من بيروت إلى طهران أمريكا وحلفائها الدوليين والاقليمين يحاولون أن يعوضوا اسرائيل عن فشلها واخفاقاتها ويمنعون نهايتها بمثل هذه الأعمال الاجرامية الخبيثة .
أمريكا التي تدعي كذباً وزوراً أنها لا تريد توسيع حروبها العدوانية والتي تقوم بها مع حلفائها وادواتها تكذبها الوقائع لكنها تعمل باتجاه الاستفراد بالقوى التي تواجهها وهذا كان واضحاً منذ البداية لكنها على ما يبدو وصلت إلى طريق مسدود فشغلت سيناريوهاتها واجندتها السرية مراهنة على أن محور المقاومة لا يريد توسيع الحرب وانها قادرة على أن تحتوي مثل هذه الأعمال الخطيرة وفي نفس الوقت تظهر القوى الأساسية والرئيسية في هذه المحور أنها ضعيفة وأنا يد الكيان الصهيوني طويلة وهذا ما قاله قادة الكيان وخاصة العسكريين.
من عشرات الطائرات التي تتوزع بين أف 35 الشبحية وأف 15 و16 وطائرات الدعم اللوجستي قصفت ميناء الحديدة ومنشئاتها النفطية والعملية بقدر ماهي استعراضية هي أيضاً رسالة قوية وتحدي كبير.. إلى الاغتيالات لقادة المقاومة الميدانيين في لبنان وصولاً إلى الاعتداء على الأحياء السكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية ببيروت وأخيراً وليس الأخير اغتيال القائد المقاوم الزعيم الفلسطيني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد إسماعيل هنية في شمال العاصمة الإيرانية طهران والمكان والزمان لهذه العملية الإجرامية له دلالاته .
اغتيالات سابقة واغتيالات حاضرة ولمستويات عليا من قيادات المقاومة والردود على ما سبق لم تكن بالمستوى وهذا يشجع على الاستمرار في هذه الاعمال الجبانة التي لا تدل على قوة الأعداء بل على تهاون المستهدفين والجري وراء أوهام أمكانية استيعاب بعض الأنظمة التابعة لأمريكا .
ما حصل وماهو حاصل سيشجع أعداء الأمة للقيام بالمزيد من هذه الجرائم أن لم يكن هناك رد حاسم وعميق يَعرف الأعداء أننا بعد الآن لا يمكن ابتلاع مثل هذه الجرائم .
عموماً كثر الكلام ومن كثر كلامه قل مقدراه وهذه المرة لا يجب أن تتوقف الأمور عند التهديد والوعيد بل ينبغي أن يكون هناك فعل مزلزل لا يؤدي فقط إلى إخافة أولئك الأعداء السفلة والمنحطين بل والحاق الهزيمة بهم وما نتحمله بالتقسيط ينبغي أن يدفع مرة واحدة ويكون الثمن النصر النهائي وإلا فأن كل الانتصارات المحققة العظيمة سوف تذهب هباء منثورا وكل التضحيات والانتصارات لصالح محور المقاومة ينبغي أن تتحول إلى انتصار استراتيجي ينهي الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية والدمار في المنطقة..فالى متى السكوت.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
حرب الاخوة الأعداء : هدوء ليلي بعد تجدد الاشتباكات في أنحاء متفرقة من العاصمة الليبية
طرابلس(ليبيا) - تراجعت بشكل ملحوظ في طرابلس ليل الأربعاء الاشتباكات العنيفة التي كانت قد تجددت بين الجماعات المسلحة المتنافسة في العاصمة الليبية اعتبارا من ليل الثلاثاء واستمرت خلال اليوم في العديد من المناطق السكنية، بعدما أودى القتال في الأيام الأخيرة بحياة ستة أشخاص على الأقل.
وسجّل هدوء مساء الأربعاء، وفق ما نقلته محطات تلفزيونية وسكان اتصلت بهم وكالة فرانس برس.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية لفرانس برس، إنّ الاشتباكات استمرت اعتبارا من ليل الثلاثاء "على نطاق واسع في عدّة قطاعات من طرابلس بين قوات الردع واللواء 444"، مشيرا إلى استخدام مختلف أنواع الأسلحة ومنها رشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية.
ويتبع "جهاز الردع لمكافحة الإرهاب" إلى المجلس الرئاسي الليبي، فيما يتبع اللواء 444 إلى وزارة الدفاع الحكومية.
ولم ترد أي حصيلة رسمية للقتلى جراء الاشتباكات الأخيرة، لكن الهلال الأحمر الليبي أفاد بأنه انتشل جثة من شارع رئيسي في طرابلس.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الثلاثاء حل وتفكيك أجهزة أمنية كانت تسيطر عليها مجموعة مسلحة نافذة أخرى هي "هيئة دعم الاستقرار".
وأطلق اللواء 444 العمليات العسكرية التي استهدفت جهاز دعم الاستقرار في أبو سليم، والتي أدت إلى مقتل عبد الغني الككلي رئيس الجهاز والقيادي الأبرز للمجموعات المسلحة التي تسيطر على مناطق مهمة في طرابلس منذ العام 2011. وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل ستة أشخاص آخرين، بحسب السلطات.
وأفاد المسؤول في وزارة الداخلية عن "حرب شوارع" ومواجهات "بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل الأحياء بشكل متقطع"، مشيرا إلى أن الأسلحة الثقيلة تستخدم لاستهداف المقار العسكرية للأطراف المتنافسة.
- وقف إطلاق النار -
وأظهرت مقاطع فيديو تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي انتشارا كثيفا لمجموعات مسلحة تتبادل إطلاق النار في الأحياء السكنية. كما أظهرت صور تعرض منازل لمقذوفات عشوائية واحتراق عدد من المركبات المدنية. مع تصاعد كثيف لأعمدة الدخان من مواقع مختلفة.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في بيان إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين"، مؤكدة دعمها الكامل لجهود التهدئة والوساطة، معربة عن "الانزعاج إزاء التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا من المدنيين".
من جهتها، دعت تركيا الأربعاء إلى هدنة "دون تأخير" في ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "نراقب عن كثب تفاقم الوضع في طرابلس ومحيطها"، مضيفة "ندعو جميع الأطراف إلى تطبيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار دون تأخير والانخراط في حوار لتسوية النزاعات".
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة "وقف إطلاق النار على جميع الجبهات لحماية المدنيين والحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع المزيد من التصعيد"، مضيفة أنها نشرت قوات في العاصمة لضمان عودة الهدوء.
ودعت في بيانها "جميع الأطراف إلى احترامه والامتناع عن أي تصريحات أو أفعال تحريضية على الأرض من شأنها أن تؤدي إلى تجدد التوترات".
من جانبه، أمر المجلس الرئاسي الذي تتبع إليه قوات الردع ويرأسه محمد المنفي بوقف "فوري وغير مشروط" للقتال ولـ"استخدام السلاح في المناطق المدنية".
لكن أصوات إطلاق الرصاص ما زالت تسمع بين الحين والآخر خصوصا في ضواحي العاصمة.
- "تعزيزات" -
سُمع دوي انفجارات قوية طوال الليل، خاصة في منطقة الميناء البحري وغرب وجنوب طرابلس، حيث وصلت مجموعات "مساندة لقوة الردع لتعزيز قوات اللواء 444"، بحسب مصدر امني.
وبحسب معلومات لوكالة فرانس برس من مصدر مطلع آخر، فإن مجموعة مسلحة من مدينة الزاوية (45 كيلومترا غرب طرابلس) وصلت إلى منطقة السراج في غرب طرابلس دعما لقوات الردع.
وأفاد الخبير جلال حرشاوي بأن الوضع الحالي "أكثر خطورة من أعوام 2011 و2014 و2019" بسبب تسلل "عدد متزايد من الفصائل المسلحة" إلى وسط طرابلس.
وأشار إلى أن فشل الدبيبة وحلفائه في تحقيق "نصر سريع" ضد الردع قد يؤدي إلى "معركة طويلة ومدمرة".
تدير ليبيا، التي تعاني من الانقسامات منذ سقوط الدكتاتور معمر القذافي ومقتله في عام 2011، حكومتان متنافستان الأولى هي حكومة الدبيبة، المعترف بها من الأمم المتحدة، والأخرى في الشرق يسيطر عليها المشير خليفة حفتر.
ويتمركز جهاز الردع المصنف من أقوى التشكيلات المسلحة في قاعدة طرابلس الجوية، والتي تضم مطار معيتيقة الدولي وسجن طرابلس الذي يعد الأكبر في العاصمة.
ويسيطر جهاز الردع على الجزء الشرقي للعاصمة كما يفرض سيطرته على عدد من المقرات الحيوية في طرابلس.
وشملت قرارات الدبيبة إعادة تشكيل أجهزة أمنية بما في ذلك حل "إدارة العمليات والأمن القضائي" وهو تشكيل مسلح يتبع وزارة العدل، ويعد أحد الأذرع الموالية لجهاز الردع.
وقبيل تجدد الاشتباكات، أصدرت مجموعات مسلحة تابعة لبلدية سوق الجمعة بطرابلس التي ينتمي معظم عناصر جهاز الردع إليها، بيانا دانت فيه حل الأجهزة الأمنية الخاصة بها.
وعلى الرغم من أن طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي شنّته قوات حفتر في 2019 وانتهى في حزيران/يونيو 2020 بوقف دائم لإطلاق النار، إلا أن العاصمة تشهد من حين لآخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب تتعلّق بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.