الجيش السوداني في عامه السبعين : هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
الجيش السوداني في عامه السبعين :
هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟
تقرير _ خالد فضل
في يوم 14 أغسطس 1954م تمت عملية سودنة، قوة دفاع السودان لتصبح نواة للجيش الوطني السوداني، البلد الذي نال استقلاله الكامل عن دولتي الحكم الثنائي( بريطانيا/ مصر) في اليوم الأول من شهر ينائر عام 1956م. بعد حكم استعماري ابتدأ في سبتمبر 1898م بهزيمة جيوش دولة المهدية في معركة كرري الشهيرة، وصار الضابط السوداني محمد أحمد الجعلي أول قائد سوداني للجيش الذي تمر هذه الأيام الذكرى السبعين لسودنته، وعلى رأس قيادته اليوم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي وصلت في عهده البلاد إلى مرحلة مفصلية يتهدد فيها وجودها وكيانها نفسه.
ويتحمل الجيش مسؤولية هي الأعظم فيما آلت إليه الأوضاع بحسب مراقبين كثر . ووفقا لشواهد عديدة .
التسيس القاتل والعطب البائن :
في تغريدة لحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على منصة (×) بمنسبة هذه الذكرى كتب : أهنئ الشعب السوداني بأحد أعظم انجازاتهم وهو تأسيس الجيش من دمهم ولحمهم من قبل سبعين سنة، وأنّ التسيس الذي لحق بالجيش كان بفعل النخب والسياسيين الذين قاموا بتحوير الجيش لمصالح السياسة، جيروا مؤسسة الجيش كان بهدف تفضيل عنصر محدد على حساب الآخرين، على الرغم من ذلك إلا أنّ مؤسسة الجيش تظل هي المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تحفظ بها سيادة البلاد وإنقاذ وحدتها المستهدفة .
وهذا لا يمنعنا أن نتحدث بضرورة اصلاحها طالما هي مؤسسة ضحى الشعب السوداني بدماء أبنائه وبناته . بعد إنتهاء هذه الحرب يجب أن نبدأ أول الخطوات، إصلاح الجيش لتنال هذه المؤسسة قوميتها , وتعيد عزتها وتتجنب أخطاء الماضي .
حديث الحاكم مناوي يتضمن الإقرار بالعطب الذي أصاب مؤسسة القوات المسلحة، وتحويرها لخدمة فئات سياسية محددة، مع اشارته لضرورة اصلاحها لتنال قوميتها المفقودة حاليا . وهو حديث يتفق بالفعل مع الوقائع والممارسات التي حدثت في هذه المؤسسة مما أفقدها كينونتها وهزم دورها المهني القومي المنشود.
بل تعالت بعض الأصوات في الآونة الأخيرة لإعادة النظر في تكوينها من أول جديد، وهي أصوات تكتسب مصداقيتها من واقع الحال.
في هذا الإتجاه يشير د. صلاح الدين الدومة ؛ أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية لـ «التغيير» أنه وخلال 70سنة الماضية كان للجيش نجاحات وإخفاقات، وحقبة الإخفاقات كللت تقريبا 35 سنة الأخيرة بصورة خاصة تحت قيادة عمر البشير وعبدالفتاح البرهان باعتبارها من أسوأ الفترات التي شهدها تاريخ الجيش السوداني, وصار خلالها هو نفسه ضحية مختطف من عصابة من أسماهم (الكيزان) بسياساتهم الفاسدة التي تتبعها قيادته، فقد ظل الجيش خلال هذه الفترة يقتل في المواطنين من أبناء شعبه دون أن يصد أو يقتل عدوا واحدا من خارج البلاد .
الإستيلاء على الحكم المحطات الكبرى لقطار التسيس :بعد عامين فقط من الإستقلال وتحديدا في 17نوفمبر 1958م كان الظهور الأول لقائد الجيش كرئيس للبلاد بإنقلاب عسكري أطاح بالحكومة الديمقراطية المنتخبة للتو، وشؤون الحكم هي شغل السياسيين كما هو معلوم . وفي 25 مايو 1969م تكرر ذات السيناريو بإعتلاء العقيد جعفر النميري دست الحكم منقلبا كذلك على الحكومة الديمقراطية المنتخبة ؛ وليدة الإنتفاضة الشعبية في أكتوبر1964م , ليجئ العميد عمر حسن أحمد البشير في 30يونيو1989م معيدا تجربة سابقيه من جنرالات الجيش مطيحا للمرة الثالثة بالحكومة الديمقراطية المنتخبة عقب انتفاضة أبريل 1985م.
ثم أخيرا أذاع الفريق البرهان بيان إنقلابه في 25أكتوبر2021م مطيحا هذه المرة بالسلطة المدنية التنفيذية الإنتقالية التي جاءت تتويجا لثورة ديسمبر 2018م ومبددا لآمال الإنتقال نحو الحكم المدني الديمقراطي .
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبوذر علي الأمين ، ينظر بعمق أكثر وطرق لجوهر الأزمة من وجهة نظره وهو مسار طويل بحسب قوله لـ «التغيير» ابتدرته القوى المدنية سواء في الأحزاب أو التنظيمات النقابية، القوى اليسارية بشقيها القومي ( البعثي والناصري) والأممي (الحزب الشيوعي) والقوى اليمينية بقسميها (الطائفي) و(الحركة الإسلامية الحديثة) ويمضي مفصلا ؛ إن الجيش ظل واحدا من العقبات الرئيسة أمام تطور المسار المدني بفرضية أن القوى المدنية حاولت توظيفه لصالح سيطرتها على الحكم بإعتباره هو نفسه من القوى الحديثة، وأحد مؤسسات الدولة الحديثة.
لكن بالنتيجة بدأ الإعتماد يزداد على القوة العسكرية للوصول إلى السلطة مما أدى في النهاية لعسكرة الحياة المدنية نفسها.
وقد حاولت هذه القوى تعديل المسار العسكري مرارا لكنها كانت تفشل كل مرة رغم صحة التنظير والأطروحات المبذولة منذ عهد عبود وإلى الإتفاق الإطاري الأخير . ويدلل أبوذر على ورطة القوى المدنية _خاصة اليسارية _ عقب إطاحة النميري بها ومحاولة صناعة حاضنة جماهيرية مغايرة، وإندفاعها بعد ذلك نحو جون قرنق، وحتى تكوين التجمع الوطني الديمقراطي لمناهضة الإنقاذ ؛ وهو الأمر الذي عزز من سطوة القوى المسلحة سواء في الجيش أو خارجه مثل حركات الكفاح المسلح في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.
تلك القوى صارت تعبر عن التمثيل السياسي وسط قواعدها وهو خصم بكل تأكيد على مسار التطور الطبيعي للقوى المدنية و بل مضى المسار العسكري الصاعد عقب ثورة ديسمبر ومن تجلياته ظهور تشكيلات درع الشمال أو درع الوسط وظهور (كيكل) وغيره، مع الوجود والظهور القوي والنشط للدعم السريع كرديف للجيش.
كل هذه العوامل وعبر هذا المسار الطويل قاد إلى حقيقة (عسكرة الحياة السياسية بصورة سافرة ) مما يلقي بأعباء وتحديات حقيقية أمام القوى المدنية على حد توصيفه .
في المقابل وبالعودة إلى الوراء قليلا، وفي التاريخ القريب الرئيس البشير يعترف بتفاصيل سيطرة الحركة الإسلامية على كل مفاصل السلطة، ووفق التسريبات التي أذاعتها قناة العربية في 2020م لأحد اجتماعات شورى الحركة، حيث تم التخطيط وتدبير الإنقلاب بقيادة د. الترابي ونائبه علي عثمان، وقال البشير : سنكون واضحين جدا عندما نقول لعضو الحركة أحمل بندقيتك يحملها، أذهب يذهب، هذه عضوية الحركة التي نريدها . ثم يضيف : الترابي أتاهم وهم ضباط وأبلغهم بأن إخوانهم قرروا تسلم السلطة. وهم لم يسألوا من هم إخوانهم . وقالوا سمعا وطاعة. وقال ( سألت د. الترابي الدولة ملك من يا شيخ حسن ؟ فنحن مقتنعون بأنها ملك الحركة الإسلامية).
أما إفادات المرحوم د. الترابي في برنامج شاهد على العصر بقناة الجزيرة الفضائية التي سجلت في 2010 م فقد حوت التفاصيل حول تخطيط وتنفيذ إنقلاب الإنقاذ .
حرب15 أبريل أم الكبائر في مسار تحكيم البندقية :
بمناسبة الذكرى السبعين لسودنة القوات المسلحة 14/8/2024م وجه القائد العام للجيش الفريق البرهان كلمة للشعب السوداني، وصف فيها قوات الدعم السريع بأنها ( مليشيا إرهابية لا علاقة لها بالبلاد وبشعبها، وقد أعملت فيه قتلا ونهبا وتشريدا ساعية للوصول إلى السلطة دون تفويض أو مرجعية دستورية بل فوق جماجم الشعب السوداني ) سونا14/8 بينما في 16مايو2019م، وجه رئيس المجلس العسكري الإنتقالي بيانا إلى الشعب السوداني، قرر فيه تعليق التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير لمدة 72ساعة كمهلة لإزالة تمدد ساحات الإعتصام، وفتح الطرق والجسور، ووقف الاستفزازات . ومما جاء في البيان : في البدء نترحم على شهدائنا الأبرار وشهداء العزة من القوات المسلحة و (الدعم السريع) وشهداء الثورة وتعازينا لأسرهم . إنّ قواتكم المسلحة وقوات الدعم السريع أتت من رحم هذا الشعب ولعبت دورا مهما وفاعلا في إسناد الثورة السودانية العظيمة وانحازت لخيار شعبنا في التغيير وأمنت انتصار الثورة المباركة بهدف حقن الدماء ونقل السلطة للشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة , ولكن الأمور تطورت بصورة متسارعة تمثلت في الآتي :
1/اصدار جداول التصعيد الثوري متزامنا مع سير التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير .
2/الإستفزاز المباشر والإساءة البالغة للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع علما بأن قوات الدعم السريع ولدت من رحم هذا الجيش العظيم ولعبت دورا مهما ومؤثرا في أمن البلاد حربا وسلما وانحازت لثورة الشعب ولعبت دورا مؤثرا في انتصار الثورة وحمايتها ويلعب قادتها دورا سياسيا وإقتصاديا هاما وضروريا , وقائد ثاني الدعم السريع يلعب أدوارا متعاظمة في سبيل استتباب الأمن والإستقرار .
ستظل القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقوات الشرطة وجهاز الأمن الوطني على عهدها في حماية مكتسبات الثورة وحماية الوطن والمواطن .
وفي 14 أغسطس 2024م عاد الفريق البرهان للقول ( سنعمل بلا هوادة على أن نحتفل في العيد القادم لقواتكم المسلحة وبلادنا قد تطهرت من دنس (مليشيا آل دقلو) وأعوانهم بإذن المولى عزّ وجل) وكان الفريق البرهان قد قال بمناسبة توقيع إتفاق مع رئيس الوزراء المستقيل 21نوفمبر2021م (إنّ رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك سيظل محل ثقة ) .
و في سياق عسكرة الحياة المدنية وفق إشارة أبوذر أوضح أن رئيس اللجنة القومية للإستنفار والمقاومة الشعبية اللواء الركن (م) بشير مكي الباهي أن لقاء وفد لجنته مع الفريق البرهان كان بغرض الإستماع إلى موجهات قائد الجيش ونصائحه فيما يتعلق بدعم هذا الجهد الوطني مبينا أن اللجنة ستعمل بالتنسيق مع لجان الإستنفار الولائية حتى تقوم بواجبها على أكمل وجه، وأنها ستعمل على توفير السلاح للمستنفرين بالتعاون والتنسيق مع قيادة القوات المسلحة _ سونا 17/7/2024م . بينما في لقاء البرهان قائد الجيش في بورتسودان مع وفد المقاومة الشعبية بولاية سنار برئاسة المهندس شوقي مصطفى فقد أمن الأول على دعم المقاومة الشعبية، وبشّر التوم هجو عضو اللجنة مواطني الولاية بأن النصر سيكون قريبا داعيا المزارعين للقيام بالتحضيرات الجيدة للموسم الزراعي _ سونا 28مايو2024م.
ولكن في 30يونيو 2024م تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة سنجة عاصمة الولاية ورئاسة الفرقة 17مشاة التابعة للقوات المسلحة، وتبعتها في 4/7بالسيطرة على رئاسة اللواء 66 مشاة بمنطقة المزموم . مثلما أورد إعلام مجلس السيادة في 20مارس 2024م خبر لقاء البرهان مع وفد المقاومة الشعبية بولاية الشمالية برئاسة الفريق الركن د. صالح يس صالح .
التوافق العسير وتحديات الإصلاح :يرى د. صلاح الدومة أن الإصلاح ممكن، لأن الجيش مثله مثل بقية المؤسسات الحكومية، ومن الأسس الأولية لعملية الإصلاح في رأيه ؛ إبعاد أشخاص مثل مناوي , فهو لا يملك أي قدرات أو مهارات لا في السياسة ولا في العسكرية ، فاصلاح الجيش يبدأ بتغيير القيادة الحالية، حتى تصبح هناك قيادة من ضباط حقيقيين وليس كما هو حادث الآن، ضباط وقيادة في الجيش تحقق معهم السيدة سناء حمد، ويذلهم على الملأ الناجي مصطفى، ويأتمرون بأوامر شخصية وهمية (الإنصرافي)، عندما يبتعد أمثال ياسر العطا، وتكون هناك قيادة حقيقية من ضباط وطنيين شرفاء غيورين على شرف الجندية التي ارتضوا الإنتساب لسلكها طواعية يمكن أن تسهل مهمة الإصلاح.
ومن أوجه الإصلاح كذلك تكوين لجان متخصصة من العسكريين لشراء السلاح والمعدات العسكرية كلها وعدم ترك الموضوع لسماسرة من أثرياء الحروب لا يفرقون بين طائرة مسيرة عسكرية وطائرة رش المبيدات لمكافحة الآفات .
أما الأستاذ أبوذر , فيرى أن مسألة اصلاح الجيش من المسائل المركزية في مستقبل الحياة السياسية في السودان بل ومستقبل البلاد باسرها لأنه من الضروري وجود القوة العسكرية المهنية الموحدة التي تحتكر السلاح الرسمي، وهذا هو التحدي الحقيقي، لذلك لابد من العودة لمنصة التأسيس وهو الفصل التام بين القوى المدنية والقوى العسكرية، وتوحيد القوى العسكرية في مؤسسة وطنية واحدة، وهو أمر صعب التحقق لأنه يحتاج إلى توافق شامل، وإذ لا يوجد مثل هذا التوافق في الواقع وفي المدى المنظور تظل عملية الإصلاح العسكري عصية على التحقيق، إن عملية الإقصاء المتبادلة بين القوى المدنية نفسها من التحديات التي تعيق عملية الإصلاح، وكما أشرت في صلب الأزمة تكمن عملية توظيف القوى العسكرية في الجيش أو خارجه مما قاد إلى عسكرة السياسة، وهذه العملية من أعقد الصعوبات التي تواجه الإصلاح.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش القوى العسكرية القوى المدنية عيد الجيش
إقرأ أيضاً:
البرهان: قايد الجيش السوداني غائب عن الأنظار
حتى تاريخ ٦ مايو ٢٠٢٥، لا توجد أدلة موثوقة تشير إلى أن الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، موجود حاليًا في الجزائر بحثًا عن أسلحة. أحدث التقارير الموثقة تؤكد أنه لا يزال داخل السودان، يتنقل أساسًا بين بورتسودان والخرطوم.
في ٢٦ مارس ٢٠٢٥، عاد البرهان بشكل رمزي إلى القصر الجمهوري في الخرطوم بعد أن استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة من قوات الدعم السريع. كانت هذه أول مرة يعود فيها إلى القصر منذ ما يقرب من عامين، وشكّلت إعلانًا رمزيًا عن سيطرة القوات المسلحة على الخرطوم.
في ٢٩ أبريل ٢٠٢٥، سافر البرهان إلى مصر لمناقشة مستقبل السودان وسط الحرب الأهلية المستمرة. خلال هذه الزيارة، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتعزيز العلاقات الثنائية والحصول على دعم سياسي وعسكري للقوات المسلحة السودانية.
في وقت سابق من أبريل، زار البرهان تركيا وإريتريا. في تركيا، حضر منتدى أنطاليا الدبلوماسي والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك التعاون العسكري والاقتصادي. أما في إريتريا، فقد أجرى محادثات مع الرئيس أسياس أفورقي، الذي أكد دعم بلاده لوحدة السودان واستقراره.
رغم أن السودان تلقى دعمًا عسكريًا من عدة دول، بما في ذلك إيران وتركيا، لا توجد أدلة مثبتة تربط البرهان شخصيًا بمحاولات شراء أسلحة من الجزائر، على الرغم من الشائعات المستمرة.
هجمات الطائرات المسيّرة والخسائر (٤–٦ أبريل ٢٠٢٥)
بين ٤ و٦ أبريل ٢٠٢٥، شهدت مدينة بورتسودان، التي كانت حتى ذلك الوقت تعتبر منطقة آمنة نسبيًا، تصعيدًا حادًا للهجمات من قبل قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيّرة العسكرية.
أبرز الأحداث شملت:
- ضربات استهدفت قاعدة عثمان دقنة الجوية، مما أدى إلى تدمير حظائر الطائرات ومستودعات الإمداد.
- هجمات بالطائرات المسيّرة على مطار بورتسودان الدولي، مما أجبر على تعليق الرحلات الإنسانية والتجارية مؤقتًا.
- تدمير مستودع وقود أدى إلى حرائق ضخمة وتصاعد أعمدة دخان كثيفة فوق المدينة وانقطاع مؤقت للتيار الكهربائي.
- قصف محطة كهرباء، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من المدينة.
- هجمات على فندق بالقرب من المباني الحكومية، بما في ذلك بيت الضيافة الرئاسي، مما أثار مخاوف بشأن سلامة القادة الحكوميين.
أفادت القوات المسلحة السودانية بمقتل ما لا يقل عن ٣٥ جنديًا و١٢ مدنيًا خلال هذه الهجمات، إلى جانب عشرات الجرحى. كما أدى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية إلى تعطيل عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، مما هدد سلاسل الإمداد المخصصة للسكان النازحين.
مثّلت هذه الضربات بالطائرات المسيّرة تحولًا كبيرًا في مسار الصراع، إذ باتت بورتسودان، التي عملت كعاصمة إدارية فعلية بعد سقوط الخرطوم في وقت سابق من الحرب، في مرمى نيران الدعم السريع بشكل مباشر، مما أثار مخاوف محلية ودولية.
د. احمد التيجاني سيد احمد
٦ مايو ٢٠٢٥ روما-نيروبي
المراجع
١. Associated Press (AP News) - Sudan’s paramilitary unleashes drones on key targets in Port Sudan, officials say - https://apnews.com/article/396f67d3fada66707094858086b2ee53
٢. Reuters - Explosions heard in Sudanese city of Port Sudan, witness says - https://www.reuters.com/world/africa/explosions-heard-sudanese-city-port-sudan-reuters-witness-reports-2025-05-06
٣. Al Jazeera - Explosions, huge fire in Sudanese city of Port Sudan - https://www.aljazeera.com/news/2025/5/6/explosions-huge-fire-in-sudanese-city-of-port-sudan
٤. Sudan Tribune - Hadi Idris announces campaign to delegitimize Port Sudan military-led government - https://sudantribune.com
٥. The Arab Weekly - Sharp escalation: RSF targets Burhan’s Port Sudan seat of power - https://thearabweekly.com
٦. Al-Monitor - Khartoum free: Sudan’s Burhan declares presidential palace as RSF retreats - https://www.al-monitor.com/originals/2025/03/khartoum-free-sudans-burhan-declares-presidential-palace-rsf-retreats
٧. Maghrebi - Sudan de facto leader visits Egypt to discuss country’s future - https://maghrebi.org/2025/04/29/sudan-de-facto-leader-to-visit-egypt
٨. U.S. Treasury Department - Treasury Sanctions Sudanese Military and RSF Leaders - https://home.treasury.gov/news/press-releases/jy2789
الترجمة الإنجليزية
El-Burhan: Sudan Military Boss Is Nowhere Near
English Version
As of May 6, 2025, there is no credible evidence indicating that General Abdel Fattah al-Burhan, the head of the Sudanese Armed Forces (SAF), is currently in Algeria seeking weapons. The most recent verified reports place him in Sudan, primarily shifting between Port Sudan and Khartoum.
On March 26, 2025, General al-Burhan made a significant return to the presidential palace in Khartoum after SAF forces regained control of the capital from the Rapid Support Forces (RSF). This marked his first presence in the palace in nearly two years and was seen as a symbolic assertion of SAF authority over Khartoum.
Subsequently, on April 29, 2025, al-Burhan traveled to Egypt to discuss Sudan’s future amidst the ongoing civil war. During this visit, he met with Egyptian President Abdel Fattah el-Sisi to strengthen bilateral ties and garner political and military support for the SAF.
Earlier in April, al-Burhan also visited Turkey and Eritrea. In Turkey, he attended the Antalya Diplomacy Forum and met with President Recep Tayyip Erdoğan to discuss enhancing bilateral relations, including military and economic cooperation. In Eritrea, he held talks with President Isaias Afwerki, who reaffirmed regional support for Sudan’s unity and stability.
While Sudan has received military backing from various countries, including Iran and Turkey, there is no substantiated evidence linking al-Burhan personally to arms procurement efforts in Algeria, despite persistent rumors.
Drone Attacks and Losses (April 4–6, 2025)
Between April 4 and April 6, 2025, Port Sudan, which had until then been a relative safe zone, came under a sharp escalation of attacks by the RSF using military drones.
Key events included:
- Strikes on the Osman Digna Air Base, damaging aircraft hangars and supply depots.
- Drone attacks on Port Sudan International Airport, forcing the temporary suspension of humanitarian and commercial flights.
- Destruction of a fuel depot that triggered massive fires, dark smoke plumes over the city, and a temporary shutdown of power supplies.
- Bombardment of a power substation, causing blackouts in parts of the city.
- Attacks on a hotel near government buildings, including the Presidential Guest House, prompting fears for the safety of government leaders.
The Sudanese Armed Forces reported at least 35 military casualties and 12 civilian deaths over the course of these attacks, alongside dozens injured. Infrastructure damage also disrupted humanitarian aid deliveries, threatening supply chains meant for displaced populations.
These drone strikes marked a significant shift in the conflict’s trajectory: Port Sudan, which had served as the de facto administrative capital after Khartoum fell earlier in the war, was now directly in the RSF’s military crosshairs, raising alarms both domestically and internationally.
Sent from my iPhone
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com