#سواليف

استهجنت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك القرارات الاخيرة المفاجئة التي اتخذتها الحكومة والمتعقلة برفع الضربية على التبغ وعلى السيارات الكهربائية وبنسب عالية بعد وعودها التي قطعتها خلال السنوات الماضية من عمرها والتي تعهدت بها للمواطنين بعدم فرض أو رفع أي ضربية أو رسوم على السلع والخدمات.

وقال الدكتور محمد عبيدات رئيس الجمعية في بيان صحفي اليوم الاحد أن لجوء الحكومة الى جيب المواطن اصبح امرا غير مقبول وغير مفهوم خاصة وأن القدرات الشرائية للمواطنين تآكلت ولا يستطيع المستهلك تحمل اعباءً ورسوماً اضافية اخرى.

ذلك أنه في كل مرة تلجالإ فيها الحكومة لجيب المواطنين هو دليل واضح على عجزها في توفير الايرادات اللازمة وهو ايضا دليل واضح على ضعف البرامج والخطط التي انتهجتها خلال السنوات الماضية.

وبين الدكتور عبيدات أن هذه القرارات جاءت مجحفة بحق المواطنين وبحق التجار معا لا سيما وأن هذه تنفيذ هذه القرارات بشكل فوري خلقت حالة من الفوضى في السوق ، لا سيما وأن بعض التجار قاموا برفع اسعار السيارات الكهربائية التي يمتلكونها وبالنسب التي فرضتها الحكومة بالرغم من شرائها والتخليص عليها على الاسعار والرسوم الجمركية القديمة.

مقالات ذات صلة من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. يا حَبيبي 2024/09/15

ونوه الدكتور عبيدات أن المستهلك هو المتضرر الوحيد من هذه القرارات خاصة بعد لجوءه الى شراء السيارات الكهربائية بدلا من سيارات البنزين بسبب الارتفاعات المتتالية على اسعار البنزين التي اصبحت تثقل كاهله ولا يستطيع مجاراتها بسبب تآكل قدراته الشرائية نتيجة الارتفاعات المتكررة على السلع والخدمات.

و أشار د. عبيدات إلى أن أغلب دول العالم بدأت التوجه نحو الاقتصاد الاخضر المستدام وذلك من اجل التقليل من الاعتماد على وسائل الطاقة التقليدية فبدأت هذه الدول بالتوجه لدعم السيارات الكهربائية وتشجيع مواطنيها على اقتنائها بهدف التقليل من تلوث البيئة الناتج عن استخدام المحروقات، الا ان القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة خالفت توجهات دول العالم للمحافظة على البيئة.

كما انتقد الدكتور عبيدات تنفيذ هذ القرارات بشكل فوري وعدم اعطاء أي فرصة للمواطنين أو للتجار للتخليص على مركباتهم التي تم استيرادها وعمل بيان جمركي لها على الرسوم الجمركية والان اصبح المستهلك لا يستطيع تحمل هذه الفروقات كما أن التاجر سيلجأ الى تحميل هذه الفروقات على المستهلك النهائي وبالتالي تكبيدهم مبالغ اضافية هم في غنى عنها او لا يملكونها.

وطالب دكتور عبيدات تأجيل هذه القراربالرغم من صدوره بالجريدة الرسمية فالاولى أن تعطى مهلة للتخليص على هذه المركبات التي دخلت قبل صدور هذا القرار وهذا لا يعني اننا في حماية المستهلك نوافق على هذه القرارات بل نرفضها جملة وتفصيلا. ولكن ممن اجل عدم تكبيد المواطنين مبالغ لم تكن في حساباتهم.

أما فيما يتعلق بارتفاع اسعار التبغ(الدخان) وبنسب عالية بحجة اقناع المواطن عن الاقلاع عن التدخين، فقد قال انه كان الاولى على الحكومة أن تعالج الارتفاعات التي طالت اغلب اسعار المواد الاساسية مثل اللحوم الحمراء والبيضاء المستوردة التي اصبح شراؤها من نسج الخيال للطبقة الفقيرة وربما الوسطى بعد الارتفاعات التي طالت ايضا الكهرباء والماء والانترنت وباقي السلع الاساسية والكمالية مع ثبات في الاجور والرواتب مما شكل عند المواطن حالة من اليأس من هذه الارتفاعات غير المبررة، وبالتالي لجوئه الى الممارسات السلبية التي تؤثر على صحته ومنها التدخين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف السیارات الکهربائیة هذه القرارات

إقرأ أيضاً:

أيلا (رحل السياسي العضوي المضاد)

كثيرون، مع سماعهم خبر رحيل الدكتور محمد طاهر أيلا، استعادوا مشهد الاستقبال الحاشد الذي حظي به عند عودته إلى أرض الوطن بعد غياب ناهز الأربع سنوات.

ذلك الاحتفاء لم يكن وليد صدفة، بل كان ثمرة تجربة استثنائية في الحكم والإدارة، تابعنا فصولها في ولايتي البحر الأحمر والجزيرة، ثم في شهوره القليلة بمجلس الوزراء.
إذا كان أنطونيو غرامشي، المفكر الإيطالي الماركسي، هو أول من صاغ بوضوح فكرة «المثقف العضوي» مقابل «المثقف التقليدي»، فإن أيلا جسد عملياً مفهوم «السياسي العضوي المضاد»؛ السياسي الذي يقف ضد أنماط الساسة السائدين، ويخوض تجربته بوعي وفاعلية خارج الأطر النمطية المعتادة.

قدّم أيلا نموذجاً مغايراً لثقافة النادي السياسي التقليدي التي أرساها مؤتمر الخريجين وجمعيات أبوروف والهاشماب. ففي حين اكتفى كثير من السياسيين بالشعارات والخطب، اختار هو أن يجعل السياسة عملاً معاشاً للناس، لا تجارة بالأوهام.

في زمن كان السياسيون فيه يتنازعون المواقع دون إنجاز يذكر، جاء أيلا بعقل إداري عملي، جعل الأرقام تتحدث والنتائج تُرى.

لم يبتكر موارد جديدة، لكنه أوقف الصرف العبثي، ورشد الإنفاق الحكومي حتى بلغ حد الكفاف، فأغلق منافذ الفساد ووسع خدمات التعليم والصحة والطرق، فنال رضا الناس وسخط المفسدين.
لم يكن ساحراً ولا بهلواناً سياسياً، بل كان رجل أرقام وحكمة، يدير الموارد بوعي ويصرفها فيما ينفع الناس. في قاموسه، السياسة ليست خطباً ولا وعوداً، بل إنجازات ملموسة يراها المواطن في حياته اليومية. ولهذا أحبه الناس، لأنهم وجدوا فيه المسؤول الذي يخدمهم بصدق ودون وسطاء.

ومن بين جميع من تقلدوا المناصب في عهد الإنقاذ، لم يبلغ أحد ما بلغه أيلا من محبة الناس وشعبيتهم، في الشرق كما في الجزيرة. أحبّه الناس لأنه كان قريباً منهم، ينصت إليهم ويعمل لأجلهم، دون أن يتوسل المجد عبر الحزب أو القبيلة.

واجه استهدافاً من بعض رفاقه في التنظيم الحاكم، لكن الجماهير كانت حائطه المنيع وسنده الصادق، ترد عنه حملات الكيد بما تعرفه من سيرته وما تراه من إنجازاته.
رأوه وهو يعبد الطرق، ويهتم بالمستشفيات والمدارس، ويبتكر مشاريع لدعم الشرائح الضعيفة وأصحاب المهن البسيطة.
جعل للنظافة قيمة، وللعمل قداسة، وللوقت ثمناً، وللكلمة معنى. لم يكن يكثر من الظهور الإعلامي أو الخطابات الجماهيرية، لأن فعله كان أبلغ من قوله. حارب الفساد بشجاعة، وفكك المؤسسات الوهمية، ورفض أن تُهدر أموال الدولة في مشاريع الشعارات الزائفة.
لم يكن التأييد الشعبي الذي حظي به مجرد إشادة بإنجازاته، بل كان أيضاً رسالة رفض لأولئك الذين جعلوا السلطة وسيلة للامتيازات لا لخدمة الناس. فقد غيّر أيلا وجه الإدارة في الجزيرة، وأنهى عهد المرتبات الوهمية والمناصب الشكلية، وأعاد المال العام إلى موضعه الطبيعي في خدمة المواطن.

علّمنا أيلا أن المواطن لا يُخدع بالشعارات، ولا ينحاز إلا لمن يخدمه بإخلاص. وكان الأمل معه أن تُطوى صفحة السياسي الذي يتأنق بالمظاهر ويكتفي بالقول، لتُفتح صفحة السياسي الفاعل الذي يصنع الفرق بالفعل والإنجاز.
رحم الله محمد طاهر أيلا، فقد علّمنا أن محبة الجماهير لا تُشترى بالهتاف، بل تُكتسب بالعمل، وأن النجاح الحقيقي يُقاس بما يُترك للناس من أثر طيب وعمل باق في الأرض.
ضياء الدين بلال ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إلى وزارة العمل.. كفى انحيازًا!
  • ألمانيا تسعى لاتفاق مع سوريا لإعادة طالبي لجوء مرفوضين
  • حماية المستهلك بالشرقية يحرر 141 محضرًا خلال حملات رقابية مكثفة لمواجهة الممارسات الاحتكارية
  • سلامة الغذاء: حملات مكثفة لضمان غذاء آمن وسليم من الميناء إلى المستهلك
  • جهاز حماية المستهلك بالشرقية يحرر ١٤١ محضراً في حملات رقابية على الأنشطة التجارية
  • «الشباب والرياضة» توضح تفاصيل اجتماع نادي دمياط الرياضي وتعلن القرارات النهائية
  • تعرف على حقك في استرجاع المنتج أو استرداد أموالك وفق قانون حماية المستهلك
  • مباحثات بين ممثلي الحكومة والقطاع الخاص حول القرارات النقدية وآليات التجارة الدولية
  • أيلا (رحل السياسي العضوي المضاد)
  • من دولة «المكوّن» إلى دولة المواطن