ناشدت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أوكرانيا وداعميها التفكير بالتوازي في حلول دبلوماسية في خضم معترك إنهاء الحرب الروسية.

وقالت ميركل في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف": "لا ينبغي لروسيا أن تكسب هذه الحرب ما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أوكرانيا عمل سافر منتهك للقانون الدولي"، موضحة في المقابل أنها تقول أيضاً "يتعين دائماً التفكير بالتوازي في حلول دبلوماسية"، مشيرة إلى أنه لا داع لمناقشة هذه الحلول الآن، موضحة أن تحديد الوقت المناسب لذلك هو أمر يتعين على الجميع سواء  أوكرانيا وداعميها  مناقشته سوياً.

وأكدت ميركل أنها تدعم ما تفعله الحكومة الألمانية الحالية من أجل أوكرانيا، مشيرة إلى أنه من المعروف أن تحقيق أوكرانيا نصر عسكري ضد جارتها الكبرى روسيا لن يكون سهلا، وقالت: "ومع ذلك، فإنني أؤيد كل ما يفعله المجتمع الدولي لوضع أوكرانيا في وضع جيد، ليس من مصلحة أوكرانيا فحسب، بل من مصلحتنا أيضاً ألا ينتصر بوتين في هذه الحرب"، مؤكدة أنها بذلت قصارى جهدها لضمان عدم حدوث مثل هذا التصعيد.

ومن ناحية أخرى، علقت ميركل أيضاً على سياسة الهجرة، معترفة بأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المناهض للهجرة "أصبح بالتأكيد أقوى" مما كان عليه في الانتخابات العامة التي جرت عام 2013 بسبب العدد الكبير من المهاجرين الذين جاءوا إلى ألمانيا في عام 2015 .

مذكرات ميركل تكشف جذور الحرب الأوكرانية - موقع 24كشفت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، في مقتطف من مذكراتها المقبلة، أنها سعت إلى إبطاء مساعي أوكرانيا للانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" أثناء فترة ولايتها، بسبب مخاوف من احتمال حدوث رد عسكري من روسيا.

وذكرت ميركل أنه يتعين على الأحزاب الديمقراطية الآن تقديم حلول وعدم تبني أجندة حزب "البديل من أجل ألمانيا" أو خطابه، معربة عن اعتقادها أن هناك ما يكفي من الأشخاص الشجعان في ألمانيا الملتزمين بالحرية والديمقراطية، وقالت: "وآمل أن يكون هناك توازن في النقاش السياسي خلال الحملة الانتخابية المقبلة حتى تخرج منه القوى الديمقراطية أقوى".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا ألمانيا الحرب الأوكرانية ألمانيا

إقرأ أيضاً:

حين يُصبح الصمتُ انتصارًا.. لا تسقِ النارَ ريحًا

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

ثمَّة لحظات في الحياة تشبه حافة الجمر؛ نخطو نحوها بلا وعي، مدفوعين بوهج الغضب أو وجع الكلمة أو خيبة التصرف. قد لا يرانا الآخرون، لكنّ نارًا تشتعل في دواخلنا، تبحث عن متنفسٍ لتخرج. وهنا، يكون الامتحان الحقيقي للنضج، ليس في مدى قدرتك على الرد؛ بل في مهارة كتم الصوت حين يعلو داخلك، وضبط الانفعال حين يُغريك بالانفجار.

في لحظة انفعال، يبدو الصوت الأعلى هو المنتصر، لكن الحقيقة الأعمق أن الهدوء في وقت العاصفة ليس تراجعًا، بل موقفٌ أخلاقي، يُشبه انتصار النهر على الصخرة: بلا ضجيج، لكن بأثرٍ يدوم.

الغضب- كما تقول الكاتبة جيل لندنفيلد في كتابها المعنون بـ"إدارة الغضب"- ليس مجرد شعور عابر؛ بل حالة بيولوجية ونفسية متكاملة؛ ترتفع معها نبضات القلب، وتضيق معها زاوية الرؤية، وتتعطل قدرات التمييز. ويكفي أن نعلم أن أكثر الكلمات التي نندم عليها، قيلت تحت وطأة الغضب، وأكثر القرارات التي أفسدت العلاقات، وُلدت في لحظة احتقان.

وفي المقابل، فإنَّ الصمت المُختار، والتغافل المتزن، لا يعنيان بالضرورة تنازلًا عن الحق أو ضعفًا في الشخصية؛ بل هما ركنان من أركان القوة المتزنة. إن من يُدير انفعالاته بوعي، هو من يحمي علاقاته، ويحفظ صورته أمام ذاته والآخرين.

لسنا معصومين من الانفعال، ولا نُطالب ببرودة المشاعر، لكننا مدعوون لإدارة الغضب كما تُدار النار في الموقد: لا نتركها تأكل كل ما حولها، ولا نطفئها دائمًا؛ بل نُحكم السيطرة عليها في الوقت المناسب.

فن التغافل ليس أن تتغاضى عن كل شيء؛ بل أن تُحسن الانتقاء: تتجاوز عن الزلات الصغيرة، والتصرفات التي لا تُغيّر مجرى الحياة، والمواقف التي لا تستحق أن تُهدر من أجلها راحتك النفسية. ففي زحام الحياة، من الحكمة ألا نردّ على كل كلمة، ولا نقف عند كل نظرة، ولا نُشعل معركة على كل تفصيلة.

وفي بيئة العمل، كما في محيط الأسرة، كما في المجالس العامة، من يُتقن التغافل، يملك قلبًا أوسع، ورؤية أبعد. فهو لا يُحمّل نفسه عبء كل موقف، ولا يُرهق يومه بصراعات لا نهاية لها.

ولعل في هذا السياق، يحق لنا أن نُفاخر بمجتمعنا العُماني، الذي تشكلت بنيته الأخلاقية على قيم التسامح والتعاطف وتقدير الكلمة الطيبة. فالعُماني بطبعه لا يميل إلى الصدام، بل إلى المصالحة، ولا يرفع صوته إلا حين تقتضي الضرورة، ولا يُصرّ على الخصومة حين يرى فسحة للتجاوز.

وهنا، تبرُز مسؤولية الآباء والمربين في زرع هذا النهج في نفوس النشء؛ أن يُعلّموا أبناءهم كيف يكون الصبر رجولة، وكيف يكون الصمت حكمة، وكيف أن الكرامة لا تُستردّ بالصوت المرتفع، بل بالحضور الهادئ، والنفس المطمئنة.

الحياة ليست ميدانًا لصراعٍ مستمر. لا يمكن أن نقف عند كل زلة، ولا أن نردّ على كل من خالفنا رأيًا أو جرحنا قولًا. بعض النار تنطفئ وحدها إذا لم تجد من يُغذيها، وبعض الحطب لا يشتعل إن لم تلامسه الريح. فاختر دائمًا أن تكون ماءً في وجه اللهب، لا ريحًا تسعّره.

وإن وقفتَ يومًا على مفترق الغضب، فسل نفسك قبل أن تنفجر: هل يستحق الأمر أن أخسر راحتي؟ هل يستحق أن أهدر وقتي وكرامتي من أجل لحظة انفعال؟

ثم تذكّر- كما يقول العقلاء- أن الصمت، حين يكون عن حكمة، هو أبلغ جواب، وأكرم انتصار.

فلا تسقِ النارَ ريحًا… واسقِ قلبك سكينة.

مقالات مشابهة

  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • رغم معارضة ترامب.. نتنياهو لا يستبعد اغتيال خامنئي ويقول: سنفعل ما يتعين علينا فعله
  • تقسيم طهران ثم قصفها: إسرائيل تدرس خياراً غير مسبوق ضد إيران
  • حين يُصبح الصمتُ انتصارًا.. لا تسقِ النارَ ريحًا
  • مستقبل وطن: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة والعالم
  • العدوّ ينقبل بلوكات إسمنتية لتحصين أحد المواقع العسكريّة في الجنوب
  • لقد ظن نتنياهو أنها ستكون نزهة!
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
  • وسط تصاعد الخسائر.. إيران ترفض الضغوط الألمانية وتؤكد استمرار الرد العسكري ضد إسرائيل
  • كيف تصوغ الحرب الإسرائيلية الإيرانية ملامح نظام دولي جديد؟