تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى خطاب وداعى ألقاه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم الرئيس الأمريكى جو بايدن رؤية للاستمرارية، وسط الفوضى،  مؤكدا أن السياق المحيط بخطابه يكشف عن تناقض صارخ، فهناك عالم يتحرك بشكل متزايد خارج نطاق نفوذه.
من جانبه وصف الكاتب الصحفي مايكل هيرش، فى عموده بمجلة فورين بوليسي، التحديات المتزايدة التى يواجهها بايدن على الساحة العالمية، مؤكدًا الشعور المتزايد بعدم الأهمية سواء فى الأمم المتحدة أو داخل السياسة الخارجية الأمريكية.


سلط خطاب بايدن، الذى اتسم بلحظات من البهجة التى لم تكن مؤثرة واستجابة صامتة بشكل عام من المندوبين، الضوء على الانفصال بين تطلعات إدارته والحقائق القاسية للسياسة العالمية، عندما أشار إلى عمره، بدا ضحك الجمهور قسريًا، مما يشير إلى عدم المشاركة فى رسالته.
لقد لاقى اعترافه بعدم السعى لإعادة انتخابه استحسانًا كبيرًا، وربما يشير ذلك إلى تفاهم بين القادة حول الثمن الذى قد تفرضه السلطة المطولة. ومع ذلك، كانت مفارقة هذه اللحظة ملموسة حيث يواصل المستبدون التشبث بالسلطة على مستوى العالم، مما يدل على انحراف واضح عن المبادئ الديمقراطية التى سعى بايدن ذات يوم إلى الدفاع عنها.
ويلاحظ «هيرش» أن تصريحات «بايدن» حول النظام العالمى الفاشل، الذى كان يأمل فى إنعاشه طغت عليها الأزمات الفورية، مثل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله. إن تأكيد والتر راسل ميد على أن «بايدن» قد يحب الدبلوماسية، لكن الدبلوماسية لا تحبه، يلخص بإيجاز الحالة الحالية للسياسة الخارجية الأمريكية - وهى حالة تتسم بالفرص الضائعة والافتقار إلى العمل الحاسم.
الأمم المتحدة: منتدى فى أزمة
يفترض المقال أن الأمم المتحدة تحولت إلى ساحة معركة للقوى الكبرى، وهو ما يذكرنا بعصر الحرب الباردة عندما مارس الاتحاد السوفييتى حق النقض دون عقاب. واليوم، ومع وجود الولايات المتحدة على جانب واحد وكتلة صينية روسية على الجانب الآخر، تجد الأمم المتحدة نفسها متورطة فى طريق مسدود بدلًا من أن تكون منصة للحل. وقد تجسد هذا العجز فى تصريحات أردوغان التحريضية بعد بايدن، والتى أكدت على تفكك الحوار التعاونى داخل الجمعية.
يشير تحليل شليزنجر إلى خطاب بايدن باعتباره بيانًا إرثيًا، يحدد التزامات إدارته بميثاق الأمم المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بأوكرانيا. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى سياسات جديدة أو استراتيجيات مبتكرة ترك العديد من المراقبين يتساءلون عما إذا كانت إدارته قد أدركت حقًا تعقيدات الصراعات العالمية المعاصرة.
فشل بايدن الدبلوماسى فى الشرق الأوسط
إن الرواية المحيطة بولاية بايدن مشوهة بسلسلة من الإخفاقات الدبلوماسية فى الشرق الأوسط، وهى المنطقة التى يبدو أن نفوذ الولايات المتحدة يتضاءل فيها، ويؤكد هيرش على محاولات الإدارة لتعزيز الحوار بين إسرائيل وفلسطين، والجهود الرامية إلى احتواء إيران، والتدخلات فى السودان، والتى أسفرت جميعها عن نتائج ضئيلة. وكما لاحظ أحد الدبلوماسيين المجهولين، هناك شعور ملموس بين قادة الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة لم تعد حَكَمًا موثوقًا به فى المنطقة.
وتعكس ملاحظات المحللين السياسيين اتجاهًا مثيرًا للقلق: يبدو أن اللاعبين الرئيسيين فى الشرق الأوسط، وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، غير راغبين فى الاستماع إلى نصيحة بايدن. والنتيجة واضحة - فبدون تحول كبير فى السياسة الخارجية أو القيادة الأمريكية، تظل احتمالات المشاركة البناءة فى المنطقة قاتمة.
مستقبل الأمم المتحدة
على الرغم من الانتقادات، يحذر هيرش من شطب الأمم المتحدة قبل الأوان. تواصل المنظمة لعب أدوار حاسمة من خلال وكالاتها المختلفة، التى تدعم الاستقرار العالمى والجهود الإنسانية. إن المنظور التاريخى لشليزنجر حول مشاركة الأمم المتحدة فى منع الصراعات الأكبر يؤكد على أهميتها المستمرة، حتى فى ظل أوجه القصور الحالية.
لقد قطعت إدارة بايدن خطوات واسعة فى حشد الإدانة الدولية لأفعال روسيا، مما يشير إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تعمل كمنصة للعمل الجماعي، حتى لو كانت فعاليتها موضع تساؤل فى كثير من الأحيان. فى المستقبل، سيعتمد نجاح الأمم المتحدة إلى حد كبير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، مع الآثار المحتملة على المعايير الدولية والأطر التعاونية.
فى أعقاب خطاب بايدن، من الواضح أنه فى حين يحاول الرئيس إظهار شعور بالاستقرار، فإن المشهد الدولى يتغير بسرعة. توضح الديناميكيات فى اللعب عالمًا على استعداد متزايد لملاحقة مصالحه بشكل مستقل عن القيادة الأمريكية. وكما خلص هيرش، فإن الرئيس الأمريكى القادم سوف يلعب دوراً حاسماً فى تحديد ما إذا كانت الأمم المتحدة قادرة على استعادة موطئ قدمها، وما إذا كانت المبادئ التى تقوم عليها التعاون الدولى سوف يتم الحفاظ عليها.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي جو بايدن فى الشرق الأوسط الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

ماذا قالت وسائل الإعلام الأمريكية عن الرئيس السيسي وقمة السلام بشرم الشيخ

سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط يمثل "الفرصة الأخيرة" لتحقيق السلام في المنطقة. 

جاء ذلك في تصريحاته خلال قمة شرم الشيخ للسلام، حيث شدد السيسي على أهمية حل الدولتين كحل طويل الأمد، وأكد أن الفلسطينيين لديهم الحق في إقامة دولتهم المستقلة.

إشادة بجهود ترامب

وفي هذا السياق، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن الرئيس السيسي إشادته بجهود الرئيس الأمريكي ترامب، مؤكداً أن ترامب هو الشخص الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة. 

وأكدت الصحف الامريكية اهمة القمة التي عقدت في شرم الشيخ وما قام به الرئيس الأمريكي والرئيس السيسي، من انجاز كبير وتحقيق للسلام في الشرط الأوسط.

وكان السيسي قد ألقى كلمة هامة خلال القمة التي شهدت حضور أكثر من 30 من قادة وممثلي دول العالم، معبراً عن دعم مصر الكامل للمبادرة الأمريكية في إطار رؤية مشتركة للسلام.

تصريحات وزير الخارجية المصري

من جانبه، أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس أن رؤية ترامب للشرق الأوسط تعتمد على التزام مستمر في العملية السياسية. وأضاف عبد العاطي أن تنفيذ هذه الرؤية يتطلب فرض ضغوط على الأطراف المعنية ونشر القوات العسكرية كجزء من الدور الدولي المتوقع في المرحلة المقبلة. كما شدد على أن هناك حاجة كبيرة للمشاركة الأمريكية المباشرة على الأرض لضمان النجاح في عملية السلام وحفظ الأمن.

دور مصر في الوساطة

في سياق آخر، أشادت صحيفة وول ستريت جورنال بالدور الفعال الذي لعبته مصر في الوساطة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة. ونقلت الصحيفة عن الرئيس ترامب قوله إن السيسي كان له دور محوري للغاية في هذه الوساطة، مشيراً إلى أن حركة حماس تحترم القيادة المصرية وتثمن جهودها. وقد جرى التوقيع على اتفاق بين حماس وإسرائيل خلال القمة، وهو اتفاق وصفه ترامب بأنه "وثيقة شاملة للغاية".

القمة وهدفها

وتسعى قمة شرم الشيخ للسلام، التي ترأسها كل من السيسي وترامب، إلى إنهاء الصراع في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام في المنطقة. وأكد الرئيس السيسي أن الهدف الرئيس من القمة هو فتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، مع التركيز على الحلول الشاملة المستدامة للعديد من القضايا العالقة.

الختام

تُظهر هذه التطورات رغبة مصر في أن تكون جزءًا فاعلًا في تحقيق السلام في المنطقة، حيث تسعى إلى استثمار دورها الاستراتيجي كوسيط مقبول من كافة الأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • حان وقت التغيير في الشرق الأوسط..
  • مركز صناعة القرارات التاريخية
  • ترامب يسعى الى سلام دائم في الشرق الأوسط دونه عقبات كبرى
  • واشنطن بوست: ترامب يُعلن عن فجر جديد في الشرق الأوسط.. بزوغ سابق لأوانه
  • الداخلية تشارك ذوى الإعاقة البصرية الاحتفال بيومهم العالمى
  • هكذا علّق بايدن على دور ترامب في إنهاء حرب غزة وتحقيق الاتفاق
  • غلاف مجلة تايم الأمريكية يغضب ترامب.. "الأسوأ على الإطلاق"| شاهد
  • بايدن يتجاوز انتقادات ترامب ويشيد بأدائه في التوصل لاتفاق بشأن غزة
  • ترامب يتهرب من "حل الدولتين"
  • ماذا قالت وسائل الإعلام الأمريكية عن الرئيس السيسي وقمة السلام بشرم الشيخ