بوابة الوفد:
2025-10-15@23:24:44 GMT

اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﻷﻛﺬوﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

..امنحوا الناس الأمل 

نعم الصحافة المصرية عندنا تمر بأزمة حقيقية، علينا أن نعترف بهذا، سواء الصحافة الورقية أو الإلكترونية، وتلك الأزمة تعجل بالقضاء على تلك الصناعة، التى دخلت مصر منذ أكثر من قرن والنصف.

وأتصور أن أزمة الصحافة بدأت عندما بدأ تصنيفها، بين قومية ومعارضة ودخل عليهم منذ ربع قرن أو أقل تصنيف اخر هو الصحف المستقلة، رغم أن الدور واحد، فالصحافة منذ صدور أول مطبوعة منها هدفها واحد هو نشر المعلومة الحقيقية، كون أن البعض استخدمها فيما بعد بشكل لا يليق بمكانتها وقيمتها، فهذا أمر تمر به كل المهن، كل مهنه فيها الجيد والردىء، الصالح والفاسد، المفيد والضار، لكن فى الأصل، أى مهنه هدفها الخير للناس، والصحافة هدفها الخير دائما، حتى لو تعرض الصحفى لمضايقات.

لكن دعونا نعود إلى التصنيف، بين قومى ومعارض ومستقبل، حتى إننا عندما أصدرنا بعض الإصلاحات المتعلقة بالصحافة والاعلام، شرعنا فى مصر إلى إصدار فكرة تدعم هذا التصنيف والانقسام الهيئة الوطنية للاعلام وتتبعها الصحف المعارضة والمستقلة، والهيئة الوطنية للصحافة وتتبعها الصحف القومية، التى تمتلكها الدولة، وهو تصنيف صنع شرخًا بين أطراف يفترض أن تكون جميعها تحت مظلة الصحافة الوطنية التى تخدم الوطن والمواطن. رغم اننا فى الماضى القريب كنا جميعا تحت مظلة واحدة، المجلس الاعلى للصحافة، وتصورى أن الصحافة يجب إلا تصنف بين قومية ومعارضة ومستقلة، وإن كان هناك مسمى لا بد أن يجمعها فهو الصحافة الوطنية التى تطرح وتناقش ما يهم الوطن والمواطن.

لكن للأسف وبعيدا عن التنظيم والتصنيف فهناك أزمات أخرى تمر بها الصحافة وهى المضمون الذى تقدمه للناس، هناك مفردات مازالت الصحافة المصرية تستخدمها فى العناوين الرئيسية، وهى مفردات انتهت صلاحيتها بحكم الزمن وبحكم أمور كثيرة مرتبطة بالواقع. أمر محزن أن تجد زميل شاب أو تخطى مرحلة الشباب أو زميل عاش تلك المرحلة ومازال متأثرا بعناوين كانت تستخدم فى حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ويرى من وجهة نظرة أن هذه هى الصحافة.

أمور كثيرة تغيرت فى الصحافة من حولنا «عالمية وعربية» التناول نفسه لأى موضوع «خبر -تقرير-تحقيق- حوار -مقال» تغير.. طريقة الطرح والكتابة تغيرت. العناوين تغيرت من حيث عدد الكلمات المستخدمة وكذلك المضمون.

مندهش جدا من التصميم على التقليدية التى أصبح عليها 80% من الإصدارات المصرية حتى الحديث منها..

العالم كله يسير فى اتجاه المعلومة وتحليلها. ونحن مازلنا ننظر لمن يكتب التحليل على أنه رأى أو مقال.

أندهش أكثر وأكثر من بعض رؤساء الأقسام أو رؤساء التحرير عندما يطلبون من المحرر مصدرة الخبر، أى يقوم بطرح الكلام على لسان مصدر المعلومة.

الصحف حول العالم، تسعى للمعلومة الدقيقة الحقيقية، بينما مازال البعض عندنا يسعى نحو الأكذوبة.

الصحافة حول العالم تهتم بالصحفى المتخصص بينما مازال «الفهلوى» عندنا هو مصدر الثقة وهو المطلوب والمرغوب.

الصورة أيضا تراجعت عندنا فى الصحافة بشكل محزن.

قليل جدا عندما تجد صحيفة تسعى لنشر صورة معبرة تحقق بها انفراد، مؤخرا وخلال احداث اعتداءات الكيان الصهيونى على اهالينا فى غزة، كانت الصورة خير دليل على تلك الانتهاكات.

وللأسف عندنا اذا وجدت صورة جيدة، تجدها قادمة إلينا من إحدى الوكالات أو المواقع العالمية.

الآن الصورة الجادة تساوى مليون خبر لانها تعبر بشكل لا يحتاج إلى كلام.

على مستوى الإخراج الصحفى البعض يهتم به ويعطيه أهمية كبيرة، بينما هناك صحف مازالت متمسكة بشكلها التقليدى، تجد الصفحات فيها عبارة عن أسطر من الكلمات مرصوصة، مجهدة للعين، تجعلك تنفر منها مهما كانت أهمية التقرير أو التحقيق أو الحوار المنشور.

للأسف عندما تجلس وتتابع مضمون أغلب الإصدارات الصحفية الآن تقول لنفسك «خسارة فلوس الطباعة والورق».

قضايا كثيرة تستحق أن تطرح وتناقش بمفهوم عصرى بعيدا عن لغة الصوت العالى والحنجورية والمزايدة واستخدام مفردات انتهت صلاحيتها ووضع مفردات وكلمات فى غير محلها من أجل التهويل.اذا كنت تريد زيادة مبيعات ومتابعات عليك بالمعلومة الحقيقية فهى أسهل وأقصر طريق إلى الناس. 

الصحافة لابد أن تعطى للناس الأمل، لا تكون صادمة.

لا بد أن تكون الصحافة حاضنة للأمل، وليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هى قوة ناعمة يمكنها أن تصنع الفارق فى حياة الناس. المطلوب الآن هو صحافة تزرع الأمل، لا أن تصدم الجمهور أو تزيد من إحباطه.

إذا أردنا أن نبنى مستقبلًا واعدا ومستدامًا لهذه المهنة، فعلينا أن نعيد تعريف دور الصحافة فى المجتمع. الصحافة ليست مجرد وسيلة لنقل المعلومة، بل هى شريك فى صناعة الأمل وصياغة المستقبل.

وعلى الصحف ايضا الاستثمار فى العنصر البشرى من خلال تدريب الصحفيين على الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

وفى النهاية البطولة هى أن تكون صادقا فى وسط يسعى لخلق الاكذوبة من أجل الانتشار.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الصحافة المصرية أزمة الصحافة

إقرأ أيضاً:

هل تخلد جدة اسم الرابغي

رحم الله أستاذنا الكبير والإعلامي المدرّس علي محمد الرابغي (أبو مروان)، ذلك الاسم الذي اقترن بتاريخ الإعلام السعودي، وبذاكرة جدة التي أحبها وعاش من أجلها، وخلّدها في مقالاته وأحاديثه وابتسامته الحاضرة دائمًا. فقدت جدة برحيله أحد أبنائها البررة الذين جمعوا بين الفكر والخلق والوفاء، وأحد أعمدة الصحافة الذين ساهموا في صياغة الوعي الإعلامي الوطني لعقود طويلة.
ولعل من الوفاء الذي يستحقه هذا الرجل أن تحمل أحد شوارع جدة اسمه، تخليدًا لمسيرته الحافلة بالعطاء، وتكريمًا لرمز أعطى للوطن بصدق، وللمجتمع بمحبة، وللمهنة بإخلاص لا يُجارى. إن إطلاق اسم “شارع علي الرابغي” لن يكون مجرد لافتة على طريق، بل سيكون رسالة وفاء من مدينة احتضنها واحتضنته، عرفته مخلصًا لها في كل حرف كتبه، وصوتًا إذاعيًا قدّم من خلاله الكلمة المسؤولة والطرح الهادف.
عاش الرابغي مسيرة حافلة منذ ولادته عام 1939م في مدينة رابغ، حيث نشأ في بيئة متواضعة حفّزت فيه حب العلم والثقافة منذ الصغر. بدأ حياته العملية في سلك التعليم قبل أن ينتقل إلى ميادين الصحافة والإذاعة والتلفزيون، ليصبح واحدًا من أبرز الأسماء التي أسهمت في تأسيس الصحافة الرياضية في المملكة، وفي تطوير المشهد الإعلامي المحلي.
تقلّد مناصب رفيعة في كبريات الصحف السعودية، منها إشرافه على الصفحات الرياضية في جريدة “البلاد”، ورئاسته للقسم الرياضي في صحيفة”عكاظ”، وإشرافه على القسم الرياضي في”الشرق الأوسط”. وظل كاتبًا عموديًا ثابت الحضور في “عكاظ” حتى سنواته الأخيرة، وتميز قلمه بالاتزان والموضوعية، وبقدرته على تناول الشأن الرياضي والاجتماعي والثقافي بوعي المثقف وصدق الإنسان.
وفي الإذاعة والتلفزيون، كان صوتًا مميزًا وقدّم برامج أسهمت في رفع مستوى الوعي الاجتماعي بأسلوب هادئ وحضور متزن. امتدت مسيرته لأكثر من ستة عقود شهدت خلالها المملكة تحولات فكرية وثقافية وإعلامية كان للرابغي فيها بصمته الواضحة.
كان الأستاذ علي الرابغي ـ كما وصفه الأستاذ خالد المالك ـ صاحب خلق وتواضع وتواصل لا ينقطع، عرفه الجميع ببشاشته وإنصاته وحرصه على تقدير الزملاء والجيل الجديد من الإعلاميين. ورغم مرضه في سنواته الأخيرة، بقي متفائلًا مبتسمًا، محاطًا بأسرته وأحفاده الذين نهلوا من قيمه وطيب معدنه.
توطدت علاقتي بالأستاذ علي الرابغي خلال عملي مديرًا للعلاقات العامة والإعلام في أمانة جدة؛ كان أحد الأقلام التي نثق بمهنيتها وموضوعيتها، نتبادل معه الرأي والنقاش بكل ود واحترام. لم يكن مجرد كاتب صحفي يطرق الأبواب بحثًا عن سبق أو خبر، بل كان مفكرًا نبيلاً يكتب بقلبه قبل قلمه، ويبحث في قضايا الناس بروح المسؤول لا بروح المزايدة.
أتذكر عندما كان يذكر اسمي في مقالاته بكل لطف، يُثني على ما يراه من جهد، أحرجني عدة مرات بكرمه اللفظي ونبله الدائم. كنت أقول له ممازحًا: “أبا مروان، خفف من الإطراء”، فيضحك ويقول:”من يستحق الذكر، لا يُنقصه التواضع شيئًا”. تلك الجملة بقيت عالقة في ذهني، مثل بصمته التي لا تُمحى.
جدة التي عاش فيها الرابغي وكتب عنها تستحق أن تكرّم أبناءها الذين خدموها بإخلاص، ولهذا فإن إطلاق اسمه على أحد شوارعها ليس فقط واجب تقدير، بل هو امتداد لثقافة الوفاء التي تليق بهذه المدينة وتاريخها.

مقالات مشابهة

  • "سياحة الرعب".. عندما تكون الأشباح مصدر جذب سياحي!
  • صالون الصحافة يستعرض تحديات الصحافة الثقافية
  • هل تخلد جدة اسم الرابغي
  • خالد الغندور يكشف رد الزمالك على زيزو: ملوش فلوس عندنا عشان يتنازل عنها
  • الزمالك ردأ على زيزو: "ملوش فلوس عندنا عشان يتنازل عنها"
  • قمة شرم الشيخ للسلام تتصدر اهتمامات الصحف الكويتية
  • مسودة التاريخ
  • "عندنا رئيس ذكي".. تعليق قوي من إبراهيم فايق على لقاء السيسي وترامب
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية: السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة عندما تكون جاهزة
  • قمة «شرم الشيخ» وتصريحات الرئيس السيسي بشأن إثيوبيا تستحوذان على اهتمامات الصحف الكويتية