ محمد؟... امنعهم عني».

والدي: «ما أقدر».

جدتي: «أفا... أول مرة أسمع شيخ يقول ما أقدر!!!»

والدي: يضحك... «يا حمدة، دبي لها شيوخها يحكمون فيها...

ونحن في الشارقة، وأمرنا فقط على الشارقة».

بكت جدتي، ودخلت علينا والدتي.

جدتي: «هذا الولد يونسني، ما عندي حد».

والدي: «هذه بنتك مريم، إذا توافق تعطيك سلطان لمدة كم يوم، وستهدأ الأمور إن شاء الله».

والدتي: «أنا ما عندي مانع».

جدتي: «يالله بنسير عنكم، قوموا يا عيال».

والدي: «اصبري يا حمدة، السيارة ستوصلكم إلى دبي».

قام والدي ودفع بعض المال لجدتي حمدة، وأعطاني بعضاً من المال، بينما والدتي تحضّر بقشة فيها ملابسي، (بقشة: كلمة تركية بمعنى: صرة).

والدي: «سلطان، اذهب إلى السائق عبدالله بندري، وأخبره أن يحضر السيارة التي ستأخذكم إلى دبي».

سلطان في صورة تعود إلى أربعينات القرن الماضي

بعد الغداء ركبنا السيارة، جدتي وغانم وأنا وانطلقت بنا إلى دبي، حتى إذا ما وصلنا مشارف ديرة وإذا بي أشاهد قلعة لها أرجل، قال عبد الله بندري؛ هذه مربعة أم الريول.

وصلنا إلى موقف سيارات الأجرة، وأخذنا طريقنا إلى سوق ديرة، وكان أوله غير مسقوف، وبقيته مسقوفاً بسعف النخيل، حتى وصلنا رصيف العبرة، وكان مكاناً واسعاً حيث العبرات كلها على الرصيف.

ركبنا العبرة وأخذ العبار يجدّف في خور دبي، متجهاً إلى الجنوب الشرقي، كان ذلك أوسع مكان في خور دبي، فوصلنا إلى رصيف ضيق في بر دبي، حيث العبرات ملتصقة مع بعضها والمكان بعد الرصيف ضيق، وبه البانيان (طائفة من الهنود) يدخلون ويخرجون من السكة إلى يسار الرصيف، أما عن يمين الرصيف فكان سوق بر دبي.

بداية سوق بر دبي ضيقة ومسقوفة بسعف النخيل، ثم تنفتح فجأة على سوق واسع ومسقوف، إلى درجة أن أصحاب المحلات التجارية، كانوا يعرضون بضائعهم أمام محلاتهم على طاولات وضعت عليها أصناف من الفواكه والحلويات.

يصل سوق بر دبي إلى سوق السمك الواقع على خور دبي على الضفة الجنوبية منه، عندها ينتهي السوق ونمشي في أرض مكشوفة، إلى يسارنا مبنى مستطيل تخرج منه أصوات متلاحقة: تكتك... تكتك... تكتك... التفتُّ إلى جدتي قائلاً: «ما هذا الصوت»؟!

قالت: «هذه مكينة الطحين، كل من يريد يطحن حبه، يجيبه هنا ويطحنون له».

إلى يميننا مبنى مربع عالٍ؛ قلت: وما هذا؟

قالت جدتي: «هذه مربعة مال الشيوخ».

وأمامنا بحر واسع، حتى إذا ما وصلنا أطرافه قلت: بحر... أين العبرة؟

ضحكت جدتي وضحك معها غانم.

قالت جدتي: انظر إلى تلك المباني في آخر البحر، على قولك، تلك الشندغة، نحن نسكن هناك.

قلت: كيف نعبر هذا البحر؟!

قالت جدتي: هذه تسمى الغبيبة، وإذا ارتفع البحر غطاها، وإذا انخفض نشفت، شوف أخوك غانم واعمل مثله.

خضنا ذلك البحر الذي وصل إلى ركبنا حتى وصلنا الشندغة، وإلى ذلك البيت الكبير.

قلت: جدتي، هل هذا بيتكم؟!

قالت: هذا بيت الشيخ مبارك بن علي الشامسي.

مررنا من خلفه إلى سكة ضيقة، معظم البيوت من سعف النخيل، وإلى يميننا مبنى بالجص، وفتحت جدتي باباً في تلك السكة ودخلت، ودخلنا خلفها إلى بيت به خيمة وعريش ومطبخ، كلها من السعف.

قلت لجدتي: هذا فقط بيتك؟!

قالت جدتي: «هذه جنتي، رائحة جدك، الله يرحمه، في هذا المكان».

ونادت على غانم قائلة: «خذ سلطان إلى البحر».

خرجنا من السكة وإذا بها تفتح على شاطئ ليس له نهاية، وبحر أزرق متصلٍ بالأفق.

أخذنا نتسابق على ذلك الشاطئ إلى ناحية الجنوب حتى إذا ما وصلنا مسافة قال لي غانم: هذا بيت خالي غانم الرميثي، هو أخو جدتي حمدة. ودخلنا هناك، وأخبرهم غانم عني فرحّبوا بي، وقابلت خالي... وهو خال والدتي... ويقال له: غانم بن خرباش، لم أشاهد صبياناً في البيت، ثم عدنا إلى بيت جدتي حمدة.

بتنا تلك الليلة في خيمة جدتي وعلى سرير جدي غانم بن سالم الشامسي، فكان غانم بن ناصر إلى يمين جدتي وأنا عن يسارها، فكانت فَرِحَةً، تلاعبنا نحن الاثنين حتى أغمضنا أعيننا.

في اليوم التالي، كان هناك طَرْق على باب البيت، حتى إذا ما فتحنا الباب وإذا بناصر المري ومعه الرجل المسلّح بالبندقية، ركضنا إلى جدتي وأخبرناها، فحضرت وتكلمت مع ناصر المري بلطف، وطلبت منه أن يحضر غانماً إليها بعد كل فترة، فوافق ثم التفت إليها قائلاً: ومن هذا الولد؟

قالت جدتي: «هذا سلطان، ولد بنتي مريم بنت غانم».

قال ناصر المري: «أعطينا إياه بيونس غانم».

التفتَتْ جدتي يميناً ويساراً تبحث عن شيء تضرب به ناصر المري، وناصر المري يضحك، واختفى مع ابنه، ويتبعهما الرجل المسلّح ببندقيته، أما جدتي، فقد احتضنتني وهي تبكي.

في مساء ذلك اليوم، قلت لجدتي بأني سأخرج إلى طرف السكة، حيث كنت قد لاحظت أولاداً يلعبون في الساحة الخالية من البيوت عندما وصلنا إلى الشندغة. سمحت لي جدتي على أن لا أتأخر.

عندما وصلت عند تجمع الأولاد، اتجهت مجموعة منهم إلى ناحية الجنوب آخذة طريقها بين بيوت السعف، أما المجموعة الثانية، فقد اتجهت إلى الغبيبة والتي وصل الماء بها إلى أعلى مستوى، فسلك الأولاد ممراً بمحاذاة جدار بيت الشيخ مبارك الشامسي، حيث قد بُني جدار بارتفاع ذراع، وقد دكّت الأرض بينهما لحماية المنزل من مياه الغبيبة.

قطعنا ذلك الممر من الجنوب واتجهنا إلى الشرق، ومن بعده إلى الشمال، لنصل إلى أرضٍ بارتفاع الجدار الحامي من مياه الغبيبة الذي يحمي تلك الأرض، حيث كانت هناك مجموعة من الرجال، يجلسون على كراسي مستطيلة في ظل بيت الشيخ مبارك الشامسي، وإذا بأحدهم يقول: ذاك ولد غريب بينهم، نادي عليه.

تركت الأولاد، واتجهت ناحية جمع الرجال، ووقفت أمام رجل، قد كان يناديني: «تعال... إنت ولد من؟»

أجبت: أنا ولد محمد بن صقر.

قال: «قصدك الشيخ محمد بن صقر من الشارقة، وأمك مريم بنت الشيخ غانم؟»، قلت: نعم.

قال: «أنت تعرف أحداً في هؤلاء الأولاد ؟»

قلت: لا. قال: «هؤلاء مروحين بيوتهم، ناحية بيوت الشيوخ، اجلس عندنا،... أنت عند جدتك حمدة؟»

قلت: نعم. قال: «كل يوم العصر تعال عندي هنا».

استأذنت ورجعت إلى بيت جدتي.

في تلك الليلة، رقدت إلى جانب جدتي على سرير واسع، وأخذت تروي لي حياة جدّي غانم، وهي تقول: كان يضع رأسه على هذه المخدة، وله لحية بيضاء طويلة.

أخذت جدتي تروي لي أموراً خارقة، كانت تروى عن جدّي.

قلت: «ليش هو ساحر؟!»

بان على جدتي الغضب فوبختني بالكلام.

قلت: «جدتي... أنا لا أحد يقول لي مثل هذا الكلام!!»

جدتي: «أنت غير عن الأولاد؟!»

نمت تلك الليلة بعد أن لاطفتني بالكلام.

في صباح اليوم التالي، أخذتني جدتي إلى الشيخ عبيد بن جمعة المكتوم، والذي بنى عريشاً من سعف النخيل قريباً من الشاطئ، حيث كان يدرب صقور القنص.

في مساء ذلك اليوم ذهبت إلى جلسة الشيخ مبارك الشامسي، أمام منزله، ناحية المجالس كما روت لي جدتي. رحّب بي وأجلسني بقربه، وعاد يتحدث وهو يقول: لعنة الله عليهم، قبل ثمانٍ وثلاثين سنة (1910م)، هاجم الإنجليز دبي، وأنزلوا فيها جنوداً، ليلاً، بقصد احتلالها، لكن الأهالي قاوموا مقاومة عنيفة، ولم ترهبهم البوارج التي اصطفت أمام البلاد وهي تطلق القذائف، ليلاً ونهاراً، الفينة بعد الفينة.

الصورة

سأل سائل: ماذا حدث بعد ذلك؟

قال الشيخ مبارك بن علي الشامسي: جاء الإنجليز وهم يقولون نعمل صلحاً، بعد أن قتلوا الناس الذين يدافعون عن بلدهم، وعلاوة على ذلك، أجبروا الأهالي على دفع مبالغ مالية وعدد من البنادق.

الشيخ مبارك الشامسي: «قم سلطان... ارجع إلى بيتكم، اليوم ريح شمال شديدة».

والتفت إلى بعض من الذين يخدمون لديه، أن يوصلوني إلى بيت جدتي.

أعجبني ذاك الحديث من الشيخ مبارك الشامسي، وأخذت أردد على جدتي ذلك الحديث.

في تلك الليلة، كان صوت الأمواج يرتفع، ويخفت، وإذا بنا نسمع أصوات مناداة من ناحية السكة التي أمام بيت جدتي. قالت جدتي: «سلطان، سر عند الباب، شوف مَن هناك».

فتحت باب الحوش، وإذا بامرأتين تندفعان إلى داخل البيت، وترددان: أين أمك؟... أين أمك؟

قلت وأنا أتبعهما: هناك في الخيمة.

المرأتان دخلتا الخيمة وهما ترددان: «ضايعين، من هنا بحر... ومن هنا بحر».

قالت إحداهما: «صارت لنا مدة ونحن ننادي على البيت المقابل بيتكم، ولا أحد يرد».

قالت جدتي: «هذا بيت مريم ما تسمع».

ثم قالت: «سلطان... باب الحوش مقفول؟»

قلت: لا.

قالت: «سر وأقفل الباب».

وبينما أنا ذاهب لإغلاق الباب، كنت أفكر: هل جارتنا مريم صماء؟، أو أنها لا تريد أن تفتح باب بيتها.

رجعت إلى الخيمة، وتمددت على السرير بالقرب من جدتي، والمرأتان متمددتان في وسط الخيمة، ولا يسمع إلّا صوت الأمواج.

امرأة منهما: «ويه... بلتِ؟»

المرأة الثانية: «والله ما بلت!!!»

المرأة الأولى: «حسبي الله عليك... فاتحة قربة؟! فضحتينا».

أخذت أكركر، واضعاً يدي على فمي.

جدتي: «إيه... يالخديّ... هذا البحر داخل علينا». (الخديّ: خدّج، ناقصات عقل).

موجة البحر الثانية، تبلل أرضية الخيمة.

المرأة الأولى لزميلتها: «قومي... الدنيا كلها بحر».

المرأة الثانية: «ننام معهما فوق السرير».

جدتي: «حاشا... حاشا. ما هناك مكان فوق السرير».

جدتي تفتح باب الخيمة وهي تقول: «قُمْن وسِرْن إلى العريش ونَمْن فيه».

خرجت المرأتان من الخيمة وتوجهتا إلى العريش.

جدتي تقفل باب الخيمة، وهي تقول: «فكاك».

أقول لجدتي: أنت التي أمرتيني بفتح الباب.

جدتي: «كنت أفتكر غانم هارب من أبيه، شفت بركات جدك علينا، جاءت الموجة وطردتهن من الخيمة، ما نعرف ما الذي بيعملنه... نام... نام».

في صباح اليوم التالي، صحوت على جدتي تحضر لي الفطور فقلت لها: أين الحريم؟

جدتي: «خرجتا في الليل».

في ضحى ذلك اليوم خرجت من بيت جدتي إلى شاطئ البحر، حيث عريش الشيخ عبيد بن جمعة المكتوم، وكان محاطاً بمجموعة من أهالي دبي، يتحدثون في أمور البلد، لم أُعِر ذلك اهتماماً، حيث كنت ملتهياً بالشواهين.

أما مساء ذلك اليوم فقد توجهت إلى جلسة الشيخ مبارك الشامسي، وجلست بالقرب منه، وإذا بشخص، يسأل عن أيام اللؤلؤ، والشيخ مبارك يشرح الحالة التي أصابت تجار اللؤلؤ، قائلاً: أسباب كثيرة:

1- ظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني.

2- الحرب العالمية.

3- شركات البترول في الخليج، حيث معظم الناس يعملون في شركات النفط.

الشيخ مبارك الشامسي: قبل تسع عشرة سنة، يومها وفي دبي لوحدها، ستون محملاً لم تنزل إلى البحر، وتأثر التجار الكبار مثل محمد بن أحمد بن دلموك، وهو الذي أدخل أول سيارة إلى دبي في تلك الفترة العصيبة، حيث أهداها للشيخ سعيد بن مكتوم.

رجعت إلى بيت جدتي، فوجدت جدتي حزينة والدموع تنهمر من عينيها.

قلت: «جدتي، لا تبكين، أنا عندك».

قالت جدتي: «أراك تغيب عني، وأنا أخاف عليك».

بتنا تلك الليلة والحديث كله عن جدي.

في صباح اليوم التالي، ذهبت إلى شاطئ البحر، فلم أجد الشيخ عبيد بن جمعة المكتوم ولا جماعته، والعريش خالٍ من الأثاث، قلت في نفسي: لا بد أنهم ذهبوا للقنص.

أجول بنظري وأنا جالسٌ على الشاطئ، إلى يساري، فلا أجد إلّا ذلك الشاطئ، الخالي من البشر، إلّا من سرطانات البحر البيضاء، يقال لها: شناييب، وهي تتسابق في بناء أبراجها.

أما عن يميني فقد شاهدت سفينة بشراعها الأبيض، وهي تسحب وراءها «ماشوة» (وهي كلمة سواحلية وتعني الزورق الصغير، الذي يوصل الركاب إلى البر)، وإذا بالسفينة تختفي خلف الشاطئ، فعرفت أنها دخلت خور دبي.

في مساء ذلك اليوم، توجهت إلى جلسة الشيخ مبارك الشامسي، وإذا بالكراسي خالية من البشر وباب المجالس مغلق. قلت في نفسي: لا بد أنه قد سافر.

أجول بنظري إلى مياه الغبيبة، وإذا بها قد وصلت إلى بيوت الشندغة المتتالية في دوحة حتى تصل إلى المربعة، فيتبيّن خور دبي، لكن مباني بر دبي تغلق عليه، فأعود بنظري إلى مياه الغبيبة، وإذا بي أشاهد شخصاً برفقته صبيٌّ، يتجهان نحوي. أحدق أكثر، فأصرخ: «غانم... غانم»، وأنا أخوض مياه الغبيبة بثيابي، وتعانقنا.

في طريقنا إلى بيت جدتي قلت لناصر المري: شكراً، أرجعت غانماً لنا.

ومع جدتي وهي تحتضن غانماً، فلا تسمع ما يقوله ناصر المري، حيث يقول: «تعبني هذا الولد، أبحث عنه في كل مكان».

انتبهت جدتي عندما قال ناصر المري: «الولد يبقى عندك يا حمدة أحسن، وأنا الذي سأزوره».

دخلنا نحن الثلاثة إلى الخيمة، وناصر المري ذهب في حال سبيله. بتنا تلك الليلة، غانم عن يمين جدتي وأنا عن يسارها وهي فَرِحَةٌ وتقول: «غداً نذهب إلى الشارقة ونسلم سلطان لأهله».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشیخ مبارک الشامسی مساء ذلک الیوم الیوم التالی تلک اللیلة حتى إذا ما هذا الولد ما وصلنا وهی تقول هذا بیت خور دبی إلى دبی غانم بن فی تلک بر دبی

إقرأ أيضاً:

مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُشغّل مستشفى المحمدية بجدة

بدأ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة استقبال المراجعين. ويعد هذا المستشفى الأحدث والأكبر في القطاع الصحي الخاص بمحافظة جدة، ويعمل بالنظام الرقمي المتكامل، إذ إنه يستخدم تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي والأنظمة الصحية الإلكترونية، التي تساعد في تعزيز جودة الخدمات. ويقع المستشفى بمنطقة حيوية عند تقاطع طريق الأمير سلطان مع طريق الإمام أحمد إبن حنبل.
وتبلغ سعة المستشفى التنويمية “414” سريراً، وتم تجهيزه بكافة الإمكانيات، التي تتيح له توفير الرعاية الصحية للمراجعين، وفق أعلى معايير الجودة، حيث تم استقطاب أكفأ الكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية للعمل فيه، ووظفت المجموعة شراكاتها الاستراتيجية مع كبريات الشركات العالمية، لتزويده بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية، ما يجعله إضافة نوعية للرعاية الصحية الرقمية ولمنظومة السياحة بالمنطقة الغربية.
وتبلغ المساحة الكلية للمشروع “43,208 “، والمساحة المبنية “273000”، ويتألف من برجين يرتفعان لـ”17″ طابقاً، وقد تم تصميمه وفق توصيات الجمعية الأمريكية للمعماريين AIA، ويضم عدداً كبيراً من العيادات والمراكز التخصصية، من بينها الطوارئ، والنساء والولادة والأطفال، طب وجراحة القلب، والمخ والأعصاب، والعناية المركزة، وكذلك العظام والعمود الفقري، والجراحة، ووحدة علاج العقم والمساعدة على الإنجاب، والباطنة، والأنف والأذن والحنجرة، وأيضاً العيون، والمسالك البولية، وطب الأسنان، والجلدية والليزر، بجانب مركز الحقن الوريدي والغدد الصماء، والتنظير الداخلي، وغسيل الكلى، والعلاج الطبيعي.. وغيره، بالإضافة إلى أن به أجنحة ملكية كبيرة مساحتها إلى “350 م²” وغرفاً ملكية تصل مساحتها إلى “220 م²”، جميعها مجهزة لتوفير أقصى درجات الراحة والفخامة والخصوصية.
ويعد مستشفى المحمدية مستشفى ذكياً، ويعمل بشكل كامل بنظام Digital Hospital، إذ يستخدم تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي AI، وإنترنت الأشياء الطبية IOMT، بحيث يتمكن المراجعون من الحصول على كافة الخدمات بشكل رقمي تام ، بدءاً من دخول المستشفى حتى مغادرته. وقد قامت شركة حلول السحابة Cloud Solutions، الرائدة في تقنية المعلومات والأنظمة الطبية، بتهيئة بيئة إلكترونية ذكية، وبنية تحتية تشمل الشبكات الداخلية ومراكز البيانات، التي تساعد في تحسين الرعاية الصحية والتشخيص بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة مساندة ودعم القرار وتعزيز الكفاءة والإنتاجية والتواصل والتنسيق بين الفرق الطبية.
وقد تم تزويد المستشفى بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا الطبية من أجهزة تشخيصية وعلاجية، كالجراح الآلي Robotic Surgery System، الذي يعد الأول من نوعه بالشرق الأوسط، ويتميز بأنه يُمكّن الجراحين من التحكم بدقة في الأذرع الروبوتية والأدوات، من خلال وحدة تحكم مفتوحة، مع عرض ثلاثي الأبعاد عالي الوضوح، ومجموعة واسعة من الحركات المعززة للدقة، بجانب أن المختبر الطبي يعمل بنظام الأنبوب الهوائي Pneumatic Tube System (PTS)، وهي طريقة سريعة وآمنة لنقل العينات المعملية في كافة أنحاء المستشفى، إضافة إلى أن العيادات الخارجية وقسم النساء والولادة تم تزويدها بجهاز Monitor Maternal, Fetal، الذي يقوم بمراقبة العلامات الحيوية للأم والجنين. وفي أجنحة التنويم تم توفير تقنية Portrait Mobile ، التي تمتاز بفاعلية عالية في مراقبة العلامات الحيوية للمراجع بعد خروجه من غرفة العمليات، كما زودت غرف التنويم بالسرير الذكي Centrella Smart+ Bed، الذي يساعد على مراقبة مكان المراجع وحالته عن طريق اتصاله اللاسلكي بشبكة الانترنت.
وكذلك حظيت وحدة التعقيم Central Sterilization Unit باهتمام خاص حيث تم تصميمها لتلبية الطلبات المتزايدة على تعقيم المعدات الطبية، عن طريق توفير غسيل وتعقيم وتجفيف المعدات الطبية بسرعة وكفاءة عالية، كما زودت الوحدة أيضاً بجهاز إعادة معالجة التنظيرEndoscopy Reprocessing ، الذي يسهم في تحسين طريقة عمل الوحدة وتجربة المستخدم.
ويعد قسم الأشعة بالمستشفى من أحدث مراكز التصوير الطبي على مستوى الشرق الأوسط، ويقدم الفحوصات الإشعاعية التشخيصية بأنواعها المختلفة، فضلاً عما يوفره من خدمات علاجية عن طريق الأشعة التداخلية، وكذلك يحتوي القسم على تقنية الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، تشخيص الكسور والجلطات والأورام بسرعة عالية، حيث يقوم البرنامج بمعالجة الصور المرسلة من الأجهزة الرقمية الحديثة، وإعادة إرسالها الى نظام أرشفة الصور بعد تحليلها مباشرة. ويقدم القسم خدمات متكاملة على أيدي كفاءات وطنية متمرسة، كما أنه مزود بأحدث الأجهزة الرقمية المتطورة، التي تقدم أدق النتائج وباستخدام أقل جرعات من “الإشعاع والصبغة”.
ومن أبرز الأجهزة التي تم تأمينها جهازGE PET/CT OMNI Legend cm “32”، كأول جهاز من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ضمن المنظومة المتكاملة للطب النووي في مستشفى المحمدية ذو التقنيات الفائقة. يُعتبر هذا النظام نقلةً نوعية في مجال التصوير التشخيصي الطبي، حيث يتميز بحساسية تفوق نظائره بمعدل “2.2” ضعف، مع مجال رؤية محوري يصل إلى “32” سم، مما يتيح تصويراً شاملاً ودقيقاً لأعضاء الجسم، و يُقلص الجهاز زمن الفحوصات بنسبة تصل إلى “53%” بجانب كفاءة تشغيلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence لتحسين الأداء وتقديم رعاية سلسة.
ومن الأجهزة المهمة المتوفرة بالقسم الأشعة المقطعية GE Revolution 512 Slice Apex الذي يعد أسرع جهاز بسرعة دوران تبلغ “0.23” في الثانية، ومن مميزاته كذلك تصوير الأطفال دون الحاجة الى التخدير، وتصوير كامل الجسم في أقل من “5” ثواني، وكذلك تصوير القلب من خلال نبضة واحدة دون الحاجة الى أدوية خافضة للنبضات، والتصوير الحي أثناء إجراء الأشعة التداخلية، مما يساعد استشاري الأشعة التداخلية على تحديد العينة المراد سحبها بالإبرة الدقيقة في أقل وقت ممكن، بالإضافة إلى قدرته على تصوير الجسم حتى وزن “227” كجم.
وزود القسم أيضاً بجهاز أشعة الرنين المغناطيسي GE MRI SIGNA Artist 1.5 T، الذي يتيح تغطيةً كاملة، وواجهة رقمية مباشرة مع قنوات متعددة، مما يُعزز من راحة المراجع، ويوفر صور متسقة بجودة عالية لجميع الفحوصات الدقيقة في أقل وقت، ويستطيع تصوير الجسم حتى وزن “227” كجم.
أما المختبر فيتميز بوجود نظام آلي متكامل Automation LAB Solution ، لتسجيل المراجعين ونقل ومعالجة العينات، بدءاً من سحب العينة ومروراً بترميزها، حتى ظهور النتائج دون أي تدخل يدوي، مع المحافظة التامة على خصوصية المريض وسرية معلوماته، إضافة إلى نظام آلي متكامل لنقل وتتبع العينات، إبتداءً من نقطة تجميع العينة وحتى وصولها إلى المختبر المختص، ورقمنة عملية فحص الخزعات وإدخال تقنية الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية تشخيص الأمراض عن بعد، وزيادة دقة التشخيص. كما تم توفير مناطق سحب متعددة، قرب بعض العيادات المختصة كالأطفال والحوامل وغيرهم من الفئات التي تصعب عليها الحركة، ويتبع المختبر أعلى المعايير العالمية لبنوك الدم، لضمان جودة وحدات الدم وتوفرها في الأقسام ذات الاحتياج الحرج، مثل غرف العمليات والطوارئ.
كما يضم المستشفى قسم أسنان متطوراً، استجلبت له أحدث الأجهزة، إذ إنه مزود بكراسي الأسنان CENTER U 6000S المرتبطة بجهاز الأشعة، وهي مصنعة خصيصاً للمجموعة، وكبائن Penefrina Cabinet التي تمكن الطبيب المعالج من الوصول إلى الأدوات بلمسة واحدة مما يحد من انتقال العدوى، وهي الأولى من نوعها بالشرق الأوسط، كما تم تزويد العيادات بجهاز كاد كام CEREC – PRIMESCAN 6617570، الذي يعد من أحدث التقنيات في عمل الطبعات الضوئية والحشوات والتلبيسات في نفس الوقت، كما يضم القسم معامل ذكية Smart lab تعزز من جودة العمل وخصوصيته، إضافة إلى اعتماد تصميم وتجهيز عيادات الأطفال، بحيث تساعد على خلق أجواء إيجابية ترفيهية، تساعد على تخفيف التوتر وإلهاءهم عن العلاج.
ويتمتع المستشفى بمواصفات معمارية هندسية وجمالية فريدة، تجعل من هذا الصرح الطبي الجديد واحة للاستشفاء والنقاهة، إذ تم تصميمه وفق توصيات الجمعية الأمريكية للمعماريين AIA، وأحدث المعايير الطبية العالمية التي تؤمن البيئة المناسبة لاستشفاء المرضى وراحتهم، ويضم “3” صيدليات خارجية وواحدة داخلية، تطبق أفضل الوسائل التكنولوجية في كل مراحل العمل، ويتم اعتماد الوصفات الطبية فيها من خلال نظام آلي يربطها بالعيادات. ويتفرد المستشفى بنظام تنقل سهل وعصري، حيث يخدم المراجعين “48” مصعداً، تتميز بالسرعة والسعة، بالإضافة إلى “14” سلماً متحركاً، ذاتي التطهير والتعقيم، وكذلك مواقف تتسع لـ “1547” سيارة.
وبالمستشفى أيضاً العديد من مرافق التدريب والتعليم، حيث يحتوي على فصول دراسية، وقاعة مؤتمرات، وقاعة محاضرات كبيرة تتسع لأكثر من “500” شخص.
ويأتي تشغيل المستشفى الذي يمثل إضافة نوعية للرعاية الصحية، ولمنظومة السياحة العلاجية بالمملكة، ضمن استراتيجية المجموعة للتوسع في خدماتها الطبية، وتلبية احتياجات المراجعين في المنطقة الغربية.

مقالات مشابهة

  • دايما في بالي.. مخرجة سابع جار ترثي دلال عبدالعزيز بكلمات مؤثرة
  • دايما ناجح..دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد بيومي فؤاد الـ 60
  • تعقيبا على الدكتور عبد الله النفيسي!
  • غانم القحطاني: المشاهد السعودي ذكي وواع بهدف خدمة النقل التلفزيوني.. فيديو
  • إلى الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد حفل تخريج 566 طالبة في جامعة الشارقة
  • «الزراعة» تتابع أوضاع مراكز تجميع الألبان في 3 محافظات
  • الزراعة تناقش أوضاع مراكز تجميع الألبان في 3 محافظات
  • مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية تطلق أولى مشاريعها لحماية 30 ألف طفل ومجتمعاتهم من العنف والاستغلال في زنجبار والمكسيك
  • مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُشغّل مستشفى المحمدية بجدة