أغرب مرسوم في بلدة إيطالية: المرض ممنوع
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
#سواليف
أصدر عمدة بلدة صغيرة جنوبي #إيطاليا إعلانا بدا غريبا عندما قال إن ” #المرض_ممنوع “، في خطوة هدفها تسليط الضوء على عدم كفاية خدمات الرعاية الصحية في البلدة.
وطالب مرسوم عمدة #بلدة_بيلكاسترو بالمنطقة الجنوبية من مقاطعة كالابريا، بـ”عدم الإصابة بأي مرض يتطلب مساعدة طبية، خاصة في حالات الطوارئ”.
وفي مرسومه، طلب العمدة أنطونيو تورشيا من السكان “عدم الانخراط في سلوكيات قد تكون ضارة، وتجنب الحوادث المنزلية، وعدم مغادرة المنزل كثيرا، وتجنب السفر أو ممارسة الرياضة، والراحة لغالبية الوقت”.
مقالات ذات صلة تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في لوس أنجلوس 2025/01/22وقال للتلفزيون المحلي، إنه “في حين نأخذ المرسوم بسخرية، فإنه يهدف إلى تسليط الضوء على تراجع #الرعاية_الصحية في البلدة”.
ويبلغ عدد سكان بيلكاسترو حوالي 1300 شخص نصفهم من كبار السن، ولديها مركز صحي واحد مغلق في معظم الأحيان، بينما لا يتوفر الأطباء المناوبون في أيام العطلات ونهاية الأسبوع وبعد ساعات العمل الرسمية.
ولفت تورشيا إلى إغلاق مراكز الرعاية الصحية القريبة، مشيرا إلى أن أقرب غرفة طوارئ تبعد عن بلدته حوالي 45 كيلومترا، وتقع في مدينة كاتانزارو.
وقال لصحيفة “كورييري ديلا كالابريا” المحلية: “هذا ليس مجرد استفزاز بل صرخة استغاثة، وطريقة لتسليط الضوء على موقف غير مقبول”.
وأضاف: “تعالوا وعيشوا أسبوعا في قريتنا الصغيرة وحاولوا أن تشعروا بالأمان، مع العلم أنه في حالة الطوارئ الصحية فإن الأمل الوحيد هو الوصول إلى كاتانزارو في الوقت المناسب”.
وتابع: “جربوها ثم أخبروني إذا كان هذا الوضع يبدو مقبولا بالنسبة لكم”.
وتعد كالابريا ذات الكثافة السكانية المنخفضة واحدة من أفقر مناطق إيطاليا، وكانت عرضة للتصحر الذي دفع أعدادا كبيرة من سكانها إلى الهجرة.
وفي عام 2021، كان أكثر من 75 بالمئة من مدن كالابريا تؤوي أقل من 5 آلاف نسمة، مما أثار مخاوف من أن بعض المجتمعات قد “تندثر”، حتى إن مدنا في المقاطعة بدأت عرض المال للناس مقابل العيش هناك.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إيطاليا المرض ممنوع الرعاية الصحية
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني أن تغتال الإبادة الصحفي حسين اصليح؟!
حتى آخر لحظة من حياته قبل استشهاده، كان الصحفي الفلسطيني حسن اصليح ينقل أخبار حرب الإبادة الجماعية على غزة وضحاياها؛ تحليق الطيران الإسرائيلي، وقصفه، والقصف المدفعي، وأعداد الشهداء الفلسطينيين، بعد قليل صار حسن واحدا من هؤلاء الشهداء، انضم إليهم صباح اليوم وهو يتشافى داخل مجمع ناصر الطبي؛ من إصابته حينما استهدفت حرب الإبادة خيمة الصحافيين في مستشفى ناصر في شهر نيسان/ أبريل الماضي.
يُقصف حسن مرتين في المستشفى، يصاب في الأولى ويستشهد في الثاني. ماذا يلاحق الاحتلال، والحالة هذه؟! يلاحق المستشفيات والصحافيين، تلك المستشفيات لا تؤوي أسرى إسرائيليين، وهؤلاء الصحافيون لا يفيد قتلهم الإسرائيليين أيّ فائدة أمنية أو عسكرية، بيد أنّه لا ينبغي أن يتوقع عارف بهذا الاحتلال شيئا آخر، وبينما هذه هي الحقيقة الوحيدة الظاهرة من غبار الحرب المسعورة على غزة، حرب الموت والنار والجوع والدمار والعطش والنزوح المستمر في العراء، في مساحة ضيقة لا تزيد على 365 كيلومترا مربعا، بحيث لا مهرب ولا مخرج لهؤلاء الناس؛ فإنّ البعض لا يرى من هذه الحقيقة إلا تصفية حساباته النفسية، بالبحث عن مكان يصلح لأن يطعن منه غزيين آخرين ظلوا واقفين على أقدامهم يواجهون هذه الحرب. على جثث هؤلاء الناس، الأشبه بفلسطين، تتراكم أطروحات التنظير عن صوابية مواقفنا السياسية، هكذا فقط يجد البعض سبيله للانتصار للناس، الناس العاديين، المحروقين بالنار الإسرائيلية!
القضية بالنسبة للإسرائيلي، ليست أنّه ممنوع عليك أن تكون صحافيّا حرّا صادقا منحازا إلى شعبك وملتحما بهم فحسب، يبدو أنّه ممنوع عليك وجودك، ممنوع أن تحيا
هل كان حسين اصبيح يتوقع بدوره شيئا آخر؟! انتظار الموت هو معنى الحياة للغزيين الآن، وتوقع فقْد الأصحاب والمعارف هو الأكثر حضورا وتداولا، والأكثر حصولا وتحققا، وعلاوة على هذا الوجه الغزي الأصيل، الذي لا يدلّك شيء على معنى المأساة الفلسطينية مثله، فإنّ خلف كلّ وجه حكاية إنسان، لم يقتل الاحتلال حياته فقط، ولكن دفن معه كلّ شيء اختلج في نفسه. هذا شاب فلسطيني، لم يغادر غزة، ولم ينزوِ في مكان داخلها يبحث عن النجاة، ولم ينغمس في التنظير، ولكنه لاحق بكاميرته معاناة شعبه وأهله، وجعل من حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الأوثق لأخبار الغزيين في غمرة المذبحة والمجاعة، وهو لم يكن يبني شهرته على لحمهم المحروق وعظامهم المسحوقة، بل كان يضمّ لحمه إلى لحمهم وعظمه إلى عظامهم، ليدفع ثمن شهرته ملاحقة بالقصف، إلى حين استشهاده.
يبدو أنّ القضية بالنسبة للإسرائيلي، ليست أنّه ممنوع عليك أن تكون صحافيّا حرّا صادقا منحازا إلى شعبك وملتحما بهم فحسب، يبدو أنّه ممنوع عليك وجودك، ممنوع أن تحيا. يتكشف هذا الغيظ من وجود مجموعة بشرية أخرى بالإبادة والتجويع، وتحقق هذا الغيظ من الوجود الفلسطيني في غزة بهذا النحو، لا ينبغي أن يلغي الدهشة والحيرة من درجة هذا الغيظ ومستويات تحققه، إذ ماذا تبقّى لتدميره؟ وكم ينبغي أن يقتل من الغزيين ليشفى هذا الغيظ؟! لا يمكن قبول التصالح مع استمرار حادثة الإبادة اليومية للغزيين المحشورين في هذا الساحل الضيق لليوم 585، ولا يدري أحد كم ستمتد أكثر، فإن وجد أحدنا نفسه قد اعتاد على ذلك، ينضم حسن إلى عدد غير معروف من الصحافيين قبله، كما ينضم إلى عدد غير معروف من الفلسطينيين الأكثر نجاحا وتضحية وإصرارا على البقاء بين أهلهم وناسهم بالرغم من مواهبهم ومهاراتهم، وينضم إلى عشرات الآلاف الذين دُفنت معهم حاجاتهم، وطموحاتهم، وأحلامهم، وأمانيهمولا يتحسس الخزي والعار في نفسه، وعبثية حياته إن استمرت على حالها، فعليه أن يرثي نفسه قبل رثائه للغزيين، بيد أن رثاء عن رثاء يختلف، رثاء نفس ماتت الحياة فيها بالعار، ليس كرثاء نفس قُتِلت في موقف بطولة، أو طحنها القصف والجوع والمرض وبرد العراء وحرّه.
ينضم حسن إلى عدد غير معروف من الصحافيين قبله، كما ينضم إلى عدد غير معروف من الفلسطينيين الأكثر نجاحا وتضحية وإصرارا على البقاء بين أهلهم وناسهم بالرغم من مواهبهم ومهاراتهم، وينضم إلى عشرات الآلاف الذين دُفنت معهم حاجاتهم، وطموحاتهم، وأحلامهم، وأمانيهم. ألا يحق لهذا الصحفي أن يحلم بفرصة مهنية أفضل؟ كم من غزي عرفناه، وكان يتحدث عن مجموعته القصصية القادمة، وروايته، ودراسته العليا التي يخطط لها، ومستقبله المهني الذي يسعى إليه، وكم من مهندس وطبيب، وسوى ذلك من أصحاب المهن والمهارات أخذتهم الحرب، وكم من نفس طيبة خدومة معطاء ذهبت بها الحرب، وكم من ضحكة طفل وطفلة بشرت بجمال إنساني قادم قطفتها قذائف الإبادة قبل أن تتحقق بشراها؟!
ممنوع على الغزي أن يكون ذلك كله، ممنوع أن يحلم، وممنوع أن تتحرك في صدره الأماني، وعلينا أن نعيش حياة حالمة مفعمة بالسعي لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا! علينا أن نموت كمدا لا لأجل أخينا الغزي؛ ولكن لأجل ضياع فرصة هنا، وظهور عقبة هناك! يا للعار!
x.com/sariorabi