يستلهم مشروع التطوير العقاري، الذي أطلقته مربعة بالتعاون مع معماريو آر سي آر المتوجون بجائزة بريتزكر في 2017، التراث والثقافة المعماريين المحليين في أحدث مشاريعهما المشتركة وهو برج مربعة فييل.
يأتي هذا المشروع تتويجاً لشراكة امتدت عشر سنوات وهو الخامس بين شركة مربعة في دبي ومعماريو آر سي آر الإسبانية.

كما يعتبر المشروع ثمرة جديدة للطموح المتبادل بين الشريكين حيث الحرص الدائم على العمل بتناغم تام مع البيئة الطبيعية للمكان بحيث تتجلى السمات المتفردة لكل موقع باعتبارها الفكرة الأساسية الملهمة للتصميم. وباستلهام ثقافة ومناخ دبي، تقديم مربعة بالتعاون مع آر سي آر مفهوماً إبداعياً جديداً لناطحة السحاب المحلية في محاولة أصيلة تستهدف تطويع العمارة لروح المكان، وللتساوق مع الطبيعة وليس العمل بعكسها.
يتفرد مربعة فييل الذي يرتفع إلى 380 متر في السماء بأن عرض المبنى بأكمله لا يزيد عن 22.5 متر، أي بعرض شقة واحدة. وسيشتمل المبنى الذي وافقت عليه دائرة التسجيل العقاري في دبي وسجلته لديها على 131 وحدة موزعة على 73 طابقاً وتتنوع بين شقق من غرفتين وصالة إلى وحدات معزولة من 5 غرف وصالة، تخدمها مجموعة مترفة من المرافق الترفيهية، تشمل نادياً صحياً ومطعماً ورواقاً فنياً وملعباً لكرة المضرب وغرف اجتماعات خاصة وصالة سينما خاصة، فيما تبدأ الأسعار من 18,000,000 درهم. واختيرت شركة دبليو إس بي الرائدة عالمياً في مجال الاستشارات الهندسية لتكون استشاري المشروع فيما اختيرت آروب لتكون استشاري العميل.
يرتفع مربعة فييل، بواجهاته التي تثير في النفس إحساساً بالمهابة المتواضعة معاً، من بين الكثبان ليطل من علٍ فوق أفق المدينة الأكثر غنى في تنوعها العالمي وشغفاً في تطلعها للمستقبل، بروعة بصرية تجعل الناظر يتسمر في مكانه وهلةً ليستوعب ما يرى، حتى وهو يعيش في دبي الحافلة بالعجائب المعمارية. يتجلى المبنى للناظرين من وراء سلسلة من الطبقات التي تشكل معاً ذلك الحجاب- فييل بالإنكليزية- المتجاوب والمنفتح الذي يجرد الجسم المعماري من وقعه المادي ويعطيه طغيانه المعنوي. وما كان لبنيانه الهيكلي النحيل، على غير المعتاد، أن يتحقق لولا الاعتماد على أحدث التقنيات الهندسية والتصميمية في العالم، وهو البنيان الهيكلي المستوحى من فنون العمارة المحلية التي تطورت على مدى القرون، والتي طالما كانت تسعى تقليدياً لتلبية الحاجة البشرية الطبيعية للمأوى والأمان والخصوصية والارتباط الوثيق بالطبيعة في آن.
في أرجائه الداخلية، يستلهم مربعة فييل في كل تفاصيله نموذج البيت العربي، ذلك النموذج الذي لا يبوح بدواخله إلا عبر مراحل متوالية تتلطف مع العابرين بالظلال والخضرة قبل الوصول أخيراً إلى الباحة الداخلية، قلب المسكن حيث الإحساس الغامر بالعِشرة والأنس، جنة الإنسان على الأرض. كل وحدة من الوحدات السكنية المعزولة تمتد على كامل عرض المبنى. من وراء ظلال الحجاب المستوحى من المشربية وبين باحتين فسيحتين تحتضانه من الجانبين، يتمتع كل مسكن بمشهدية مزدوجة ونسيم عليل يخفف وطأة الحرارة بالطرق الطبيعية عبر إعادة تخيل ابتكارية لباحة البيت العربي.
مربعة فييل، في جوهره، مصمم ليكون ملاذاً لإنسان هذا المكان وهذا الزمان، ويمنحه الفرصة ليعيش حياته الهادئة والخاصة، بل وحتى التأملية، وهو يطوف فعلاً فوق المدينة وصخبها- في عزلة عن ذلك العالم الضاغط والمادي والواقعي، في محيط مصمم ليكون واحة للذهن وللجسد معاً. أينما تجولت في فييل سيغمرك فوراً إحساس عارم بأنك محاط بأفق لا نهائي يعزلك عن الحرارة الخارجية ويحررك من قيود المكان. وهو الإحساس الذي سيرافقك وأنت تدخل تلك الغرف والشرفات الواسعة والعالية والعريضة في كل مسكن مثلما سيكون الحال أيضاً في عالم فييل الآخر حيث السبا المصممة لتأخذك نحو كهف في جوف الأرض والمطعم والردهات و”الواحة” والمسرح المفتوح الخفي تحت هيكل صدفي يشبه الكثيب الرملي يمتد من قاعدة البرج.
في موقعه المتميز بجانب القناة، قريباً من أهم الطرق الرئيسية في دبي، وهو شارع الشيخ زايد، لا تبوح إطلالة البرج السكني النحيل بأسرار اعتمادها على تلك التقنيات الأصيلة والعريقة الخاصة بالتهوية والإنارة الطبيعية وخبايا تطويعها لأرقى الفنون المعمارية الإبداعية والتأملية. كما أن هذه الجوهرة المعمارية التي صقلت لتتحلى بأقصى مستويات الدقة والأداء والجمال، هي أيضاً عمل فني مصون جيداً ولا يمكن استكشاف سماتها الفريدة إلا في رواقها الفني الذي يستقبل رواده عبر جولات بالحجز المسبق حصراً.
عن هذا المشروع الجديد، يقول إبراهيم الغرير، عضو مجلس الإدارة المنتدب في مربعة: “ما أردناه هنا هو أكثر من مجرد مسكن جميل. كان طموحنا هو أن ننجز عملاً معمارياً يرقى بالحياة ويتناغم تناغماً أصيلاً مع التراث المعماري للبيئة الحضرية في الإمارات العربية المتحدة. نريد أن يكون مربعة فييل تجسيداً حقيقياً للدَعة المطلقة، لذلك الهدوء نفسه الذي سيغمرك حينما تدخل بيتاً عربياً.”
أما رافائيل أراندا، الشريك في آر سي آر، فيقول: “لا نتخلى أبدا عن حماسنا الدائم لضمان أن تكون مبانينا انعكاساً حقيقياً للمكان، أن تكون منتمية حقاً للموقع الذي تنشأ فيه والبيئة الطبيعية من حولها. نحرص دوماً على أن تتناجى مبانينا مع الطبيعة وأن تشع فيها أجواء الثقافة المحلية.”


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تداول فيديو لـتمايل ناطحة سحاب خلال زلزال تركيا.. ما حقيقته؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداولت حسابات اجتماعية مقطع فيديو بزعم ارتباطه بتبعات زلزال محافظة باليكيسير في شمال غربي تركيا، الأحد.  

كانت السلطات التركية أعلنت أن زلزالا بلغت قوته 6.1 درجة ريختر قد هز محافظة باليكيسير.

جمع الفيديو عشرات الآلاف من المشاهدات في منصة إكس وحدها، مصحوبًا بوصف مُضلل يقول: "لحظة مرعبة لأحد الأبراج قيد الإنشاء في إزمير وهو يهتز مثل الأرجوحة خلال زلزال باليكيسير – سينديرغي".

زعم ناشرو اللقطات المتداولة أنها للحظة تمايل ناطحة سحاب بالتزامن مع الهزة الأرضية.

لقطة شاشة لمنشور احتوي الفيديو الزائف عندما بحث CNN بالعربية عن الفيديو اتضح أنه جرى تداوله بسياقات مختلفة، أقدمها في المكسيك، ولم يجر تصويره خلال حدوث زلزال، إلى جانب التحايل عبر الخداع البصري.

وظهر الفيديو للتداول للمرة الأولى يونيو/حزيران إبان زلزال بقوة 7.1 درجة ريختر في المكسيك في مساء 23 يونيو/حزيران 2020، وراح ضحيته 10 أشخاص، مع 23 مُصابًا.

في اليوم التالي، أكد موقع "ميغانوتيسياس" الإخباري المحلي في المكسيك، عدم صحة الفيديو المنسوب إلى تأرجح مبنى شاهق في مدينة بوكا ديل ريو بولاية فيراكروز، خلال الزلزال.

وقال الموقع إنه "استشار فريق ميغانوتيسياس فيراكروز متخصصين ومهندسين معماريين، الذين أكدوا زيفه".

لقطة شاشة لخبر موقع "ميغانوتيسياس" في المكسيك عن حقيقة الفيديوCredit: Meganoticias

آنذاك، قال إستيبان أستوديلو، رئيس الجمعية المكسيكية للهندسة الإنشائية، لخدمة التحقق في وكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف: "يبدو أن الإطار ثابت، وأن ما يتحرك هو المبنى نفسه، ولكن في الواقع (...) هو تأثيرٌ يُظهر حركة الشخص الذي يصوره".

وأضاف أستوديلو: "لو تحرك المبنى بالطريقة التي يُشير إليها الفيديو، لكانت جميع الجدران الزجاجية والضوئية الفاصلة قد انكسرت". وتابع: "تخيل لو أن العمود (الإنارة) الذي تراه كان يتمايل بنفس سرعة المبنى. لكانت جميع الكابلات قد تمزقت".

أراد رئيس الجمعية المكسيكية للهندسة الإنشائية بتصريحه الإشارة إلى أن الشخص الذي التقط الفيديو كان يقوم بخدعة بصرية، وأن الكاميرا هي التي كانت تتحرك، وليس المبنى.   

وحسب موقع Sky Scraper Center، فإن ناطحة السحاب التي ظهرت خلال الفيديو، واسمها "Torre Amura"، يبلغ ارتفاعها 139 مترًا وتضم 36 طابقًا. وبدأت أعمال إنشائها في 2017 وانتهت في 2020.

Credit: Skyscrapercenter

 

ويشار إلى أنه سبق تداول الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزامنًا مع زلزال وقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في إزمير بتركيا.

تركيازلازلنشر الاثنين، 11 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تداول فيديو لـتمايل ناطحة سحاب خلال زلزال تركيا.. ما حقيقته؟
  • تركيا.. ناجون من زلزال باليك أسير يرون لحظات الرعب
  • طوف وشوف.. مبادرة لتسليط الضوء على تراث دمياط العريق
  • أرباح على الورق وخسائر في الواقع.. الخطر الخفي الذي يفتك بالأعمال
  • طوف وشوف.. مبادرة سياحية تُسلط الضوء على تراث دمياط العريق
  • عاجل قرارات مجلس الوزراء
  • بين قيادة إيمانية ووعي شعبي .. التكامل الذي هزم المشروع الصهيوأمريكي
  • مدبولي: نستهدف الحفاظ على الطابع المعماري والعمراني للقاهرة الخديوية ووسط البلد
  • وزير الاتصالات يؤكد السعي لتوفير البنية التحتية والبيئة المشجعة على الإبداع لابتكار الحلول الرقمية
  • استئناف ترميم قلعة القاهرة بتعز بعد سنوات من الدمار الذي تسببت به مليشيا الحوثي