لبنان ٢٤:
2025-06-01@05:01:32 GMT

عين باسيل على التسوية!

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

عين باسيل على التسوية!


يبدو أن "التيار الوطني الحرّ" قد حسم موقفه وتموضعه السياسي بشكل نهائي، الأمر الذي ظهر بوضوح من خلال تراجع علاقاته الثنائية مع كل قوى المعارضة بعد مُدّة لا بأس بها من التقارب الذي وصل الى حدّ التقاطع على إسم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشّح لرئاسة الجمهورية.

 ومع استئناف الحوار بين "التيار" مُمثّلاً برئيسه جبران باسيل من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، بعد شبه قطيعة في المرحلة الفائتة، وبالرغم من عدم اتفاق الحليفين السابقين على أي نقاط جديدة، لا يزال كلّ منهما يبذل جهوداً لاستعادة الواقع الى ما كان عليه في السابق ويتوقع نتائج إيجابية، ما دفع بباسيل، وبخطوة جديّة، الى الابتعاد تماماً عن المعارضة والتقارب مجدداً مع حليفه التقليدي السابق.



خطوة باسيل جاءت بعد مرحلة التقاطع التي شعر خلالها "التيار" أن اصطفافه الى جانب المعارضة لا يتعدّ كونه تقارباً مرتبطاً بالملف الرئاسي، حيث أن الهجوم الاعلامي والسياسي من قِبل الاحزاب التي تحالف معها لم يتوقف، ما جعله يستشعر أنه محلّ اختبار وليس أهلاً للثقة في هذا التحالف إذ كان مضطراً لإثبات ولائه للمعارضة التي لا تخوض معاركه السياسية بل تدفعه لخوض معاركها تحت عناوينها المحددة. لذلك عاد باسيل الى التحالف مع "حزب الله" ورغم أن القضايا التي قد يتّفق عليها الطرفان لن تكون بالغة الأهمية بل إن الملفات الحساسة المرتبطة بالاستحقاقات الأساسية لن تشكّل نقطة تلاقٍ بين "الحزب" و"التيار" ولن يصلا في حوارهما معاً الى حلول جذرية في هذا الشأن، لكنهما قررا استعادة التفاهم المتين كبداية لمرحلة مقبلة.

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة فإن الفترة المقبلة تتركّز حول إعادة بناء الثقة بين الطرفين خصوصاً أن "حزب الله" بدوره يرغب بإعادة تحسين علاقته بالساحة المسيحية رغم أن حاجته للغطاء المسيحي تراجع نسبياً مع تحسّن علاقته بالمكوّنات الاخرى كالمكوّن السني وبنسبة أقلّ المكوّن الدّرزي لكنه لا يزال يفضّل عودة المياه الى مجاريها مع "الوطني الحر".

وخلال هذه المرحلة قد يجد "الوطني الحر" أيضاً نفسه مهتماً، وبعيداً عن علاقته بـ"حزب الله"، بأن يكون جزءاً من أي تسوية مُقبلة، وهذا الأمر  سيرتّب له وضعيته السياسية في السنوات الستّ المقبلة سيّما إذا ما بقي حزبا "القوات" و"الكتائب" خارج التسوية وفي المعارضة ما سيساهم في تجذّر “الوطني الحر" في الدولة العميقة وفي المؤسسات والإدارة، وهذه المكاسب يدرك باسيل جيداً كيفية الاستفادة منها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوطنی الحر حزب الله

إقرأ أيضاً:

الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”

 

البلاد – موسكو
في الوقت الذي تستعد فيه موسكو وكييف لجولة جديدة من المفاوضات في إسطنبول، تعكس التصريحات المتبادلة بين الجانبين حجم التباين العميق في الأهداف، وغياب الحد الأدنى من الثقة اللازم لبلورة تسوية سلمية قابلة للاستمرار. فموقف موسكو، الذي عبّر عنه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، يبرز انعدام النية الروسية في منح كييف أي فرصة لالتقاط الأنفاس، ولو تحت غطاء دبلوماسي، فيما تواصل أوكرانيا حشد الدعم الغربي لتكثيف الضغط على الكرملين.
الرفض الروسي الصريح لتكرار تجربة “اتفاقيات مينسك”، التي سبق أن وُصفت بأنها فشلت في كبح جماح الصراع، يعكس تحوّلاً جذريًا في طريقة تعامل موسكو مع المسار التفاوضي. فروسيا لم تعد تنظر إلى وقف إطلاق النار كأداة للتهدئة، بل تعتبره ثغرة محتملة قد تسمح لأوكرانيا بإعادة التسلح، بدعم غربي متصاعد.
تأتي هذه الرؤية في سياق رؤية استراتيجية روسية أوسع ترى أن أي تسوية يجب أن تعالج “الأسباب الجذرية للنزاع”، وهو ما قد يشير إلى مطالب مثل حياد أوكرانيا، وضمانات ضد توسع حلف الناتو، إضافة إلى الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي التي ضمتها، وهي شروط تراها كييف والغرب غير مقبولة.
في المقابل، يعكس خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توجهًا أكثر واقعية، لكن ضمن إطار تصعيدي. فدعواته إلى فرض عقوبات أشد على موسكو، خلال لقائه بوفد من مجلس الشيوخ الأميركي، تشير إلى قناعته بأن موسكو لا تنوي تقديم تنازلات حقيقية إلا تحت ضغط اقتصادي وسياسي كثيف. وإذ يصف زيلينسكي المفاوضات بأنها غطاء روسي للتحضير لهجوم جديد، فهو يعزز موقفًا متشددًا يسعى إلى تحويل الدعم الأميركي من أداة ردع إلى وسيلة لـ”إجبار روسيا على السلام”. ورغم أن ذلك قد يلقى قبولاً في أوساط واشنطن، إلا أن مخاطره تكمن في تعميق الانقسام بين الضغوط الغربية والمواقف الروسية، ما قد يؤدي إلى فشل جديد للمسار التفاوضي.
ومن المرتقب أن تقدم روسيا مذكرة تفاهم تتضمن ما تعتبره أساسًا لمعاهدة سلام مستقبلية. غير أن تباين الرؤى الجذري، وعدم وجود وسطاء قادرين على فرض صيغة متوازنة، يجعل من الجولة القادمة أقرب إلى “مفاوضات من أجل التفاوض” منها إلى بداية فعلية لحل دائم.
الاختبار الأكبر يكمن في قدرة الطرفين – وتحديدًا موسكو – على إبداء مرونة حقيقية تسمح ببناء أرضية مشتركة، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، واستمرار العمليات العسكرية في مناطق متوترة شرقي أوكرانيا.
الزيارة الأخيرة لعضوي مجلس الشيوخ الأميركي إلى كييف، وتصريحات زيلينسكي حول ضرورة “المشاركة الحقيقية للولايات المتحدة في كل مرحلة من المفاوضات”، تضع واشنطن عمليًا في موقع الطرف لا الوسيط. وهو ما قد يُضعف فرص إنجاح المفاوضات، إذ لا تنظر موسكو إلى الولايات المتحدة كوسيط نزيه، بل كطرف منحاز يسعى لإضعافها استراتيجيًا عبر دعم أوكرانيا.
ويتضح أن الحديث عن السلام بين روسيا وأوكرانيا ما زال، حتى اللحظة، بعيدًا عن التنفيذ. فروسيا ترفض أي هدنة تسمح باستعادة التوازن العسكري الأوكراني، وأوكرانيا تسعى إلى فرض السلام عبر الضغط والعقوبات. وبين الموقفين، تبقى المفاوضات المقبلة محكومة بنتائج المواجهة الميدانية، لا بنضج الحلول السياسية. وفي ظل هذا المشهد، فإن التسوية المؤجلة تُهدد بإطالة أمد الحرب، وتعميق الأزمة في قلب أوروبا.

مقالات مشابهة

  • الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”
  • عبد العاطي: مستمرون مع الولايات المتحدة وقطر في جهود التسوية لوقف إطلاق النار بغزة
  • بعد انتقاده بوتين.. هل يمهّد ترامب لتجاهل التسوية السياسية للحرب الأوكرانية؟
  • مارتينوس زار باسيل وشكره على دعمه لرئاسة الإتحاد منذ انطلاق الإستحقاق
  • تباين داخل التيار
  • الدكتور المصطفى: كل المنصات الإعلامية التي تلتزم بالعمل الوطني مرحب بها
  • استقالات من التيار
  • ما علاقة التيار الصدري؟.. ائتلاف العبادي يتوقع تغيير موعد الانتخابات البرلمانية
  • المعركة على النواب الشيعة؟
  • هل يعود باسيل إلى التحالف مع حزب الله؟