فيديو: عبق الرفاهية..تعرّف على الياسمين الهندي الذي يدخل في صناعة أثمن العطور الفرنسية
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
تُعرف مدينة مادوراي الهندية بزراعة وتصنيع الياسمين، أحد أغلى مكونات بعض العطور العالمية باهظة كـ"مون غيرلان" و"جادور". فكيف يُقطف ويُستخلص منه جوهره الثمين؟
تفوح روائح منعشة في كل مكان حول قاطفات ماهرات في جنوب الهند يتولّين حصد براعم من الياسمين الأبيض قبل عصرها لاستخراج جوهرها الثمين الذي يستخدمه صانعو العطور في مختلف أنحاء العالم.
وتقول مالاركودي التي تتمتع بخبرة واسعة في قطف الياسمين "نُدرك أيًا منها ينبغي قطفها". ثم تجمع بعضًا من الأزهار المتفتحة وتضعها على شعرها الداكن. وتُستخدم زهور الياسمين التي ترمز إلى النعومة والإثارة، منذ آلاف السنين في الهند لتكريم الآلهة.
وفي مدينة مادوراي القديمة في جنوب الهند، تستقطب أزهار الياسمين التي تُزرع على نطاق واسع، كبار صانعي العطور، إذ تُستخدم في تصنيع عطور من ماركات بارزة منها "جادور" من "ديور" و"مون غيرلان" من "غيرلان". ويقول رجا بالانيسوامي، مدير شركة "جاسمن كونكرت" المتخصصة في عصر كميات كبيرة من الزهور الطازجة للحصول على بضع قطرات ثمينة من السائل الجوهري، إنّ هذا العطر هو "من الأغلى في العالم".
في غضون ساعات..عطر جديد لإيلون ماسك يحقق مبيعات بمليون دولاربلغراد تتمسكُ بآخر حرفة يديوية لصناعة العطور..حيث عبق التاريخ وسفر الحواس عبر الزمنويكسب القاطفون نحو 1,5 دولار في اليوم لقاء قطف أربعة إلى خمسة كيلوغرامات من براعم الياسمين، أي ما يعادل 4 آلاف برعم لكل كيلوغرام واحد. وبمجرد قطفها، تُرسل البراعم سريعًا إلى السوق وتُباع مقابل 200 إلى 2000 روبية للكيلوغرام الواحد (2,40 إلى 24 دولارًا).
" مثير وكثيف وقوي"وحصل الياسمين المُنتج في مادوراي، وهو نوع آسيوي اسمه العلمي جاسمينوم سامباك، على "مؤشر جغرافي" من المنظمة العالمية للملكية الفكرية في العام 2013، والتي أشارت إلى أنّ عطر مادوراي "كثيف الرائحة".
يقول تييري واسر، صانع العطور المتخصص في اختبار الروائح لدى دار "غيرلان" الفرنسية، خلال زيارة له إلى أحد الحقول "إنّ هذا العطر مثير وكثيف وقوي". ويتابع واسر الذي يشتري الياسمين من شركة بالانيسوامي أنّ رائحة الياسمين فيها "عذوبة (...) وطابع زهري ثابت". وإلى جانب "غيرلان"، يزوّد واسر ماركات كثيرة بعطر الياسمين بينها "بولغري" و"ديور" و"لش".
زهور تزين المنازل والمعابدوفي مادوراي، لا يخلو أي منزل من الزهرة البيضاء اللامعة المُستخدمة أيضًا كأكسسوار للشعر، أو في المعابد الضخمة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر والمخصصة للإلهة الهندوسية ميناكشي، حارسة المدينة. وفي كل مساء، يقدّم الهندوس للإلهة ميناكشي قلائد من أزهار الياسمين العطرة خلال احتفال كبير. ويقول واسر "بمجرد أن نفهم أننا نحتفي مع هذه الزهرة بالحب والأخوّة والأسرة والصداقة، يأخذ الأمر بعدًا آخر". ويضيف "هذه الزهرة بالنسبة إلي تعبير عن الحب".
لكنّ استخراج الزيت العطري من الياسمين يستلزم عملية طويلة. فجامعات البراعم لا يستطعن التمتع بهذا العطر، سواء لتكريم الآلهة أو الاحتفال بزفاف أو حضور جنازة أو الحصول على عطر فاخر. وفي حقل ياسمين يقع في ضواحي المدينة، تحرّك النساء بدقة أغصان شجيرة بحثًا عن البراعم المناسبة لقطفها. وخلال موسم القطاف، يعمل المصنع على مدار الساعة. ويقول بالانيسوامي "بمجرد أن تبدأ (أزهار الياسمين) تتفتّح، ينبعث العطر منها".
الخوارزميات تسمح بإنتاج عطور ومستحضرات تجميل على قياس كل شخصوعندما تفوح الرائحة في الأجواء في وقت متأخر من الليل، يضع العمال البراعم في أجهزة استخلاص. ثم يوضع الياسمين في سائل مذيب يمتص الجزيئات الشمية قبل أن يتم تجميعها وغليها لإنتاج عجينة شمعية. ثم تـُعالَج هذه العجينة بالكحول لإزالة الشمع منها والحصول على سائل يدخل في تكوين العطور. ويستلزم إنتاج لتر واحد من هذا الزيت العطري الذي يُباع لقاء 4200 دولار، نحو 700 كيلوغرام من أزهار الياسمين، حسب بالانيسوامي.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نيمار في الصدارة.. ما هي أغلى صفقات الانتقالات في كرة القدم؟ حركة طالبان تتعهد بمقاومة أي تهديد لاستقلال أفغانستان بمناسبة مرور عامين على توليها السلطة بوتين يدخل على خط أزمة النيجر ويدعو إلى حل سلمي ورؤساء أركان دول "إيكواس" يجتمعون الخميس صناعة فرنسا عطر زراعة أزهارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: صناعة فرنسا عطر زراعة الشرق الأوسط إسرائيل كرة القدم أزمة المهاجرين انهيار فيديو فلاديمير بوتين احتجاجات قتل دونالد ترامب كوارث طبيعية الشرق الأوسط إسرائيل كرة القدم أزمة المهاجرين انهيار فيديو
إقرأ أيضاً:
شراء الوقت كتاب يُوثّق علاقات العُمانيين في زنجبار وغرب المحيط الهندي
"العُمانية": يسلط كتاب "شراء الوقت" للمؤلف "توماس. إف. ماكداو" وترجمة محمد بن عبدالله الحارثي، الضوء على عوالم التجارة والهجرة بين إفريقيا وآسيا، وبين زنجبار وعُمان على وجه الخصوص، ويتناول علاقات العُمانيين بغرب المحيط الهندي، استنادًا إلى وثائق عُمانية مهمة عن زنجبار. ويضم الكتاب عددًا من الوثائق والخرائط والرسوم التعبيرية، المدونة في الأرشيفات الوطنية الزنجبارية.
ويقول مترجم الكتاب في مقدمته: "يتمحور هذا الكتاب بصفته تاريخًا اجتماعيًّا لعوالِم مُتَرابطة في المحيط الهندي، حول أشخاصٍ وعائلات غادرت مزارع النخيل في المنطقة العربية من الامبراطورية العُمانية". ويضيف: "سَكَنَ أعضاء من هذه المجموعة المتنوّعة مناطق مُتَداخِلة في الجزيرة العربية وإفريقيا، وشاركوا مجموعة من الممارسات المُتَّصِلة بالكتابة والتدوين، واستخدموا صيَغًا ثابتة لإجراء التداولات التجارية".
ويتحدث المؤلف في خاتمة الكتاب عن الصراعات بين عرب الكونغو وأصحاب الأرض الأصليين للسيطرة على مقدَّرات التجارة والإنتاج في جزيرة زنجبار، مؤكدًا أن الدور الأوروبي أرغم الجميع على التسليم بشكل جديد لمجريات الأمور في إفريقيا بوجه عام، وفي جزيرة زنجبار بشكل خاص.
ويعترف ماكداو بالأثر العميق للوجود العربي في زنجبار بقوله: "تمكنت خلال تأليف هذا الكتاب من السفر في أنحاء المنطقة العربية وشرق إفريقيا مُستَطلِعًا البلدات والواحات والمدن والموانئ، ومحطات القوافل، والمواقع المُتَقدِّمة على ضفاف البحيرات المذكورة في العقودِ أو الصكوك المُدَوَّنة باللغة العربية، تلك التي موّلت التغيرات واسعة النطاق التي شَهِدَها القرن التاسع عشر، ولقد تَحدَّثَتُ في كُلٍّ من تلك الأماكن بـ(السواحلية)، وأكلتُ الحلوى، وسمعتُ قصصًا عن سير الأسلاف وعن عالَم المحيط الهندي غير المنسي".