يمانيون../
سادَت حالةٌ من اليأسِ والقلقِ داخلَ كَيانِ العدوّ الصهيوني على خلفية الضربات اليمنية المتزايدة والدقيقة التي كشفت عن فشل كبير لمنظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية” المتطورة، بمختلف طبقاتها، كما كشفت عن عدم جدوى حملات القصف العدوانية الجوية على اليمن، تاركة الجميع داخل كيان الاحتلال يواجهون أُفُقًا مسدودًا بالكامل للتعامل مع جبهة فاعلة ومؤثرة.

الفشل في اعتراض صواريخ (فلسطين2) الفرط صوتية، كان أحد أبرز بواعث حالة اليأس والقلق التي خيمت على كيان العدوّ وتم التعبير عنها بشكل واضح في وسائل الإعلام برغم الرقابة المشدّدة التي تخضع لها؛ لأَنَّ الفشل تكرّر أكثر من مرة وبشكل فاضح في غضون 48 ساعة، وشمل عدة منظومات اعتراضية للعدو، الأمر الذي عكس تفوقًا ثابتًا للصواريخ اليمنية على التقنيات الدفاعية للعدو؛ ما يمثل صدمة هائلة؛ لأَنَّه يعني أن العمق “الإسرائيلي” بات مكشوفًا بشكل مُستمرّ وغير آمن.

وقد حاول جيشُ العدوّ أن يخفِّفَ وَقْعَ هذه الصدمة بعد 24 ساعة من وصول آخر صاروخ إلى هدفه في منطقة “يافا”، حَيثُ زعم أنه أكمل تحقيقاته بشأن فشل محاولات اعتراض الصاروخ، وتوصل إلى المشكلة كانت في صاروخ منظومة (السهم) بعيدة المدى الذي تم إطلاقه، وليس في المنظومة نفسها، لكن هذه المغالطة تتجاهل حقيقتين بارزتين أولهما أن المنظومة نفسها قد فشلت مرتين متتاليتين في صد صواريخ (فلسطين2) وهو ما يعني أن المشكلة لا تتعلق بفشل محاولة الاعتراض الأخيرة، والثانية أن الفشل في اعتراض الهجوم الأخير لم يقتصر على منظومة (السهم) فقط، بل شمل أَيْـضًا منظومات أُخرى بحسب ما أقر جيش العدوّ نفسه في تحقيقه الأولي يوم السبت.

ووفقًا لذلك فَــإنَّ إلقاءَ جيش العدوّ باللوم على صاروخ منظومة السهم فقط لا يمثِّل سوى هروب مكشوف من الاعتراف بالحقيقة التي رآها الجميعُ بوضوح وهي أن الصواريخ اليمنية قادرة على تجاوز منظومات الدفاع الصهيونية بنجاحٍ متكرِّر.

وقد أشَارَت القناة العبرية “الثانية عشرة” إلى هذه الحقيقة، حَيثُ أوضحت أن تصريح جيش العدوّ جاء على وقع “قلق من أن يكون الرأس الحربي للصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون، رأسًا حربيًّا مناورًا؛ أي إن محرِّكَها يُغَيِّرُ المسارَ وهو ما سيجعل مهمة الكشف والاعتراض صعبًا، بل إنه في الواقع يشكل تهديدًا جديدًا للجبهة الداخلية لإسرائيل”.

وشكّكت القناة في رواية جيش العدوّ قائلة: إن “الضربة الذي أصابت مبنى في منطقة رامات غان يوم الخميس الماضي تبدو مشابهة للضربة الأخيرة، برغم زعم الجيش عدم وجود علاقة بينهما”.

والحقيقَة أن الأَسَاس الوحيد الذي يستند إليه هذا الفصل بين الضربتين هو مزاعم جيش العدوّ بأن “اعتراضًا جزئيًّا” حدث في الضربة الأولى، حَيثُ أصاب صاروخُ منظومة (السهم) الصاروخ اليمني لكنه لم يدمّـر الرأسَ الحربي، وهو ما يشكّل مغالطةً واضحة، ذلك أن ادِّعاءَ “الاعتراض الجزئي” نفسه كان قد أثار نفسَ التساؤلات التي أثارها الفشل الجديد، وقد نقلت صحيفةُ “يديعوت أحرنوت” عن العميد (احتياط) زفيكا حايموفيتش، الذي شغل منصبَ قائد الدفاع الجوي سابقًا قوله: “عندما تريدُ اعتراضَ صاروخ ويطير الرأسُ الحربي، من الصعب تسميته جزئيًّا” معتبرًا أن “النتيجةَ النهائيةَ هي الفشل”.

وقد وضعت الصحيفة سببين رئيسيِّين محتملَين لفشل الاعتراض، الأول هو أن يكون الصاروخَ قد حلَّقَ في مسار مختلف وجاء من اتّجاه غير متوقع، ولم يتم اكتشافه من قبل “أنظمة التحذير الإسرائيلية أَو الأمريكية الموجودة في السعوديّة” حسب ما ذكرت الصحيفة، لكنها رجّحت السبب الآخر وهو أنه “تم تطوير الرأس الحربي للصاروخ ليكون قادرًا على المناورة وينفصل في الثلث الأخير من مساره، وهو ما يعني إجراءَ تغييرات في المسار حتى يصيبَ هدفَه المقصود”.

وأضافت الصحيفة أن “مثلَ هذه المناورة يمكنُ أن تجعلَ من الصعب على نظام الدفاع الجوي النجاحَ، حَيثُ يتحَرّك الرأس الحربي للصاروخ بسرعة تفوق سرعة الصوت، وهذا يفسِّرُ أَيْـضًا سببَ وصولِ الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلق في الساعات الأولى من صباح الخميس على مبنى في رامات إيفال”.

وكانت صحيفةُ معاريف العبرية أَيْـضًا قد ذكرت السبت، أن “التحسيناتِ التي تم إدخَالها على الصواريخ البالستية اليمنية تجعلُ من الصعب على منظومة (السهم) اعتراضَها”.

وتعني هذه التناولات بوضوح أن تبرير جيش العدوّ للفشل في اعتراض الهجوم الأخير، لا معنى له سوى التغطية على حقيقة عجز المنظومات الدفاعية التي باتت واضحة والتي تشكل “خرقًا أمنيًّا خطيرًا للغاية” بحسب تعبير صحيفة “يديعوت أحرنوت” وإن كان هذا توصيفًا مخفَّفًا.

وفي هذا السياق أَيْـضًا، فقد برزت حالة اليأس التي سببها فشل الاعتراضات بشكل جلي في شهادات المستوطنين الصهاينة التي تقاطعت كلها عند نقطة مهمة هي أن الانفجار وقع بالتزامن أَو قبل تشغيل صافرات الإنذار، ولم يكن هناك أي وقت للذهاب إلى الملاجئ وأن هذا حدث أَيْـضًا في هجوم يوم الخميس الماضي، وهو ما يدرك المستوطنون أنه فشل كبير للجبهة الداخلية وإجراءاتها الرئيسية المعتمدة لمواجهة الهجمات، على أنه فشل يعزز ويؤكّـد فشلَ المنظومات الدفاعية وليس منفصلًا عنها.

الباعِثُ الثاني لحالة اليأس التي سببّتها الضربات اليمنية داخلَ كيان العدوّ هو تبخُّرُ كُـلّ الآمال التي تم ترويجُها تحت عنوان “ردع اليمن” بعد الفشلِ السريع للعدوان الثالث على اليمن والذي أسهمت الصواريخُ اليمنية في تعطيله وعدم إكماله، لتضعَ العدوّ ومستوطنيه بسرعة أمام الحقيقة التي اعترفوا بها سابقًا، لكنهم حاولوا التغطية عليها، وهي أنه لا فائدة تُرجى من قصف اليمن، وأن ما فشلت الحملات الأمريكية والبريطانية والأُورُوبية في تحقيقه لن تستطيع “إسرائيل” تعويضه.

وقد امتلأت وسائل الإعلام العبرية بالتقارير والتحليلات المؤكّـدة على الفشل الحتمي في ردع اليمن، وتنوعت الأسباب التي ذكرتها، بين عدم توفر معلومات استخباراتية عن اليمن، والمسافة الطويلة التي تعيق تنفيذ حملة عدوانية مُستمرّة، واتّهام الولايات المتحدة وحلفائها بالتقصير في مهمة الردع خلال أكثر من عام، وُصُـولًا إلى الاعتراف بأن اليمنيين لا يستسلمون ولن يتوقفوا مهما كان الأمر.

وخلافًا لموضوع فشل المنظومات الدفاعية فلا يبدو أن “إسرائيلَ” قادرةٌ على حتى الإتيان بأية مغالطة للتغطية على حقيقة استحالة وقف جبهة الإسناد اليمنية أَو الحد من تصاعد فاعليتها وتأثيرها.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جیش العدو اعتراض ا وهو ما

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: ارتفاع وفيات إصابات الكوليرا في اليمن إلى أكثر من 18.200

كشفت تقرير أممي عن ارتفاع حالات الإصابة بـالكوليرا في اليمن إلى أكثر من 18 ألف حالة جديدة منذ العام الجاري.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث، إنه تم الإبلاغ عن 18,286 حالة جديدة مشتبهاً إصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، وعشرة وفيات مرتبطة بالوباء، خلال الفترة بين 1 يناير و25 مايو 2025.

 

وذكرت أن عدد الحالات المُبلّغ عنها في البلاد خلال مايو/أيار الماضي وحده، وصل إلى 5,369 حالة، وبزيادة كبيرة قدرها 297% عن الشهر السابق له (إبريل/نيسان) الذي سجّل 1,352 حالة إصابة جديدة، ووفاة واحدة. ووفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن اليمن يُعد خامس أكبر دولة في تفشي وباء الكوليرا على مستوى العالم، بعد كل من جنوب السودان (51,054 حالة)، وأفغانستان (46,461 حالة)، والكونغو الديمقراطية (27,008 حالة)، وأنغولا (22,557).

 

وحسب التقرير فإن اليمن سجّل ثاني أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان، تليهما السودان (16,564)، وباكستان (6,424)، والصومال (4,459)، فيما يبلغ إجمالي الحالات المُسجلة في الإقليم منذ بداية العام الجاري 92,194 حالة. وأضاف أن اليمن جاء بالمرتبة الثالثة في عدد الوفيات المرتبطة بالمرض، خلال الفترة ذاتها، بعد كل من السودان (278 وفاة)، وأفغانستان (13)، ثم الصومال (6)، بينما بلغ إجمالي الوفيات في إقليم شرق المتوسط 307 حالات.

 

وأشارت الصحة العالمية إلى أن إجمالي الحالات التراكمية التي تم الإبلاغ عنها، منذ مطلع العام وحتى 25 مايو/أيار الماضي، بلغ 211,678 حالة إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في 26 دولة موزعة على ثلاث مناطق تابعة للمنظمة حول العالم؛ بينها 2,754 وفاة.

 


مقالات مشابهة

  • غموض في الأجواء.. ما الذي ضربته إيران ولم تعلن إسرائيل عنه؟
  • إيران تطلق الموجة الـ14 من عملية “الوعد الصادق 3” ضد كيان العدو.. ماذا استهدفت؟! 
  • ضحايا "حملة ترامب" في اليمن تضاهي 23 عامًا من الضربات الأميركية على البلاد
  • حصيلة صادمة: قتلى "حملة ترامب" في اليمن تضاهي 23 عامًا من الضربات الأميركية على البلاد
  • تفشي الكوليرا في اليمن.. الأمم المتحدة توثق 18 ألف حالة إصابة
  • ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟
  • كيان العدو يتلقى ضربة موجعه بعد تدمير مقر الموساد
  • الصحة العالمية: ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن
  • الصحة العالمية: أكثر من 18 ألف إصابة بالكوليرا في اليمن خلال خمسة أشهر
  • تقرير أممي: ارتفاع وفيات إصابات الكوليرا في اليمن إلى أكثر من 18.200