قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم يولي اهتمامًا كبيرًا بتحذير الناس من الأفعال التي تؤدي إلى تشويه سمعة الآخرين.

خطورة نشر الفاحشة بين المؤمنين

وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الأحد: «القرآن الكريم ينبه بشدة إلى خطورة نشر الفاحشة بين المؤمنين في قوله تعالى: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون».

وأوضح: «الآية لا تشير فقط إلى الأفراد الذين يرتكبون الفاحشة، بل تعبر عن أولئك الذين يكنون في قلوبهم رغبة شديدة في نشر الفاحشة بين الناس، فليس من الضروري أن يكون الشخص الذي ينشر الفاحشة هو من يرتكبها بالفعل، بل يمكن أن يكون لديه نية سيئة لتشويه سمعة الآخرين وإيذائهم بطرق غير مباشرة».

نشر الفاحشة له عواقب وخيمة

وأضاف: «القرآن يشدد على أن هذه المحبة القلبية لنشر الفاحشة لها عواقب وخيمة، تشمل العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، في الدنيا، يمكن أن يكون هذا العذاب في شكل حد القذف أو العقوبات القانونية والاجتماعية، بينما في الآخرة، يعاقب الله سبحانه وتعالى على هذا الفعل بعقوبات أشد».

وتابع: «من المهم أن ندرك أن تشويه سمعة الناس على وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال أي وسيلة أخرى هو فعل مذموم ومجحف، هذا النوع من السلوك ينطوي على إثم كبير وجريمة عظيمة في نظر الله، ويترتب عليه عذاب شديد سواء في الدنيا أو في الآخرة».

وأكد: «الواجب على المؤمنين هو الابتعاد عن نشر الفاحشة والعمل على تجنب أي شكل من أشكال تشويه سمعة الآخرين، والتمسك بالقيم الأخلاقية والشرعية التي تحث على الحماية من الأذى وتعزيز الصدق والعدالة في التعامل مع الآخرين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جامعة الأزهر الشريف فی الدنیا

إقرأ أيضاً:

كيف ننجو من نزغ الشيطان عند الغضب؟.. عالم أزهري يكشف أفضل الطرق

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن علم النفس يصف حالة الغضب الشديد بأنها فقد جزئي للوعي؛ حيث يفقد الإنسان جزءًا من إدراكه، ويحدث نقص واضطراب في التصرف والسلوك، ويختل إرسال الإشارات العصبية من المخ لباقي الجسد، مما يجعل الشخص يتصرف بشكل غير منضبط.

وأوضح خلال لقاء تلفزيوني، اليوم الاثنين، أن على الإنسان عند أول لحظة غضب أن يحاول ـ قدر استطاعته ـ إيقاف الغضب بشياكة وهدوء وذوق، وأن يخرج من دائرة الانفعال، وأن يسأل الله الهدوء والسكينة والسلام.

وأضاف الدكتور قابيل أن القرآن الكريم وضع منهجًا واضحًا للتعامل مع الاستفزاز، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾، مبينًا أن الإنسان قد يتعرض لمن يخوض في عرضه، أو يحاول استفزازه، أو يخرج منه الشحنات السلبية.

وقال إن هذا يحدث كثيرًا داخل الأسرة تحت شعار "هجيب آخره"، وهو تصرف لا يحمل مودة ولا رحمة من الطرفين. لذلك نصح بأن يقول أحد الزوجين للآخر عند بداية التوتر:
"لو بتحبني بجد.. ادّينا فرصة نص ساعة نهدأ ونكمّل كلامنا بعد شوية".

وأشار إلى أن الابتعاد المؤقت عن مكان الخلاف بشياكة واحترام ضروري، خاصة بين الزوجين داخل البيت، موضحًا أن الأمر يختلف إذا كان الإنسان بين أصدقاء أو في الشارع أو في موقف طارئ.
وأكد أن الموروث المصري عبّر عن هذا المعنى بقوله: "ينفد بجلده"، أي يخرج من المكان الذي يكثر فيه عدم التقدير والعصبية والنرفزة.

وتابع الدكتور أسامة قابيل بأن الله سبحانه وتعالى قدّم علاجًا مباشرًا للغضب بقوله: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾، مؤكدًا أن الشيطان يوسوس للإنسان عند بداية التوتر، وأن على الإنسان أن يقول فورًا: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وأن يدعو: "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون".

6 خصال تضمن لك الجنة بوعد من النبي.. اغتنمها وداوم على فعلهاما الفرق بين الخطأ والخطيئة في الشرع وسبل تجاوزهما؟.. علي جمعة يوضحأذكار الصباح الواردة عن النبي كاملة.. اغتنم فضلها ورددها الآنهل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟

وبيّن أن السنة النبوية قدّمت خطوات عملية لعلاج الغضب، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا غضبتَ وأنت قائم فاجلس." موضحًا أن تغيير الهيئة يساعد على تغيير الحالة النفسية، فإذا كان الإنسان يقف ويتحدث بعصبية مع زوجته أو أولاده أو زميله، فليجلس فورًا، وإذا كان جالسًا فليقف أو يخرج من المكان.

وأضاف أن الوضوء يطفئ نار الغضب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الغضب من الشيطان والشيطان من نار، ولا يطفئ النار إلا الماء.

وأشار إلى أن علم النفس يؤكد نفس الفكرة، إذ ينصح بغسل الوجه أو الاستحمام بالماء البارد، لكون الغضب يرفع الضغط ويظهر علامات التوتر على الوجه.

وأوضح الدكتور قابيل أن الإنسان يحمل شحنات سلبية من الزحام والطريق والعمل والسوشيال ميديا والضغوط اليومية، فيفرغها دون قصد على أقرب الناس إليه، ثم يشعر بالندم، لذلك:"إوعى تاخد قرار وإنت غضبان.. لأنه قرار لا عودة".

وأكد على أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من الغضب المذموم بقوله: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، مبينًا أن القوة ليست في رفع الصوت ولا في الانفعال، وإنما في التحكم، وحسن التصرف، وإدارة لحظات الغضب بحكمة واتزان.


 

طباعة شارك نزغ الشيطان الغضب الدكتور أسامة قابيل الأزهر الشريف

مقالات مشابهة

  • نجاحه يبدأ من فشل الآخرين
  • الأمين المساعد للدعوة: الأزهر يولي اهتمامًا خاصًّا بقضايا الشباب
  • هل يجب على المرأة خدمة زوجها؟ عالم أزهري يجيب
  • "من أصحاب الفضل الذين تولوا منصب الإفتاء".. سيرة فضيلة الدكتور شوقي علام
  • محمود ياسين يوجه رسالة مؤثرة لوالدته آيات أباظة: إنتي أقوى ست في الدنيا
  • عضو سابق بـ«الشورى: المبالغة في توثيق السفرات السياحية قد لا تراعي مشاعر الآخرين
  • كيف ننجو من نزغ الشيطان عند الغضب؟.. عالم أزهري يكشف أفضل الطرق
  • كيف تتحكم في نفسك عند الغضب؟ .. عالم أزهري يوضح
  • عضو بالشيوخ: الدولة تولي اهتماما غير مسبوق بذوي الهمم
  • عالم أزهري: البشعة جريمة كبيرة ومرفوضة شرعا