محلية المتمة تقرر طرد وافدي الخرطوم من المواقع الحكومية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
محلية المتمة تقرر طرد وافدي الخرطوم من المواقع الحكومية.. والوافدون لـ(السوداني): “بهذا القرار نكون قد شُرِّدنا وطُرِدنا مرتين، الأولى من قبل المليشيا والثانية من قِبل حكومتنا”!
أصدر المدير التنفيذي لمحلية المتمة بولاية نهر النيل، عصام عيسى سعيد، قراراً بإخلاء – طرد – وافدي الخرطوم للمواقع الحكومية خلال موعد أقصاه (72) ساعة.
ووجه القرار الذي عمم على مدير شرطة المحلية، ومدير جهاز المخابرات، مدير حامية أبو طليح، وجه الوافدين بالبحث عن مكان آخر بعيداً عن المؤسسات الحكومية وذلك لأسباب خدمية وأمنية.
وأستنكر الوافدون بمدرسة الزعيم أبو مرخة بقرية العقدة غربي المتمة والتي يقطنها إحدى عشرة أسرة من الخرطوم، قرار الإخلاء ووصفوه بالجائر، خاصةً وأنّه تزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وعدم مراعاته للظروف الأمنية التي دفعتهم للنزوح لولاية نهر النيل، إثر تشريدهم من قِبل مليشيا الدعم السريع التي قتلت ونهبت وشرّدت المواطنين في جميع أحياء الخرطوم.
وطالب الوافدون في حديث لـ(السوداني)؛ محلية المتمة بالعدول عن القرار لعدم وجود مأوى بديل يلجأون إليه وسوء الأحوال المادية. وقالوا: “بهذا القرار نكون قد شُرِّدنا وطُرِدنا مرتين، الأولى من قبل المليشيا والمرتزقة، والثانية من قِبل حكومتنا التي من المفترض أن تأوينا!!”.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: العالم على صفيح ساخن
بدأ الطقسُ يتغير، والفصول تتحور، نحن الآن في فصل الصيف القيض يعني بلهجتنا وبالفصيح كذلك، فلهجة أهل الإمارات يعود جذر الكثير منها إلى اللغة العربية الفصيحة، في بعض البقع من العالم مازال الربيع يرسل أشعة شمسه الدافئة كل صباح، وفي بقع أخرى يترك الصقيع آثاره في مناطق عديدة، وحدها سخونة الأجواء السياسية والاقتصادية على مستوى العالم ملتهبة، ويبدو أن علاجها يحتاج عصاً سحرية ليس شرطاً أن تكون عصا الرئيس ترامب.
ذلك أن العصا التي يحملها يحركها وفق مواقفه السياسية التي ترتبط مباشرة بالسياسة الأميركية، ولا تعود كما يفسرها بعض المحللين إلى مزاج الرئيس الذي في لحظة واحدة يُعلن انطفاء فتيل حرب، كما حدث مع الهجمات الأميركية على المواقع الحوثية، وكما حدث كذلك مع الهند وباكستان في اليوم التالي الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي وقف التصعيد بين البلدين.
في الجانب الآخر من ضفاف هذا العالم هناك حربٌ لفظية خارج بعضها عن حدود الأدب واللياقة، يشنها مأجورون وفارغون وبيّاعو كلام وصيادو مواقف، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تعد تردع من يتجاوز الأخلاقيات، بل إن ما يحدث هناك يعتبر سوقاً مفتوحة لمن أراد أن يحقق الأرباح على حساب العلاقات الإنسانية وحتى الرسمية.
إن ما نشهده من تحول أخلاقي وعداوات من شعوب تجاه شعوب أخرى، ومن تجاوزات لمنشقين عن بلدانهم وممولين من الخارجين يندى له الجبين، فقد هانت بعض الأوطان على أبنائها ممن غُرّر بهم من الحاقدين والحاسدين ومشعلي الفتن ما ظهر منها وما بطن، مؤسف أنك حينما تذهب إلى تلك المواقع لمتابعة حدث الأخبار والأحوال يصدمك ما يدور من حواراتِ رعاعٍ على منصات «إكس، وتيك توك، وسناب شات، وفيس بوك» هذه المنصات أصبحت مرتعاً للأوبئة والأوباش.
لم تعد الخطوط الحمراء معترفاً بها إلا من بعض نفرٍ ممن رحِمَ ربي ممن يؤمنون بأن الأخلاق عنصر لا يتجزأ من عناصر ديننا القويم، ومبادئنا كعرب ومسلمين، وثوابتنا الأخلاقية الراسخة التي تخلى عنها بعض الذين يتطاولون بسيئ القول، وبغيض السلوك بدعوى أنهم ينافحون عن أوطانهم، وأوطانهم لم تخولهم القيام بذلك، حتى من يهيمون في الشوارع أصبحوا نجوماً على تلك المنصات بما ينشرون من غثِّ القول وقبيحه.
إنه الصفيح الساخن الملتهب الذي لابد من مواجهته ليس بالحكمة فلا أحد هناك في تلك المواقع يؤمن بها، إنهم يحتاجون اتباع طرق جديدة لا أعرف ما هي، لكن لا بد من تصرف يوقف تلك المشاحنات البغيضة.