سودانايل:
2025-05-28@06:32:39 GMT

الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

بروفيسور حسن بشير محمد نور
القاهرة، سبتمبر 12, 2024.

الصراع المستمر في السودان منذ ابريل 2023 أثر بشكل عميق على العديد من الفئات في جميع أنحاء البلاد، مما زاد من تفاقم نقاط الضعف الموجودة وأوجد أخرى جديدة. لفهم التأثير الكامل للحرب في السودان، من الضروري دراسة الفئات الأكثر تضررًا من المدنيين، النساء، الأطفال والمجتمعات العرقية المهمشة.



لكن الفئات الأكثر تأثرًا هي الأطفال والشباب، ويرتبط ذلك بالهيكل الديموغرافي للسودان، اذ يشكل السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و64 عامًا حوالي 95٪ من إجمالي السكان، بينما تشكل الفئة النشطة اقتصاديًا والتي تتراوح اعمارها بين 15 و 64 سنة، حوالي 60٪. كما أن هناك توازنًا بين عدد الذكور والإناث، مع وجود أغلبية طفيفة للذكور قبل الحرب. وهذا بحسب أبحاث دولية موثوقة حتى عام 2023.

يتحمل المدنيون العبء الأكبر من العنف، النزوح، والانهيار الاقتصادي الذي يصاحب الصراع. شهدت المدن والمناطق الريفية على حد سواء تدميرًا واسع النطاق للبنية التحتية، وتقييد الوصول إلى الرعاية الصحية، وانعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. وقد الملايين من منازلهم، بحثًا عن ملاذ إما داخل السودان أو عبر حدوده، مما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات النزوح في المنطقة. ومع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن، نجد السكان المدنيين في وضع حرج، غير قادرين على إعادة بناء حياتهم.

النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر في أوقات الحرب، والصراع في السودان ليس استثناءً. الان تواجه النساء مخاطر متزايدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاستغلال. كما أن أدوارهن كراعيات ومنتجات للحياة تعني أنهن يتحملن عبئًا أكبر بسبب نقص الوصول إلى الغذاء، المياه، والرعاية الطبية ونفسي الاوبئة الفتاكة وليس اخرها الكوليرا. يعاني الأطفال بنفس الطريقة، حيث يتم تجنيد العديد منهم كجنود أطفال أو يُحرمون من الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. وقد تركت صدمات الحرب أثرًا لا يمحى على الشباب السوداني، مما يهدد الأجيال القادمة ومستقبل التنمية المستدامة في البلاد حتي إذا خرحت موحدة من الحرب.

المجتمعات العرقية والمهمشة، خاصة في مناطق مثل دارفور، جبال النوبة، وجنوب كردفان، كانت مستهدفة منذ فترة طويلة في صراعات السودان. هذه المجتمعات، التي غالبًا ما تكون مهملة أو مضطهدة من قبل الحكومة المركزية، تواجه العنف المنهجي، عمليات القتل الجماعي، والنزوح وتدمير منازلهم وسبل عيشهم، يغذي ذلك دورة الفقر والتهميش، مما يؤدي إلى استمرار الصراع والمعاناة.

في الختام، الحرب في السودان لها تأثير واسع النطاق، حيث يتحمل المدنيون، النساء، الأطفال والأقليات العرقية العبء الأكبر. ومع استمرار الصراع، تظل هذه الفئات في مركز كارثة إنسانية تتطلب اهتمامًا عاجلاً وتدخلًا من المجتمع الدولي.

mnhassanb8@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

الحرب على كرسي السلطة الخالي

كلام الناس
نورالدين مدني
للأسف مازالت الحرب العبثية مستمرة رغم اثارها الكارثية على السودان والمواطنين،وفي كل يوم نسمع أخبار موت المواطنين وتدمير المنشات وازدياد المخاطر الصحية والأمنية على الذين لم يغادروا بيوتهم ولا حياة لمن تنادي.
لن نتحدث عن التصريحات المتضاربة بين طرفي الحرب من الإنقلابيين الذين يتبادلون الإتهامات فيما تستمر جرائمهم ضد المواطنين وماتبقى من منشات.
للأسف أيضاً فإن العالم يدين ويشجب الجرائم المرتكبة في هذه الحرب دون تحرك جاد لوقفها ومحاصرة الجرائم التي يشجبها ويدينها ويترك مشعليها يؤججون الحرب اللعينة بلا محاسبة.
إننا لانعول كثيراً على الحراك الدولي لكنه ضروري لمساندة الحراك المدني الذي للأسف تتهده الخلافات الحزبية فيما تزداد الحاجة لوحدة الصف وسد الفرقة لتأمينه وتعزيزه ودفعه لتكثيف الضغط الشعبي بالتعاون مع الجهد الإقليمي والدولي للإسراع بوقف الحرب والانتقال للحكم المدني الديمقراطي.
مع ذلك لن نمل الدعوة لإعلاء صوت العقل وسط المتحاربين على السلطة الذين عبر عنهم الكاريكاتير المصاحب لكلام الناس اليوم لأنهم حقيقة لم يعد يهمهم السودان ولا المواطنين بقدر حرصهم على كرسي السلطة الخالي الذي لم يعودوا يجلسون عليه!!!.
ربنا يحفظ السودان وينصر الشعب ويجعل كيد الانقلابيين في نحورهم.


noradin@msn.com

 

مقالات مشابهة

  • الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
  • السودان وفروقات الوعي السياسي
  • لقد أصبح مجنونا يقـ.تل الأبرياء.. ترامب يفتح النار على بوتين بعد مجـ.زرة الأطفال
  • الحرب على كرسي السلطة الخالي
  • نساء سودانيات يناقشن معاناة اللاجئين في لقاء حمدوك بكمبالا
  • ساعات مرنة لرعاية الأطفال.. قانون العمل الجديد يُنصف الأمهات العاملات
  • رئيس حزب السلام والازدهار: البديل الرابع في تقرير البعثة الأممية هو الطريق الأكثر واقعية للخروج من الأزمة الليبية
  • بالأرقام.. انتهاكات جسيمة بحق المرأة السودانية في خضم الحرب
  • وهم اسمه السودان !
  • ساحل غزة - من شاطئ استجمام إلى مأوى نزوح