«استغرق 10 ثوانٍ فقط».. إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال «نصر الله»
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
سمحت الرقابة العسكرية في إسرائيل بنشر معلومات جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ويتضح منها أن البلاغات عن مكان وجوده ومسارات تحركه، وصلت إلى تل أبيب قبل بضعة أيام من اغتياله، فاتُّخذ القرار على أعلى المستويات، وتم تنفيذه بـ14 غارة على العمارات التي دخل أنفاقها، واستهدفت حتى مخارج النجاة الممكنة.
واستمرت أياماً عدة حتى تمنع أي عملية إنقاذ له أو لمرافقيه.
وتشير مصادر أمنية في تل أبيب إلى أن ملاحقة نصر الله لاغتياله بدأت في «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي) و«الموساد» بُعيد حرب 2006، لكن القرار السياسي لم يُتخذ بهذا الشأن في حينه. وتقرر فقط تتبع آثاره، حتى يتم العثور على الفرصة. فعندما تحين، يجري التداول في الموضوع.
وعندما قرر نصر الله الانضمام إلى «حماس» فيما سماه «حرب مساندة غزة»، بدأت تتقدم خطة الاغتيال، ولكن تقرر أن يتم تضليله، وغرس الفكرة لديه بأن إسرائيل لا تنوي توسيع الحرب معه.
وفي حينه، حرص «حزب الله» من جهة وإسرائيل من الجهة الأخرى على إبقاء الحرب محدودة. كل منهما يظهر للآخر أنه لا ينوي استخدام كل أسلحته ضد الآخر. وهكذا بدأت عملية التضليل تفعل فعلها، إلى أن قامت بتوسيع الحرب والهجوم البري على لبنان.
ويتضح أن التصعيد الإسرائيلي تقرر في 16 سبتمبر 2024، عندما أعلن عن فشل جهود المبعوث الأميركي آموس هوكستين لثني «حزب الله» عن مساندة غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف النار، وذلك لأن «حزب الله» رفض المطلب الإسرائيلي بفك الارتباط مع القتال في غزة.
وأعلن رئيس الوزراء، بنيامين بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، في حينه، يوآف غالانت، أن إعادة سكان الشمال الإسرائيلي غير ممكنة إلا إذا تمت عملية اجتياح بري للبنان. وفي 17 سبتمبر، قرر المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة (الكابنيت) إطلاق خطة الاجتياح. كما قرر نتنياهو، بعكس رغبة الجيش، تفعيل خطة تفجير أجهزة الاتصال (البيجر)، وفي اليوم التالي تفجير أجهزة اللاسلكي. وأدى التفجيران إلى مقتل 59 شخصاً، بينهم 4 مدنيين و55 ناشطاً من «حزب الله»، وإصابة نحو 4500 شخص معظمهم من عناصر الحزب الفاعلين، ومن ضمنهم أطباء يعملون مع الحزب والسفير الإيراني في بيروت مجتبي أماني، و19 شخصاً من عناصر «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا ولبنان، والعشرات فقدوا النظر أو أحد الأطراف.
وفي 19 سبتمبر ألقى نصر الله خطاباً أعلن فيه أنه لن يوقف القتال إلا إذا أوقفت إسرائيل الحرب على غزة، فاستخدمتها إسرائيل ذريعة للتصعيد ضد لبنان، وأطلقت سلسلة عمليات تصعيد، بلغت أَوْجها في الاجتياح البري في مطلع أكتوبر .
وقد تم خلال هذا الاجتياح، الكشف عن «زبدة» عمل دام 18 عاماً، في المخابرات الإسرائيلية، لجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة عملاء وبواسطة أجهزة إلكترونية، عن جميع كوادر «حزب الله» فرداً فرداً، من الأمين العام والقيادة العليا، وحتى أصغر قائد مجموعة. وتم تتبُّع أثرهم، خطوة خطوة، وفي مقدمتهم نصر الله.
وقبل أيام من الاغتيال، اهتدى ضابط الاستخبارات العسكرية إلى مكان وجود نصر الله، فقام رئيس «أمان» شلومو بندر، بجمع رؤساء الدوائر، وطلب منهم إعطاء رأي في اغتياله. فوجد تأييداً بالإجماع. وطلب أن يسمع رأياً آخر متحفظاً أو معارضاً فلم يجد، فتوجه إلى رئيس الأركان هيرتسي هليفي، فصادق على العملية. وتم رفعها إلى نتنياهو شخصياً، فوافق بحماس على الاغتيال.
وراح يؤكد أن هذا الرجل هو ليس قائداً لـ«حزب الله» بل قائد تنظيم عسكري يعمل كما لو أنه جيش، وله وزن كبير بين الأذرع الإيرانية، لدرجة أن الإيرانيين يعتمدونه لتسوية خلافات بين الأقطاب.
وتقرر أن تبدأ عملية قصقصة أجنحته أولاً، فتم اغتيال إبراهيم عقيل، في 20 سبتمبر، ومعه كوكبة من قادة الصفين الثالث والرابع. وعقيل كان ساعد نصر الله الأيمن.
وفي 23 سبتمبر، أطلق رئيس الأركان هجوماً بالغارات الشرسة على مجموعة كبيرة من القواعد والمقرات التابعة لـ«حزب الله»، وبينها مواقع سرية لا يعرف بها سوى نفر قليل.
وبحسب الجيش، فإنه تَمَكَّنَ من تدمير 80 في المائة من القدرات العسكرية الهجومية للحزب، وتصفية عدد كبير من قادة المناطق في «حزب الله».
يقول أمير بحبوط، المراسل العسكري لموقع «واللا»، الذي نشر تقريراً في الموضوع، الأحد، إن «نصر الله لم يفهم الرموز لتلك الضربات القاسية والمتلاحقة. وظل متشبثاً بالربط ما بين لبنان وغزة». ويضيف: «نصر الله، الذي يعد نفسه أكبر الخبراء قدرة على معرفة إسرائيل وطريقة تفكيرها، غرق في الغرور والغطرسة، تماماً كما كان قادة أجهزة الأمن الإسرائيليون غرقوا في الغرور والغطرسة قبيل 7 أكتوبر2023. وظل يتحرك بحرية، وتحرك أيضاً فوق الأرض على عكس التوقعات. وهو لا يتوقع اغتياله، بينما كان ضباط المخابرات العسكرية مقتنعين بضرورة اغتياله، وصبوا كل جهدهم لتتبع آثاره، وكانوا يقصفون بطريقة تضلله، وتعزز قناعته بأنه ليس مستهدفاً».
وقبل أيام قليلة من الاغتيال، توصلوا إلى مكان وجوده الدقيق، ولم يكن ذلك عبر الأنفاق فحسب، بل أيضاً بالتحرك فوق الأرض. وتوقَّعوا وصوله إلى المقر القائم في عمق الأرض تحت مجمع سكني يضم 20 عمارة ضخمة مرتبطة ببعضها، في حي راقٍ في الضاحية الجنوبية، يوجد في الغرب منه حرج من الأشجار، وقرروا أن هذه هي فرصة العمر التي من النادر أن تتكرر.
وخلال 4 أيام، جرت متابعة تحركات نصر الله، على أعلى المستويات. وشارك فيها القادة الإسرائيليون من هيرتسي هليفي إلى قادة سلاح الجو، الذي تولى مهمة التنفيذ. وكانت الجلسة الأخيرة للأبحاث بحضور نتنياهو شخصياً. وتم إعداد سرب طائرات، وتزويد 14 طائرة مقاتلة بالأسلحة والذخيرة، حيث تحمل 83 عبوة بزنة 80 طناً، وتحدد موعد التنفيذ في الساعة 18:21 عند صلاة المغرب.
وخلال 10 ثوانٍ، كانت العملية منتهية. وقد انهارت العمارات، وحفرت في المكان حفرة عميقة ضخمة. وتم قصف المخارج الممكنة لمنع أي شخص من الهرب. ولم يتوقف القصف أياماً عدة، حتى يمنع نشاط قوات الإنقاذ والطوارئ اللبنانية. وكان القرار: «يجب ألا يخرج أحد منهم حياً».
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل ولبنان اغتيال القادة اغتيال حسن نصرالله نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
اغتيال ناشط سوري في ريف دمشق.. تبرّع بكرسيّه المتحرك قبل أيام (شاهد)
عُثر أمس الإثنين، على جثة الناشط السوري الشاب موفق هارون (أبو أحمد الأبجر)، في مدينة عدرا بريف دمشق، بعد تعرضه لعملية اغتيال من قبل مجهولين.
وقالت وسائل إعلام سورية إن "أبو أحمد الأبجر" الذي ينحدر من مدينة دوما بريف دمشق، قُتل بعد تلقيه تهديدات من قبل أشخاص كان الناشط يتهمهم بأنهم من "فلول النظام" المخلوع.
واشتهر الأبجر قبل أيام بتبرعّه بكرسيّه المتحرك لصالح حملة "ريفنا بيستاهل" في ريف دمشق، حيث يعاني من إصابة تسببت في شلله منذ نحو 10 سنوات، خلال مشاركته في المعارك ضد النظام السوري المخلوع.
وعلق محافظ ريف دمشق عامر الشيخ على اغتيال الأبجر: "نعزي باستشهاد الشاب المجاهد موفق هارون (أبو أحمد الأبجر) الذي تبرّع بكرسيه المتحرك في حملة #ريفنا_بيستاهل بلفتة إنسانية خالدة. اغتياله جريمة نكراء، ونعاهد شعبنا بملاحقة القتلة وتقديمهم للقضاء. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".
وكان الأبجر كتب قبل يومين فقط من اغتياله تغريدة مؤثرة عبر حسابه في "إكس"، قال فيها: "بينما أحاول عد النعم التي منحني إياها الله جل جلاله، عجزت عن الوصول إلى رقم نهائي. في خضم ذلك، نسيت أنني فقدت نعمة المشي، وأدركت أن هناك نعمًا أكبر لم أفقدها. فلنُقدِّر ما لدينا، ولنتذكر أن القوة تكمن في الروح والإرادة وليس في الأقدام".
بينما أحاول عد النعم التي منحني إياها الله جل جلاله، عجزت عن الوصول إلى رقم نهائي. في خضم ذلك، نسيت أنني فقدت نعمة المشي، وأدركت أن هناك نعمًا أكبر لم أفقدها. فلنُقدِّر ما لدينا، ولنتذكر أن القوة تكمن في الروح والإرادة وليس في الأقدام. pic.twitter.com/pPCJwAtnLP
— موفق هارون أبو أحمد (@MUAFFAK94) October 11, 2025نعزي باستشهاد الشاب المجاهد موفق هارون (أبو أحمد الأبجر) الذي تبرّع بكرسيه المتحرك في حملة #ريفنا_بيستاهل بلفتة إنسانية خالدة.
اغتياله جريمة نكراء، ونعاهد شعبنا بملاحقة القتلة وتقديمهم للقضاء.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.#ريف_دمشق pic.twitter.com/axnZ1jughO
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبأسى يعتصر القلب، ننعي إليكم فقيد العطاء والإنسانية
الشهيد بإذن الله
موفق هارون أبو أحمد
مدير منظمة رسل لذوي الإعاقة
الذي لم تشفع له إعاقته ولا كرسيه المتحرك من أيادي الغدر، فاغتالوه وهو في عطائه، ويبقى هو درساً في التحدي والعطاء. pic.twitter.com/RZhi9AJHVO
نقلاً عن أحد أصدقاء موفق هارون (أبو أحمد الأبجر)، أنشأ مجموعة للمطالبة بمحاسبة الشبيحة في دوما وإعادة الحقوق لأهلهم، وتعرّض للتهديد بسبب ذلك أكثر من مرة pic.twitter.com/wKuQ7vYAp5
— محمد يزن (@M0_yazan) October 14, 2025