"مش هتفرقه عن الأصلي"| "الحاج أحمد العترة" يقيم أول متحف للتماثيل المقلدة بالأقصر.. صور
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يقف إبداع فنانو محافظة الأقصر، عند حد صناعة التماثيل التي تخطف الناظرين فحسب، خاصة وأن جميع الورش أو مصانع الألباستر بمدينة القرنة ملحق بها معرض صغير لعرض إنتاج هذه الورش من التحف والتماثيل وغيرها، ولكنهم قرروا أن ينفذوا طريقة مبتكرة لعرض ما أبدعته أناملهم، من خلال إقامة أول متحف للتماثيل الفرعونية المقلدة بالألباستر بالأقصر.
"البوابة نيوز" قامت بجولة داخل أول متحف للتماثيل الفرعونية المقلدة التى صنعها نجوم من الصناع الأقصريين المهرة الذين يبهرون سياح العالم خلال زيارتهم الأقصر، حيث تعتبر مهنة صناعة التحف المقلدة بأيادى مصرية مهنة عريقة وتراثية ورثها أبناء الأقصر عن أجدادهم القدماء المصريين على مر العصور حتى احترفوا تلك الصناعة اليدوية.
وعند دخولك لأول مرة هذا المتحف ينتابك إحساس بعبق التاريخ وتشاهد عظمة الفنان المصري، حيث تشاهد التحف المتنوعة والمصنوعة يدويًا "هاند ميد" بأيادى مصريين من أبناء البر الغربي، حيث تصنع تلك التحف من الأحجار التى يتم جلبها من جبل مدينة القرنة الجبل الأشهر فى الحضارة المصرية القديمة، وهى نفس الأماكن التى جلب منها الفراعنة الأحجار لصناعة حضارتهم العريقة على مدار آلاف السنين.
ويضم المتحف، مئات التماثيل من بينها تمثال على شكل رأس رمسيس الثانى وتوت عنخ آمون، وهناك أيضا تحفة فنية على شكل تابوت صغير لا يتعدى طوله 30 سم، ويوجد بداخله مومياء مقلدة أيضا يوجد مركب شراعية من حجر الألباستر القديم وأخرى مصنوعة من الخشب، وهناك تماثيل كاملة مقلدة يصل طولها إلى نصف متر.
وحول هذا المتحف، الذي يعتبر الأول من نوعه كشف الحاج أحمد العترة صاحب أحد مصانع الألباستر غرب الأقصر، إن صناعة التحف الفرعونية المقلدة من حجر الألباستر فى مدينة القرنة، تعتبر أحد أبرز فنون العمل بأيدي مصرية خالصة، ويتم تعليمها للجميع وهو وكافة أشقاؤه من خريجى الكليات وتعلموها أيضًا ليتوارثوها عن أجدادهم فهي المصدر الأول والأهم لهدايا السائحين غرب الأقصر.
وأوضح العترة، أن صناعة الألباستر تعد صناعة يدوية ومصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، وأنه لديه 3 مصانع وورشة لصناعة التحف التاريخية بمختلف أشكالها، فهناك تماثيل تحفر وتنقش من الحجر فتخرج قطعًا فنية لا تكاد تفرقها عن التماثيل الأصلية، وفي بعض الأحيان يستعان بالأتربة والكسر الناتج عن الحفر في صب تماثيل في قوالب جاهزة بعد خلطها بالمواد الكيماوية لمنحها درجةً من الصلابة وتلوينها بألوان لافتة للأنظار.
وأضاف، أن أغلبية المصانع لديها معارض خاصة بها، ولكن فيما يخص المتحف فقد جائتني الفكرة من المتحف المصري الكبير، فقررت إقامة مكان يتم فيه جميع التحف القديمة لنصنع بها متحفًا للنسخ المقلدة لأجدادنا ليقوم السائحون بزيارته مع رفضه لبيع أى قطعة منها لأنها إرث أجداده، وقمت بالتفنن في عمل الديكورات الساحرة لها وعرض القطع بطريقة مثيرة للاهتمام لجذب انتباه الزائرين الأجانب بجانب تنفيذ نوعيات من تكنولوجيا الإضاءة المبهرة لإظهار جمال التحف الفنية المعروضة، مضيفًا أن المتحف يوجد به أقدم النسخ المقلدة التى صنعها أجدادنا منذ سنوات طويلة يصل عمر إحداها إلى أكثر من 100 عام، لافتا إلى أنه على غرار هذا المتحف، أقبل جميع أصحاب مصانع الألباستر على عمل مثله داخل مصانعهم ليجمعوا بداخله القطع الفريدة التى يتم صنعها.
العترة: مهنة الألباستر لا يمكن أن تنقرضوتابع العترة، أن مهنة الألباستر لا يمكن أن تنقرض فهي مهنة المحترفين الذين لم يتلقوا التعليم فى المدارس ولا الجامعات فأغلبهم توارث تلك المهنة من أجدادهم وفي كل بيت بالقرنة ستجد هذه المهنة، التي يتعاون فيها الجميع من الكبير للصغير، كما أنها مهنة تراثية وتعتبر إحدى أهم الصناعات اليدوية فى المجال السياحي، موضحًا أن السائحين يعشقون منتجات الألباستر والتي من بينها أشكال وأحجام الفازات والتماثيل من الجير والملاكيت وحجر التركواز والأحجار الكريمة والبورسلين الذى يعد الأغلى بين هذه الأنواع، كما يتم صناعة الجعران الفرعونى بأشكاله المختلفة، والذى يلقى إعجابًا وإقبالًا من السياح من حول العالم.
IMG_2010 (Medium) IMG_2016 (Medium) IMG_2017 (Medium) IMG_2018 (Medium) IMG_2022 (Medium) IMG_2024 (Medium) IMG_2028 (Medium) IMG_2031 (Medium) IMG_2032 (Medium) IMG_2035 (Medium) IMG_2037 (Medium) IMG_2038 (Medium) IMG_2040 (Medium) IMG_2042 (Medium) IMG_2044 (Medium) IMG_2047 (Medium) IMG_2050 (Medium) IMG_2051 (Medium) IMG_2053 (Medium) IMG_2055 (Medium) IMG_2057 (Medium) IMG_2059 (Medium) IMG_2060 (Medium) IMG_2061 (Medium) IMG_2064 (Medium) IMG_2069 (Medium) IMG_2070 (Medium) IMG_2071 (Medium) IMG_2072 (Medium) IMG_2073 (Medium) IMG_2074 (Medium) IMG_2075 (Medium) IMG_2076 (Medium) IMG_2077 (Medium) IMG_2078 (Medium) IMG_2079 (Medium) IMG_2135 (Medium) IMG_2140 (Medium) IMG_2141 (Medium) IMG_2145 (Medium) IMG_2146 (Medium) IMG_2147 (Medium) IMG_2148 (Medium) IMG_2149 (Medium) IMG_2153 (Medium) (Medium) IMG_2154 (Medium) IMG_2157 (Medium) IMG_2160 (Medium) IMG_2162 (Medium) IMG-20241230-WA0048المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأقصر مدينة القرنة رمسيس الثاني الحضارة المصرية القديمة
إقرأ أيضاً:
الحاج حسن الإسكندراني.. المجذوب الذي فقد عقله نتيجة غدر الصحاب
على مقهى المحروسة بشارع خالد بن الوليد، القتينا نحن الثلاثة، يحاوطنا الليل على مقربة من منتصفه لبدء يوم جديد، فيما رائحة اليود تنعش الأجساد بروية فتطرد النعاس من العيون، أما عبده الإسكندراني رحمه الله، يحاصرنا بصوته ويأسرنا ببحة طربه وتنغيم المقام وتنويعه وتمويجه كأنما تسبح في الصوت لا تسمعه فقط ثلاثتنا.
رؤوف فاضل، نصف المتصوف ونصف الارستقراطي، سليل الأسرة التي يعمل أغلبها بالسلك الدبلوماسي، هو لا يحبذ التحدث عن هذا الأمر، يقول إن الناس تنجذب لبريق السلطة، لذا يحب التخفي ضمن العوام، لكن تفضحه بعض الأفعال، رغم السبحة التي لا تترك يده، كان عائدا لتوه من أرض الأحلام "الولايات المتحدة الأمريكية "حزينا في عودته، كان يود البقاء فترة أطول، ليكمل مشروعه مع صديقه الذي انتمى لتلك البلاد وحمل جنسيتها، لكن الأقدار قالت كلمتها.
حيث استيقظ صباح يوم ليجد أن عليه التوجه لقسم الهجرة طالبا منه المسؤول الأمريكي مغادرة البلاد ثم العودة مرة أخرى بسبب خطأ في سيستم التأشيرة وبصمة العين ،لذا عليه أخذ ختم المغادرة والدخول للبلد من جديد ،فلما فعل وعاد إلى مصر ،-والله شاهد أن ما أقوله الآن عزيزي القاريء هو الصدق حيث كنت شاهدا على الواقعة أنا كاتب هذه السطور "- ،متبرما من السيستم والتأشيرة وفعل القدر ، فحاولت التخفيف عنه ،ومضينا تجاه المقهى الأحمدي عقب صلاة العشاء في مسجد شيخ العرب سيدي أحمد البدوي ،ولما جلسنا ،جاء الرجل الذي يسير حافيا ونشهد أنا وهو فقط بسره مع الله ،ثم وقف أمام رؤوف ،قال له :"انس... مافيش أمريكا تاني ..." انصرف الرجل ،بينما تملك رؤوف الغضب ،وانا لم أعط الأمر شغلا في التفكير ،وودعني رؤوف وانقطعت أخباره لمدة قاربت الأسبوعين ،وإذ أجد اتصالا يحمل كود دولة الولايات المتحدة ،أرد فيجيبني رؤوف بضحكة جهورية ،ويقول :"روح قول للراجل المجذوب أنت أونطة أنا في مطار أمريكا أهو وخلاص داخل أخد ختم الدخول "..الحق أنني اندهشت ،تحيرت ،طيلة تجاربي مع هذا الولي الخضري كانت كراماته صادقة ...مر على اتصال رؤوف ساعة ...وإذ بالرقم يتصل مرة ثانية :" الله يخرب بيت قعدتك يا رامي يامنشاوي ...روح دور على الراجل الطيب واعتذر له ...ضابط التاأشيرة رفض يدخلني البلد وانا منتظر الطائرة العائدة لمصر وقاعد زي الشحات في المطار ...أنا أسأت الأدب مع أهل الله "....
ما الذي يجعلني عزيزي القاريء أن أحكي لك هذه القصة عن صديقي رؤوف ؟ّ!..ولما انتقلت بك من مكان الحدث الحالي الأسكندرية لقصة قديمة حدثت لرؤوف وعدت بك إلى طنطا ؟...ربما أردت أن أنقل لك خلفية الحضور للأشخاص طالما شرفت باستضافتك أخي القاريء على تلك المنضدة المتواضعة بمقهى المحروسة بشارع خالد بن الوليد في الأسكندرية ...فاغفر لي إطالتي وأكرر طلبي في ما أكتبه لك دوما أن تستطيع معي صبرا.
أما صديقي الثاني فهو حسن عمران ،صديق الطفولة وقدر الرحلة ،رؤوف ليس عميق الصلة بحسن ،إذن كيف اجتمع الاثنان ؟..سأخبرك ..أما حسن فقد عاد من أسبوع من الخليج العربي ،يعمل معلما هناك ، كان لا يحمل للدنيا هما ،إذا رأيته تحسبه لا يتوقف عن الضحك ،وركز على الفعل كان عزيزي القاريء ،حسن عاد من الغربة منذ أسبوع ،أخبرني أنه أصبح مريضا بارتفاع مزمن في ضغط الدم ،حزنت له وأدركت أن لك شيء مقابلا ، رؤيتنا الآدمية دوما قاصرة طامعة غير قانعة ،الشيلة اما تقبلها كلها أو ترفضها كلها ،دوما ننظر للجزء الذي يغري العنصر الناري فينا يغري النفس، فلوس الخليج وسعر الصرف مقابل تغييره بالجنيه المصري ...طلب مني رؤوف أن يذهب لمكان بعيد لا يود الحديث لأحد، فقط يظل كعادته صامتا متأملا ،هو من أصحاب الأحوال كما لقبته منذ معرفتي به ،ملول ،سريع التغير ،مزاجي ،فجأة يقف ،فجأة ينصرف دون أن يودع أحدا ،هكذا عليك تقبله إذا التقيته ....وحسن هاتفني يخبرني أنه يشتري بعض الونس والألفة والبهجة محاولا اقناع نفسه بأن مال الخليج سيرطب على روحه ،طلب مني أن ألتقيه في الأسكندرية ،وخطط القدر لثلاثتنا ....
أنت الآن ضيفنا الرابع على المنضدة ،تجاوزنا منتصف الليل ،بعض الجالسين لا يبدون غرباء مثلنا ،منهمكين في لعب الطاولة وبعضهم يلعب الدومينو ،والأغلبية منهمك ومشغول ومسكون بلعنة العصر ....الهاتف الأندرويد القاتل والمحتل لآدميتنا .
رؤوف في تأمله ،حسن يضحك ثم يتناول هاتفه ويتحدث مع ابنته ،أنا غارق مع عبد ه الأسكندارني. ثم فجأة يطفأ الرجل صوت عبده الأسكندراني ،تتملكني حالة من الضيق لاستكمال الموال ،يأتي الرجل الذي يلبي طلبات النزلاء بالمقهي ،أتحدث اليه بانفعال "قفلتوا ليه موال عبده الاسكندراني ؟"...يبتسم الرجل الذي استوعب غضبتي مجيبا بتودد :"ظهر أبو الموال اللايف ...سيد الاسكندراني وهتسمع أحلى موال بس انت ركز في الحدوتة "...أتأمل يمينا ويسار ،وأخال الرجل قد استخف بعقلي ،فيظهر من خلفي ذلك الرجل ،أو قل تلك الكومة لبشرية ،ترجل خطوات بقدم حافيه ،أحاول تأمل وجهه وملامحه ،أخفاه بصبغات ورنيش الأحذية كأنما يود التنكر والهرب من شخصيته ،جلباب بني معلق في رقبته العديد من السبح الضخمة كأنما هي أغلال تعانق روحه وتكبل جسدة وتذكره بأمر ما ...الرجل يمسك في يده المظهر "الرق "...الدف بالشخاليل ...يقف أمام الجميع فيترك كل فرد ما في يده ،يقول رجل اشجينا ياحاج سيد ،من هو ذلك الرجل ...؟...تتيقظ كل حواسي فور سماع نبرة الآهة الحالمة الحزينة الشجية الوليفة العذبة الخارقة لكل حصون مشاغل الحياة ...يتحدث بل ينتحب بل يطربنا الموال :"الندل لما شبع ماعرفش مين صاحبه أما العويل لو شبع بيدوس على صاحبه ..اكمن صاحب مالية وفي البلد ماشي ..اللي يحبك يجيلك عالقدم ماشي ..مدام معاك حظ ...او تعمل من الخشب ماشي....والفقير لما يدن في مالطة مين يقول ماشي"....ضيعت مالي على الواطيين ...ضيعت مالي شمال ويمين ..معاك فلوس تلقى حبايبك ...قصاد عيونك طوالي"
الرجل الذي ترك ذقنه حتى طالت لنصف متر أو يزيد ،عم سيد الاسكندراني ....،يقول رجل ممن يجاورنا :" ياااه ياحاج سيد كان خيرك مغرق بحري للأنفوشي ربنا يلطف بيك "،التقط من الرجل كلماته ،لا يقبل عم سيد مالا من أحد ،يقول الموال وينشده ويأخذ كوب الشاي ويمضي جهة البحر ،اقفز من مجلسي للرجل الذي تحدث عن عم سيد...اقتحم الجلسة التي يجلسها مع أصدقائه أسأله بلا تأدب أو استئذان :"مين عم سيد الاسكندراني وايه حكايته ؟" فيسألني الرجل :أنت من بحري ؟ فأجيبه باني من طنطا فيقول الرجل :"شيء لله يا شيخ العرب " لكن لكي تود أن تعرف الحكاية عليك أن تتحدث مع الحاج فايز كان صاحبه وعارف قصته ،
وأين أجد الحاج فايز ؟
في مكتب العقارات الذي يجاور سيدك المرسي ،هل سيكون متاحا الآن؟،يلحظ الرجل اهتمامي فيسأل :"أنت شاغل نفسك ليه ومهتم بحدوتة الحاج سيد الاسكندراني ...؟أجيبه :"عايز اكتب قصته للناس ... "عقب اتصال من الرجل في المقهى بالحاج فايز ، قصدت المشروع "السرفيس من ناصية الكورنيش "خمس دقائق للوصول أمام ساحة سيدي المرسي ابي العباس ،كنت قد استأذنت في أدب من صديقي ،رؤوف أخرج سبحته يحوقل لمشهد الرجل ،بينما حسن شاخص بوجهه وأنا استأذنتهم عشر دقائق ريثما أعود ،ولم يطلب مني نفر منهما أن يشاركني المسير فمضيت ...
-أيه حدوتة عم حسن الاسكندراني يا حاج فايز ؟.
-حدوتة اسمها غدر الصحاب .
عايز اعرفها لو تكرمت ؟ وهل كل أهل اسكندرية على علم بها ؟
-كل أهل الماكس يعرفون الحدوتة لأنها لا تزال في الأذهان ،الحدوتة من 2008 ليست ببعيدة لكي ينساها الناس .
ايه الحدوتة ؟
-حسن الاسكندراني كان من أغنياء الماكس ومنطقة بحري ،كان بيتاجر في الأراضي والعقارات زي حالاتي ،بس هو ربنا فتح عليه من وسع بسبب أرض العامرية ،اشتراها في الرخص ولما دخل العمار عليها بقى من أصحاب الملايين لما كان للملايين قيمة ،وكان حسن شاطر وبيعرف يبيع ويشتري ،أخد الفلوس واشترى أراضي في العجمي بسعر رخيص وعملها عمارات والعمارات اتباعت شقق وكترت الملايين مع حسن ،لدرجة إنه كان كل يوم بيعزم صحابه في مطعم شكل ولون ،وبعدين اشترى يخت لمزاجه يطلع بيه البحر يدلع نفسه ،حسن كان وحيد وماعندهوش اخوات ،وجدع مع أصحابه ،اللي نعرفه وشفنها بعنينا ،انه اختفي أسبوعين ،وورجع ماشي حافي على شط الماكس يكلم نفسه ،والناس قالت اتهبلت ،وطبعا رحنا مكتب العقارات والعمارة للي كان فيها نسال عليه بما اننا في نفس الكار والشغلانة ،لكن لقينا طقم حراسة من اللي بتطلع في التلفزيون ،وقالولنا انه صفى املاكه وباعها ....وماحدش يجي يسأل عنه تاني ،وفجأة الأهالي اللي تعرف حسن لقيته نايم على كرتونة جمب جامع سيدي المرسي أبو العباس ،ولما الناس كانت تيجي تساله في ايه وايه للي حصلك كان يغني موال الصحاب الغدارين ويمسك صفيحة ويقعد يطبل عليها ،واستمر حاله كده سنة ورا سنة ،يختفي ويظهر في بحري ،قعدته دلوقت ما بين سيدي المرسي وبين شط الماكس الصيادين بتحبه ،يجبلهم شاي وسكر ويقعد يغني موال معاهم وبعدين يمشي في ملك الله ...
-وازاي حصل غدر الصحاب ؟
- شوف الحكايات كتير ،بس منهم حكاية هو قالها في موال مرة وما قالهاش تاني ،قال انه كان في قعدة كيف ومزاج ،وكان معاه صحابه وشربوه ومضوه وبصموه على بيع املاكه ،وفي حد من المحامين حب يتطوع ويمسك قضية حسن ويطلب باستراداد أمواله اللي اتضحك عليه فيها ،لكن حسن فقد عقله وبقى هايم في ملك الله ،ولما حد يقوله اعمل توكيل ونرفع عليهم قضية ،يشاور على السما ويقول :"انا منتظر حقي من الملك قضيتي عند الملك ,,,ويضحك شوية ويعيط شوية ...وهي دي حدوتة حسن ....ضحية غدر الصحاب والنوم عالرصيف بعد ما كان بينام عالحرير ...
- لكن لما يطلي وجهه بورنيش الأحذية ؟
- ناس تقول يمكن عشان يخبي شخصيته وماحدش يعرفه .
انصرف بأدب من ضيفي ،كأنما أجد الحاج حسن الأسكندراني يتجلى أمامي بمواله وصوت دندنته في أذني ،كأنما يهمس لي بسر ،سر طلاء الوجه بالورنيش ، كانما يود إيصال رسالة للآخر ،يخبرهم أن المال زائل والسلطة زائلة ،والملك زائل ،،،كأنما يقول أن وجهه يلطخه بالورنيش كأنما يصفع نفسه بالنعال ،ربما ندما ،ربما طلبا الغفران من الخالق ،ربما تذللا بظاهر الأمر وباطنه ...وربما للأمر تأويلات أخرى لا نستوعبها نحن من سمع مأساة هذا الرجل .