«يابان مصر» وعودة الحياة للطبقة الوسطى!
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الرحلات داخل مدن وقرى الوطن دائمًا رائعة ومفيدة للمواطن العادي، فما بالنا للصحفي، حيث تكون فرصة ليرى الناس في جمالهم الحقيقي، ويرصد أهدافًا كبيرة يتكاتف الجميع على إنجازها، ربما لا تظهر لنا إلا من خلال الزيارة الميدانية عن قرب، فيجمع نفحات الأمل من الناس ويتعرف على الأحلام وهي تملأ المشاعر بالبهجة.
لطالما لعبت دمياط دورًا كبيرًا على المستوى الاقتصادي لأنها تمركز لفائض الإنتاج ومصدر للمنتجات والسلع الصناعية التي تُضخُّ لأسواق العاصمة والمستهلكين فيها. وقد قامت البنية الاجتماعية لدمياط عبر عقود طويلة على صناعات وحرف متعددة، منها صناعات الأثاث والسفن والغزل والنسيج والأحذية والألبان والأسماك والحلويات، إضافة للمنتجات الزراعية مثل الأرز والفواكه والموالح. وتمتلك دمياط أكبر أسطول للصيد والملاحة في مصر. ولديها طوائف من الحرفيين والأسطوات في صناعات الخشب ومراكب الصيد والنسيج والأحذية.
لذلك نجد أن ثقافة "الدمايطة" تُعلي من قيمة العمل والتعليم والتدريب وتفتخر بصنَّاعها الماهرين وأسطواتها وتحتقر البطالة والعاطلين لدرجة أطلق عليها "يابان مصر" و"قلعة الأثاث" و"مدينة العمل".
يقول المؤرخ الدكتور عبد الحميد حامد سليمان في مجلة ذاكرة مصر المعاصرة، عدد أغسطس ربع السنوي، الصادرة عن مكتبة الاسكندرية في ٢٠١٣، إن دمياط هي تامياتى (تامحيت) أو (ثامياتس) أو (تم آتي) وتعني بالقبطية مدينة مجرى المياه، وأصبح اسمها العربي دمياط الذي اشُتهرت بعد الفتح الإسلامي. أضاف أن تنوع أنشطتها ومهارة صناعها عبر التاريخ يعود لموقعها المتميز وكونها ميناءً ومدخلًا رئيسيًّا لمصر ولجت منه التجارة مع البلدان المتشاطئة معها على البحر المتوسط. كما ولجت منه حملات الطامعين أيضا في إخضاع مصر عبر تاريخها الطويل…ويفسر النهضة التي شهدتها صناعة الأثاث الدمياطي منذ أربعينيات القرن الماضي بما يزخر به ظهير دمياط الريفي من أشجار الجميز والزنزلخت التي توفر أخشابًا جيدة لصناعة السواقي والأبواب والشبابيك وقطع الأثاث المنزلي. كما يفسر النهضة في صناعة الحلوى الدمياطي لجذبها طوائف الحلوانية والزلبانية والشرباتلية والكنفانية من بلاد الشام وفلسطين واليونان حيث أضافوا أسرارًا لحذق تلك الصناعة وتميزها بين الدمايطة.
ولا أخفي عليكم أن ما حفّزني لزيارة دمياط وخاصة رأس البر تلك المشاعر التي أعياها الحنين للماضي حيث كانت أروع الأماكن لقضاء الصيف مع الأحباء الذين رحلوا وتركوا لنا أجمل الذكريات. وبعيدًا عن هذه النوستالجيا المحببة للنفس فإن الأخبار القادمة من دمياط ورأس البر تحفّز المشتاقين للاطلاع على التطورات التي شهدتها خلال السنوات القليلة الماضية.
سلكت خلال الرحلة محور ٣٠ يونيو وهو جديد نسبيا ومازال يحافظ على رونقه وسرعته ويسهل الوصول إلى دمياط في أقل من ثلاث ساعات، لكنَّ "الحلو مايكملش" حيث أن الطريق من دمياط إلى رأس البر مازال ينتظر التحسينات. وداخل مدينة دمياط، العمل على قدم وساق من توسع معماري وورش وأسواق وطرق لا يمكن إلا أن تتوقف عندها الأنظار ولا يحتاج شهادة خيرا من هذه للقول إن المحافظة بقيادتها الدكتورة منال عوض ميخائيل وشعبها في أفضل لياقتهم لتنفيذ أهداف تنموية يسرعون الخطى لتحقيقها لتعويض ما فات.
وبمجرد الوصول إلى رأس البرِّ لفت نظري تنسيق المباني الجديدة التي حلت محل العشش أو التي يتم تجديدها وقد غطاها الطلاء الأبيض بينما الأزرق الشبابيك، مع اللون البرتقالي للقرميد في أسقفها. أما الممشى على النيل فهو كالعروس المستعدة للفرح وقد أغلق أمام حركة السيارات وامتلأ بالعائلات والأطفال والعشاق على امتداد نهر النيل وحتى آخر نقطة حيث التقاء النهر بالبحر المتوسط. ويتوقف المشاة بين الحين والآخر لالتقاط الأنفاس وتناول الآيس كريم "الجيلاتي" والفطير الدمياطي من المحلات الممتدة بطول سور الفندق العالمي الفخم، الذي تملكه الشركة القابضة للفنادق وتديره شركة عالمية شهيرة.
بينما ينشغل هواة الصيد على جانبي النهر والبحر بالبحث عن رزقهم في ذلك الموقع المميز. سألت سيدة كانت تساعد ابنتها الصغيرة على ركوب الدراجة عن أفضل مكان لتناول وجبة سمك فردت بلهجة أهل دمياط المميزة أن عليَّ الذهاب للسوق، وهناك أختار ما يطيب لي من أسماك وقشريات، ثم التوجه إلى أي مطعم حيث يتم إعداده، "شويًا أو قليًا"، وتناوله بالهناء والشفاء بعد ذلك داخل المطعم. نفذتُ نصيحتها واكتشفت عادة أهل المدينة بتقديم أغلب المطاعم للخدمة دون شراء السمك. وكنت ألاحظ من حين لآخر وجود أجانب بين المصطافين، وقد انهمك بعضهم في تناول البطيخ والعنب باستمتاع أو الحلويات الشرقية التي تفوح رائحتها في الأرجاء وتداعب الأنوف.
ولعل أكثر ما سعدتُ به خلال الرحلة فئات الطبقة الوسطى التي تعبر عن نفسها بقوة في هذه الربوع وكأنها تستعيد أنفاس الحياة فتغسل بهواء البحر وأمواجه آثار ما أصابها من تعب وإعياء خلال عقود ماضية من التهميش والغبن.
ألفة السلامي: كاتبة صحفية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدمايطة
إقرأ أيضاً:
شاهد هاتف تايتن 2 وعودة لوحات المفاتيح في الهواتف
كشفت شركة "يونيهيرتز" (Unihertz) عن هاتف "تايتن 2" (Titan 2)، الذي يأتي بتصميم يرتكز على لوحة مفاتيح فيزيائية مع مواصفات رائدة، وذلك حسب ما جاء في تقرير موقع "ذا فيرج" (The Verge) التقني.
ويقدم الهاتف مجموعة من المواصفات الرائدة والمميزة بدءا من المعالج، الذي يأتي من نوع "دايمنيستي 7300" (Dimensity 7300) بتردد يصل إلى 2.6 غيغاهرتز و8 أنوية، فضلا عن ذاكرة عشوائية تصل إلى 12 غيغابايت ومساحة تخزين 512 غيغابايت مع شاشة بحجم 4.5 إنشات وشحن سريع وبطارية بحجم 5050 مللي أمبير.
ويمتاز الهاتف الجديد بتصميم أنيق يختلف عن الجيل الأول من الهاتف الذي طرحته الشركة في عام 2019، إذ يأتي الهاتف مع شاشة ثانوية صغيرة في ظهر الهاتف تختبئ في جوارها عدسات الكاميرا التي تأتي بحجم 50 ميغابكسل، مع وجود كاميرا أمامية بعدسة 32 ميغابكسل.
وأضافت الشركة أن لوحة المفاتيح تمت إعادة تصميمها لتصبح أيسر في الاستخدام لفترة طويلة، فضلا عن إضافة مزايا جديدة مثل اختصارات للضغطة المطولة وغيرها من مزايا لوحات المفاتيح المعتادة في هواتف شاشات اللمس، كما أن هذه المزايا يمكن تخصيصها بشكل كامل من خلال تطبيق إعدادات الهاتف، وذلك حسب ما جاء في تقرير "ذا فيرج".
وأشار التقرير أيضا إلى المزايا الإضافية في الهاتف من مثل تقنية البلوتوث "5.4" ومستشعرات "إن إف سي"، ومنفذ للأشعة تحت الحمراء ومستشعر بصمة وأزرار اختصار خاصة في الهاتف.
يذكر أن الهاتف ما زال في طور جمع التمويل عبر موقع "كيك ستارتر" (Kickstarter)، وتجاوزت حملة التمويل الخاصة بها أكثر من 100 ألف دولار، ومن المتوقع أن يُباع الهاتف مقابل 400 دولار مع تخفيض سعره إلى 269 دولارا في حالة الطلب المسبق، ومن المتوقع أن يصل الهاتف إلى المستخدمين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.