شبكة الأمة برس:
2025-11-19@20:35:08 GMT

وزير الصحة السوداني: الاشتباكات أدت إلى انهيار النظام الصحي

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

 

الخرطوم - أكد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، أن المواجهات المستمرة منذ قرابة 20 شهرا بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، تسببت في انهيار النظام الصحي بالبلاد.

ويستمر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العديد من الولايات في السودان، مما يعرّض السكان لصعوبات متعددة.

وأدت الاشتباكات إلى دمار كبير في البنية التحتية والاقتصاد والتعليم والصحة، وأسفرت عن واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

وبدأت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان عام 2023 بسبب خلافات بين الطرفين بشأن الإصلاح العسكري والدمج.

وانتهت كافة المبادرات المطروحة لاحتواء الأزمة وإنهاء المواجهات بالفشل ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية.

وبحسب معطيات الأمم المتحدة، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفرار أكثر من 3 ملايين شخص خارج البلاد، ونزوح نحو 9 ملايين آخرين داخليًا واعتماد أكثر من 25 مليون شخص على المساعدات الإنسانية لإدامة حياتهم.

- أزمة انسانية وصحية "غير مسبوقة"

وفي تصريحات للأناضول، أكد وزير الصحة السوداني إبراهيم، أن الأزمة الإنسانية والصحية التي يمر بها السودان غير مسبوقة.

وأشار إلى أن "الميليشيات" (قوات الدعم السريع) انتهكت المعايير والقوانين والأخلاق الدولية من خلال استهداف المواطنين والمنازل والمرافق الخدمية وشبكات المياه والطاقة والكهرباء والمحاصيل والمستشفيات والإمدادات الطبية.

وأوضح إبراهيم أن شرارة الاشتباكات بدأت في العاصمة الخرطوم، مما أدى إلى أزمة نزوح كبيرة، حيث اضطر بعض الناس إلى النزوح أكثر من مرة.

وأشار إلى أن النظام الصحي تأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالمواجهات الدائرة، وأن المستشفيات تعرضت للهجمات واستُخدمت كثكنات عسكرية.

وتابع قائلا: "في اليوم الرابع من الحرب، كنت في مستشفى الخرطوم عندما تم احتلاله من قبل قوات الدعم السريع، وقد أصبحت عدة مستشفيات خارج الخدمة. هذه المستشفيات ليست عادية، بل تشمل مراكز متخصصة في جراحة القلب وزراعة الأعضاء وعلاج الأورام".

وأضاف أن مخازن تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 600 مليون دولار تعرضت للنهب والتدمير، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية.

- الخسائر في القطاع الصحي بلغت 11 مليار دولار

وأوضح إبراهيم أنه تم نهب أكثر من 200 سيارة إسعاف ومركبة طبية، مضيفاً: "وفق التقديرات الأولية، بلغت خسائر القطاع الصحي 11 مليار دولار. كما فقدنا أكثر من 60 من الكوادر الصحية".

وأردف: "لكننا لم نتوقف عن العمل رغم هذه الظروف لان شعارنا، يجب أن نستمر رغم ما يحدث، ووضعنا استراتيجيات واضحة تشمل خمس أولويات هي، إنقاذ الأرواح وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتشغيل المستشفيات ومكافحة الأوبئة ودعم صحة النساء والأطفال".

- "تجنبنا الانهيار الكامل"

ولفت إبراهيم إلى أن الاشتباكات أدت إلى انهيار النظام الصحي، لكن الكوادر الطبية نجحت في تجنب الانهيار الكامل، وأن الوضع استقر نسبيا بعد نحو عامين.

واستطرد: "أعدنا تشغيل معظم المستشفيات وأصلحنا العديد من المستشفيات في ولايات مختلفة. لدينا الآن مستشفيات تقدم خدمات جراحة القلب المفتوح والأورام، باستثناء خدمات زراعة الأعضاء التي لم نتمكن من استعادتها".

وأشار إلى أنه تم استيراد أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 200 مليون دولار.

وأوضح أنهم واجهوا أوبئة خطيرة مثل حمى الضنك والكوليرا، وأنهم بالتعاون مع المنظمات الدولية تمكنوا من السيطرة عليها.

وأكد أنه تم توفير أكثر من 12 مليون جرعة من اللقاح المضاد لمرض الكوليرا.

وأضاف إبراهيم أن التحديات الرئيسية تتمثل في صعوبة الوصول إلى جميع مناطق السودان بسبب الأوضاع الأمنية.

وأكد أن هناك تحدٍ آخر يتمثل في نقص التمويل، حيث لا يتجاوز الدعم المقدم 20 بالمئة من الاحتياجات التي تتطلب 4.7 مليار دولار على الأقل.

- العلاقات بين السودان وتركيا متجذّرة واستراتيجية

وشدد إبراهيم على عمق العلاقات بين السودان وتركيا خاصة في المجال الصحي، مشيراً إلى المستشفيات التي أسستها تركيا مثل مستشفى نيالا السوداني التركي ومستشفى الخرطوم التركي، إضافة إلى دعم تركيا في تدريب الكوادر الطبية.

وقال إن تركيا قدمت دعماً طبياً وأدوية خلال فترة الحرب.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

السودان يغرق في الصراع.. المواجهة مستمرة بين «الجيش والدعم السريع»

تستمر الأزمة في السودان وسط صراع مسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل غياب واضح لمن يمتلك القرار النهائي لإنهاء الحرب، ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد.

ويختلف الأطراف حول من بدأ الاشتباكات، حيث يؤكد الجيش أن الأزمة بدأت بتحركات “مريبة” لقوات الدعم السريع في محيط مطار مروي وداخل العاصمة، في مخالفة لاتفاقات الانتشار، بينما تقول قوات الدعم السريع إن الجيش هو من بدأ الهجوم المسلح.

من جهة أخرى، يرى بعض السياسيين مثل خالد عمر، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وقيادي بتحالف صمود، أن الحركة الإسلامية، التي حكمت السودان حتى عام 2019، لعبت دوراً في إشعال النزاع لمنع الانتقال المدني واستعادة النفوذ السياسي.

وتشير تحليلات الباحث السياسي فايز السليك إلى أن الحرب لم تبدأ بإطلاق النار فقط، بل سبقها تعبئة سياسية وأمنية طويلة، منذ أحداث المشادات بين الفريقين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو في يونيو 2021، وصولاً إلى حوادث إطلاق النار على المتظاهرين أثناء الاعتصام أمام القيادة العامة.

وتحولت الحرب في السودان إلى صراع متعدد الطبقات يشمل الانقسامات المجتمعية والإثنية، والأجندات السياسية المتنافسة، والارتباطات الإقليمية، إضافة إلى توسع عسكرة المجتمع والاقتصاديات المرتبطة بالحرب، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى حل سريع.

ويؤكد السليك أن المدنيين لم يكن لديهم القدرة على معرفة مستوى التوترات قبل اندلاع المواجهات، ما حال دون أي ضغط شعبي أو احتجاجات سلمية قد تساهم في احتواء الأزمة.

ويشير الخبراء إلى أن القرار العسكري لوقف إطلاق النار بيد قادة الجيش وقوات الدعم السريع، إلا أن تعدد القوى المتداخلة وتآكل مؤسسات الدولة والخسائر الاقتصادية والبشرية تجعل من الصعب إنهاء الحرب بشكل كامل.

ويضيف السليك أن السودان يمكن أن ينتقل إلى مسار دولة مستقرة وقوية إذا تم تجاوز الحسابات الضيقة وإغلاق دورة النزاعات، مشيراً إلى أن الصراعات المسلحة في البلاد مستمرة منذ عام 1955، وأن الثورة السودانية لم تكن سبباً مباشراً للحرب، بل واجهت منظومة مهيمنة رفضت التخلي عن السيطرة على الدولة ومؤسساتها.

مقالات مشابهة

  • هل يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على نائب قائد الدعم السريع بالسودان؟
  • حمدوك يدعو الجيش السوداني لوقف إطلاق النار ويحذر ويطرح 5 خطوات عاجلة لوقف انهيار السودان
  • مسيرات الجيش السوداني تهاجم الدعم السريع في “المزروب” شمال كردفان
  • السودان يغرق في الصراع.. المواجهة مستمرة بين «الجيش والدعم السريع»
  • الفلاحي: الجيش السوداني يحاول السيطرة على كردفان لقطع إمدادات الدعم السريع
  • هل تسعى الدعم السريع إلى جر جوبا لحرب السودان؟
  • معارك عنيفة يخوضها الجيش السوداني ضد الدعم السريع
  • الجيش السوداني يخوض معارك عنيفة ضد الدعم السريع بشمال كردفان
  • قوات الجيش السوداني تستهدف بالمسيرات تجمعات للدعم السريع في مدينة المزروب
  • الجيش السوداني يطالب العالم بوقف تدفق السلاح للدعم السريع