أكد إيبن بارلو رئيس ومؤسس شركة "النتائج الحاسمة" الجنوب أفريقية، أول وأشهر شركة جيش خاص في العالم، أنه من الصعب المقارنة بين الصراعات التي يتعامل معها في قارة أفريقيا وبين الصراع في فلسطين، مشيرا إلى أنه لا يمكن استخدام نموذج للصراع في أفريقيا وفرضه على منطقة أخرى في الشرق الأوسط، وأضاف أن متابعة الصراع في فلسطين مطلوبة لمحاولة فهم كل شيء وراء هذا الصراع.

وبشأن رأيه في حال قبول شركة من شركات الجيوش الخاصة عقدا من إسرائيل لتكون جزءا من حربها على الفلسطينيين، أعرب بارلو عن اعتقاده أن الأمر سيكون صعبا.

وأضاف "أعلم بصعوبة هذا الأمر بناء على خبرتي في أفريقيا، فأنا شخصيا وشركتي (النتائج الحاسمة) لا نشارك في صراعات لا نفهم تضاريسها ولا لغات شعوبها ولا ثقافاتها المختلفة ومجموعاتها العرقية وأديانها. ولذا، فإنه يتوجب على أي شركة أمن خاصة أن تفهم هذه الأشياء، قبل أن تقبل مثل هذا العقد إذا أرادت أن تُحدث تأثيرا إيجابيا على أي من الجانبين".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا تعرف عن إمبراطورية لوكهيد مارتن التي تُشعل ساحات الحروب بالعالم؟list 2 of 2القسام يخترق إسرائيل ويقتنص معلومات خطيرة وهذه أشهر العملياتend of list

وبشأن اتفاقه مع حكومة بلاده جنوب أفريقيا في رفعها قضية أمام محكمة العدل الدولية عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ أكثر من عام، وتعريفه للإبادة الجماعية والتطهير العرقي في سياق عسكري، قال بارلو إن الحكومات تتخذ القرارات، والناخبين يلتزمون بها.

إيبن بارلو: الفصل العنصري تحول إلى مصطلح طنان لكثيرين (الجزيرة)

وأضاف أنه من الطبيعي أن البعض يؤيدون وآخرين يعارضون بشدة، "ولكنى أري أنه قبل أن نبدأ في محاولة حل مشاكل الآخرين يجب علينا أن ننظر إلى ما يحدث في وطننا"، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا لم تقم بإدانة الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضاف "إذا كنا سندين طرفا، فتجب إدانة طرف آخر وألا نكون انتقائيين".

وردا على سؤال بشأن ما يجب أن يكون عليه سلوك الجيوش الشريفة في المناطق الحضرية المكتظة بالمدنيين، وذلك في ضوء مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين على يد إسرائيل خلال الأشهر الـ13 الماضية، قال بارلو إن المناطق الحضرية المكتظة بالسكان تسبب مشاكل لأي قوة عسكرية بسبب خسائر المدنيين، مشيرا إلى أنه من دون التخطيط للعمليات بشكل جراحي فستكون هناك مشاكل، "ومع ذلك، نعتقد أن القوات العسكرية يجب أن تبقى خارج المناطق الحضرية لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار الهائلة التي تصيب جميع الأطراف المشاركة في هذا الأمر".

إيبن بارلو وبين يديه كتابه الذكاء البشري (الجزيرة)

وردا على اقتناعه بفاعلية ما وصفها بضرورة التخطيط للعمليات في المناطق المكتظة بالمدنيين بشكل جراحي، رد بارلو بالقول "لا، لا أعتقد ذلك فعليا، ولكن بشكل عام، الناس يحبون استخدام تعبير (ضربات جراحية) ككلمة طنانة، ولكن، لا يوجد أي اعتبار للأضرار الجانبية الناجمة عنها على المدنيين". وأضاف "في كثير من الأحيان، أعتقد أن الضربة الجراحية يجب تعريفها فعليا كضربة غير جراحية".

وردا على سؤال بشأن ما يشعر به عندما توصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري، وذلك بالنظر إلى أنه خدم في الجيش والمخابرات الجنوب أفريقية في زمن العنصرية، أوضح بارلو أنه طبقا للدراسات، فإن عدد الذين قتلوا في هذا الصراع منذ عام 1960 حتى 1994 وصل إلى 21 ألف قتيل، ومن ثم لا يمكن المقارنة بين ما حدث في جنوب أفريقيا وما يجري في فلسطين.

وأضاف أن الفصل العنصري تحول إلى مصطلح طنان لكثيرين، مشيرا إلى أن الوضع كان مختلفا في جنوب أفريقيا من حيث إن الفصل العنصري ببساطة كان يتحكم في حركة الناس، مما أدى إلى مظالم كثيرة بحق السود والملونين في كثير من النواحي، ولكن لا يمكن المقارنة بين النموذجين.

ونفى بارلو أي تشابه بين نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، "فرغم ما قد يقوله البعض، فإن الجنوب أفريقيين لم يغزوا جنوب أفريقيا التي كانت مستعمرة مثلها مثل عديد من بلدان العالم، وإن غالبية البيض نشؤوا في أفريقيا ويعتبرون أنفسهم أفارقة أو جنوب أفارقة. فنحن لم نغز ولم نحتل أحدا".

بارلو : العقوبات التي طبقت على جنوب أفريقيا كانت هائلة، ولا نراها تصدر بحق إسرائيل (الجزيرة)

وأوضح بارلو -الذي عمل في ثمانينيات القرن الماضي مديرا للمكتب الإقليمي لمخابرات جنوب أفريقيا في أوروبا الغربية- أن هناك قاعدتين حاليا، واحدة تنطبق على أفريقيا والشرق الأوسط، والأخرى على بقية العالم، وأن ذلك يترجم إلى المعايير المزدوجة، فجنوب أفريقيا لم تذهب خارج حدودها لتحتل أراضي غيرها وتبني فوقها مساكن.

وعن اعتقاده بضرورة فرض عقوبات ضد إسرائيل بسبب جرائمها ضد الفلسطينيين كالعقوبات التي طبقت ضد نظام الفصل العنصري واعتباره جريمة ضد الإنسانية، قال رئيس ومؤسس شركة "النتائج الحاسمة" إن العقوبات التي طبقت على جنوب أفريقيا كانت هائلة، ولا نراها تصدر بحق إسرائيل، واعتبر الأمر كله يقوم على النفاق.

إيبن بارلو خلال مشاركته في القتال بأدغال أفريقيا (الجزيرة)

وعن تناقض موقف جو بايدن عضو مجلس الشيوخ الأميركي في الثمانينيات بوصفه النظام في جنوب أفريقيا يثير الاشمئزاز ودعوته إلى تشديد الحصار عليه، وبين موقفه وهو رئيس يدعم إسرائيل في جريمة الإبادة ضد الفلسطينيين، وصف إيبن بارلو ذلك بالنفاق، مشيرا إلى أنه رغم أخطاء نظام الفصل العنصري واستخدامها مبررا لتركيع جنوب أفريقيا البيضاء، فإن ما نشهده قصة مختلفة تماما، إذ ترسل الولايات المتحدة قواتها إلى إسرائيل، ولهذا أقول إنه النفاق الدولي.

ويرى بارلو أن فصائل المقاومة الفلسطينية التي تقاتل داخل وطنها ويصنفها الغرب إرهابية، تقاتل من أجل ما تؤمن بأنه حقها تماما "كما كنت سأفعل لو تعرضنا لغزو من قبل غزاة أجانب".

وأضاف أن التاريخ سيكون أكثر قسوة مع إسرائيل مقارنة بنظام الفصل العنصري، خاصة في ظل تصاعد المعارضة الأوروبية المتزايدة لما تقوم به في غزة ولبنان. لكن بغض النظر عن ذلك، فسوف يتعين التوصل إلى حل سياسي.

واختتم بارلو الجزء الأول من الحوار بالتشديد على ضرورة التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، إذ قال "لا يمكن أن تقضي على معتقدات الناس ومبادئهم، فلن تستطيع قتلهم جميعا ولا قتل معتقداتهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الفصل العنصری جنوب أفریقیا مشیرا إلى أن وأضاف أن إلى أنه لا یمکن

إقرأ أيضاً:

وزير بحكومة جنوب أفريقيا يقترح مراجعة سياسات التمكين الإيجابي لإرضاء ترامب

قال زعيم ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحاكم بجنوب أفريقيا إن الرسوم الجمركية البالغة 30% والتي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة ستظل قائمة ما لم تُجرِ الحكومة تعديلات على بعض السياسات الداخلية المتعلقة بالتمييز العنصري، مثل سياسة التمكين الإيجابي.

وتحاول حكومة جنوب أفريقيا (صاحبة أكبر اقتصاد في القارة) منذ أشهر التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن، لكنها فشلت في تحقيق ذلك قبل انتهاء المهلة التي حددها ترامب.

وباتت صادرات جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة تواجه أعلى معدل رسوم جمركية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

منظر عام لمحطة الحاويات في ميناء ديربان بجنوب أفريقيا (رويترز)

وقال زعيم حزب التحالف الديمقراطي جون ستينهايسن في مقابلة مع رويترز إن "من الواضح أن المفاوضات مع إدارة ترامب تتجاوز المسار التجاري، فهناك قضايا أعمق تتعلق بمصادرة الأراضي دون تعويض، وبعض قوانين العمل، والتشريعات العنصرية".

وأضاف ستينهايسن أن عضوية جنوب أفريقيا في مجموعة بريكس -التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين، والتي تهدف إلى تحدي الهيمنة الأميركية- كانت أيضا محل خلاف مع إدارة ترامب.

ومنذ فترة طويلة يعارض حزب التحالف الديمقراطي المعروف بتوجهاته المؤيدة لقطاع الأعمال قانون التمكين الاقتصادي الشامل للسود وغيره من التشريعات التي تهدف إلى معالجة التفاوتات العرقية المتوارثة منذ حقبة الفصل العنصري.

ويقترح الحزب الاستعاضة عنها بسياسات غير عنصرية لتحفيز الاقتصاد وخلق فرص العمل، مثل تقليص البيروقراطية وتبسيط إجراءات الترخيص التجاري.

ومع ذلك، وصف ستينهايسن ربط هذه القضايا بالملف التجاري بأنه "أمر غريب"، مضيفا "كما أننا لا نتدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة نتوقع أن تُحترم سيادتنا في ما يتعلق بشؤوننا الداخلية".

إرث الفصل العنصري

ومن غير المرجح أن يتنازل الرئيس سيريل رامافوزا وحزبه المؤتمر الوطني الأفريقي -الذي وصل إلى السلطة عام 1994 بعد إنهاء حكم الأقلية البيضاء العنصري- عن سياسات، مثل التمكين الاقتصادي للسود، والتي يعتبرها الحزب سياسة محورية لمعالجة إرث الفصل العنصري.

إعلان

ولا يزال البيض في جنوب أفريقيا الفئة الأكثر ثراء، في حين يشكل السود الأغلبية العظمى من الفقراء.

كما يرى حزب المؤتمر الوطني أن المخاوف بشأن قانون المصادرة -الذي أُقر هذا العام، والذي يتيح للحكومة في حالات نادرة الاستيلاء على الأراضي لإعادة توزيعها- مبالغ فيها، مؤكدا أن أي أرض لم تصادر حتى الآن بموجب هذا القانون.

وأشار ستينهايسن إلى أن هذه القوانين لا يمكن تعديلها فورا لإرضاء الولايات المتحدة، لأنها تتطلب نقاشا مطولا داخل البرلمان.

لكنه أضاف أن إرسال "إشارة" من جنوب أفريقيا تفيد بأنها تنوي التحرك في هذا الاتجاه قد يحسّن العلاقات.

وقال الوزير الجنوب أفريقي "ما يقلقني هو أننا سنواصل التفاوض بشأن الرسوم والتجارة، وستظل نسبة الـ30% قائمة".

يشار إلى أن ستينهايسن يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة رامافوزا، ويُعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تضررا من الرسوم الجمركية.

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا ترفض تقرير حقوق الإنسان الأميركي وتصفه بـالمتحيز
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يزور المواقع التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان: نفذنا أكثر من 600 غارة
  • صحفيو جنوب أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل غزة وينعون شهداء الحقيقة
  • رئيسة أيرلندا السابقة للجزيرة: إذا لم تشعر إسرائيل بالألم والعزلة فلن تكف
  • هذه هي الدولة التي تريد إسرائيل توطين الفلسطينيين من قطاع غزة فيها
  • مفتي جنوب أفريقيا: أعتز بانتمائي للأزهر الشريف وتدريبي في دار الإفتاء المصرية
  • جنوب أفريقيا تقدم عرضا جديدا لاتفاق تجاري مع واشنطن
  • تفشي الحمى القلاعية بجنوب أفريقيا وسط مخاوف المزارعين
  • جنوب أفريقيا تعرض على واشنطن اتفاقاً تجارياً منقحاً
  • وزير بحكومة جنوب أفريقيا يقترح مراجعة سياسات التمكين الإيجابي لإرضاء ترامب