ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قضية الرشوة المرفوعة ضد السيناتور الأميركي، روبرت مينينديز، كشفت كيف تمكن مسؤولو المخابرات المصرية من الوصول بشكل غير رسمي إلى أحد أقوى الديمقراطيين في واشنطن.

ووفقا للصحيفة، قال ممثلو الادعاء إن مينينديز وجه مساعدات بملايين الدولارات لمصر وخفف من لهجته بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد ليوفر عملاً جانبيًا مربحًا لخطيبته آنذاك، والتي أعادت تقديم نفسها كمستشارة دولية.

وبعد محاكمة رشوة استمرت شهرين في مانهاتن، أوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن يبدأ المحلفون التداول، الخميس، حول ما إذا كان المدعون قد أثبتوا وجود شبكة معقدة من تهم التآمر.

لكن الصحيفة أشارت إلى أنه بغض النظر عما إذا كانوا سيصدرون حكمًا بالإدانة، فإن وابل الرسائل والصور المستخرجة من الهواتف، التي حصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي وتم تقديمها كأدلة، كشفت كيف تمكن مسؤولو المخابرات المصرية من التواصل بشكل غير رسمي مع أحد أقوى الديمقراطيين في واشنطن.

ووفقا للصحيفة، كان مينينديز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي الذي كان يرأس في ذلك الوقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وكان يتمتع بسلطة واسعة على المساعدات العسكرية الخارجية.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من الرسائل النصية كشفت علاقة مينينديز وصلاته مع أقوى المسؤولين في مصر. ولم يكن وسيطه خبيراً مدرباً في اللجنة، بل زوجته العاطلة عن العمل، والتي تحمل درجة الماجستير في اللغة والحضارة الفرنسية لكنها عملت آخر مرة كمضيفة في مطعم.

وذكرت الصحيفة أن التبادلات الإلكترونية أظهرت مدى تأثير وسائل الاتصال الحديثة في الملاحقات الجنائية، كما كشفت أيضًا عن مخاطر محتملة على الأمن القومي الأميركي، وفقًا لمقابلات مع دبلوماسيين أميركيين سابقين وحاليين وأكاديميين ومسؤولين في مؤسسات الفكر والرأي في واشنطن المتخصصة في سياسات الشرق الأوسط.

وفي حديثها للصحيفة، قالت جودي فيتوري، ضابطة استخبارات متقاعدة بالقوات الجوية الأميركية وعملت في فرقة العمل لمكافحة الفساد التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وتقوم بالتدريس في كلية إدموند والش للشؤون الخارجية بجامعة جورج تاون: "أعتقد أن هذا خرق هائل للأمن القومي، وكان يُستهان به". وبدأ مخطط الرشوة المفترضة منذ أوائل عام 2018، وفقا للمدعين العامين، لكن تظهر الرسائل النصية أن التواصل المباشر مع زوجة السيناتور، نادين مينينديز، من قبل ضباط المخابرات المصرية تكثف في عام 2020، بحسب الصحيفة.

وقبل أيام من زواجها بالسيناتور، تلقت نادين رسالة نصية من الجنرال المصري أحمد حلمي، الذي قال إنه يريد تناول العشاء مع الزوجين. وسافر اللواء حلمي، أحد كبار ضباط المخابرات المصرية في واشنطن، إلى نيوجيرسي في الأسبوع التالي، وأحضر معه رفيقة كانت حريصة على مقابلة العروسين.

وأعطت المرأة التي تُدعى، مي عبدالمجيد، لنادين هدية عبارة عن وشاح، وسرعان ما بدأت في بناء علاقة شخصية، وأثنت على "شخصيتها الساحرة" وطلبت في رسالة نصية النصيحة بشأن الحياة في العاصمة واشنطن.

وكتبت نادين إلى زوجها، بعد أسابيع من زفافهما في أكتوبر 2020، أن "المرأة التي أعطتني الوشاح تريد اسمًا لصالون تصفيف الشعر، إذ تبدو غير سعيدة للغاية بجميع الصالونات"، وفقًا لأدلة المحاكمة.

واجتمعت هذه المجموعة لتناول العشاء مرة أخرى بعد أقل من ثلاثة أشهر، بحسب الصحيفة.

وأعرب موظفو مينينديز عن انزعاجهم عندما علموا باجتماعات لم تظهر في الجدول الرسمي للسيناتور. وكتب داميان ميرفي، مدير لجنة العلاقات الخارجية، إلى زميلته سارة أركين، في سبتمبر 2021، "كل هذه الأمور المتعلقة بمصر غريبة للغاية".

وقالت أركين، التي عملت لدى مينينديز لسنوات في شهاداتها: "لم أكن أعرف بالضبط من كان يحدث، أو ما هي المعلومات التي كان لديه أو التي لم تكن لديه، أو من قد يرغب في مقابلته، أو من أين تأتي المعلومات".

وفي المرافعة الختامية، الأسبوع الجاري، وصف المدعي العام للمحلفين الطرق المختلفة التي تعتقد الحكومة أن مينينديز عمل بها نيابة عن مصر، الشريك الاستراتيجي المهم في الشرق الأوسط والتي تتعرض للانتقاد بانتظام بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، بحسب الصحيفة.

ويقول ممثلو الادعاء إن السيناتور شارك تفاصيل حساسة حول موظفي السفارة الأميركية في القاهرة. وقام سراً بصياغة رسالة للمسؤولين المصريين الذين كانوا يضغطون على زملائه في مجلس الشيوخ للحصول على ملايين أخرى من المساعدات العسكرية. وطلب من نادين تمرير رسالة مفادها أنه على وشك "التوقيع" على صفقة ذخيرة دبابات بقيمة 99 مليون دولار لمصر.

وفي المقابل، يقول ممثلو الادعاء، إن رشاوى من الذهب والنقود وصلت إلى منزل الزوجين المتواضع في إنغليوود كليفس بنيوجيرسي.

ورفض السيناتور، الذي أصر بشدة على براءته، التعليق على ما إذا كان يعتقد أن المصريين استهدفوا زوجته عمدا لتنفيذ طلباتهم في واشنطن. ولم يكن لدى محاميه أي تعليق. لكنهم قالوا إن تهمة العميل الأجنبي "تتحدى المنطق السليم".

وكتبوا في مذكرة قبل بدء المحاكمة: "لو كانت لدى الحكومة الأميركية أدلة فعلية على أن قوة أجنبية اخترقت مجلس الشيوخ الأميركي، لكانت قد فعلت شيئًا حيال ذلك قبل فترة طويلة من توجيه الاتهامات في هذه القضية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المخابرات المصریة فی واشنطن

إقرأ أيضاً:

أكسيوس: الحدود بين أوكرانيا وروسيا هيمنت على المحادثات بين واشنطن وكييف

قال مسئولان أوكرانيان لموقع "أكسيوس" الأمريكي إن المفاوضات التي أجريت بين الولايات المتحدة وأوكرانيا أمس الأحد ركزت على تحديد الحدود الفعلية مع روسيا بموجب اتفاق السلام المقترح.

روسيا: تصريحات الناتو حول ضربات استباقية ضدنا "تصعيد غير مسؤول" الخارجية الروسية: تصريحات الناتو بشأن ضربات محتملة ضد روسيا غير "مسؤولة"

 

ووصف المسئولان الاجتماع الذي استمر لمدة خمس ساعات بأنه "صعب" و"مكثف"، ولكنهما أكدا أنه كان مثمراً.

 

 

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الذي من المتوقع أن يلتقي مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف غدًا الثلاثاء - يصر على رغبة في السيطرة على منطقة دونباس بأكملها في شرق أوكرانيا، كما تريد الولايات المتحدة من أوكرانيا أن تسلم أراضيها هناك لإقناع بوتين بإبرام السلام، لكن ذلك سيكون تنازلاً مؤلماً وخطيراً من الناحية السياسية.

 

 

وحضر الاجتماع من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو وويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومَثَّل كييف كل من سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم عمروف ورئيس الأركان العامة للقوات الأوكرانية أندريه هناتوف ونائب رئيس مديرية الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي .

 

 

وبعد انتهاء المحادثات بين الفريقين، عقد عمروف اجتماعًا ثنائيًا آخر مع ويتكوف، ثم اتصل عمروف بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإطلاعه على نتائج المحادثات.

 

 

وقال مسئول أوكراني ل(أكسيوس) عقب الاجتماع إن "المحادثات كانت مكثفة ولكنها لم تكن سلبية. نحن نُقَدِّر حقًا التزام الولايات المتحدة الجاد. موقفنا هو أننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الولايات المتحدة على النجاح دون أن نخسر بلدنا ".

 

 

وكشف الموقع الأمريكي أن زيلينسكي كان يرغب في مناقشة مسألة الأراضي مباشرة مع ترامب، لكن الرئيس الأمريكي قال إنه لن يلتقي بزيلينسكي أو بوتين مرة أخرى إلا بعد التوصل إلى اتفاق.

 

 

وأخبر ترامب الصحفيين، على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته من فلوريدا إلى واشنطن أمس الأحد، أنه تم إطلاعه على نتائج المفاوضات ويعتقد أن "هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق".

 

 

وكتب عمروف، على تطبيق تليجرام بعد المحادثات، "لقد أحرزنا تقدماً كبيراً في تعزيز السلام العادل وتقريب مواقفنا من مواقف الجانب الأمريكي. أهدافنا الرئيسية - الأمن والسيادة والسلام الموثوق به - لم تتغير ولا تزال مشتركة مع الجانب الأمريكي".

 

 

وأكد المسئولان الأوكرانيان أن عمروف من المتوقع أن يلتقي زيلينسكي في باريس اليوم الاثنين وسيقدم له تقريرًا أكثر تفصيلاً عن المفاوضات التي أجريت أمس.

 

ألمانيا وبولندا تبحثان الأمن ودعم أوكرانيا خلال محادثات حكومية في برلين

 يستضيف المستشار الألماني فريدريش ميرز، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك وعدداً من أعضاء حكومته في برلين لإجراء محادثات حكومية بين البلدين تتناول ملفات الأمن الإقليمي والعلاقات الاقتصادية ودعم أوكرانيا.

وذكرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية أنه من المقرر أن يستقبل ميرز الوفد البولندي بمراسم عسكرية قبل بدء جلسات المباحثات، على أن يوقع الجانبان إعلاناً مشتركاً في ختام الاجتماعات.


وكان ميرز قد أكد أهمية العلاقات الألمانية -البولندية عقب توليه منصب المستشار مايو الماضي، حيث زار باريس ووارسو في أيامه الأولى بالحكومة، فيما قال توسك حينها إنه "متفائل" بشأن مسار العلاقات الثنائية، رغم أن التقدم ظل محدوداً منذ ذلك الحين.


وتأتي المحادثات في ظل تراجع حاد في آراء البولنديين تجاه ألمانيا إلى أدنى مستوى منذ 25 عاماً، إذ أظهر استطلاع حديث أن ثلثهم فقط ينظرون بإيجابية إلى الجار الغربي، بينما يحمل ربعهم آراء سلبية.. وتصاعدت نبرة التشكيك في نوايا برلين داخل أوساط اليمين المتطرف في بولندا، حيث كانت المحادثات الحكومية بين البلدين قد توقفت خلال حكم حزب "القانون والعدالة" اليميني السابق.

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب يشيد بكتاب طبيب لطالما أثارت مواقفه جدلا واسعا.. ما قصته؟
  • وفد مجلس الأمن يزور لبنان وسوريا هذا الأسبوع وأورتاغورس تمثِّل واشنطن
  • أكسيوس: الحدود بين أوكرانيا وروسيا هيمنت على المحادثات بين واشنطن وكييف
  • صحيفة: ترمب طلب من مادورو الاستقالة فورا
  • صحيفة: ترامب طلب من مادورو الاستقالة فورا ومغادرة فنزويلا
  • كيف حوّل شكري نعمان أمن الحوبان إلى شركة جباية داخل مصنع “كميكو”؟ومن هي الشبكة التي تحميه من التغيير ؟
  • شبكات يتناول إهانة رجال دين ومسؤولين بالسويداء وهدايا سويسرية لترامب
  • إهانة مسلحي الهجري رجال دين ومسؤولين بالسويداء تشعل المنصات
  • سوريا تدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي
  • "بن غفير" يقرر ترقية قائد وحدة المستعربين التي أعدمت شابين بجنين